الميزانية الجديدة - دولة الاحتلال حسابات نتنياهو فشلت.. هل يرضح لشروط المقاومة أم يجازف بمستقبله السياسي؟

محللون: دولة الاحتلال تعيش ساعات ثقيلة ونتنياهو يحاول صناعة النصر

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

ساعاتٌ ثقيلة تعيشها دولة الاحتلال، بالتزامن مع حالة الترقب لرد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على جريمة اغتيال عددًا من الشهداء والمصابين.

وأجمع محللون فلسطينيون على أن نتنياهو يُحاول التظاهر أمام المجتمع الإسرائيلي بتحقيق انتصار مباغت عقب اغتياله اثنين من أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس وثالث تتهمه إسرائيل بمسؤوليته عن العمليات العسكرية بمدن الضفة الغربية.

وأشار المحللون خلال تصريحاتٍ منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “نتنياهو يحاول السيطرة على الشارع الإسرائيلي رغم حالة الشلل شبه التام في دولة الاحتلال تحسبًا لرد المقاومة الفلسطينية”.

ويرى المحللون أن “تهديدات نتنياهو برد ساحق تجاه المقاومة الفلسطينية حال ردها على جريمة الاغتيال، هو محاولة لاستيعاب الخوف الذي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة عدم الرد حتى اللحظة”.

يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم: إن “التعليق الذي صدر من نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي حول عملية الاغتيال التي نفذها الطيران الحربي في غزة تُظهر فخرهما بتنفيذ عملية كبيرة أسفرت عن استشهاد 3 قيادات في سرايا القدس إضافة لعدد من المواطنين”.

وأضاف: “نتنياهو فخور باغتيال ثلاثة من كِبار قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وعائلاتهم وزوجاتهم، إذ أقدمت إسرائيل على ارتكاب جريمة بشعة بكل المقاييس”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تُحاول من خلال هذه المعركة بالاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، واقتصار الأمر على رد سريع لتنتهي العملية بعد عِدة ساعات، بما يشمل ردود فعلٍ قد تستمر على مدار اليوم أو اليومين وهذا الرهان ليس مُجديًا”.

واعتبر أن “ما تقوم به المقاومة هو تكتيك قائم على ترك الإسرائيليين يعيشون في حالةٍ نفسية وذلك من خلال “الركبة والنصف”، ما يعني البحث عن صيد ثمين بحجم جريمة اغتيال القادة الثلاثة وأبناء شعبنا”.

وتوقع: “استمرار العملية لبعض الوقت، حيث أن المقاومة تأخذ في عين الاعتبار طبيعة الرد الإسرائيلي، في ظل الحفاظ على قواعد الاشتباك التي أرستها خلال الجولات الماضية وخرقها الاحتلال بعملية الاغتيال الجديدة”.

ونوه إلى أن “عملية الاغتيال بحق كوادر سرايا القدس سبقها عملية تحريض ممنهجة ضد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس بالخارج صالح العاروري وبعض القادة الآخرين وتحميلهم مسؤولية ما يحدث من عمليات بالضفة الغربية”.

ولفت إلى أن “العدوان الإسرائيلي الماضي على غزة انتهى دون وجود ضمانات حقيقية قائمة على عدم تكرار إسرائيل عملياتها الغادرة بحق قطاع غزة وكوادر المقاومة”.

وحول ما اذا كان نتنياهو جاد في تهديده للمقاومة وقيادتها حال الرد على جريمة الاغتيال قال إبراهيم: “أتوقع أن يكون جادًا في تهديداته حال رد المقاومة بقصف أهدافًا نوعية أو استهداف الآليات أو مقتل جنود أو قصف المباني في إسرائيل”.

وأردف: “نتنياهو يُحاول استيعاب ما يجري، كونه يُصنّف على أنه من الحذرين إزاء شن عدوان جديد على دولة الاحتلال، لكن في الوقت ذاته أن البعض يرى ما يفعله نتنياهو يهدف لتحقيق مصالح شخصية وسياسية”.

وبيّن أن “العقيدة الإسرائيلية الفاشية مستمرة منذ 75 عامًا القائمة على تنفيذ السياسات العدوانية بحق الفلسطينيين، في ظل محاولة نتنياهو إنهاء عملية الرد على جريمة الاغتيال بسرعة خشية توسع رُقعة الزيت”.

وأوضح أن “إسرائيل تُحاول خلال السنوات الأخيرة جعل عملياتها خاطفة وسريعة وألا يُشابهها ما حدث خلال عدوان 2014، في ظل محاولة نتنياهو تأجيل أزماته السياسية وتصدريها نحو الشارع الفلسطيني”.

وختم: “هناك إجماع إسرائيلي كبير وتأييد لنتنياهو بعملية الاغتيال التي ارتكبها في قطاع غزة، لكن هذا التفويض لن يكون لفتراتٍ طويلة جدًا خاصة في ظل حالة الشلل التي يعيشها مليون إسرائيل في ظل تأجيل رد المقاومة”.

أقرأ أيضًا: نتنياهو يهدد بتصعيد وغالانت يتوقع إطلاقا صاروخيا على أهداف إسرائيلية

من جانبه يقول حسام الدجني الكاتب والمحلل السياسي: إن “رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يُحاول إرضاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ودفعه للتراجع عن قرار عدم التصويت في الكنيست لصالح الائتلاف الذي يقوده”.

وأضاف، أن “عملية الاغتيال في غزة تهدف للخروج من حالة الضغط من اليمين المتطرف بقبول تغيير مسار مسيرة الأعلام لتدخل الحي الإسلامي، وهو ما قد يُفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتكون إسرائيل على موعد مع سيف القدس 2”.

وأشار إلى أن “نتنياهو يُحاول استعادة حالة الردع حتى لو إعلامياً أمام جمهوره، وكبح جماح المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة الجهاد الإسلامي”.

وأكد على أن “المقاومة في إطار رد الفعل المنضبط الذي يُحقّق الهدف، وحالة الغموض الإيجابي التي تتبناها المقاومة في تقديري هي بمثابة رد قوي لا يقل أهمية عن الرد الصاروخي”.

وأضاف: “عندما تأتي اللحظة سيُدرك نتنياهو أنه أساء وأخطأ التقدير، وأن كسر إرادة الشعب الفلسطيني أمراً يكاد يكون مستحيلاً، والحسم السياسي عبر الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني لحقوقه هو الخيار الأقل تكلفة للجميع”.

Exit mobile version