أكدت الفصائل الفلسطينية أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة وعدوانه الأخير على مدينة نابلس، والذي أسفر عن ارتقاء 10 شهداء وإصابة أكثر من 100 مواطن.
بدوره قال محمد حمادة الناطق باسم حركة حماس في القدس المحتلة: “نزف شهداء نابلس اليوم وهم كوكبة من المقاومين تؤكد أن المقاومة مستمرة ولن ينكسر شعبنا مهما بلغ وواجه من إجرام الاحتلال في الضفة”.
وتابع حمادة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية: “حقيقة أن جزء من الشهداء والجرحى في نابلس من الأطفال والنساء تدلل على إجرام ووحشية الاحتلال وتؤكد أنه يستخدم كثافة النيران ليغطي على خيبته”.
وبيّن أن “شعبنا ومقاومته وشبابه فوق الاختبار في كل المحطات سواء في جنين أو عقبة جبر أو المسجد الأقصى واليوم في نابلس، ودوماً يأتي الرد سريعاً من شعبنا الثائر ليؤكد أن دماءه لن تذهب هدراً”.
وأكد حمادة أن الاحتلال لم يحقق ما كان يريده وهو كسر ارادة الشعب الفلسطيني، مضيفاً: “واقع الحال لدى الاحتلال يؤكد أنه يتخبط على كل المستويات سواء الداخلي أو في التعامل مع شعبنا وقضايا أخرى، وذلك بسبب الانحلال السياسي لديه”.
وشدد على أن الشعب والمقاومة مستعدان لمواجهة إجرام الاحتلال الذي أظهر الوجه الحقيقي له بأنه مجرم سفاح يحاول إنهاء المقاومة المتصاعدة دون فائدة.
بدوره قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن ما جرى في نابلس عملية اغتيال واضحة من قبل العدو تضاف لجرائمه وتهدف لثني المقاومة وإضعافها.
وأكد سلمي في تصريح لمصدر الإخبارية أن المقاومة مستمرة والاحتلال إلى زوال لبسالة أبناء سرايا القدس والمقاومة كافة في الضفة.
وأردف أن رد المقاومة سيكون واضحاً تجاه هذه الجرائم والاحتلال سيدفع ثمنها ولا يمكن أن تمر بدون رد، وهو من يتحمل مسؤولية ذلك.
في السياق أكد ديمتري دلياني المتحدث باسم تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن ما قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ صباح اليوم في نابلس، يأتي في إطار استمرار مسلسل الارهاب الذي تمارسه حكومة الاحتلال الفاشية بحق الفلسطينيين.
وأردف دلياني في تصريح وصل مصدر الإخبارية نسخة منه أنه “بعد موافقة السلطة على طلب الادارة الأميركية بسحب مشروع قرار يدين الاستيطان وعدد الإجراءات الإسرائيلية الاحتلالية في مجلس الأمن الدولي مقابل تقييد عمليات الجيش الاحتلال بالضفة، ها هو جيش المُستعمرة الصهيونية يرتكب عملية عسكرية ارهابية واسعة في نابلس ويغتال عدد أبناء شعبنا وينسحب بدون اي رد فعل فلسطيني رسمي يرتقي لمستوى الجريمة”.
وأكد أن شعبنا لن يكل او يمل في مشواره الكفاحي للدفاع عن حقوقه المشروعة، وأن جرائم الاحتلال لم ولن تحول دون تقدمنا نحو الحرية والانعتاق من كابوس الاحتلال البغيض.
هل تدخل غزة على الخط بعد عدوان نابلس؟
المحلل السياسي طلال عوكل اعتبر أن تصريح الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة بأن صبر المقاومة أخذ ينفد يعني أنه لم ينفد بعد، والأرجح أنه يعني تأخر دخول غزة على الخط لأسباب واضحة ليس فقط ضغوط ووساطات، ولكن ربما دخولها على الخط سيؤدي لتوحيد الوضع الإسرئيلي الداخلي وتهدئة الاحتجاجات والتعارضات.
وتابع عوكل لشبكة مصدر الإخبارية بأنه من المهم ضبط الوضع الفلسطيني بما لا يسمح بتهدئة الوضع الداخلي الاسرائيلي، مضيفاً: “غزة التي خاضت عدة حروب دوماً تدفع الثمن، ولكن برنامج المقاومة يضع في الحسبان أن هناك تصاريح لعمال غزة ومنحة قطرية ويفكر في المصلحة العامة، كما أن دخول غزة على الخط يكون بحساب سياسي وتفكير بنتيجته التي لن تكون لصالحنا في هذه الظروف”.
ولفت إلى أن تصاعد انتهاكات الاحتلال وجرائمه في الضفة يعود لسببين: الأول حرف الانظار عن الوضع الداخلي والمزايدة على المعارضة الإسرائيلية في موضوع الأمن ومحاولة إثبات أن الحكومات السابقة ضعيفة، والآخر رسالة للمجتمع الدولي الذي طالبه بالامتناع عن التوسع الاستيطاني بأنه ماضٍ في مشاريعه حتى وإن قام بتعليق الاستيطان مؤقتاً، إلا أنه لن يتراجع عن سياساته.
وأضاف عوكل: “الواضح أنه لا توجد سيطرة في الحكومة الاحتلال وهناك تعارضات بين إيتمار بن غفير والشرطة وغيرهم، وهم لا يعرفون كيف يواجهون المرحلة القادمة خلال في شهر رمضان، ولكن هناك مستوى قادم من التصعيد وحرب شاملة على الفلسطينيين، ولاتوجد هناك توجهات لخفض التصعيد، فإن كان نتنياهو يحاول إصدار تصريحات للتهدئة هناك من يشعل الأوضاع أمثال بن غفير”.
اقرأ أيضاً: حصيلة شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس