اتهم مسئولون فلسطينيون وزير الأشغال والإسكان العامة محمد زيارة بتأخير عملية البدء بإتمام مشروع بناء برج الإيطالي في قطاع غزة، في وقت نفت الوزارة تلك الاتهامات مرجعة سبب التأخير للجانب الإيطالي.
وقال هؤلاء، إن سبب التأخير يرجع لقصور في متابعة وتواصل وزير الأشغال والأسكان العامة محمد زيارة مع الجانب الإيطالي بشأن المشروع، لافتين إلى أن المشروع يحتاج فقط للبدء الفعلي بتحويل المبلغ المخصص من المنحة الإيطالية للتنفيذ، والذي تبلغ قيمته 3 ملايين و200 ألف يورو.
ضرورة مخاطبة الخارجية
وأوضح وكيل وزارة الأشغال والإسكان العامة في غزة ناجي سرحان، أن وزارة الأشغال برام الله ممثلة بالوزير زيارة تتحجج بتغير القنصل الإيطالي في القدس، والمسئول عن الوكالة الايطالية للتعاون الإنمائي، وتعيين مسئولين جدد لها، في حين أن بإمكانهم التواصل مع جهات عليا من الجانب الإيطالي، مثل مخاطبة وزارة الخارجية الإيطالية التي بإمكانها إصدار التوجيهات لإنهاء الملف.
وبين سرحان أن المشروع متوقف فقط على تخصيص الجانب الإيطالي للمبلغ المرصود للبدء بالمشروع بعد التعاقد مع ائتلاف شركتي الشياح والغد الجديد، لإعادة تأهيل مبنى البرج الإيطالي.
وقال سرحان ” موضوع تأخير اتمام بناء برج الإيطالي يرجع لضعف مراسلة وزير الاسكان العامة والأشغال محمد زيارة للجانب الإيطالي، فالمشروع أخد وقتاً بحجة تغير القنصل الايطالي في القدس ومسئول وكالة التنمية الايطالية، لكن هذا ليس سبباً ، لأنه بإمكان وزير الأشغال مخاطبة وزير الخارجية الايطالي، كما حصل سابقاً ابان حكومة الوفاق الوطني بالنسبة لأحد المشاريع التي خاطب من أجلها الوزير السابق في حكومة الوفاق الوطني د.مفيد الحساينة الخارجية الايطالية فجاءه الرد سريعاً للموضوع”.
وأضاف “إذا تم ايجاد مشكلة بأي اجراء فيجب دائماً مخاطبة المسئول الأكبر في أي مؤسسة أو دولة، فإذا تغير القنصل فبالإمكان التواصل مع وزير الخارجية، واذا تغير مسئول وكالة التنمية الايطالية في القدس، فيجب الرجوع للشخص المسئول عنه، لذلك نرى أن الموضوع يحتاج لجهد أكبر من وزير الأشغال محمد زيارة، حيث أن التأخير سببه ضعف في مراسلات الوزير للإيطاليين”.
سكان برج الإيطالي
وفي السياق أكد يسري درويش رئيس مجلس إدارة برج الإيطالي أن السبب الرئيس في تأخير بناء البرج هو تلكؤ من قبل وزير الأشغال والإسكان العامة محمد زيارة، ولا يوجد أسباب أخرى لذلك.
وقال درويش لـ”الاقتصادية” ” إذا كان هناك أسباب أخرى لعدم البدء بتنفيذ مشروع بناء البرج الإيطالي، فليتفضل ليقولها، لكن نحن سكان البرج متأكدون بأنه لا يوجد سبب سوى تلكؤ ومماطلة من قبل وزير الأشغال العامة والإسكان”.
وأضاف أن هذا التلكؤ دفع ثمنه سكان البرج الإيطالي، مع دخول العام السابع في ظل عدم الإعمار، والتشرد لأكثر من 50عائلة فلسطينية”.
وناشد درويش جميع الجهات الرسمية والمحلية والدولية بالضغط على الوزير زيارة للقيام بمسؤولياته وإتمام مشروع البناء، ليتسنى لسكانه العودة إلى منازلهم، التي شردو منها منذ العام 2014.
وزير الأشغال
من جهته، نفى وزير الأشغال والإسكان العامة د. محمد زيارة وجود أي تلكؤ أو تأخر في مراسلات الوزارة للجانب الإيطالي بخصوص اتمام إجراءات تحويل المبلغ المرصود لإتمام عمليات البناء.
وقال زيارة لـ”الاقتصادية” إن الوزارة قدمت كامل الوثائق للقنصل الإيطالي، وتنتظر رداً حول تخصيص المبلغ المرصود للإعمار للبدء بعملية إعادة بناء البرج.
وأشار إلى أن التأخير ليس من طرف وزارة الأشغال في رام الله، بل من الجانب الإيطالي، الذي لم يرسل الموافقة على المبلغ المرصود لإعمار البرج، رغم إرسال كامل الوثائق المطلوبة للقنصل الإيطالي قبل سبعة أشهر.
مدير المشروع
إلى ذلك، قال مدير المشروع الإيطالي ماجد صيام، إنهم ينتظرون توقيع الجانب الإيطالي على التخصيص المالي للمشروع لتسليم المقاول الذي تم ترسية العطاء عليه أمر المباشرة بالعمل.
وأضاف صيام لـ”الاقتصادية” أن تم التواصل مع الإيطاليين من قبل وزير الأشغال من خلال عدة رسائل استعجال للقنصل، وجاء الرد عليها “عذراً تحملونا الوضع الوبائي في ايطاليا صعب والبلاد مغلقة، ولا يوجد أي مشكلة بالنسبة للمشروع، وأعطونا فقط المزيد من الوقت لدراسة جميع الوثائق”.
وأشار صيام إلى أنه بالإضافة للأسباب السابقة فإن المفوضة بالتوقيع على المبلغ المالي المخصص للمشروع انتهت خدمتها في القنصلية الإيطالية، وتم تعيين شخص جديد، وهذا كان له دور أيضاً في التأخير.
ولفت إلى أنه تم استيفاء جميع الأشياء المطلوبة من الجانب الفلسطيني بخصوص المشروع، وتم تسليمها للجانب الإيطالي، ولا يوجد أي تأخير من قبل وزارة الأشغال.
