نوعام أمير – مكور ريشون
في الأسابيع الأخيرة، عادت أعمال “الشغب” على السياج الفاصل في غلاف غزة، بجرعات دقيقة من إبداع حركة حماس.
ولنبدأ بالقول، لا شيء يحدث في أعمال “الشغب” دون سيطرة حماس، بما في ذلك عدد المشاركين ومستوى اللهب، وطبعًا العبوات والذخيرة التي تلقى هناك؛ كل شيء من حماس.
إسرائيل كانت قد جهزت رزمة لا بأس بها للقيام بمشاريع مدنية لصالح سكان قطاع غزة، لكن في حماس كانوا قد شخصوا الفرصة، وقرروا الاستفادة منها: الابتزاز مقابل التسهيلات. قبل أسبوعين، دخل السفير القطري المختص بالشؤون الغزية مع نصف المال المتفق عليه، كان بحوزته 13 مليون شيكل فقط، بدلًا من 25 مليون التي تحول كل شهر، دخل ومعه رسالة معدة مسبقًا بأن الأموال هذه المرة مُخصصة فقط للمواطنين، والمبلغ المقدم لتمويل التنظيم احتجز كضمان للهدوء إلى ما بعد الأعياد اليهودية.
كان هذا عملًا مُنسقًا بين إسرائيل ومصر مع القطريين، الذين شخصوا ما شخصته حماس؛ الخضوع الإسرائيلي.
هنا، في البلاد، يتحدثون منذ فترة طويلة عن مرحلة من التسهيلات الأخرى للقطاع؛ إسرائيل قررت تقديم “جائزة” من نوع ما لحماس، التي لم تتدخل في الجولتيْن الأخيرتيْن في المواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي الفلسطيني، ووقفت جانبًا. من بين الكثير من الأمور، دار الحديث هناك عن منح تسهيلات، منها دخول حوالي 2000 عامل آخر في اليوم، وزيادة في المال القطري، ودراسة التصريح لبناء محطات طاقة أخرى، بهدف زيادة كمية الكهرباء المنتجة في غزة.
في حماس، على ما يبدو شخصوا الفرصة وقرروا ركوب موجتها. انتقل التنظيم، أمس الأحد، إلى أسلوب اختلاق الأعذار. ورغم أن نشطاءهم يتوافدون إلى السياج منذ عدة أسابيع، فقد ربطوا بين أحداث “الشغب” وبين حدث البوق في المسجد الأقصى. طبعًا، لا توجد أيّ علاقة بين الحدثيْن، سوى ضم التصعيد إلى التصعيد.
هذا الصباح، تقررت خطوات عقابية أو بالأحرى خطوات تلميحيه. منسق أعمال الحكومة في المناطق أعلن، أمس، أن الإغلاق المفروض سيعود جزئيًا، وأن فتح معبر ايرز لدخول العمال الغزيين إلى إسرائيل سيؤجل لـ 24 ساعة أخرى.
“القرار اتخِذ مع الانتهاء من جلسة تقدير أمنية للوضع، وبما يتناسب مع توجيه وزير الأمن ورئيس الأركان، وفتحه من جديد سيُدرس بما يتوافق مع تقدير الوضع في المنطقة” كما ورد من مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق.
إسرائيل تعيد الكرة الآن إلى القطاع، وعليهم هناك أن يقرروا إلى أيّ حد يعصرون الليمونة. في غزة أيضًا، عليهم أن يأخذوا بالحسبان أن هناك حدود، وأن هذا ربما ينتهي بتصعيد يؤجل – بشكل خطير – الحصول على الأموال، والسماح بدخول العمال واللفتات الأخرى.
اقرأ/ي أيضا: الاحتلال يؤكد زيادة حصة العمال أحد أسباب التدهور الأمني على حدود غزة