تعليقاً على ما جرى في جنين بقلم: عبد الغني سلامة

أقلام-مصدر الإخبارية

حدث كثيراً في البلدان الديمقراطية أن يهاجم المواطنون رئيس الدولة، أو رئيس الحكومة، أو أحد المسؤولين الكبار فيقذفونه بالبيض أو بالبندورة، أو يحملون لافتات منددة به، أو يصرخون في وجهه.. أو أي شكل آخر من أشكال الاحتجاج والتعبير عن الغضب، أو عدم الرضا تجاه هذا المسؤول أو ذاك.. فهذه ممارسة عادية ومشروعة.

وفي المقابل لا تقوم الشرطة باعتقال المحتجين، ولا تتم محاسبة أحد على فعلته. وعندما حاكم القضاء الفرنسي المواطن الذي صفع الرئيس ماكرون على وجهه كانت التهمة “إعاقة موظف حكومي عن أداء عمله”، وكانت العقوبة السجن بضعة شهور فقط.. بمعنى أن الصحافة والرأي العام تتعامل مع تظاهرات الاحتجاج بإيجابية، ولا تعتبر أنها تنزع الشرعية عن ذلك المسؤول، ولا يتم اتهام أحد بالخيانة والفساد (ما لم يصدر حكم قضائي بذلك).. كما لا يتم اتهام المحتجين بالعمالة وخدمة الأجندات الخارجية.

في بلداننا نفهم موضوع الاحتجاج بطريقة مغايرة ومختلفة تماماً، سواء من قبل السلطات أو من قبل الجماهير؛ فإذا خرجت تظاهرة احتجاج حتى لو كانت صغيرة فإن السلطة توجه لائحة اتهام بحق المحتجين تضمن دخولهم السجن، طبعاً بعد تعرضهم للضرب والتنكيل في الشارع.. وفي المقابل يعتبر الرأي العام أن المحتجين دوماً على حق، وأن السلطة تمثل الباطل!

وإذا كان الاحتجاج موجهاً إلى قائد بعينه فإن هذا القائد سيفقد شرعيته على الفور!

وهذا الشكل المرَضي في فهم الاحتجاج والحق في التعبير ناجم عن مرض نقص الديمقراطية، أو هو من أعراضه.. لا فرق.. فلا السلطة تتفهم حق المواطنين في الاحتجاج والاعتراض، ولا المجتمع معتاد على الحوار والاختلاف والتعددية، ولا الجماهير تتفهم طبيعة السلطة (أي سلطة) بتركيبتها، وإمكانياتها، واشتراطاتها، والتقييدات والتحديات التي تواجهها.. ولا تتفهم الطبيعة البشرية للقادة والمسؤولين.. الجماهير دوماً تريد حكومة نقية ونظيفة وقادرة وفاعلة وتؤدي مهامها على أكمل وجه.. وتريد المسؤول بلا أخطاء ولا عثرات.. وهذا حق مشروع للجماهير.. وذلك واجب على السلطة.. وهناك يكمن التناقض؛ أي بين ما هو مفروض وما هو ممكن وواقع.

في جنين، وبعد هجمة احتلالية غاشمة واستشهاد عدد من المواطنين وتخريب الشوارع وهدم البيوت، وتشريد الناس.. قام وفد من قيادات فتح بزيارة مخيم جنين والمشاركة في تشييع الشهداء.. وأثناء إلقاء محمود العالول كلمته التأبينية بدأ أحد المواطنين بالصراخ في وجهه ومطالبته بالسكوت، ما فتح المجال لعدد آخر للصراخ والتعبير عن الغضب واللوم والعتاب في وجه قادة فتح.. ليتحول المشهد إلى نوع من الفوضى والهتافات المطالبة بطرد قيادات فتح.

ما حدث كان يمكن اعتباره حدثاً عادياً، وشكلاً مشروعاً للاحتجاج، فمن حق الجماهير أن تعبر عن رأيها، ومن واجب القيادات أن تستمع لها وأن تتفهم غضبها.. لكن وسائل إعلام معينة استغلت الحدث، وقامت بتضخيمه، وتحميله أكثر مما يحتمل لأهداف سياسية غير بريئة.

في داخل فتح انقسمت الآراء بين من رأى في الحدث شكلاً مشروعاً للاحتجاج، مقللاً من شأنه، ومن رآه مؤامرة تستهدف فتح، والتشكيك بشرعيتها، تمهيداً لسحب البساط من تحتها، أي برؤية تضخيمية.

شبكات الإعلام التابعة لحماس والإخوان المسلمين (ومنها الجزيرة) تناولت الحدث بطريقة انتهازية، وبدأت تتحدث عن نهاية فتح، وسقوطها شعبياً، وأن الجماهير طردت قياداتها، وأن هؤلاء فاسدون وخونة..

بعد يومين عاد وفد أكبر من قيادات فتح ومسؤولون بارزون في السلطة إلى مخيم جنين، ليجدوا أمامهم استقبالاً شعبياً مرحّباً، وقد كان في مقدمة المستقبلين أبناء كتيبة جنين وعدد من المسلحين والمواطنين، ومنهم ذوو شهداء.. في خطوة اعتبرت أقوى رد عملي على الموجة الإعلامية المحمومة والممنهجة والتي تستهدف فتح والسلطة لأغراض مشبوهة بات يعرفها الجميع.

ولكن هل هذا يعني نهاية الأزمة؟ الجواب لا..

اقرأ/ي أيضا: حركة فتح: معركة جنين تحول نوعي في مجرى الصراع مع الاحتلال

صحيح أن المشكلة نفسها قد حلت وتم احتواؤها من قبل الحكماء والشرفاء الحريصين على وحدة الصف وعلى درء أي فتنة، والتفرغ لمجابهة الاحتلال..

ولكن على قيادات فتح أن تدرك أن ما حدث أكثر من مجرد إنذار.. (بعيداً عن تدخلات حماس وسلوكها المريب واستهدافها المشروع الوطني..)، عليهم أن يدركوا حجم الغضب الشعبي واللوم والعتاب المحتقن في عقول وأفئدة الجماهير؛ بسبب غياب فتح عن المعركة، وعن تأخرها في مواكبة الأحداث، وعن تقدم الجماهير عليها.

سيقول البعض إن فتح حاضرة، وبقوة، بدليل أن العدد الأكبر من الشهداء والأسرى والمشتبكين هم من أبناء فتح.. وهذا صحيح، لكن السؤال الذي يعتصر قلوب الجماهير بحسرة، وخاصة جماهير فتح: أين دور قيادات فتح؟ وأين حضورها الرسمي؟ والإعلامي؟ ولماذا تمسكها بالسلطة؟ وأين هي من الخطاب الثوري المقاوم والممارسة الثورية في الميدان التي بسببها نالت مشروعيتها؟ ولماذا تصر على إبراز بعض الوجوه التي باتت محروقة ومكروهة من قبل الشارع؟ أسئلة كثيرة ومرعبة تقف خلف سدود “الخوف من الفتنة”، و”الحرص على الوحدة الوطنية”، و”الخشية من الدور المرتقب لحماس”، و”الأولوية لمواجهة الاحتلال”.. وغيرها من السدود التي تحمي “مؤقتاً” قيادات فتح من الشارع الفتحاوي نفسه.

صرخة ذلك المواطن في وجه قيادات فتح فتحت ثغرة في السد، ستتبعها صرخات وصرخات، وإذا لم تجب فتح عن كل هذه التساؤلات ستتسع تلك الثغرات، وسينهار السد.

وإذا انهار السد، ستسارع إسرائيل إلى إخراج مشاريعها الجاهزة من الأدراج.. وهي مشاريع كارثية ونكبوية.. يعني على خصوم فتح والمراهقين السياسيين أن يتذكروا مقولة “أُكلت يوم أُكل الثور الأسود”.

على فتح أن تدرك أن الأمور ليست على ما يرام، وأن حالنا بائس وخطير، وأن الجماهير محتقنة وغاضبة.. عليها أن تسارع إلى عقد المؤتمر الثامن، شريطة ألا يكون نسخة عن سابقيه، بحيث تعود إلى كادرها الأصيل (وليس الموالي)، وإلى خطابها الأصيل، وإلى نهجها المقاوم، وأن تنظف نفسها من الطحالب التي تسلقت عليها في سنوات ضعفها.

وما زال الأمل بشعبنا كبيراً.. ولكن، التاريخ لا يرحم، والسياسة لا تقبل الفراغ.

وزارة الأسرى تحذر من ارتكاب مزيد من الجرائم المروعة في جنين

رام الله-مصدر الإخبارية

أفادت وزارة الأسرى والمحررين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مارس جرائم مروعة بحق أبناء شعبنا في محافظة جنين خلال اليومين الماضيين، ارتكزت على تنفيذ إعدامات ميدانية واعتقال أكثر من 150 مواطنًا.

وذكرت وزارة الأسرى في بيان اليوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال اعتاد على تنفيذ الاعدامات الميدانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني عند اعتقالهم أو السيطرة عليهم، إضافة إلى إجراء تحقيق ميداني قاس جدا بحق المعتقلين.

وحذرت الوزارة من ارتكاب المزيد من الجرائم في حال استمرار عدوان الاحتلال على جنين، داعية لتدخل دولي عاجل لوقفه.

ودعت الوزارة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لتنفيذ زيارات عاجلة للمعتقلين من محافظة جنين والاطلاع على ظروف اعتقالهم وضمان سلامتهم.

اقرأ/ي أيضا: إدانات عربية ودولية واسعة للعدوان الإسرائيلي على جنين ومخيّمها

يشار أنه لليوم الثاني على التوالي، تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة ومخيم جنين، أسفرت عن ارتقاء 10 شهداء، وإصابة أكثر من 120، بينهم نحو 20 مصاب بجروح خطيرة.

ومنذ ساعات فجر يوم الإثنين الأولى تشن قوات الاحتلال اجتياحاً برياً وجوياً على المدينة ومخيمها.

ووصف مواطنون الاجتياح بأنه الأعنف منذ العام 2002 الذي ارتكب الاحتلال به مجزرة داخل المحتل.

وفجر الثلاثاء أجبرت قوات الاحتلال مئات الأهالي من مخيم جنين على إخلاء منازلهم، وسط استمرار الغارات الجوية، ما يؤشر على على إمكانية توسيع العملية العسكرية زمنياً ومكانياً.

قوات الاحتلال تحاول الوصول لوسط مخيم جنين

جنين- مصدر الإخبارية

أفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال يحاول الوصول لوسط مخيم جنين بمختلف الوسائل.

ولفتت المصادر إلى أن جيش الاحتلال يحاول التقدم للوصول لوسط المخيم من خلال فرق المشاة بتغطية جوية لكن جميع المحاولات فشلت، وحتى اللحظة تواجد قوات الاحتلال محصور في اطراف المخيم.

ومنذ ساعات فجر الإثنين الأولى تشن قوات الاحتلال اجتياحاً برياً وجوياً على المدينة ومخيمها.

وأسفر الاجتياح بحسب وزارة الصحة عن ارتقاء 10 شهداء وإصابة العشرات بينهم حالات حرجة برصاص الاحتلال.

ووصف مواطنون الاجتياح بأنه الأعنف منذ العام 2002 الذي ارتكب الاحتلال به مجزرة داخل المحتل.

وفجر الثلاثاء أجبرت قوات الاحتلال مئات الأهالي من مخيم جنين على إخلاء منازلهم، وسط استمرار الغارات الجوية، ما يؤشر على على إمكانية توسيع العملية العسكرية زمنياً ومكانياً.

وفي السياق دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة مدعومة بآليات ثقيلة وطائرات حربية إلى جنين.

وأفاد المسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل أن الاحتلال الإسرائيلي أرغم نحو ثلاثة آلاف من سكان مخيم جنين مغادرة منازلهم والخروج من المخيم منذ بدأ الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عملية عدوانية واسعة في المنطقة الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأوضح “جبريل” في تصريحات لمصدر الإخبارية، أن طواقم الهلال نقلت أكثر من 100 مواطن من كبار السن والمقعدين والمرضى إلى المستشفيات، ورافقت نحو 3000 مواطن أثناء خروجهم من المخيم.

الخارجية الفلسطينية تدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان على جنين

رام الله-مصدر الإخبارية

دانت وزارة الخارجية والمغتربين، عدوان الاحتلال الهمجي على شعبنا في جنين ومخيمها، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعياته وما يسفر عنه من جرائم ضد المواطنين المدنيين العزل وممتلكاتهم.

وقالت الخارجية في بيان صحفي اليوم الإثنين، إن هذا العدوان يندرج في إطار سياسة إسرائيلية رسمية لتكريس منطق القوة العسكرية في التعامل مع شعبنا الأعزل وقضيته العادلة بديلا عن الحلول السياسية للصراع.

ودعت الخارجية الفلسطينية بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا، ودعت الجنائية الدولية إلى الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، فجر اليوم الاثنين، إلى أربعة.

وقالت وزارة الصحة إن عدد الشهداء ارتفع إلى 4 فيما جرح 27 آخرين بينهم 7 في حالة الخطير بجنين.

ووفق وزارة الصحة فإن شهداء جنين هم: سميح فراس أبو الوفا وحسام محمد أبو ذيبة وأوس الحنون واللذين ارتقيا جراء اصابتهم برصاصة في الصدر، أما الشهداء نور الدين مرشود ارتقى بعد إصابته برصاصة بالرأس.

وذكرت وزارة الصحة ارتقاء الشهيد محمد عماد حسنين إثر اصابته برصاصة في الرأس خلال اشتباكات في مدينة البيرة قضاء رام الله.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، سلسلة غارات جوية على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط اقتحام كبير للمدينة، واشتباكات عنيفة مع مقاومين فلسطينيين.

اقرأ/ي أيضا: تيار الإصلاح: الاحتلال واهم إذا ظن أن عدوانه سيكسر جنين

لماذا اضطر سلاح الجوّ الإسرائيلي إلى دخول المعركة في جنين؟

مقال- محمد جرادات

ما الذي استجد في ميدان جنين، وهي التي أطلق “جيش” الاحتلال ومنظومته الأمنية حملة “كاسر الأمواج” ضدها، فاعتقل وقتل وجرح الآلاف طوال عامين؟ كيف أفلتت جنين أمام هذا الكم الهائل من البطش والتوحش، وهي المدينة الصغيرة؟

ظهر الطيران الحربي الإسرائيلي مضطرباً خلال تحليقه في سماء جنين بعد دقائق قليلة من انفجار العبوات الناسفة في مدرعاته وآلياته العسكرية. أخذ هذا الطيران يطلق بالونات حرارية تارة، وإشارات ضوئية تارة أخرى، إلى أن بدأ يطلق صواريخه باتجاه الأرض للمرة الأولى منذ 20 عاماً. حدث هذا الأمر في الضفة الغربية، وهي الأرض التي يستبيحها المحتل الإسرائيلي منذ انتفاضة الأقصى، وخصوصاً بعد معركة جنين عام 2002.

ما الذي استجد في ميدان جنين، وهي التي أطلق “جيش” الاحتلال ومنظومته الأمنية حملة “كاسر الأمواج” ضدها، فاعتقل وقتل وجرح الآلاف طوال عامين؟ كيف أفلتت جنين أمام هذا الكم الهائل من البطش والتوحش، وهي المدينة الصغيرة بمخيمها وريفها المحدود المساحة والسكان، والتي تمثل خاصرة رخوة بين جمع من معسكراته المحيطة بها كالسوار في المعصم، حتى تطلّب دحول طيران الأباتشي ليقصف، ثم طيران “أف 16” لتوفير الدعم؟!

وصلت طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية على عجلة لنقل الإصابات التي تتابعت في صفوف القوات الخاصة من وحدة “اليسام”، سواء في مدرعة النمر حديثة التصنيع أو في آلياته وجرافاته العسكرية. وقد تراوح مجموعها بين 7 و10 بين تفسيخ وإعطاب جزئي.

وهنا، لم يكن مأزق سلاح الطيران الذي هرع وحملت بعض طائراته الجنود المصابين، وكانوا خمسة، ثم ستة، ثم سبعة، وتردد أن قائداً كبيراً في “جيش” الاحتلال كان يقود قوات “جيشه” على الأرض من تلك الطائرة التي بادرت إلى إطلاق صاروخها.

تناقض “الجيش” الإسرائيلي في تحديد طبيعة الهدف الذي استهدفه سلاح الطيران في جنين، وفي السبب الذي دفعه إلى مخالفة المألوف؛ تارة زعم أنه استهدف جمعاً من المسلحين، وتارة أرضاً مفتوحة، وتارة أخرى أعلن أنه أطلق صاروخه ليساعد 5 آليات تحلّقت حول مدرعة النمر المدمرة، وقد وقعت جميعها في كمين الكتيبة، ولم تعد تقوى على الحراك. وفي النهاية، وبعد زمن من المعركة التي استمرت 8 ساعات، اضطر إلى الاعتراف بأن طلقات المخيم أصابت ذيل مروحية طائرة الأباتشي، فأخذت تدافع عن نفسها.

في كل الأحوال، وجد سلاح الجو الإسرائيلي نفسه وسط معركة لم يحدد ميدانها مسبقاً، بمعنى أن زمام المبادرة سقط وسط ضجيج العبوات وأزيز الرصاص، ليتحول التوغل الإسرائيلي إلى عملية إنقاذ مضنية استمرت 8 ساعات، وأين؟ في ضاحية من ضواحي مدينة جنين المكشوفة عسكرياً، ولكنها مطرزة بأنياب جيل ما بعد الإلهام، الذي أريد له أن يكون كيّاً للوعي في ملحمة جنين 2002، فتطلب دخول سلاح الجوّ، في وقت اعترف “الجيش” أن كامل لواء “عوز” للوحدات الخاصة دخل على خط المعركة بوحداته الأساسية: “إيجوز” من هيئة الأركان، و”يمام” من حرس الحدود، و”يسام” من فرقة المظليين، وقوات النخبة “الدوفدوفان”، و”ماجلان” المتخصصة للعمل خلف خطوط العدوّ.

إذاً، تم استقدام سلاح الجو بداية لتنظيم عملية إنقاذ الإصابات، ثم تطلب الأمر مساندة القوات على الأرض لحماية الجنود العالقين وسط زحمة النار، ليتطور دور الطيران في حماية التعزيزات، وقد فقدت الثقة بتحصيناتها وهي تجد الآليات تترنح أمام زحمة التفجيرات، حتى وجدت هذه الطائرات نفسها في حالة استهداف مباشر، ما اضطرها إلى إطلاق صاروخ أو أكثر، قبل أن تفرّ من سماء المعركة. وسواء أمكن هذه الطلقات أن تؤثر في جسم الطائرة أو ذيل مروحيتها أو لم يكن بإمكانها ذلك، فإنها أحدثت اضطراباً في فاعليتها القتالية، وحدّت وظيفتها التي استُقدمت لأجلها.

ولعل البيان المشترك للناطق باسم “الجيش” والمتحدثة باسم سلاح الجو الإسرائيلي يعكس مستوى الأثر الجسيم الذي علق في هيبة “الجيش”، بما فيه سلاح الجو، ومدى التوتر الذي صاحب إصدار هذا البيان، وخصوصاً عند الإشارة في ختامه إلى أن إطلاق النار ما زال مستمراً، بما يخالف ما اعتاده سلاح الجوّ وقدرته على إسكات مصادر نيران العدوّ، بحسب ما تواترت عليه بياناته عقب عملياته الهجومية.

أتى ذلك في وقت شطح المراسل العسكري لإذاعة “الجيش” الإسرائيلي دورون كدوش عند محاولة تبريره اضطراب طائرات الأباتشي، وخصوصاً مع إطلاقها البالونات الحرارية، بقوله إنها رصدت صواريخ مضادة للطائرات من طراز “ستريلا” أو “سام 7” قد تكون مهربة من الأردن، بحسب وصفه، في إشارة إلى الأثر الذي تركته حادثة مفرق مجدو واللغم الذي قالوا إنه هُرب من لبنان حتى وصل على مسافة 10 كم من جنين.

وكان زعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، وهو وزير مالية ونصف وزير حرب، قد دعا إلى التوقف عن العمليات الجراحية، التي يقصد بها العمليات المحدودة والخاطفة، والتوجه نحو عملية واسعة ضد جنين وشمال الضفة.

وقد رأى أن استخدام سلاح الجوّ على نطاق واسع مؤشر على تحوّل العملية من جراحية إلى جذرية، بما يلقي الضوء على مدى تأكّل قوة الردع الإسرائيلية في ميدان جنين، فهل يمكن بالفعل لسلاح الطيران أن يحدث نقلة نوعية في جَسْر ما عجزت عنه القوات الخاصة وقوات “جفعاتي” طوال سنتين مضتا من المواجهة؟

يعكس التركيز على سلاح الجوّ من الناحية العملياتية مستوى عميقاً من اليأس والإحباط في القدرة على تغيير الواقع على الأرض، ليستعاض عنه بالهجمات الثأرية من الجو أو لنقل إنها ضربات موجعة، ولكنها تحتاج إلى قوة برية لفرض الوقائع على الأرض.

ولعل ذلك ما دفع سموتريتش إلى الدعوة إلى إشراك سلاح المدرعات على نطاق واسع، متجاهلاً أن مركز الفشل الطارئ في جنين تمثل في عجز مدرعة النمر المحدّثة عن تحمل عبوة ناسفة مصنعة محلياً، بحسب ما استقر عليه رأي “الجيش” الإسرائيلي، رغم أنه في البداية ألمح إلى أنها عبوة غير مألوفة في ميدان المواجهة في جنين.

قديماً، قال وايزمن إنه يطمح إلى “سلام عربي إسرائيلي” تحلّق فوقه طائرة حربية إسرائيلية على الدوام، في إشارة ضمنية على قدرة الطيران الإسرائيلي على فرض الاستسلام العربي، ولكن لم يدرِ وايزمن، وهو أب سلاح الجو الذي شهد قبل موته بعض أمنيته تتحقق، وظلال أوسلو تمتد في الضفة عبر جنين بعد أريحا، أنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي وقف اليوم عاجزاً في سماء جنين، رغم عقود من جهود الضابط الأميركي دايتون في محاولة تطويع شبابها.

مجهولون يطلقون النار تجاه مركز شرطة اليامون

جنين – مصدر الإخبارية

أطلق مجهولون النار الليلة الماضية، تجاه مركز شرطة اليامون غرب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، بأن “مجهولين أقدموا على إطلاق النار تجاه مركز شرطة اليامون وفروا من المكان”.

وأشار إلى أن إطلاق النار أسفر عن إصابة ضابطيْ شرطة بجروح وصفت بالمتوسطة، فيما توجهت الشرطة بتعزيزات أمنية إلى البلدة لملاحقة الخارجين عن القانون.

وتوعد ارزيقات كل “من تسول له نفسه بالاعتداء على أفراد الشرطة والأجهزة الأمنية الذين يُمثّلون العين الحارسة على راحة المواطنين”.

وأكد على أن “الأفعال الخارجة عن قِيم ومبادئ الشعب الفلسطيني لن تُثني أبناء المؤسسة الأمنية عن الاستمرار بدورهم الوطني تجاه أبناء شعبنا في كل مكان”.

وتمكنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من إلقاء القبض على أحد مطلقي النار باتجاه المركز، وجاري ملاحقة الآخرين، لتقديمهم للعدالة وفق الأصول.

أقرأ أيضًا: نابلس: مصابان من الوقائي برصاص مسلحين واعتقال أحد مطلقي النار

قوات الاحتلال تقتحم بلدة جبع جنوب جنين

جنين – مصدر الإخبارية

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، بلدة جبع جنوب مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال اقتحمت “البلدة” بآلياتٍ مصفحة ورتلٍ من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، تُظهر آليات عسكرية إسرائيلية لحظة اقتحام “البلدة”.

https://twitter.com/WANbreaking/status/1614087686364479489

 

وكانت مصادر محلية، أعلنت فجر السبت، عن استشهاد الشاب يزن الجعبري من بلدة اليامون شمال غربي مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأكدت المصادر المحلية، ارتقاء الشهيد “الجعبري” متأثرًا بإصابته خلال أحداث كفر دان غرب محافظة جنين الخميس الماضي.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت الشاب الجعبري عام 2020، خلال تواجده في ساحة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، وقيامهم بحملة اعتقالات متكررة.

وشهد عام 2022 ارتفاعاً في انتهاكات قوات الاحتلال بحق المواطنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لاسيما مدينتي نابلس وجنين اللتان تعرضتا لأكثر من حملة عسكرية خلال أيام السنة.

وتعتبر انتهاكات الاحتلال المتصاعدة شكلاً من أشكال التعدي الواضح على القانون الدولي وتعتبر خرقاً لكل الاتفاقات الدولية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وسبق أن دانت دولاً ومؤسسات دولية متعددة انتهاكات الاحتلال، كما صدرت تقارير متعددة تحذر من استمرارها دون وجود استجابة من قوات الاحتلال التي تواصل التغول على الدم الفلسطيني.

ومراراً وتكراراً طالبت السلطة والفصائل الفلسطينية دول العالم بالتدخل من أجل لجم اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين دون تحرك فعلي بهذا الخصوص على الأرض حتى الآن.

استشهاد تامر نشرتي متأثرًا بإصابته إثر انفجار عبوة ناسفة الأسبوع الماضي

جنين – مصدر الإخبارية

أعلنت مصادر محلية، اليوم الاثنين، عن استشهاد الشاب تامر نشرتي متأثراً بإصابته إثر انفجار عبوة ناسفة خلال التجهيز للتصدي لقوات الاحتلال الأسبوع الماضي.

وفي التفاصيل، فقد أُصيب “نشرتي” الأسبوع الماضي خلال الإعداد والتجهيز لصد اقتحام الاحتلال جنين، وهو أحد عناصر وحدة هندسة العبوات الناسفة في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس.

وحمّلت “كتيبة جنين”، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن التفجير الذي أصاب الأخوة المقاومين في وحدة الهندسة بجنين، بالتزامن مع طيران الاحتلال قبل موعد الانفجار بدقائق.

وأضاف خلال بيانٍ صحفي، أن “الأيام القادمة ستثبت أساليب الاحتلال الجبانة التي يستهدف بها مقاومينا الأبطال وأبناء شعبنا الصابر”.

وبارتقاء الشاب “نشرتي”، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 222 شهيداً، بينهم 53 في قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت إصابة مواطِنين بجروح مختلفة، جرّاء انفجار عبوة ناسفة في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.

أقرأ أيضًا: سرايا القدس تستهدف قافلة عسكرية للاحتلال في جنين

الاحتلال يعتقل الشاب أحمد أبو طبيخ بعد دهم منزل عائلته في جنين

جنين – مصدر الإخبارية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، الشاب أحمد أبو طبيخ، بعد دهم منزله في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال حاصرت منزل الشاب “أبو طبيخ”، وطالبته بالخروج رافعًا يده إلى الأعلى وسط تهديدات باقتحام المنزل وتفجيره.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن قوات الاحتلال اقتادت الشاب “أحمد” لجهة مجهولة للتحقيق معه بحُجة أنه مطلوب لديها.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت فجر اليوم الأحد، مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وتداول نشطاء فلسطينيون، مقطع فيديو، يُظهر جيبات الاحتلال خلال اقتحام المدينة، وسط استنفار أمني كبير في المنطقة.

وأفاد شهود عيان، بأن مقامين فلسطينيين، بادروا بإطلاق النار تجاه قوات الاحتلال، بعد لحظات من دخول “جنين”.

وأشار شهود العيان، إلى أن قناصة الاحتلال اعتلت أسطح منازل المواطنين في “المدينة” وشرعت في دهم عددٍ من المنازل بحُجة البحث عن مطلوبين لديها.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، وقيامهم بحملة اعتقالات متكررة، في ظل صمتٍ عربي مخزٍ عن لجم الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين.

جدير بالذكر أن انتهاكات الاحتلال تُشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتعديًا صارخًا على الحقوق المكفولة بموجب الاتفاقات الدولية، ما يتطلب ضغطًا جادًا على الاحتلال لاحترام حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: بينهم أطفال.. الاحتلال يعتقل سبعة مواطنين شمال شرقي جنين

عائلة بالي تروي لمصدر تفاصيل مثيرة لاقتحام منزلها في جنين واعتقال نجلها

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

مع إشراقة شمس صباح اليوم الاثنين، اجتمعت عائلة “بالي” الفلسطينية لتناول طعام الإفطار، وسط كلماتٍ وابتسامات علّها تُخفف من وطأة الحياة، باغتتهم رصاصات الاحتلال لتُحوّل صباحهم الجميل إلى مأساةٍ حقيقةٍ كادت أن تُودي بحياة ابنتهم الحامل، بعدما شرع جنود الاحتلال المُدججين بالسِلاح بإطلاق النار في شكلٍ عشوائي تجاه المنزل العامر بأهله.

دقائقٌ ثقيلةٌ مرت على عائلة بالي في مدينة جنين، وسط صرخات الأب “الحاني”، الذي لم يجد أمامه إلا أن يحنو على أبنائه، كأنه يقول: “نفسي فداءً لكم وروحي دونكم”، في مشهدٍ لا تُسعفه الكلمات ولا تُوفيه العبارات المُنمقة.

وبعد لحظاتٍ صعبة، رنّ “الجوال” فإذا بجنديٍ إسرائيلي مُتعجرف، يُطالب رَبّ العائلة بالخروج من المنزل هو وأفراد أُسرته، باستثناء ابنه “راتب”، لأن قرار تصفيته صدر مِن قاتلٍ حاقد، ليرد الأب المَكلوم “ما بسيب ابني وشو ما بدك اعمل”، لتُمطر السماء رصاصًا قاتلًا، كاد أن يَخطف أحد أفراد العائلة، ويُنهي حياتها إلى الأبد.

يروي رائد بالي تفاصيل اللحظات المُروعة، التي عاشتها العائلة قائلًا، “في تمام الساعة السابعة والنصف، انتهت العائلة من تناول طعام الإفطار، وكان راتب جالساً على الأريكة، نظرًا لوضعه الصحي، وتفاجئنا بإطلاق نار في شكلٍ كثيف، واعتقدنا، للوهلة الأولى، أنها أعمال لجيش الاحتلال في محيط المنزل”.

وأضاف: “ذهبت ابنتي الحامل لفتح الشباك للتأكد من الأمر، فانهمرت نيران جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في محيط المنزل، و”لولا عناية الله لكانت ابنتي في عِداد الشهداء، لكن معية الله حالت دون ذلك”.

وتابع: “بالتزامن مع إطلاق النار، تلقيتُ اتصالًا هاتفيًا من ضابط مخابرات إسرائيلي، يطلب مني الخروج من المنزل برفقة عائلتي، مصطحبًا سلاح نجلي راتب، فأخبرته بِحِدةْ أنّه ليس لدى ابني سلاح، فأصر على طلبه، فرفضت الخروج وأغلقت الهاتف في وجهه، لينهمر الرصاص صوب المنزل في شكل جنوني في لحظاتٍ تحبس الأنفاس”.

وأردف: “بعدها بلحظاتٍ تلقيت اتصالًا ثانياً من ضابط المخابرات يطلب مني إخلاء المنزل من أفراد العائلة وإبقاء ابني راتب بداخله، فرفضت ذلك في شكلٍ قاطع، فبادر جنود الاحتلال في ضرب قذائف “أنيرجا”، فما كان مني إلا الصراخ في الضابط، وإغلاق الهاتف في وجهه للمرة الثانية”.

واستطرد: “لم يكن أمامي إلا الخروج من المنزل، وأنا أحتضن ابني راتب بين ضلوعي، خشية أن يُصيبه رصاص الاحتلال، وكونه مُصاباً يُعاني من جروحٍ سابقة نتيجة استهدافه مِن قِبل الاحتلال في أحداث دامية خلال الأشهر الماضية، فلما رأى الجنود نجلي في حضني سارعوا إلى اختطافه وحِرماني منه واقتادوه إلى جهة مجهولة”.

وقال: “أدركت أن المُراد من العملية تصفية ابني راتب، وليس اعتقاله، كما في مرات سابقة، حيث كان أسيرًا سابقًا لدى الاحتلال وجهاز الأمن الوقائي، ومُطاردًا لعِدة سنوات، ويُعاني من إعاقة في يده اليُسرى وفي جسده العديد من الطلقات النارية حالت دون اكمال حياته بصورةٍ طبيعية”.

وأشار إلى أنه بعد اعتقال راتب تلقى اتصالًا ثالث من ضابط المخابرات طلب منه جلب بارودة نجله، والحضور إلى أحد مراكز التحقيق، فصرخت في وجهه قائلًا، “ما فش عنا بواريد وما تتصل فيَّ مرة ثانية”.

ولفت الأب إلى أن لديه ابناً ثانياً معتقلاً لدى الاحتلال “أسامة”، يخضع للتحقيق في مركز الجلمة منذ 21 يومًا، عقب اعتقاله خلال تواجده في أحد شوارع مخيم جنين، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ابنيه المُعتقلين ظلمًا وعدوانًا.

وتعرض شبكة مصدر الإخبارية نقلًا عن وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، جانبا من الأضرار التي لحقت بمنزل عائلة بالي، بعد قصفه من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم

أقرأ أيضًا: من هو المطارد راتب البالي الذي اعتقلته قوات الاحتلال صباح اليوم؟

Exit mobile version