عربدة بن غفير على أسرنا البواسل!

أقلام – مصدر الإخبارية

عربدة بن غفير على أسرنا البواسل!، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بدأ إيتمار بن غفير ولايته الوزارية لما تمسى وزارة الأمن القومي باقتحام سجن نفحة، وكانت أوّل قراراته تقييد المعتقلين في استحمامهم، ثم إغلاق المخابز التي يخبزون فيها خبزهم، ثم إلغاء مجانية علاج أسنانهم، وكأن العلاج كان جيّدًا في الأصل، ثم أخيرًا إلغاء الإفراج المبكّر، وحبل إمعانه في إجراءاته القاسية ما زال على جرار حقده، لا ندري إلى أين يصل؟

بالتأكيد أسرانا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل لهم خطواتهم النضالية وفق قواعد اشتباك وخبرات نضالية متراكمة لن يتخلّوا عنها أبدًا، هو لا يدرك أو لا يريد أن يدرك أن أسرانا هم أسرى حريّة، وأنهم ليسوا سجناء على قضايا جنائية، بل هم أصحاب قضية، وأن قرار نضالهم الذي أدى بهم إلى السجن كان قناعة جازمة، واعتقادًا راسخًا، وهم من الرجال الذين لا ينكسرون لمثل هذا التطرّف الجنوني، وهم في تاريخ نضالاتهم في السجون قد تعرّضوا لكثير من السياسات المتطرفة، والأكثر عنجهية من هذا، ومع هذا أثبتوا ذاتهم، وخرجوا دائمًا مرفوعي الرأس بكرامة عالية، وسجّلوا كثيرًا من الانتصارات من خلال إضراباتهم المفتوحة عن الطعام، وأثبت شعبهم كذلك بأنه لا يتخلّى عن أسراه، ويقف معهم مساندًا ومنتفضًا، ولا يألو جهدًا إلا ويسخره في نصرة أسراه.

أسرانا يقفون موحّدين في خندق واحد، وهذا ما لا يدركه هذا المأفون، وهم أيضًا من القضايا التي يتوحّد عليها شعبهم، لذلك وجدنا مثلًا في ما سمّي انتفاضة الأسرى عام 2000 أن هبّ الشارع الفلسطيني هبّة واحدة، وتدحرجت الأمور، ما أدى إلى تصعيد المقاومة، ومسارعة الجهات الأمنية الإسرائيلية للضغط على المستوى السياسي لاتخاذ إجراءات تستجيب لمطالب الأسرى، وشهدنا أيضًا عندما عقد الأسرى العزم على الإضراب المفتوح بشكل موحّد مع بداية رمضان السابق، وقد ارتعبت الحكومة الإسرائيلية من توقيت الإضراب، فقاموا بمفاوضة الأسرى باستثناء بن غفير، وتوصلوا إلى حل استجابوا فيه لأغلب المطالب قبل أن يبدأ الإضراب.

المشكلة أن هذا القادم من فتية التلال، لم يستوعب، ولن يستوعب عقلية الدولة، وأنّ لعبة الدولة تختلف عن لعبة العصابة، رغم أننا ندرك تمامًا أن دولتهم ما هي إلا عصابة، ولكن الموضوع نسبي، وهو بهذه العقلية سيجرّ ساحة السجون ومن خلفها الساحة الفلسطينيّة إلى ما لا يحمد عقباه.

بدأ إيتمار بن غفير ولايته الوزارية لما تمسى وزارة الأمن القومي باقتحام سجن نفحة، وكانت أوّل قراراته تقييد المعتقلين في استحمامهم، ثم إغلاق المخابز التي يخبزون فيها خبزهم، ثم إلغاء مجانية علاج أسنانهم، وكأن العلاج كان جيّدًا في الأصل، ثم أخيرًا إلغاء الإفراج المبكّر، وحبل إمعانه في إجراءاته القاسية ما زال على جرار حقده، لا ندري إلى أين يصل؟

بالتأكيد أسرانا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، بل لهم خطواتهم النضالية وفق قواعد اشتباك وخبرات نضالية متراكمة لن يتخلّوا عنها أبدًا، هو لا يدرك أو لا يريد أن يدرك أن أسرانا هم أسرى حريّة، وأنهم ليسوا سجناء على قضايا جنائية، بل هم أصحاب قضية، وأن قرار نضالهم الذي أدى بهم إلى السجن كان قناعة جازمة، واعتقادًا راسخًا، وهم من الرجال الذين لا ينكسرون لمثل هذا التطرّف الجنوني، وهم في تاريخ نضالاتهم في السجون قد تعرّضوا لكثير من السياسات المتطرفة، والأكثر عنجهية من هذا، ومع هذا أثبتوا ذاتهم، وخرجوا دائمًا مرفوعي الرأس بكرامة عالية، وسجّلوا كثيرًا من الانتصارات من خلال إضراباتهم المفتوحة عن الطعام، وأثبت شعبهم كذلك بأنه لا يتخلّى عن أسراه، ويقف معهم مساندًا ومنتفضًا، ولا يألو جهدًا إلا ويسخره في نصرة أسراه.

أسرانا يقفون موحّدين في خندق واحد، وهذا ما لا يدركه هذا المأفون، وهم أيضًا من القضايا التي يتوحّد عليها شعبهم، لذلك وجدنا مثلًا في ما سمّي انتفاضة الأسرى عام 2000 أن هبّ الشارع الفلسطيني هبّة واحدة، وتدحرجت الأمور، ما أدى إلى تصعيد المقاومة، ومسارعة الجهات الأمنية الإسرائيلية للضغط على المستوى السياسي لاتخاذ إجراءات تستجيب لمطالب الأسرى، وشهدنا أيضًا عندما عقد الأسرى العزم على الإضراب المفتوح بشكل موحّد مع بداية رمضان السابق، وقد ارتعبت الحكومة الإسرائيلية من توقيت الإضراب، فقاموا بمفاوضة الأسرى باستثناء بن غفير، وتوصلوا إلى حل استجابوا فيه لأغلب المطالب قبل أن يبدأ الإضراب.

المشكلة أن هذا القادم من فتية التلال، لم يستوعب، ولن يستوعب عقلية الدولة، وأنّ لعبة الدولة تختلف عن لعبة العصابة، رغم أننا ندرك تمامًا أن دولتهم ما هي إلا عصابة، ولكن الموضوع نسبي، وهو بهذه العقلية سيجرّ ساحة السجون ومن خلفها الساحة الفلسطينيّة إلى ما لا يحمد عقباه.

أقرأ أيضًا: هل وجدتم هيكل سليمان في مخيم جنين؟

هل وجدتم هيكل سليمان في مخيم جنين؟

أقلام – مصدر الإخبارية

هل وجدتم هيكل سليمان في مخيم جنين؟، بقلم الكاتب وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

عدة عقود من الزمن وأنتم تبحثون عن هيكلكم المزعوم في القدس وحول المسجد الأقصى بالتحديد، وبعد أن أعياكم البحث توجّهتم شمالًا وجنوبًا غير حاسبين حسابًا لنسبة الخطأ التي قد تحويها أساطيركم، أخيرًا جئتم بجرافاتكم العملاقة وبتغطية جويّة رهيبة، جئتم بقضّ جيشكم وقضيضه، رصدتم وحلّلتم معلوماتهم الاستخباريّة وإشارات حاخاماتكم التلمودية، بنيتم عليها خطة الهجوم والتنقيب وقلب سافل الأرض عاليها.

المعلومات الدقيقة تقول بأن الهيكل قد هُرِّب من القدس إلى مخيم جنين، وأنه موجود هناك، هكذا حدّدت لكم عقولكم السوداء، هناك حيث مخيم جنين الذي يعيش متمردًا على دولتكم صاحبة السطوة والهيلمان.

بدأت جرافاتكم العملاقة بجرف شوارع المخيّم وأرخت آذان حاخاماتكم تتلمّس صوتًا يخرج ناشزًا عن هدير جرّافاتكم، لعلّه صوت التاريخ القديم يعلن عن اكتشاف الهيكل، كلّت آذانكم دون أن تسمع شيئًا لكن أصواتًا كثيرة خرجت دون أن تتمكّن آذانكم من التقاطها لأنها آذان صمّاء لا تعانق الحقائق.

لم يجدوا هيكلهم بل وجدوا ذاكرة المخيم التي قالت لهم بلسان فصيح: نحن الذاكرة الخالدة على هذه الأرض، وأنتم مارقون عابرون ظالمون سارقون، أجرمتم كثيرًا وارتوت بطونكم من دمائنا حتى الثمالة.. ذاكرة المخيم أنتم صنعتموها بإجرامكم المرّ اللئيم، ذاكرة المخيم قامت على أكباد أناس هُجّروا من مدنهم وقراهم وطردوا شرّ طردة باستخدام أقسى أنواع الإجرام من مجازر وحرائق وتدمير، جاؤونا بروح عدوانية مدرّبة ومجهّزة ومعبأة تعبئة سوداء لممارسة التطهير العرقي، ولطرد أهل فلسطين السالمين الوادعين الآمنين من وطنهم الجميل، ذاكرة المخيم لم تنس طينتكم الإجرامية والروح الحاقدة التي تلبَّستكم تلك الأيام وما تزال. حفرتم شوارع المخيم فلم تجدوا الهيكل المزعوم بل وجدتم ذاكرة مخيم لتصفعكم وتعيد الصورة السوداء إلى بداياتها المرعبة وصورتها الإجرامية على ما هي عليه دون أيّ تغيير أو تحريف.

-لم يجدوا هيكلهم بل وجدوا فتية يرفعون راية القضية الفلسطينية على أصولها، يعشقون الموت العزيز ويفضلونه ألف مرّة على حياة يشوبها ذلّ الاحتلال، خرجوا لهم من تحت الرماد كالعنقاء، أوقفوا تمدّدهم وقارعوهم بما لديهم من قوّة لا تذكر بالنسبة لقوّة جيشهم، ومع هذا أخرجوهم من المخيّم مذمومين مدحورين، عرّوهم أمام العالم وأثبتوا أن فتية من هذا القبيل لا بدّ وأن يكونوا أصحاب قضية عادلة، هؤلاء الفتية بصمودهم الأسطوري أعادوا القضيّة إلى مربّعها الأوّل، أصحاب وطن سُلب منهم لا بدَّ من العودة إليه مع كامل الحقوق، وكلّ ما سوى ذلك من محاولات تسوية على حساب القضية الأساس واعتبارًا لاختلال القوى بين الظالم والمظلوم ما هو إلا هراء ومضيعة للوقت.

-لم يجدوا هيكلهم بل وجدوا فشلهم وضياع شرعيتهم على هذه الأرض، وجدوا بما رأوا من صلابة وبأس ألّا مستقبل لهم على هذه الأرض، عاجلًا أم آجلًا هم إلى زوال، فإذا أعجزهم مخيم نصف كيلومتر مربّع فأين يذهبون إن تعمّم هذا النموذج الفذّ على ربوع الوطن كافّة؟ ستبقى حروبهم في هذا المخيم وصمة عار تلاحقهم وتقضّ مضاجع قلوبهم السوداء.

-لم يجدوا هيكلهم بل وجدوا أطفالًا في حالة من الهلع والرعب، تلفّهم نيران أسلحتهم الحديثة وتصخّ آذانهم وقلوبهم أصوات أسلحة الدمار المرعبة، وجدوا هناك بدل الهيكل المزعوم فاشيتهم، وجدوا آلتهم العسكرية المدمّرة أرضًا وسماء، الأطفال والنساء والبائسون من حياة المخيم القاسية وجدوا أنفسهم أمام آلة قتل صهيونيّة جاءت إلى هذا المخيّم مرّتين، مرة سنة 2002 والمرّة الثانية سنة 2023.

أيها الباحثون عن هيكل سليمان، لم يكن سليمان مجرمًا بل كان نبيًّا، لم يكن ليقيم هيكله على جماجم الأطفال والنساء، لم يكن إلا حامل رسالة السماء حيث العدل والحريّة وكرامة الإنسان، سليمان عليه السلام بريء منكم ومن أفعالكم، مخيم جنين أظهركم على حقيقتكم… أنتم مشروع استعماريّ حاقد لا يعرف إلا لغة الإجرام والقتل والقهر والعدوان.

سليمان عليه السلام بريء منكم ومما تجرمون.

أقرأ أيضًا: ما المطلوب لمواجهة عربدة المستوطنين؟!

هولوكوست بن غفير!

أقلام – مصدر الإخبارية

هولوكوست بن غفير!، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لا فرق بين أن تأتي بالناس إلى أفران الغاز كما فعل بهم هتلر “كما يزعمون”، وبين أن تأتي بالنار وتصبها على رؤوس الناس، وتدخلها إلى أعماق بيوتهم الآمنة، وهنا استذكر ما قاله أبراهام بن بورغ في كتابه: “لننتصر على هتلر”، حيث يعترف بأن هناك داخل كلّ صهيوني هتلر، وهذا ما دفعهم إلى ممارسة الظلم والطغيان على الشعب الفلسطيني، لقد تحوّلت الضحيّة إلى جلاد شرس، وليتهم مارسوا دور الجلاد وهذا الإجرام اللعين على من فعله بهم، لقد صبّوا جام أحقادهم والغضب الذي يغلي في صدورهم على الشعب الفلسطيني الذي لا ناقة له فيها ولا جمل.

بن غفير شخصية شديدة التطرف، مسكونة بالحقد والهوس والمزايدة على غيره من جمهوره المتطرف، وقد نجح في جر بقية العصابة المتطرفة أصلًا إلى مربعه الأسود، فكان هذا العدوان الشرس الذي كان أغلب ضحاياه من الأطفال والنساء والناس الذين لا علاقة لهم بما أعلن من أهداف عدوانية، ثم يتبجّح ويعتبر ذلك إنجازًا لحكومته، فأيّ صلف هذا وأي غطرسة؟ ولماذا تجدهم دومًا يمثّلون دور الضحية، ويثيرون ما فعلته بهم النازيّة فيما عرف بالهولوكوست أو المحرقة؟

ماذا يعتبرون ضرب شقّة سكنية بالصواريخ والتي من المعروف مسبقًا أنها ستقتل أطفالًا، وستصيب أناسًا في الشقق المجاورة، وسترعب منطقة سكنية بأكملها، لماذا يصمت العالم الحرّ على هذا الهولوكوست المتنقّل الذي تفتتحه النيران القاتلة والحارقة في المكان الذي تسقط فيه صواريخهم؟

وهنا قد يسأل سائل: وماذا عن صواريخكم؟ لنردّ على السؤال، من الضحية الاحتلال أممن يدافع عن نفسه من جرائم الاحتلال؟ وكيف تضع حدًّا لجرائمهم؟ هل ينفع ذلك الاسترحام واستدرار العطف العالمي الذي بدوره سيكبح جماحهم ويثنيهم عن ممارسة هذه الجريمة المفتوحة؟ أم هل سنراهن على أخلاق الاحتلال وأنه من الممكن أن يتحوّل في يوم من الأيام إلى احتلال محترم؟

لقد جُرّب كل هذا ولم يجدِ نفعًا، لم يستجب لعشرات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن وهيئة الأمم، ضرب بها عرض الحائط، أتته فرصة ذهبية: “اتفاقية أوسلو” التي منحته 78% من البلاد وتركت للفلسطينيين البقية إلا أنه استمرّ في إشباعها استيطانًا وعدوانًا، وبقي موغلًا في ممارسة جرائمه بكلّ صنوف الإجرام: قتلًا واعتقالًا واعتداء على كل تفاصيل الحياة الفلسطينية.

لقد حوّل الحياة الفلسطينية إلى جحيم، واستمرّ في العربدة وممارسة غطرسة القوّة، ثمّ ليعتلي سدّة الحكم عندهم بين الحين والآخر من هو أشدّ جنونًا وتطرفًا مثل هذا المعتوه بن غفير، فيجرّهم إلى المربع الأكثر فسادًا وجريمة، لقد أثبت أن الشعب الذي يدخل في خياراته مثل هذه الشخصيات، هو شعب يزداد مع الزمن حقدًا وكراهية وقدرة عالية على ممارسة العدوان بكلّ أشكاله، فمشكلتنا ليست مع أفراد تسلّلوا للحكم، وإنما مع هذه الحثالة البشرية التي رضيت لنفسها هذا الدرك الأسفل في عالم الجريمة السفلي والأسود.

ومع هذا فلم تجرِ الرياح بما تشتهيه سفنهم، ليحكموا شعبًا مهزومًا مستسلمًا مسكونًا بالخوف والذلّة والمسكنة، بل كان لهم أن هذا الشعب الفلسطيني قد ضربت عليه العزّة والكرامة والشعور العالي بالسيادة ورفض الذل والمهانة، فكانت هذه المقاومة الباسلة التي نجحت في صناعة معادلة الرعب والألم المتبادل وصراع الأدمغة، ونجحت في هذا بإمكانياتها المتواضعة جدًا في واقع محاصر، كيف خرج لهم من ينجح في لجم عدوانهم وإدخالهم في حسابات عسيرة أمام أي عدوان يفكّرون به؟ وإن مارسوه جرّ عليهم وبال جريمته، مما يدفعه لإعادة حسابه فورًا.

لقد اكتشف الشعب الفلسطيني أنه لن ينفعه أحد، ولا رأي عام عالمي، ولا عواطف الجماهير العربية وأحرار العالم رغم أهميّة هذا الأمر، لن ينفعه سوى أن يشمّر عن ذراعه ويدخل صراع الأدمغة بكل ما أوتي من قوّة، وقد نجحت مقاومة الشعب الفلسطيني في هذا أيما نجاح، لقد شكّلت القوّة الرادعة التي يحسب لها الاحتلال ألف حساب توازنًا قويًّا مع هذا الاحتلال، وهذا ما نراه مع كلّ حرب يحاول فيه هذا الاحتلال فرض هيمنته وإرادته فيفشل فشلًا ذريعًا بفضل الله، ثم بما نجحت فيه مقاومتنا من قدرة عالية على لجم تطرفه النكد، ومنعه من الوصول إلى أهدافه.

أقرأ أيضًا: ما المطلوب لمواجهة عربدة المستوطنين؟!

ما المطلوب لمواجهة عربدة المستوطنين؟!

أقلام – مصدر الإخبارية

ما المطلوب لمواجهة عربدة المستوطنين؟!، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

ما يجري اليوم من حرق للبيوت وتدمير للممتلكات وعربدة وترويع يذكّر بما فعلته العصابات الصهيونية ما قبل عام 1948 بتغطية ودعم من الجيش البريطاني، وهو عدوان همجي متوحّش يصبّ جام غضبه على بيوت آمنة فيها أطفال ونساء وسكّان مثلهم مثل بقيّة البشر، لو افترضنا العكس بأن يهاجم الفلسطينيون بيوتهم بهذه الطريقة الهمجيّة، كيف سيصدّرون الصورة للعالم، لو أن دولة أخرى من دول العالم المتقدّم تعرّض سكانها لمثل هذا التوحّش الصهيوني الفاشيّ وبذات الطريقة، أما الفلسطينيون فلا بواكي لهم وكأنّ هذا الأمر طبيعيّ وأنهم الخدّ الذي تعوّد اللطم ويجوز في حقّهم ما لا يجوز لغيرهم.

لو أنّهم كما يدّعون دولة قانون أو أنها دولة تحترم نفسها، وأن المعتدين يلاحقون ويحاكمون وفق هذا القانون لاختلف الأمر ولكن الذي يحدث هو العكس تمامًا، كلّ مكونات كيانهم من أعلى المستويات تشجّعهم على الإثم والعدوان، ثم حماية الجيش لهم تشجيع ثانٍ ثم عدم تحمّل أي تبعات لاعتداءاتهم تشجيع ثالث.

لذلك فإنه لا رادع لهذه الهمجيّة سوى أن يشمّر الفلسطينيون عن سواعدهم، في معادلة كبح جماع كتل الحقد المتحرّكة في ديارنا، والفلسطيني قد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه يستعصي على الكسر ولا يقبل بالدنيّة ولا الذلّة ولا المهانة، هو قادر بكل بساطة على تدشين معادلة الردع المتبادل، وعلى قاعدة: أن نخسّرهم أكثر مما نخسر.

ما المطلوب لمواجهة عربدة المستوطنين؟!

ما يزال أحرار هذا الشعب يأملون من فصائل العمل المقاوم في الضفة أن تتجدّد الروح فيها، وأن تظهر قيادات شابة تقود المرحلة القادمة، فالمياه الراكدة تصبح آسنة وتموت الحياة فيها بينما المتحركة والجارية دائمة التتجدّد والتجديد، وهكذا بعض الفصائل الفلسطينية تتكلّس قياداتها ولا تعطي الفرصة للشباب أن يأخذوا فرصتهم في القيادة والتغيير، ونظرًا لعدم توفّر الأجواء المناسبة لعمل انتخابات حرة ونزيهة فإن هناك من يتقدّم الصفوف عبر الكولسة وممارسة النفوذ بطرق غير صحيحة، لذلك فإن المعيار الذي على الجميع أن يصوّب نظره إليه هو الإنجاز والنتائج المطلوبة في ميدان مقارعة المحتلّ.

هذه الأيام نشهد على رفع سقف العدوان من المحتل بشكل كبير، لذلك فإن المتوقّع فلسطينيًّا أن يرتفع سقف الأهداف وأن يوظف لذلك كلّ جهد ممكن وأن نعطي المرحلة متطلباتها، لا بدّ من العمل السريع على وحدة الموقف وعلى بلورة برنامج وطني يتفق الجميع على النضال من أجل تحقيقه، وأقصد بالجميع كلّ من يلتقي على ضرورة لجم المحتلّ وتحرير البلاد والعباد من شرّه.

أقرأ أيضًا: أسيراتنا الحلقة الأقوى في معادلة الصراع

أسيراتنا الحلقة الأقوى في معادلة الصراع

أقلام – مصدر الإخبارية

أسيراتنا الحلقة الأقوى في معادلة الصراع، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

باتت تهديدات المتطرف الأرعن “بن غفير” (الذي أصبح وزيرًا في حكومة مجانين يحكمون ما يسمى دولة) أمرًا واقعًا، وهذا الغرّ لا يدرك ماذا تعني الأسيرات للشعب الفلسطيني؟ وأنهنّ لسن مجرّد مجموعة نساء مسجونات لا وزن لهن ولا أثر، لا يدرك هذا الأعمى ماذا تعني المرأة الفلسطينية؟ ولا يدرك بروحه الخبيثة المتعجرفة ولا يحسّ أن أسيراتنا أسيرات حريّة وحق وقضية، لهنّ من الحضور الاجتماعي والوطني والديني والقيمي والإنساني ما لا يتصوره عقل هذا المجرم، هذا إن كان له عقل يعقل به الأمور السياسية والاجتماعية وطبائع شعبنا الأبيّة والإنسانية بشكل عام.

إننا أمام وصفة داعشيّة بامتياز، فكر ديني متطرّف أصبح له نفوذ في الشأن السياسي، ويمتلك قوّة قادرة على فعل الجريمة والاعتداء على الحرمات وإسالة الدماء وعدم الاكتراث بقواعد وقوانين وحقوق الإنسان التي تعارف عليها البشر، وهذه هي بالتحديد وصفة الفكر الداعشي الذي قامت عليه الدنيا ولك تقعد، نفس النقاط دون زيادة أو نقصان أثارت نقمة العالم واستفزّت الحسّ الإنساني للبشرية جمعاء، الآن يقوم هذا المتطرّف الأرعن ومن الدوافع الجنونية ذاتها مستخدمًا الموروث الديني اليهودي والتلمودي، الفرق واحد وبسيط هو أن داعش استخدمت الدين الإسلامي وهذا يستخدم الدين اليهودي بأساطيره القديمة المسيطرة على عقله الشاذّ.

بن غفير الآن يقود فرقًا مسلحة بالحقد والكراهية والعنصرية، لا ترى الفلسطيني إلا صرصورًا أو أفعى ولا يرى أن هناك شعبًا آخر من حقّه أن يعيش حرًّا كريمًا، لا يرى أبعد من أنفه وما تنطوي عليه نفسه الشرّيرة، يبحث عن أشدّ الأوتار الفلسطينية حساسية ويضرب عليها، منذر حرب ودمار وخراب للحرث والنّسل، ماذا يريد؟ لماذا يتقدّم للفلسطينيين بهذا الحجم الكبير من الاستفزاز؟ وهل يعتقد أن الأسيرات هن الحلقة الأضعف في المجتمع الفلسطيني.

لعلمك أيها الغفير الجاهل، ترى أنّ أسيراتنا هنّ الحلقة الأقوى، لا تتسع ذاكرتك القصيرة بالطبع ما فعلن عندما قرّروا الإفراج عن بعضهن وترك خمس أسيرات للمستقبل التفاوضي المجهول، أي إفراجات بالتقسيط الصهيوني المريع، حزمن قراراهن على أن لا يخرجن من السجن إلا إذا تم الإفراج عن الجميع دون أيّ استثناء، وصمدن على ذلك سنة كاملة حتى أذعنوا وأفرجوا عنهن كلهنّ دفعة واحدة، هذه قصة المرأة الفلسطينية التي لا تعرفها أساطيرك القديمة وخزعبلاتك المجنونة، فعلن ما عجز عنه الأسرى الرجال أيها الغرّ.

لم تكن في يوم من الأيام أسيراتنا الحلقة الأضعف بل هن الأقوى على الدوام، فالمساس بهن هو مساس بكلّ فلسطينية وفلسطيني، ومساس بكلّ من يخاف على عرضه، ومساس بالروح الفلسطينية العالية وبكل القيم التي تتناقض مع هذا النقيض الجاهل، وهو استنهاض وتفجير للروح الحاضرة والصانعة للفعل والقادرة على ردّ الصاع صاعين بإذن الله.

أقرأ أيضًا: الاعتداء على أسيرات الدامون.. بركان غضب في السجون وتوقعات بعمليات انتقامية

بن غفير يلعب بالنار مع أسرانا

أقلام – مصدر الإخبارية

بن غفير يلعب بالنار مع أسرانا، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

مع بداية تولّي ايتمار بن غفير منصبه وفي لحظاته الأولى التي اعتلى فيها عرش وزارته أعلن الحرب على أسرانا في سجونه، وهذا يثبت بأن لديه من المخزون ما يكفي من الأحقاد السوداء والخطط والبرامج والقرارات المبيّتة من قبل، فهو على ما يبدو عبوة ناسفة جاهزة للانفجار وبالتالي لتفجير الأوضاع داخل السجون وخارجها، من اليوم الأوّل أصدر تعليماته السوداء والتي من شأنها أن تزيد الطين بلّة، وأن تعزّز فكرة معسكرات النازيّة، وأن تتحوّل إدارة السجون وفرقها القمعية بشكل سريع إلى نازيين جدد يمارسون الوحشية والقمع السادي بكل اشكاله المقيتة، وبالمناسبة هم جاهزون ومدرّبون للقيام بهذا الدور وسجلّلهم حافل بالقمع والتنكيل في أقسى صوره المرعبة، فقط يريد هذا الارعن الان رفع سقف التعذيب والتنكيل وعرض عضلاته أمام شعبه وتصدير الصورة التي تروي ظمأ كل متطرف وعنصري وحاقد.

بدأت الحرب بالانقضاض على سجن هدريم حيث استقرّت به الأوضاع مع نخبة من القادة والمثقفين والمتعلمين، وأصبح مصدر إشعاع معرفيّ ومعهد أكاديميّ يتلقى فيه الاسرى المحاضرات ويقومون بالأبحاث ويتخرجون بدرجة الماجستير من جامعة القدس، لذلك اختار بن غفير أن تبدأ المعركة من هذا المعتقل حيث قمة الهرم في حركة الوعي التي تزرعها نخبة السجون فتحيلها إلى واحة معرفة وتنوير.

وبهذا يظهر أهمية المعرفة والكلمة الحرّة في معركتنا معهم، بن غفير وعلى حجم أحقاده وجحيم عدوانه وما يمتلك من أدوات قوّة وقمع إلا أنه يرتعب من الكلمة الحرة، يرتعب من الفكرة الفلسطينية، يخاف على بنيته المتطرفة وشخصيته المتهوّرة وكيانه الهشّ أخلاقيا وفكريا وإنسانيا من الروح الفلسطينية الواعية والجميلة، يخشى من هذا النزال في ميادين الأخلاق والمعرفة، إنه حينئذ ينهزم شرّ هزيمة وتنكشف كلّ عوراته القبيحة، لذلك نجده يبدأ معركته من هنا ويصب جام حقده على هذا الميدان.

بن غفير يلعب بالنار مع أسرانا

بن غفير لا يدرك أن ما حقّقه الاسرى لم يكن منحة منهم ولا لطفا من ألطافهم الخفيّة، بل كان خاوة رغم أنوفهم، وهم قادرون على إعادتها سيرتها الأولى إن سلبت منهم من جديد، هو لا يرى إلا قدراته ولا يفكّر بقدرات أسرانا على قلب الطاولة في وجهه، فهم قادرون على الوصول إلى استحقاقاتهم “على داير مليم”، كما يقولون.

أسرانا أكثر الناس معرفة بعدوّهم، يتابعون مشهدهم السياسي بكل تفصيلاته، ولهم من الخبرة الطويلة والعميقة في التعامل مع عقلية إدارة السجون واستخباراتها، يعرفون من أين تؤكل الكتف، هذا الارعن بحاجة إلى أن يتعلم منهم وسيتعلّم في ميدان المعركة، هو الآن يعلن الحرب لكنه لن يكون قادرا على إعلان نهايتها بل هم الاسرى الذين يحدّدون متى تنتهي وكيف، ومن أوراقهم القويّة: القدرة العالية على حشر مصلحة السجون وضباطها وشرطتها وفرقها في حالة من التوتّر والطوارئ والقلق على مدار الأربع وعشرين ساعة، قادرون مثلًا على تحريك الشارع الفلسطيني وإنتاج انتفاضة تهزّ كيانه وتعرض مصالحه الأمنية للخطر الكبير.

الأسرى هم قادة ومفكّرون وحركيون وتنظيميون وفوق كلّ هذا نفسهم الثوري العالي وقدرتهم العالية على تحريك المياه الراكدة والوصول إلى أهدافهم العالية. الآن هم يتسلّحون بوحدتهم وجاهزون لبرنامج نضاليّ قويّ متصاعد قد يصل إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الكفيل بإشعال الشارع الفلسطيني وفتح المعركة والردّ على هذا المعتوه الذي يلعب بنارهم.

أمهات الشهداء والأسرى.. منارات العزَّة والتحرير

أقلام – مصدر الإخبارية

أمهات الشهداء والأسرى.. منارات العزَّة والتحرير، بقلم الكاتب الفلسطيني وليد الهودلي، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

كان لي شرف الكتابة عن الأمهات الأسيرات في رواية “أمهات في مدافن الأحياء” سنة ألفين وثمانٍ، ثم أعدت الكرَّة للكتابة عن نموذج خنساوي فريد برواية سمّيتها “فرحة”، وهي عن الحاجة فرحة البرغوثي أم ولديها الأسيرين اللذين قضيا في السجن قرابة خمس وستين سنة: عمر رحمه الله ونائل وهي أخت الشهيد وجدة الشهيد، وما زال سؤال يقضُّ مضجعي: هل نجحت في رسم الصورة التي تليق بهذه المرأة الفلسطينية العظيمة؟

نحن لا نتحدّث عن امرأة تجود بشيء من مالها أو امرأة تنتمي لقضية عادلة فتقدّم جزءًا من جهدها ووقتها في خدمة هذه القضية، لا نتحدّث عن صبر على الشدائد والابتلاءات ولا قوّة العزيمة وعلوّ الهمة والإرادات النبيلة الساكنة في أعماق هذا الصنف من النساء، نساؤنا اكتنزت نفوسهن بكل هذا وبطريقة مميّزة وفريدة وحقّقت درجات عالية وتبوأت قممًا سامقة ندر أن يصل إلى مثلها أحد.

وإذا تبوأت الخنساء قمة عالية وعبرت التاريخ لتكون نموذجًا للروح المجاهدة والمضحيّة بأعزّ ما تملك فيستشهد أبناؤها الأربعة في سبيل القضية التي تؤمن بها وترضى بذلك رضى تامًّا دون شكوى أو إظهار ألم، بل جسّدت الخنساء حالة الصبر الجميل والرضى عمّا أصابها بحبّ وفخر واعتزاز، اليوم نرى هذا النموذج يظهر من جديد قولًا وعملًا وبطمأنينة نفسية عالية، وهذا بالطبع لا ينفي الألم وقسوة لوعة الفراق والفقد، ولكن ما يجول ما في هذه الصدور من برد اليقين ومشاعر الإيمان برب كريم والانتماء للقدس وفلسطين يحاصر الألم ويصبُّ عليه ما يسكّنه ويخرج للناس أجمل ما في هذه النفوس من صدق وارتقاء وروح عالية تناطح السحاب.

ومع الزيادة الكبيرة لعدد الأسرى والشهداء برزت الخنساء الفلسطينية بكل جدارة ما يبهر قلوب الناس وتجسَّدت هذه الخنساء بالآلاف، فالأمهات الثكلى القادرة على إضاءة سماء العالم بروحها العالية الجميلة نجحت في رسم أعظم صورة ترسمها أمّ في سجلّ التاريخ الراصد لهذه التجليّات العظيمة، وأصبح في كل قرية وحيّ ومخيم ومدينة منارات لأمهات ماجدات استطعن الحفر الجميل في ذاكرة هذا الشعب ما يحيي روحه ويشدّ عضده ويرفع رأسه عاليًا ويمدّ عزائمه ما يجعله حيًّا وقويًّا وشامخًا باستمرار.

والعجب العجاب أن تجد من يجعل من مآثر هذا الشعب العظيمة محلًّا لهجومه النكد، تمامًا كما حصل مع ظاهرة النطف المهربة من حيث إنها مأثرة وإبداع فلسطيني بامتياز فوجدت من يصنع فيلمًا ليشوّه هذه الصورة العظيمة، وهكذا النضال الفلسطيني وصراع الأدمغة التي شقّت طريقه المقاومة الفلسطينية في ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد وأمام إمكانات هائلة للأعداء، هذا النجاح المبهر والملهم تجد من يقف أمامه باستخفاف وسخرية واستهزاء.

والمطلوب هو أبعد من الإقالة والاعتذار، هذا يضعنا أمام السؤال الوجيه: من قدّم هؤلاء لمثل هذه المواقع الحسّاسة؟ وكيف يتم الاختيار؟ وعلى أيّ أساس؟ عندئذ نجبّر قبل أن تُكسر، أما أن ننتظر بين الحين والآخر لتظهر لنا مثل هذه الإساءات البليغة ثم نتنادى لإصلاح الكسر فهذا أمر أصبح صعبًا وأصبح فتقًا اتسع على الراتق.

أمهات الشهداء والأسرى أعلى مقامًا، كالنخلة الباسقة أو الزيتونة المباركة دائمة العطاء والثمر ولا تأبه بمن لا يرى ثمرها ولا يدرك جلال قدرها، عاكفة على العطاء وتعطي أعزّ ما تملك دون انتظار لجزاء أو شكر من أحد، قلبها معلق في القدس وبوصلتها لا تحيد أبدًا، تزرع أعلى القيم وتستنبت في نفوس أبنائها عشق الدين والوطن، مستعدة لدفع الثمن لأن تحرير الأوطان لا يتم إلا بمثل هؤلاء الأماجد وبالمزيد من الخنساوات الحرائر.

Exit mobile version