تجدد التظاهرات الإسرائيلية احتجاجًا على التعديلات القضائية

الأراضي المحتلة- مصدر الإخبارية

قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن التظاهرات الإسرائيلية تجددت مساء اليوم السبت، احتجاجًا على التعديلات القضائية.

وأعلنت الصحيفة “انطلاق المظاهرات ضد خطة التغييرات القضائية للأسبوع الـ 32 على التوالي”.

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية العديد من الشوارع في “تل أبيب”، تزامنًا مع التظاهرات، فيما سجلت ازدحامات مرورية في عدة شوارع.

كما وشارك سياسيون وقادة أمن معارضون سابقين وحاليين في التظاهرات المناهضة لتلك الإصلاحات، على الرغم من تجميدها من قبل حكومة بنيامين نتنياهو خلال الفترة الماضية.

وفي آذار (مارس) الماضي، أعلن نتنياهو عن “تعليق” الخطة لإعطاء “فرصة للحوار”، لكن الاحتجاجات ضد حكومته ما زالت كثيفة، حيث رأى منظمو الاحتجاجات أن هذا الإعلان مجرد محاولة من الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، وطالبوا بإلغاء الخطة.

وصوت كنيست الاحتلال خلال الأيام الماضية بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون إلغاء حجة المعقولية، ليصبح بذلك قانونًا نافذًا رغم الاعتراضات الداخلية الواسعة.

وبحسب مراقبين، فإن من شأن القانون منع المحاكم الإسرائيلية بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم “معيار المعقولية” على القرارات التي يتخذها المسؤولون المُنتخبون.

ويعتبر قانون إلغاء حجة المعقولية واحدًا من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة الإسرائيلية في إطار خطتها لإضعاف الجهاز القضائي التي تصفها المعارضة الإسرائيلية بـ”الانقلاب”.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاج جنود الاحتياط أعاق استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب

هل يدرك اليمين الصهيوني مآل التعديلات القضائية على الدولة؟

أقلام – مصدر الإخبارية

هل يدرك اليمين الصهيوني مآل التعديلات القضائية على الدولة؟، بقلم الكاتب الفلسطيني أسامة سعد، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

وُصفت المظاهرات التي اجتاحت المدن الإسرائيلية بأنها الأشد وطأة على البعد الوجودي للدولة بصفة عامة، ذلك بأن الأمر لم يقتصر على التظاهرات المدنية التي تحدث في كل دول العالم تقريبًا، ولكن ما صاحبها من استقالات على وجه التحديد لضباط وجنود جيش الاحتلال الذي يُعد العمود الفقري لاستمرار وجود الدولة، وبالرغم من كل تلك التظاهرات الصاخبة التي أشعلتها المعارضة فإن التعديلات في نهاية المطاف مُرِّرت وصدَّق الكنيست بالقراءتين الأولى والثانية على مشروع القانون، وأصبح جاهزًا للإصدار من رئيس الدولة.

التعديلات التي قام وسيقوم بها الكنيست استرعت انتباه الراعي الأول للاحتلال، بل أعلى رأس الهرم القيادي فيه وهو الرئيس بايدن الذي وجّه نداءً لرئيس الحكومة بضرورة الوصول لأوسع توافق قبل إقرار القوانين، إلا أن هذا النداء لم يجد له صدًى لدى الائتلاف الحاكم الذي سار قدمًا في تعديل منظومة التشريعات القضائية، الأمر الذي وصفه بعض المعارضين أو حتى بعض المحللين بأنه تفكيك للدولة.

ما يحدث في دولة الاحتلال، والإدارة الأمريكية من إبداء كل هذا الاهتمام بما يحصل، يؤشر بوضوح إلى أن المجتمع الصهيوني عامة وقادة الرأي والفكر والنخب خاصة، وكذلك أصدقاء الكيان من الدول والمنظمات، يدركون جميعهم أن المس بدعائم دولة القانون التي أرساها بن غوريون سيكون نذير شؤم؛ ذلك أن تلك الدعائم سبب أساس في استمرار هذا الكيان الهجين من القوميات والإثنيات والثقافات، ولولا وجود هذا النظام القانوني والقضائي الصارم لما أمكن جمع كل هذه التناقضات القائم عليها الكيان في دولة واحدة. وإذن لحاولت منذ البداية كل إثنية أو عرفية أو طائفة أن تستأثر بالحكم دون غيرها، ولَأدى ذلك بالطبع إلى التناحر بين شتات القوميات والإثنيات والثقافات المكوِّنة للكيان وصولًا إلى الاقتتال والتفكك، وتلك حالة سائدة تعتري معظم الدول التي تتكون من طوائف وإثنيات وعرقيات مختلفة، وشاهدنا عبر التاريخ أمثلة على تفكك دول ونزاعات أهلية أدت إلى كوارث ومصائب ما زالت آثارها قائمة حتى الآن.

ما يحدث في دولة الاحتلال، والإدارة الأمريكية من إبداء كل هذا الاهتمام بما يحصل، يؤشر بوضوح إلى أن المجتمع الصهيوني عامة وقادة الرأي والفكر والنخب خاصة، وكذلك أصدقاء الكيان من الدول والمنظمات، يدركون جميعهم أن المس بدعائم دولة القانون التي أرساها بن غوريون سيكون نذير شؤم

ما سبق بيانه يضعنا أمام تساؤل كبير: هل عجز اليمين الصهيوني عن إدراك هذه الحقائق حتى يمضي قدمًا في تلك التعديلات التي أحدثت كل هذا الصخب الداخلي لدى الاحتلال؟ وهو الذي كان يسعى أولًا وقبل كل شيء إلى تأمين جبهته الداخلية ودعم صمودها حتى لا تهتز الدولة من الداخل خصوصًا في دولة قائمة على الحروب وتعيش وسط بحر معادٍ لوجودها في المنطقة.

الجواب الذي أعتقده أن نتنياهو يعلم خطورة ما أقدم عليه جيدًا، هو والثنائي سموترتش وبن غفير؛ قادة الائتلاف الحاكم.

أجل إنهم يدركون تمامًا أنَّ تغيُّب القانون والعبث بميزان القضاء وتركيز الحكم بيد السلطة التنفيذية سيؤدي إلى غرس بذور الفرقة وسط المجتمع الإسرائيلي، ولكن يبدو أن اليمين قد حسم أمره بالسيطرة تمامًا على الدولة وإقصاء بقية القوة الليبرالية واليسارية باعتبارها من تسبب في زعزعة استقرار الدولة بعقد اتفاقيات مع الفلسطينيين، وتبني حل الدولتين، والانسحاب من المستوطنات -رغم أن من قام بذلك كان شارون وهو من قادة اليمين، ولكن بدعم من اليسار- الأمر الذي أسفر عن وجود مشكلة حكم وقوة حماس في قطاع غزة، واستلهام المقاومين في الضفة لنموذجها، وتآكل قوة الردع التي قام عليها الكيان، وذلك كله يعد من وجهة نظر اليمين خيانة لعهد الآباء المؤسسين، كما ورد غير مرة على لسان بن غفير وقادة اليمين الديني الصهيوني.

إذن المسألة بالنسبة إلى اليمين أصبحت تتجاوز قضية القيم الديمقراطية التي أُسست عليها الدولة، ولكنها قضية الحفاظ على وجود الدولة نفسها من خلال العودة للفكر الصهيوني الأول الذي نشأت عليه دولة الاحتلال، وهو إنكار وجود الشعب الفلسطيني، وتبني خيارات الترحيل والوطن البديل وما صاحبها من أفكار اعتنقها مؤسسو الكيان للتعامل مع الشعب الفلسطيني.

صحيح أن بعضًا من زعماء اليمين قد يكون لهم استفادة شخصية من التعديلات التي تجري على المنظومة القضائية مثل نتنياهو ودرعي، ولكن ما يُشرِّعه الكنيست من قوانين لم تنحصر فقط في التشريعات القضائية، ولكنها تشريعات تشمل تثبيت الفكر اليميني على الصعيد الداخلي للدولة وعلى الصعيد الخارجي في العلاقة مع الفلسطينيين والعالم، وهو الأمر الذي تسبب في إزعاج الإدارة الأمريكية التي ما زالت تدعو إلى حل الدولتين رغم عدم اتخاذها أي خطوات لدعم هذا التوجه منذ مدة طويلة.

اليمين بشقيه الديني والقومي، يحاول العودة بالدولة فكريًا ودستوريًا ودبلوماسيًا وعسكريًا وأمنيًا إلى بدايات نشأتها، باعتبار أن ذلك العامل الأهم في استمرار وجودها والحفاظ على رسالة مؤسسيها

خلاصة القول أن اليمين بشقيه الديني والقومي، يحاول العودة بالدولة فكريًا ودستوريًا ودبلوماسيًا وعسكريًا وأمنيًا إلى بدايات نشأتها، باعتبار أن ذلك العامل الأهم في استمرار وجودها والحفاظ على رسالة مؤسسيها.

فهل نعود نحن الفلسطينيين إلى بداياتنا الثورية كما يعودون هم لبداياتهم الصهيونية؟

أقرأ أيضًا: هجمات العدو وإعداد المقاومة.. إلى أين؟

نواب حزب الليكود يعبرون عن رفضهم التعديلات القضائية

الأراضي المحتلة- مصدر الإخبارية

عبر وزراء ونواب من حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن رفضهم تمرير أي من تشريعات التعديلات القضائية، إلا في إطار توافق مع المعارضة.

وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن الوزراء والنواب المعترضين على تواصل سنّ تشريعات التعديلات القضائية بدون توافق، عازمون على عدم السماح لوزير القضاء يريف ليفين بأن يقود الحزب لمزيد من التشريعات القضائية، بدون توافق مع المعارضة.

وسابقًا، نتنياهو ضلّل الوزراء والنواب عندما تعهد سابقاً بأنه لن يسمح بمواصلة تمرير تشريعات التعديلات القضائية على أساس توافقات واسعة.

وبيّنت وسائل الإعلام أن قائمة رافضي مواصلة سنّ تشريعات التعديلات بدون توافق، تضم وزراء الأمن يوآف غالانت، والزراعة آفي ديختر، والعلوم أوفير أكونيس، والمخابرات جيلا جملئيل، والتعليم يوآف كيش، إلى جانب النواب: ديفيد بيتان، يولي إدلشتاين، وإيلي دلال.

ولفتت إلى أن ما يدفع المعترضين لسنّ التشريعات داخل “الليكود” لرفع الصوت، حقيقة أنهم يتوقعون تعاظم الاحتجاجات على سنّ التعديلات القضائية.

وتشهد “إسرائيل” انقسامًا داخليًا كبيرًا على خلفية إصرار حكومة نتنياهو على تمرير إصلاحات قضائية تهدف إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا ومنح الحكومة حرية في تعيين واختيار القضاة في البلاد.

وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء إصلاحات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضي بشكل كامل تقريبًا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية.

وتعطي الحكومة أغلبية تلقائية في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين “استهدافًا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء”.

اقرأ/ي أيضًا: الأصوات ترتفع في الليكود ضد التشريع القضائي أحادي الجانب

دينية وديمقراطية.. كيف ؟.. بقلم أكرم عطا الله

أقلام-مصدر الإخبارية

كتب المحلل السياسي أكرم عطا الله في جريدة الأيام الفلسطينية مقالا حمل عنوان “دينية وديمقراطية.. كيف؟”، جاء فيه، هذا الأسبوع خطت إسرائيل خطوة أخرى نحو العودة للأصول من خلال ما يعرفه وزير قضائها ياريف ليفين بالثورة القضائية.

وهي ثورة حقيقية ليس على القضاء، لكنها ثورة شاملة يقوم بها التيار الديني نحو اعادة صياغة مركب الهوية وحسم تناقض الثنائية الثقيلة التي حملتها إسرائيل مبكراً وهي تحاول جاهدة إنجاح الزواج القسري لتلك الثنائية.

دولة يهودية دينية أقيمت امتداداً لنص ديني غارق في القدم كحبل سري قادم من أقاصي الروايات لربط الواقع، ودولة علمانية أقيمت امتداداً للتراث الأوروبي، وبين هذا ونقيضه الرافض كان للهيمنة الإشكنازية الأوروبية قوة سبق التأسيس وقوة العقل وسيطرته على الإمكانيات كي تفرض علمنة في سياق قومي بنكهة دينية لم يسمح لها بالتغلب على هوية صنعتها المخيلة القادمة من القارة الأوروبية.

لا يتظاهر الإسرائيليون الذين وجدوا أنفسهم أمام خلخلة كبيرة في هذا التراث لأن ائتلافا حكوميا فاز بالانتخابات يُجري بعض التعديلات على منظومة القضاء، وخصوصاً على النصوص التي تجري عليها التعديلات، فتلك النصوص التي ضمنت كل تلك القوة للقضاء لم ترافق الدولة منذ التأسيس، بل جاءت بعد نصف قرن من ذلك التاريخ. وكانت الدولة تدار وتتقدم وتخوض معاركها وتنتصر بدون تلك البنود المختلف عليها.

جاءت التغييرات في تسعينات القرن الماضي على يد القاضي الأشهر أهارون باراك رئيس المحكمة العليا بعد قضية بنك مزراحي وقراره الشهير بوضع رقابة قضائية على قرارات الحكومات وصلاحيتها، بإلغاء أي قرار مخالف لوثيقة الاستقلال كنص يملك صلاحية الدستور، وهو ما عرف ببند المعقولية الذي جرى إلغاؤه، وهو القاضي الذي شهد أكبر تظاهرة في تاريخ القضاء ضده من قبل اليمينيين في القدس.

تدرك العلمانية التي أفاقت متأخراً في اسرائيل والتي تعرضت لعوامل التعرية الديمغرافية والثقافية وتحاول بكل ما تملك من قوة الدفاع عن حصنها الأخير، تدرك أن الأمر لا يتعلق بالقضاء، بل أن الثورة القضائية هي مفتاح الدخول نحو عالم مختلف ومتخلف بنظرها، نحو نزع رداء العلمانية عن الدولة التي لبسته في أربعينات القرن وإلباسها زي الحاخامات الأسود، وإقامة شريعة الهالاخاة باعتبارها الهوية الأكثر انسجاماً مع التكوين والثقافة اليهودية ومبرر وجودها في فلسطين بذلك الحبل الديني.

يدرك علمانيو اسرائيل أن حكومة المتدينين لا تسعى لتحرير ذاتها من بعض القيود الإدارية التي تضعها المحكمة على عمل الحكومة، لأن تلك الحكومة وأفرادها يحملون ثقافة مغايرة غارقة في القدم والجهل، بل لأن ثورة القضاء تهدف للقضاء على النموذج القائم من خلال خلخلة كل أركانه، وليس ما يحدث في الجيش سوى أحد تلك التعبيرات.

اقرأ/ي أيضا: نيويورك تايمز: في إسرائيل، الأسوأ لم يأت بعد

الأساس الإيدلوجي الذي يحرك هذه الحكومة هو ما يُحدث كل هذا الفزع لدى المعارضة العلمانية هو أن انتقالاً هائلاً يشبه الزلزال على وشك التحقق. فالائتلاف يعمل على نقل مركز القيادة من تل أبيب إلى كريات أربع، من الساحل للداخل، والتعليم من التخنيون إلى الييشيفاة «وهي المدرسة الدينية في القدس بها يتم تعليم الشريعة اليهودية (الهالاخاة) وطرق الإفتاء في الديانة» ومن عباقرة الرياضيات نحو حفظة التوراة، ومن جيش قوي إلى من يوازيه في الأهمية وأكثرهم طلاب الدين وحفظة الكتاب، ومن النموذج الحداثي الأوروبي إلى النموذج الداعشي الديني واستبداد الشرق، ومن الدولة الديمقراطية إلى الدولة الدينية اليهودية.

كان في التعريف القسري «دولة يهودية دينية» ما يشي مبكراً بالتناقض الذي لا٥ بد وأن يحسم المسألة لصالح أحدهما، وتلك فقرة التغلب الحقيقية التي تطل منها ملامح تغلب اليهودية على الديمقراطية. فالزواج بين٥ الدين والديمقراطية هو مجرد نكتة ساخرة لم يكن أكثر من محاولة تكفلت الديمغرافيا بهزيمتها، ولسوء حظ العلمانية المتلاشية أنها من وفرت كل عوامل هزيمتها.

قبل وصول الثلاثي سموتريتش وبن غفير وماعوز الذي يشرف على تغيير هوية الدولة ومعهم شاس ويهودوت هتوراه كان بنيامين نتنياهو يطالب بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وهو ما أقرته الكنيست منذ ست سنوات عندما صادقت على قانون «يهودية الدولة».

وحتى لا تبقى الدولة كالغراب الذي أراد تقليد الحجل وقد فعلت ذلك لعقود دولة دينية علمانية، كيف؟ أو دولة يهودية ديمقراطية، كيف؟ التاريخ عادة ما يتكفل بحسم قضايا متأرجحة، وهذه المرة حسمها في غرف نوم المتدينين كما كان يحذر أرنون سافير من الحسم في غرف العرب، لكنها جاءته من ساحة أخرى.

مع نشوة النصر بانتصار اللامعقول على المعقولية لم يؤجل الحزب الديني يهودوت هتوراه احتفاله ليتقدم بمشروع مساواة حفظ كتاب الدين بالخدمة في الجيش، وتلك لم تكن مجرد نزوة حزب ديني وقرار مجموعة من الحاخامات، بل روح الدولة وثقافتها القادمة. هذا ما يدركه علمانيو اسرائيل ويثير لديهم كل هذا الأرق الذي تعكسه استطلاعات الرأي ونسبة من يفضلون الهجرة والقلق على شكل الدولة، ومقالات الكتاب التي تشير للحنين للدولة وللثقافة والهوية التي يتم تنحيتها.

ما يحدث مجرد بدايات للمسار الديمغرافي وتجلياته الثقافية قد يتوقف مسار تديين الدولة، لأن هناك ما يشبه التوازن في حال سقوط الحكومة، لكنه يعكس المستقبل الذي سيتكفل به التاريخ واصرار الحاخامات ومجتمعهم العنيد …الدولة تتدحرج. دينية ديمقراطية.. كيف؟

افتتاحية واشنطن بوست الأرض تتصدع تحت أقدام نتنياهو

ترجمات-عزيز المصري

لعدة أشهر، تم تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من العواقب. تم حثه بشدة على التفاوض على صفقة بشأن اقتراح إضعاف المحكمة العليا الإسرائيلية، وهو انتزاع مضلل للسلطة قدمه ائتلافه اليميني المتطرف.

يوم الاثنين، وافق الكنيست على الجزء الأول من التشريع. يبدو أن السيد نتنياهو تجاوز الهاوية. ماذا الآن؟

لقد أشعل السيد نتنياهو وائتلافه أزمة سياسية ذات أبعاد هائلة، وربما تكون الأكثر أهمية في تاريخ إسرائيل.

ملأت الاحتجاجات الحاشدة ضد الإصلاح القضائي شوارع إسرائيل لأشهر، وجلب التصويت مقاومة مفتوحة ليس فقط من يهود إسرائيل التقدميين والعلمانيين ولكن أيضًا من معاقل المؤسسة الأخرى.

تخطط الشركات والنقابات الكبيرة للإضرابات والإغلاق. وكان الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك، من بين المحتجين في الشوارع بعد التصويت. وقال نداف أرغمان إنه جاء «بمناسبة نهاية» حكم نتنياهو. “بيبي لديه ائتلاف، لكنه ليس لديه الشعب. لقد فقد الناس “.

رسالة موقعة من أكثر من 1100 من ضباط الاحتياط الجوي أعلنت، “التشريع، الذي يسمح للحكومة بالتصرف بطريقة غير معقولة للغاية، سيضر بأمن دولة إسرائيل، وسيكسر الثقة وينتهك موافقتنا على الاستمرار في المخاطرة بحياتنا – وسيترك لنا للأسف الشديد بلا خيار سوى الامتناع عن التطوع للقيام بواجب احتياطي “.

أرسل العشرات من كبار المسؤولين الأمنيين السابقين – بمن فيهم الرؤساء السابقون للجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك – رسالة يعلنون فيها أن «التشريع يحطم الأساس المشترك للمجتمع الإسرائيلي، ويمزق الشعب، ويفكك الجيش الإسرائيلي ويسبب ضررًا جسيمًا. لأمن إسرائيل».

في أكثر من 30 أسبوعًا من المظاهرات في الشوارع، طورت الحركة موارد مالية واجتماعية وسياسية ونفسية، ومن المؤكد أن الاحتجاجات ستستمر.

كان الهتاف الأكثر شعبية في المظاهرات: “إذا لم تكن هناك مساواة، فسنقوم بإسقاط الحكومة.

لقد اخترت الجيل الخطأ للتشابك معه “. نعم، ربما لا يكون هؤلاء ناخبون يدعمون السيد نتنياهو وشركائه المتطرفين في الائتلاف الديني والقومي، لكن هناك تذمر من المعارضة حتى في صفوف حزبه الليكود.

اقرأ/ي أيضا: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون رفضاً لمصادقة الكنيست على عدم المعقولية

ويلغي تمرير التشريع يوم الاثنين قدرة المحكمة على إبطال الإجراءات التي تعتبرها «غير معقولة».

لكن هذه ليست سوى الخطوة الأولى لهذا الائتلاف، الذي يرغب أيضًا في السيطرة على اللجنة التي تختار القضاة، ومع عدم وجود ثقل موازن للسلطة التنفيذية، يفتح الطريق أمام المزيد من الأهداف بعيدة المدى مثل ضم الضفة الغربية، التي يتصورها الفلسطينيون كدولة مستقبلية.

هذا ينذر بمستقبل قاتم. السيد نتنياهو، بعد أن أوصل إسرائيل إلى هذه النقطة، يجب أن يسعى على الفور إلى فتح مفاوضات مع المعارضة بشأن بعض التسوية بشأن التشريع الذي تم تمريره للتو، والذي لن يصبح قانونًا حتى يوقعه الرئيس. يمكن للسيد نتنياهو استخدام عطلة الكنيست القادمة لإجراء محادثات. يجب أن يشير إلى أنه وائتلافه لن يحاولوا من جانب واحد اختراق بقية حزمة الإصلاح القضائي.

إذا استمر دون حل وسط، فإن المخاطر كبيرة. إنه يعرض أمن إسرائيل للخطر، ويزيد من انقسام الجسد السياسي المنقسم بالفعل ويوتر علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، التي دعته مرارًا وتكرارًا إلى تقديم تنازلات.

لقد حدث الكثير من الضرر بالفعل. لا ينبغي للسيد نتنياهو أن يلقي المزيد من الوقود على حريق القمامة هذا، بل أن يبدأ في إيجاد مخرج من الأزمة.

المتظاهرون الإسرائيليون يستعدون للمرحلة التالية من المعركة من أجل الديمقراطية

ترجمات-حمزة البحيصي

قبل أن تشرع حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة في حملة متنازع عليها بشدة لإضعاف سلطات القضاء الإسرائيلي، لم يكن يوفال ساجا يعتبر نفسه من المتظاهرين.

لكن مع تصويت المشرعين في الحكومة على الجزء الأول من الإصلاح ليصبح قانوناً بعد ظهر يوم الاثنين، انضم ساغا وزوجته إلى آلاف الإسرائيليين الآخرين الذين تجمعوا خارج البرلمان في محاولة أخيرة لوقف التشريع.

قال ساجا، بينما كان المتظاهرون يلوحون بالأعلام ويستخدمون الأبواق والصفارات في اتجاه ضباط الشرطة القريبين: “تحاول الحكومة تغيير هيكل البلد بأكمله كما وُجد منذ 75 عاماً”. “عندما تفوز بالانتخابات، يمكنك تغيير الأشياء، لا بأس بذلك، لكن لا يمكنك تقويض الديمقراطية نفسها. هذا خط أحمر”.

التصويت يوم الإثنين – الذي توج معركة استمرت سبعة أشهر على القضاء وأوقعت إسرائيل في أعمق أزمة سياسية منذ سنوات – مرر مشروع قانون يمنع المحكمة العليا الإسرائيلية من استخدام معيار “المعقولية” لإلغاء القرارات الحكومية.

لكن بالنسبة للعديد من المتظاهرين العلمانيين والليبراليين الذين تجمعوا خارج البرلمان، لم يكن القلق المباشر هو مشروع القانون نفسه. بدلاً من ذلك، كانوا قلقين من أن يتبع ذلك تشريعات أخرى أكثر راديكالية من شأنها أن تزيل الضوابط الحاسمة المتبقية على الحكومات الإسرائيلية، وتسمح لحلفاء نتنياهو اليميني المتطرف والمتطرفين بفرض رؤيتهم الدينية المحافظة بشدة على بقية سكان إسرائيل.

وفي بيان صدر مساء الإثنين، قال نتنياهو إن الحكومة مستعدة لاستئناف المفاوضات مع المعارضة بشأن الإصلاح الشامل، مصراً على أن إسرائيل “ستحمي الحقوق الفردية للجميع” ولن تصبح “دولة يحكمها القانون الديني اليهودي”.

اقرأ/ي أيضا: الإعلام الإسرائيلي يعترض.. صحف سوداء احتجاجاً على التعديلات القضائية

لكن عرضه قوبل بسرعة بالرفض من قبل قادة المعارضة ولم يفعل نواب حكوميون آخرون الكثير لتبديد مخاوف المحتجين أثناء احتفالهم بإقرار مشروع القانون بالصور الذاتية في البرلمان.

وقال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بعد التصويت: “هذه ليست سوى البداية”.

وأضاف: “من أجل دولة إسرائيل أكثر يهودية وديمقراطية، يجب أن نمرر بقية الإصلاح”، مشدداً على أنه من الضروري الآن تقديم خطط لمنح التحالف مزيداً من السيطرة على الهيئة التي تعين القضاة.

وقالت يائيل زوجة ساغا إن أحد مخاوفها هو أن التغييرات القضائية ستمهد الطريق أمام حلفاء نتنياهو لاتخاذ خطوات تمس حريات المرأة.

وقالت “ابنتنا ولدت قبل 11 شهراً. لقد تطلب الأمر منا الكثير من الشجاعة لإحضار طفلة إلى هذا العالم، ونحن خائفون على مستقبلها. هذا هو أكثر ما يخيفنا: ما هو نوع البلد الذي ستنشأ فيه؟”.

قال متظاهرون آخرون إنهم يخشون أن الأقليات الأخرى، مثل السكان العرب في إسرائيل، قد تجد حقوقهم منتهكة من قبل حكومة تضم وزير المالية ووزير للأمن القومي الذي لديه قناعة سابقة بالتحريض على العنصرية.

وقالت أييليت التي سافرت من تل أبيب للمشاركة في الاحتجاج: “يجب أن تكون إسرائيل دولة لجميع مواطنيها”. “نرى ما يحدث في بولندا والمجر، ولا نريد أن يحدث ذلك هنا.”

ومع ذلك، فإن السؤال الذي يواجه المتظاهرين هو ما الذي يمكنهم فعله لإقناع الحكومة بتغيير مسارها، بعد أن مضت قدماً في الإصلاح على الرغم من أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية، وتهديدات جنود الاحتياط العسكريين بعدم التطوع لأداء الخدمة، والنداءات المتكررة من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم تمرير أي تغييرات دون تحقيق إجماع اجتماعي واسع أولاً.

في أعقاب التصويت البرلماني، أصر قادة الاحتجاج على أنهم سيصعدون مظاهراتهم، حيث انضم آلاف الأشخاص إلى مسيرات جرت في القدس وتل أبيب وحيفا ليلة الاثنين، وقام المتظاهرون بإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد.

كما أشارت مجموعات الأعمال والنقابات إلى استعدادها لاتخاذ إجراءات. دعت نقابة الأطباء الإسرائيلية إلى إضراب لمدة 24 ساعة يوم الثلاثاء. وقالت الهستدروت، أكبر نقابة في إسرائيل، والذي نظم إضراباً عاماً قصيراً احتجاجاً على خطط الحكومة في مارس، إنه مستعد أيضاً للتحرك إذا تقدمت الحكومة بمزيد من التغييرات دون إجماع.

وقال زعيمها، أرنون بار ديفيد، “من هذه اللحظة فصاعداً، أي تقدم أحادي الجانب للإصلاح سيكون له عواقب وخيمة”.

يعلق آخرون آمالهم على التحديات القانونية. في غضون دقائق من تمرير التشريع بعد ظهر يوم الاثنين، قالت الحركة من أجل حكومة الجودة إنها استأنفت التشريع أمام المحكمة العليا، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى مواجهة أخرى بين الحكومة والمحكمة التي تحاول السيطرة على سلطاتها.

وقال إلياد شراغا، رئيس الحركة: “الحكومة تهدد بتدمير كل ما بنيناه هنا”. “الآن حان دور المحكمة العليا للتصعيد ومنع هذا التشريع”.

ومع ذلك، إذا فشل كل شيء آخر، فإن معارضي الحكومة يصرون على أنهم سوف يقلبون التغييرات بمجرد عودتهم إلى السلطة.

وقال بيني جانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية المعارض، ليلة الإثنين: “عاجلاً أم آجلاً، سيتم إلغاء كل ما تمت الموافقة عليه هنا ومحوه من كتاب النظام الأساسي”. “ربما نكون قد خسرنا معركة لكننا سنفوز بالحرب”.

المصدر: فايننشال تايمز

إسرائيل غضب وخيبة أمل.. بقلم مصطفى إبراهيم

أقلام-مصدر الإخبارية

يعبر اليهود الاشكناز العلمانيين ابناء اليهود الصهاينة المستعمرين المؤسسين عن خيبة الأمل والغضب والحزن.

وأن اليوم 24 يوليو/ تموز 2023، هو يوم أسود لدولة إسرائيل والإسرائيليين، وان لحظة التصويت والمصادقة على إلغاء مبدأ المعقولية بأغلبية 64 صوتاً مقابل 0 صوتت، هي الخطوة الأولى نحو الديكتاتورية والحكم المطلق.

وأن النظام السياسي الديمقراطي في إسرائيل الذي اعتبروه لعقود مفخرة في وسط صحراء قاحلة، لم يعد قادرا على توفير حلول للخلافات المستمرة منذ أشهر، بل أصبح يعمق الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والاثنية.

وأن عصر جديد من الديكتاتورية حل فوق رؤوسهم، وان ما كان ليس كما سيكون عليه، والشعور بان دولتهم خطفت من ايديهم من قبل اليهود اليمنيين والمتدينين الحريديم والفاشيين، بن جفير وسموترتش وماعوز ولفين وروثمان.

وستستمر الحكومة بتطبيق القوانين بشكل مسعور وعلى نطاق واسع، لضمان مصالح معسكراتهم اليمنية والفئات الاجتماعية المهمشة والمحسوبة على الائتلاف الحاكم.

خاصة التيار الديني القومي والحريدي، وتمرير القوانين التي تضمن الطابع الديني المتطرف للدولة والمجتمع، وتخصيص ميزانيات الحكومة التي اصبحت تمتلك جميع السلطات بيدها، من دون رقابة قضائية وفي غياب الشفافية والمساءلة.

وأن صور السلفي هي البداية للقضاء على الديمقراطية الإسرائيلية من قبل حكومة يمينية مسيانية، وبداية الأزمة الدستورية،

وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم جنائية ضعيف، وأسير الائتلاف اليميني المتطرف المسياني وحكومته.

اقرأ/ي أيضا: بن غفير: قانون إلغاء عدم المعقولية مجرد بداية لما هو قادم

وأن رؤساء الوزراء الحقيقيون هم وزير العدل ليفين ورئيس لجنة الدستور سيمحا روثمان. المسؤولية كلها تقع على نتنياهو، لكنهم جميعًا، بمن فيهم وزير الدفاع يؤاف جالانت، يقودون إسرائيل إلى كارثة وأزمة داخلية رهيبة ومروعة، يضعفون الجيش الإسرائيلي، ويسحقون نظام الاحتياط ويضرون بشكل خطير بأمن الدولة وكفاءة الجيش الإسرائيلي في وقت حرج للغاية لأمن البلاد.

وأن نتنياهو، يؤمن بما يريد أن يؤمن به ويخطئ بشكل خطير في قراءة الواقع، خاصة فيما يتعلق بكيفية رد فعل مئات الآلاف من الضباط وجنود الاحتياط، والمضي قدما نحو الديكتاتورية.

وسيكون هذا مكلفا لإسرائيل والاسرائيليين وسيضر بشكل خطير بأمن الدولة، لذلك اسرائيل تسير الى الهاوية، وهي تدخل فترة ازمة داخلية عميقة وغير مسبوقة في تاريخها.

وأن وزير الدفاع غلانت الذي صوت لصالح إلغاء سبب المعقولية على الرغم من أنه يعلم جيداً، أفضل من أي شخص آخر، العواقب الوخيمة لإقرار القانون على أمن إسرائيل، وتماسك الجيش الإسرائيلي وتشكيلات جنود الاحتياط، ولو كان معنيا حقاً، لكان قد صوت ضده واستقال، وتقع مسؤولية العواقب الوخيمة على كاهله.

لا تزال المعارضة الاشكنازية العلمانية تؤمن بعدالة المحكمة العليا وأنها ستنصفهم.

وفي الوقت ذاته تركز غالبية المعارضين للتعديلات القضائية على الجيش الإسرائيلي، وانه يجب عدم المساس بالبقرة المقدسة، وأنه أصبح في مكان آخر، والتقديرات ان قوانين جديدة سيتم تغييرها ومن يعتقد أن قانون التجنيد لن يستمر؟

ولا أحد يعلم ما هي الاعداد التي سينضم فيها الجنود لتعليق تطوعهم، وإلى أين سيصل هذا إلى كل من الجنود النظاميين والأجهزة الأمنية الأخرى، وأن رفض نتنياهو لقاء رئيس الأركان هرتسي هاليفي يشير إلى أنه ضل الطريق.

كما يتوقع بعض المحللين استمرار نتنياهو في طريقه مع ازدياد احتمال نشوب حرب في الشمال، وفي الوقت الذي يتم الاعتقاد فيه أن حسن نصر الله يفضل تجنبه، لكن الآن لديه مصلحة كاملة في التحرك.

وإن الجيش الذي لا يتمتع بالمصداقية هو جيش أقل جودة. الناس يجرون أقدامهم، ويفضلون عدم القيام بالمهام وعدم المبادرة، كان الأمر كذلك في الماضي.

هذه الحكومة ليس لديها شرعية لاستدعاء جنود الاحتياط في حالة الطوارئ، فهي تعلم كل المخاطر.

وأن اليوم هو للسفر والتوجه إلى الخارج وحشد المساعدات الدولية، ورفض الخدمة في الجيش ضد الحكومة الديكتاتورية التي خطفت الدولة العلمانية من بين يديهم.

حكومة نتنياهو تضع نصف الإسرائيليين في مواجهة نصفهم الأخر

أقلام-مصدر الإخبارية

كتب الكاتب السياسي ماجد كيالي، ما حصل في إسرائيل اليوم لجهة تمرير الأغلبية في الكنيست الإسرائيلي (الـ 64 عضوا من 120)، من المنتمين للتيارين القومي والديني، تعديلا يقضي بتقويض السلطة التشريعية، من خلال الحد من صلاحيات المحكمة العليا، ليس حدثا عاديا، لا سيما مع انسحاب 56 عضوا معارضا من جلسة الكنيست، في خطوة ذات مغزى.

يمكن ملاحظة ذلك من عدة زوايا، يكمن أهمها في:

أولا، هذه السابقة الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل، منذ قيامها قبل 75 عاما، التي يتم فيها صوغ قانون أساس، أو اتخاذ قرار يمسّ بطبيعة النظام السياسي، أو بخيارات الدولة، من قبل نصف الكنيست، أو أزيد قليلا، مقابل النصف الأخر، في حين، في مرات سابقة، كانت تبذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى توافقات وسط، بما يعزز وحدة المجتمع الإسرائيلي، ومناعة الدولة، كضرورة وجودية في مواجهة ما تعتبره إسرائيل محيطا معاديا.

 

ثانيا، هذا القانون يطيح بالطابع الذي تروجه إسرائيل عن نفسها كدولة ديمقراطية ليبرالية وكامتداد للغرب في المنطقة، إن لصالح كونها دولة يهودية، ولصالح تقويض الفصل بين السلطات وهيمنة السلطة التنفيذية على كل السلطات. إذ بذلك تسيطر حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على السلطة القضائية، في حين إنها تسيطر بطبيعة الحال على السلطة التشريعية (بأغلبية الـ 64 عضوا) في الكنيست، ما يعني أنها بذلك تتحرر أيضا من أية مراقبة قانونية.

ثالثا، بدت إسرائيل هذه المرة غير معنية البتّة بالاستجابة للضغوط الخارجية، من الدول الغربية الحليفة، وضمنها الولايات المتحدة، حتى إنها صدت بجلافة التلميحات والطلبات المباشرة، من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن بالامتناع عن تلك الخطوة، بتصريحات من نتنياهو والوزيرين المتطرفين يتسئيل سيموتريش وايتمار بن غافير، عبرت بصفاقة عن رفض أي تدخل اميركي، بدعوى أن إسرائيل دولة ديمقراطية وإن فيها حكومة منتخبة، تقرر ما هو الأفضل لها؛ في حين إنه في مفاصل سابقة كانت إسرائيل تنصاع للبيت الأبيض. حدث ذلك في الانسحاب من سيناء (1956)، وإبان مفاوضات كامب ديفيد مع مصر (1977)، ولدى التحضير لمؤتمر مدريد للسلام (1991)، في الأزمة التي حدثت بين حكومة اسحق شامير والرئيس جورج بوش (الأب).

بدت إسرائيل غير معنية البتّة بالاستجابة للضغوط الخارجية، من الدول الغربية الحليفة، وضمنها الولايات المتحدة، حتى إنها صدت بجلافة التلميحات والطلبات المباشرة، من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن بالامتناع عن تلك الخطوة.

يتضح من ذلك أن نتنياهو لا يلوي على شيء، في فرضه بصمته في تاريخ إسرائيل، منذ صعوده إلى رئاسة الحكومة بعد اغتيال اسحق رابين، إذ اشتغل كل جهده، في تلك الفترة للإطاحة باتفاق أوسلو مع الفلسطينيين (1996 ـ 1999). وفي حقبته الثانية (2009 ـ 2021) واصل سياسته، التي تجسدت هذه المرة بتقويض مكانة السلطة الفلسطينية ووأد فكرة وجود كيان فلسطيني مستقل، وتعزيز الاستيطان لتغيير الطابع الديمغرافي في القدس والضفة الغربية، كما عمل على الحط من المكانة القانونية لمواطني إسرائيل من الفلسطينيين، من خلال صك قانون إساس (2018) الذي نص على أن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي.

اقرأ/ي أيضا: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون رفضاً لمصادقة الكنيست على عدم المعقولية

لكن طموحاته في هذه المرحلة شملت، أيضا، تعزيز اليمين القومي والديني، وتغليب طابع إسرائيل كدولة يهودية على طابعها كدولة مواطنين، وتغليب طابعها كدولة دينية على طابعها كدولة علمانية، مع التخفف في كل ذلك من طابعها كدولة ديمقراطية ـ ليبرالية، إلى حد أن عديد من السياسيين وأصحاب الرأي في إسرائيل بدأوا يتحدثون عن خطر نتنياهو الذي يريد أن يحول إسرائيل إلى دولة دكتاتورية، ودولة فساد، وإلى دولة دينية.

يمكن لفت الانتباه هنا، أيضا، إلى ثلاثة مسائل: الأولى، أن نتنياهو روج لمشروعية القانون الجديد بدعوى امتلاكه أغلبية في الكنيست وهو ادعاء ينطوي على تحايل، إذ لا يحق لأغلبية ما في نظام ديمقراطي ادخال تغييرات جوهرية في النظام السياسي، او اتخاذ قرارات تاريخية، من موقع أغلبية نسبية، على نحو ما يحصل في الواقع الإسرائيلي اليوم، إذ إن ذلك يتطلب أغلبية من ثلثين، أو من 75 بالمئة، أو بالذهاب نحو استفتاء، أو بحسب ما يتم الاجماع عليه في دستور. ومشكلة إسرائيل هنا افتقادها إلى دستور، مع ذلك فأغلبية 64 من 120 لا تمنحه هذا الحق، لأن ذلك يعطي لأي حكومة أخرى، لاحقة، أن تعدل في القوانين الأساسية بحسب مصالحها.

المسألة الثانية، فإن القوة التصويتية للائتلاف الحاكم هي بمجموع 2.305.234 صوتا، من مجموع الناخبين المصوتين الـ 4.793.641 في الانتخابات للكنيست الحالية (الـ 25)، ويستنتج من ذلك أن ثمة قوة تصويتية أكبر من القوة التصويتية لمعسكر نتنياهو، وهي بمجموع 2.488.406 صوتا، لكن ذلك المعسكر خسر 288 ألف صوت (150 ألف صوت لحزب “ميريتس”، و138 ألف للتجمع الوطني الديمقراطي)، بحيث تمت إضافة تلك الأصوات الضائعة، التي لم تصل إلى نقطة الحسم، إلى القوائم الفائزة، وهو ما يفسر رجحان كفة التيارات اليمينية القومية والدينية، وهو ما أفاد نتنياهو ومعسكره.
اما المسألة الثالثة، فهي تفيد بأن نخبة المجتمع الإسرائيلي، والدولة العميقة، والفئات الأكثر حيوية وفاعلية فيه، وهذا يشمل الجيش، والنقابات (الهستدروت، واتحاد الصناعيين)، وأصحاب الشركات الكبرى، وضمنها شركات التكنولوجيا المتقدمة “الهاي تيك”، والطبقة الوسطى، هي تقف في الصف المناهض لنتنياهو.

على ذلك ثمة أسباب داخلية، وأيضا، خارجية تفيد بأن ما فعله نتنياهو سيرتد عليه، آجلا أم عاجلا، إن في ردة فعل المجتمع المدني والمحكمة العليا والشركات والجيش الإسرائيلي، كما في رد الحكومات الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، التي كانت أبرزت في السبعينيات شعار: “إنقاذ إسرائيل رغم أنفها”.

البيت الأبيض يعرب عن أسفه لإقرار حكومة نتنياهو بند بخطة التعديلات القضائية

وكالات-مصدر الإخبارية

أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتبر إقرار الكنيست الإسرائيلي لبند في خطة التعديلات القضائية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “أمرا مؤسفا”.

وقال المسؤول الأمريكي بحسب وكالة رويترز “نعتقد أنكم بحاجة للعمل للوصول إلى توافق من أجل إجراء تغييرات ديمقراطية كبيرة… نحث القادة الإسرائيليين على العمل على التوصل إلى نهج قائم على التوافق من خلال حوار سياسي”.

وصادق الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بالقراءة الثانية والثالثة على مشروع قانون الغاء عدم المعقولية ضمن خطة التعديلات القضائية.

ووفق موقع واي نت العبري، صادق الكنيست في القراءة الثانية والثالثة على قانون إلغاء سبب المعقولية بأغلبية 64 صوتاً مقابل صفر بعد مقاطعة أعضاء المعارضة التصويت ومغادرتهم الجلسة العامة.

اقرأ/ي أيضا: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون رفضاً لمصادقة الكنيست على عدم المعقولية

وبحسب الموقع فإن القانون يخفض بشكل كبير من صلاحيات المحكمة العليا حول الغاء أي قرار صادر عن الحكومة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو الوزراء، وصلاحيات تعيين القضاة تحت حجّة “عدم المعقولية”.

وكانت وسائل اعلام عبرية، أكدت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب قبل التصويت على الإصلاحات القضائية من رئيس حكومة الاحتلال عدم التصويت على التشريعات بشكلها الحالي.

وأعلن المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، صباح اليوم الاثنين 23 تموز (يوليو) 2023 عن فشل المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو في محاولات التوصل إلى تسوية بشأن التعديلات القضائية، متهماً حكومة نتنياهو “بإحداث شرخ عميق في البلاد”.

استطلاع رأي: 70 % من الشركات الناشئة الإسرائيلية تنقل أنشطتها إلى الخارج

شؤون إسرائيلية – مصدر الإخبارية

أظهر استطلاع رأي نشرته منظمة إسرائيلية غير ربحية، أن “نحو 70 % من الشركات الناشئة في إسرائيل اتخذت خطوات لنقل بعض أعمالها إلى الخارج بسبب أزمة التعديلات القضائية”.

وبحسب منظمة “ستارت-أب نيشن سنترال” فإن استطلاع الرأي الذي أجرته يهدف إلى قياس التأثير الاقتصادي لخطط الائتلاف اليميني المتشدد بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والتي من شأنها وضع قيود على سلطات المحكمة العليا لإلغاء التشريعات القانونية”.

وشارك في استطلاع الرأي متخصصين يُمثّلون 521 شركة أن 68 % من الشركات الناشئة الإسرائيلية التي بدأت في اتخاذ خطوات قانونية ومالية فعلية، مثل سحب الاحتياطيات النقدية ونقل موقع المقر الرئيسي إلى خارج إسرائيل، ونقل موظفين وتسريح آخرين.

وتزامن نشر المسح مع بدء نواب الكنيست الإسرائيلي في مناقشة مشروع قانون يمنع المحكمة العليا من إلغاء تشريعات على أساس عدم معقوليتها.

ويعتبر قطاع التكنولوجيا من القطاعات المُحرّكة للنمو في إسرائيل، كونهُ يُمثّل 15 بالمئة من الناتج الاقتصادي، كما توجد به 10 % من الوظائف، ويُشكّل أكثر من 50 % من الصادرات و25 % من عائدات الضرائب.

جدير بالذكر أن مئات الآلاف من المستوطنين تظاهروا مساء الأحد في أنحاء متفرقة بالأراضي المحتلة عام 48.

وبحسب تصريحات مسؤول الشرطة الإسرائيلية فإن “330.000 شخص شاركوا في مظاهرة شارع كابلان في تل أبيب”.

وفي السياق، قالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف في مظاهرة اليمين في شارع كابلان بتل أبيب: “سنصوت في الكنيست على تقليص حجة المعقولية، وهذه ليست سوى بداية الإصلاح القضائي لأن الإصلاح الكامل هو المبتغى – أنا أؤيد المحادثات، ولكن لا لإضاعة الوقت”.

ولفتت الوزيرة الإسرائيلية خلال تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام، إلى أن السجن هو مكان الرافضين للخدمة العسكرية.

وعلى خلفية التظاهرات، حذر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من خطر تفكك جيش الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إنّه “في الطريق نحو واقع يعرض معادلة الردع الإقليمي للخطر”.

وأضاف معهد الأبحاث الإسرائيلي أنّ ما يجري داخلياً في “إسرائيل”، يأتي مقابل “تهديدات متزايدة من عدة جبهات”.

وتابع المعهد أن ما حذّر منه سابقاً تحقق والمس بالأمن القومي الإسرائيلي تحول إلى واقع، مشيرا إلى أن الأضرار ستتفاقم أكثر بكثير إذا انتصر طرف على طرف لذلك المخرج الوحيد هو وقف التشريعات فوراً.

كما دعا المعهد، حكومة الاحتلال، إلى الوقف الفوري للتعديلات القضائية التي أثارت موجة احتجاجات في “إسرائيل”، “رافقتها فوضى امتدت نحو أروقة المؤسسة العسكرية”.

يأتي ذلك في وقتٍ، اتهم فيه الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، عاموس يادلين، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأنّه “يضر بأمن إسرائيل”، في تعديله شريعة الذي سمّاه “الانقلاب القضائي”.

بدوره، قال القائد السابق لسلاح البر الإسرائيلي، اللواء احتياط غاي تسور، في وقت سابق، إنّ “المشكلة الأكبر التي تواجه إسرائيل هي النسيج الاجتماعي الذي يتفكّك، وضمنه الجيش الإسرائيلي”.

أقرأ أيضًا: واشنطن بوست: أكبر تهديد أمني لإسرائيل هو بنيامين نتنياهو

Exit mobile version