عائلة بالي تروي لمصدر تفاصيل مثيرة لاقتحام منزلها في جنين واعتقال نجلها

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

مع إشراقة شمس صباح اليوم الاثنين، اجتمعت عائلة “بالي” الفلسطينية لتناول طعام الإفطار، وسط كلماتٍ وابتسامات علّها تُخفف من وطأة الحياة، باغتتهم رصاصات الاحتلال لتُحوّل صباحهم الجميل إلى مأساةٍ حقيقةٍ كادت أن تُودي بحياة ابنتهم الحامل، بعدما شرع جنود الاحتلال المُدججين بالسِلاح بإطلاق النار في شكلٍ عشوائي تجاه المنزل العامر بأهله.

دقائقٌ ثقيلةٌ مرت على عائلة بالي في مدينة جنين، وسط صرخات الأب “الحاني”، الذي لم يجد أمامه إلا أن يحنو على أبنائه، كأنه يقول: “نفسي فداءً لكم وروحي دونكم”، في مشهدٍ لا تُسعفه الكلمات ولا تُوفيه العبارات المُنمقة.

وبعد لحظاتٍ صعبة، رنّ “الجوال” فإذا بجنديٍ إسرائيلي مُتعجرف، يُطالب رَبّ العائلة بالخروج من المنزل هو وأفراد أُسرته، باستثناء ابنه “راتب”، لأن قرار تصفيته صدر مِن قاتلٍ حاقد، ليرد الأب المَكلوم “ما بسيب ابني وشو ما بدك اعمل”، لتُمطر السماء رصاصًا قاتلًا، كاد أن يَخطف أحد أفراد العائلة، ويُنهي حياتها إلى الأبد.

يروي رائد بالي تفاصيل اللحظات المُروعة، التي عاشتها العائلة قائلًا، “في تمام الساعة السابعة والنصف، انتهت العائلة من تناول طعام الإفطار، وكان راتب جالساً على الأريكة، نظرًا لوضعه الصحي، وتفاجئنا بإطلاق نار في شكلٍ كثيف، واعتقدنا، للوهلة الأولى، أنها أعمال لجيش الاحتلال في محيط المنزل”.

وأضاف: “ذهبت ابنتي الحامل لفتح الشباك للتأكد من الأمر، فانهمرت نيران جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في محيط المنزل، و”لولا عناية الله لكانت ابنتي في عِداد الشهداء، لكن معية الله حالت دون ذلك”.

وتابع: “بالتزامن مع إطلاق النار، تلقيتُ اتصالًا هاتفيًا من ضابط مخابرات إسرائيلي، يطلب مني الخروج من المنزل برفقة عائلتي، مصطحبًا سلاح نجلي راتب، فأخبرته بِحِدةْ أنّه ليس لدى ابني سلاح، فأصر على طلبه، فرفضت الخروج وأغلقت الهاتف في وجهه، لينهمر الرصاص صوب المنزل في شكل جنوني في لحظاتٍ تحبس الأنفاس”.

وأردف: “بعدها بلحظاتٍ تلقيت اتصالًا ثانياً من ضابط المخابرات يطلب مني إخلاء المنزل من أفراد العائلة وإبقاء ابني راتب بداخله، فرفضت ذلك في شكلٍ قاطع، فبادر جنود الاحتلال في ضرب قذائف “أنيرجا”، فما كان مني إلا الصراخ في الضابط، وإغلاق الهاتف في وجهه للمرة الثانية”.

واستطرد: “لم يكن أمامي إلا الخروج من المنزل، وأنا أحتضن ابني راتب بين ضلوعي، خشية أن يُصيبه رصاص الاحتلال، وكونه مُصاباً يُعاني من جروحٍ سابقة نتيجة استهدافه مِن قِبل الاحتلال في أحداث دامية خلال الأشهر الماضية، فلما رأى الجنود نجلي في حضني سارعوا إلى اختطافه وحِرماني منه واقتادوه إلى جهة مجهولة”.

وقال: “أدركت أن المُراد من العملية تصفية ابني راتب، وليس اعتقاله، كما في مرات سابقة، حيث كان أسيرًا سابقًا لدى الاحتلال وجهاز الأمن الوقائي، ومُطاردًا لعِدة سنوات، ويُعاني من إعاقة في يده اليُسرى وفي جسده العديد من الطلقات النارية حالت دون اكمال حياته بصورةٍ طبيعية”.

وأشار إلى أنه بعد اعتقال راتب تلقى اتصالًا ثالث من ضابط المخابرات طلب منه جلب بارودة نجله، والحضور إلى أحد مراكز التحقيق، فصرخت في وجهه قائلًا، “ما فش عنا بواريد وما تتصل فيَّ مرة ثانية”.

ولفت الأب إلى أن لديه ابناً ثانياً معتقلاً لدى الاحتلال “أسامة”، يخضع للتحقيق في مركز الجلمة منذ 21 يومًا، عقب اعتقاله خلال تواجده في أحد شوارع مخيم جنين، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ابنيه المُعتقلين ظلمًا وعدوانًا.

وتعرض شبكة مصدر الإخبارية نقلًا عن وكالة الأنباء الرسمية “وفا”، جانبا من الأضرار التي لحقت بمنزل عائلة بالي، بعد قصفه من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم

أقرأ أيضًا: من هو المطارد راتب البالي الذي اعتقلته قوات الاحتلال صباح اليوم؟

من هو المطارد راتب البالي الذي اعتقلته قوات الاحتلال صباح اليوم؟

جنين – مصدر الإخبارية

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، اعتقال المطارد الشاب راتب البالي، من مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد شهود عيان، بأن اعتقال “البالي” جاء بعد محاصرة منزل ذويه في المخيم، وإطلاق قنابل “الأنيرجا” والتهديد بنسف المنزل على رؤوس ساكنيه.

ويعتبر المُطارد “راتب” أحد المقاومين الذين برز أسمهم خلال العروض العسكرية التي شهدتها مدينة جنين، وكان له بصمات واضحة في تطور العَمل المُقاوم.

في سياق هذا التقرير، سنُسلط الضوء على بعضٍ من حياته الجهادية، التي لم تخلُ من اعتقالٍ لدى قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وفقًا لمصادر عائلية، فإن المعتقل البالي هو أسير سابق لدى سلطات الاحتلال، ومكث في الاعتقال الإداري ما يزيد عن خمسة أشهر.

وذكر والده آنذاك أن نجله “راتب” تم توقفيه لدى الاحتلال لمدة 9 أشهر في معتقل مجدو دون تهمة، وفيما تحويله لاحقًا إلى الاعتقال الإداري.

وبعد الافراج عنه من سجون الاحتلال، زجّ جهاز الأمن الوقائي بالمطارد راتب البالي البالغ من العُمر 22 في سجونه، رغم صعوبة وضعه الصحي نتيجة إصابته بعدة رصاصات مِن قِبل قوات الاحتلال خلال اشتباكٍ في جنين خلال شهر أغسطس/ آب العام الماضي.

حيث جرى اعتقاله من قبل الأمن الوقائي في السادس من شهر يناير/ كانون الثاني، دون سابق انذار، خلال قيادته لمركبة سيارة تاكسي، وتم التعامل معه بقسوة شديدة من خلال عناصر الأمن الفلسطيني، قبل اقتياده إلى مقر الوقائي في جنين.

وزعمت قوى الأمن الفلسطيني، أن اعتقال “البالي” جاء حفاظًا على سلامته في ظل مطالبات الاحتلال بتسليمه، لاتهامه بتنفيذ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال.

يُذكر أن أجهزة الأمن الفلسطيني، أفرجت عن المطارد البالي منذ عِدة أشهر فقط، ليُعاد اعتقاله اليوم الاثنين، بعد مُحاصرة منزله في جنين، وسط اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال خاضها أبطال مجموعة عرين الأسود.

وتشهد مُدن وقرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالةً من الغضب الشعبي والتوتر الملحوظ، رفضًا واستنكارًا لاعتداءات قوات الاحتلال وقُطعان المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، وقيامهم بحملة اعتقالات متكررة، في ظل صمتٍ عربي مخزٍ عن لجم الاحتلال لوقف ممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين.

Exit mobile version