ديون الحكومة.. أزمة طويلة تفتقر للحلول ونتائجها غير متوقعة

 

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

أثار وقف أصحاب محطات البترول بالضفة الغربية امدادات الوقود للمركبات الحكومية والأمنية تساؤلات عديدة حول إمكانية تجاوز الحكومة الفلسطينية لأي أزمات قد تطفو على السطح بفعل تراكم الديون والالتزامات المالية عليها ووصولها إلى 30 مليار شيكل.

ولجأت الحكومة الفلسطينية ممثلة بوزارة المالية برام الله لتوقع اتفاقات مؤخراً مع اتحادات ونقابات ومؤسسات القطاع الخاص تنص على دفع الديون المتراكمة عليها على شكل دفعات شهرية، وكان أخرها مع نقابة أصحاب محطات الوقود والمقاولين وموردي الأدوية والتجهيزات الطبية.

لكن هذه الاتفاقات لم تتضمن آليات واضحة ولا حل كاملاً للأزمة مع القطاع الخاص في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الحكومة، والتي كانت تفاصيلها تنص على تحويل ثمانية ملايين شيكل من الديون المتراكمة لصالح محطات الوقود شهرياً مع الفاتورة الجديدة، و10 ملايين شيكل شهرياً لموردي الأدوية شهرياً، وتسديد 28 مليون شيقل للمقاولين قبل نهاية الشهر الجاري وجدولة باقي مستحقاتهم والبالغة 182 مليوناً على دفعات متساوية خلال الأشهر القادمة ولمدة أقصاها 12 شهراً.

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن الحكومة الفلسطينية لن تكون قادرة على حل مشكلة الديون المتراكمة عليها والالتزامات المالية التي وصلت لـ 16 مليار شيكل في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها بفعل الاقتطاعات الإسرائيلية المستمرة شهرياً من أموال المقاصة وعدم إيفاء المانحين بتعهداتهم المالية، والتي طالت مؤخراً الفئات الفقيرة والهشة في فلسطين.

أساس المشكلة

ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر معين رجب، إن الحكومة الفلسطينية تعمل وفق سياسة مالية لا تمكنها بالوفاء وسداد كامل الديون المتراكمة عليها في ظل افتقارها لمصادر الدخل الكبيرة والمستقرة والمنتظمة مما قد يقود لأزمات غير متوقعة.

ويضيف رجب في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن تقلب الوضع المالي للحكومة من وقت لأخر والمرتبط بالجبابة الداخلية للضرائب والمقاصة مع إسرائيل وتحويل المانحين لتعهداتهم من عدمه لا يمكنها من السداد بالكامل.

ويشير رجب إلى أنه ” للأسف الحكومة لا يوجد سياسة واضحة لديها تقوم على آلية السداد الكامل، مما يزيد من الأعباء الواقعة عليها، وهذا يعتبر من المأخذ الخاطئة لها مالياً”.

ويبين رجب أن السبب الرئيسي في تراكم هذه الديون هو التراخي الحكومي في سدادها في ظل الموقف الضعيف للهيئات المحلية والقطاع الخاص الذين تشكل مصالحهم المرتبطة بالقطاعات الحكومية مصدراً رئيسياً لبعض نشاطاتهم المالية.

ويشدد أن سياسة الترحيل وعدم السداد للديون المستحقة على الحكومة يضر بشكل كبير بالقطاع الخاص الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد الفلسطيني الذي يصارع من وقت لأخر للبقاء والصمود في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي التدميرية.

ويلفت رجب إلى أهمية إعادة النظر بسياسات سداد الديون المتراكمة على الحكومة كون المبالغ المذكورة هي حقوق لا تسقط بالتقادم، ويمثل دفعها إنعاشاً للاقتصاد الوطني.

حل واحد فقط

من جهته يقول الخبير والمستشار المالي محمد سلامه، إن التعاملات التي تجري بين الحكومة ومختلف المؤسسات والهيئات والقطاع الخاص هي علاقة تجارية مقابل خدمات مدفوعة الثمن وفي واقعنا الفلسطيني من المعروف والمتوقع لدى الجهتين وجود عسر مالي، وهذا الأمر موجود منذ إنشاء السلطة الفلسطينية.

ويضيف سلامه في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن أي جهة تتعامل مع الحكومة تضع بالمسبق حجم المخاطر بالحسبان واحتمالية المشاكل بالدفع في ظل الأزمات المالية التي تعاني منها السلطة منذ سنوات.

ويشير سلامه إلى أنه لا يوجد لدى السلطة سوى حل واحد لإنهاء مشاكلها وهو مضاعفة الدخل والناتج الإجمالي ورفعه من 16 مليار دولار إلى 25 مليار دولار.

ويؤكد سلامه على أهمية حل المشاكل الإدارية التي تعاني منها الجهات الحكومية وإنهاء سياسة ترحيل الأوراق من شخص لأخر والتي تأخذ وقتاً لاسيما على صعيد حساب المديونية.

بعد وصولها 30 مليار شيكل: أعباء السلطة الفلسطينية المالية كبيرة أم صغيرة والحل؟

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

كشف تقرير صدر عن إتلاف النزاهة والمساءلة أمان عن وصول قيمة الالتزامات المالية والديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية إلى 30 مليار شيكل، الأمر الذي يضع تساؤلات كبيرة حول ضخامة هذا المبلغ أو صغره، وكيفية الطريقة المثلى لمعالجة هذه الأزمة التي تعود أصولها لسنوات عديدة.

ووفق خبراء اقتصاديون فإن السبب الأساسي في وصول السلطة لهذا الحد الكبير من الديون والأعباء المالية هو عدم وجود سياسة واضحة وآليات لخفض وتنظيم سداد هذه الأموال ضمن البرامج الحكومية السنوية للموازنة.

وتتوزع الديون والأعباء المذكورة أعلاه، على القطاع الخاص وهيئة التقاعد بقيمة 18 مليار شيكل، و12 مليار شيكل دين عام.

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر الدكتور سمير أبو مدللة، إن السلطة الفلسطينية تتحدث دائماً عن ديونها الخارجية والتي تصل إلى 2.5 مليار دولار، لكن تقرير أمان الأقرب للدقة كونه فصل الديون الخارجية والداخلية والتي تشمل المصارف والقطاع الخاص وهيئة التقاعد والمبالغ الكبيرة المتراكمة لصالحها منذ سنوات.

ويضيف أبو مدللة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أنه للأسف السلطة الفلسطينية لا تتخذ خطوات جدية للتخفيف من حجم الأعباء المالية والديون المتراكمة عليها منذ سنوات، وتعتمد في موازنتها على أموال المقاصة التي تصل إلى مليار ونصف دولار سنوياً، والمساعدات الدولية التي تتأثر بالتطورات السياسية والاستقرار بالأراضي الفلسطينية.

مدخل حل المشكلة

وأشار أبو مدللة أن المدخل الأساسي للتخفيف من حجم الأعباء المالية المتراكمة على السلطة هو إعداد موازنة تقشفية والبحث عن المزيد من الإيرادات الداخلية وتقليل النفقات والمصاريف الجارية لاسيما الخاصة بالرواتب وتحديداً التي تصرف لكبار الموظفين بمبالغ هائلة تصل إلى 20 ألف شيكل.

ولفت أبو مدللة إلى أن هناك رواتب تصرف على موظفين وشخصيات نافذة في بعض الهيئات تصل إلى 15 ألف دولار شهرياً.

وأكد أبو مدللة على أهمية تقليص ميزانية السفارات الفلسطينية بالخارج والبعثات الدبلوماسية من الموازنة العامة والتي تصل لملايين الشواكل والتي تحول كمصاريف تشغيلية ورواتب موظفين وسفراء وتحت بند المنافع الاجتماعية.

ووفق تقديرات تصل ميزانية السفارات الفلسطينية بالخارج بحوالي 245 مليون شيكل سنوياً، يذهب منها 120 مليون شيكل، كرواتب للموظفين، و42 مليون شيكل إيجارات للسفراء والعاملين، و58 مليون شيكل مصاريف تشغيلية أخرى غير الإيجارات، و16 مليون شيكل تحت بند منافع اجتماعية، مع الإشارة إلى أن ميزانية السفارات منفصلة عن ميزانية وزارة الخارجية التي تقدّر ميزانيتها 68 مليون شيكل.

لا تثير الخوف وصغيرة

من جهته، يؤكد الخبير المالي والمصرفي محمد سلامة، أن الحديث عن ديون والتزامات تقدر 30 مليار شيكل هو أمر لا يثير الخوف عند مقارنته بمستويات المديونية للدول الأخرى والناتج الإجمالي كون هذه الأموال تذهب كنفقات على الرواتب والمشاريع التطويرية وغيرها.

ويقول سلامة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية ” للأسف أمان أصدرت الرقم المذكور أعلاه فقط دون تقيم دور السلطة أو وجود خبرة لدى طواقمها لذلك”.

ويضيف سلامة أن ” هناك دول أصغر من فلسطين قدمت مبالغ تتجاوز 10 مليارات دولار التي تساوي 30 مليار شيكل كمعونات ومساعدات لجائحة كورونا”.

ويشير سلامة “إلى أن المراقب لحجم الزيادة بالدين العام العالمي ابتداءً من أكبر اقتصادات العالم الولايات المتحدة الأمريكية وصولاً إلى أصغر دولة يلاحظ ارتفاع حجم الدين العام مع إعلانها عن حزم متتالية لدعم الاقتصاد والتشغيل ومواجهة كورونا مؤخراً”.

تحذيرات من عدم طباعة كتب العام الدراسي الجديد لعدم دفع مستحقات المطابع

صلاح أبو حنيدق- مصدر الإخبارية:

حذر رئيس اتحاد الصناعات الورقية والتغليف أيمن صبيح من عجز المطابع عن طباعة كتب العام الدراسي المقبل حال لم تدفع وزارة المالية مستحقاتها المالية المقدرة بحوالي 25 مليون دولار أمريكي.

وقال صبيح في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، إن المالية عمدت على عدم دفع مستحقات المطابع في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس خلال الثلاث سنوات الأخيرة مما يهدد إمكانية الوفاء بالعطاء الجديد لطباعة الكتب المدرسية المقررة للعام 2022، والذي يقدر بقرابة 13 مليون دولار.

وأضاف صبيح أن مستحقات المطابع سترتفع بإضافة العطاء الجديد إلى 38 مليون دولار للعام الدراسي الجديد وهو ما يحد من قدرتها على تغطية تكاليف الطباعة للكتب الخاصة بالعام المقبل، مطالباً بتقديم جزء من هذه المستحقات على الأقل كمبادرة حسن نية للتمكن المطابع من شراء المواد الخام والورق، ودفع فواتير الكهرباء والمياه وتسديد الالتزامات تجاه الموردين.

وأشار صبيح إلى أن المطابع لن تتمكن من مواصلة أعمالها خلال المرحلة القادمة وقد تستغني عن عدد كبير من العاملين فيها.

ولفت إلى أن وزارة المالية لم تدفع سوى مليون ونصف دولار منذ خمسة أشهر ، وليس بصورة نقدية بل عن طريق سندات لا تصرف بصورة الكاش، وتشترط المصارف لدفعها صرفها بعد ثمانية أشهر مقابل فائدة بنسبة 8%.

وأعرب صبيح عن استعدادهم لقبول آلية لصرف المستحقات بصورة مجدولة ومقسمة على دفعات في ظل الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية.

ولفت إلى أن عطاء طباعة الكتب المدرسية للعام المقبل يشهد تأخيراً وكان من المفترض تسليم الدفعة الأولى منها الأسبوع الماضي والذي تشارك فيه 15 مطبعة من كافة الأراضي الفلسطينية.

Exit mobile version