قفز سعر الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، لأعلى مستوى خلال 3 سنوات ليتداول عند 3.73 شيكلاً وفقاً لأخر تحديث لأسعار الصرف.
ويأتي الارتفاع في الدولار مقابل الشيكل تزامناً مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بشأن التهديد الإيراني، ومصادقة حكومة الاحتلال على ميزانية الدولة والتشكيك بقدرتها على تعزيز نمو الاقتصاد، وإصرار الحكومة على الاستمرار في الإصلاحات القضائية.
وقال هاليفي إن إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم على نحو غير مسبوق، مؤكداً أن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران وما تحاول أن تبنيه حولها.
وأضاف هاليفي أن إيران تستخدم سوريا منطقة حرب محتملة مع إسرائيل، مشددا على أن حزب الله مرتدع بشدة عن شنّ حرب شاملة ضد تل أبيب.
وأشار إلى أن إسرائيل مستعدة جيدا على الجبهة الشمالية، مشيرا في الأثناء إلى أن إيران تقدمت في تخصيب اليورانيوم على نحو غير مسبوق.
وسجل الدولار ارتفاعاً بنسبة 6٪ منذ بداية العام 2023 مقابل الشيكل الإسرائيلي. وفي سوق الصرف الأجنبي العالمي، سجل الدولار تراجعات طفيفة مقارنة بالعملات الرئيسية، على خلفية انتظار المستثمرين التطورات في الولايات المتحدة فيما يتعلق برفع سقف الدين في محاولة لعدم وقوع الحكومة الأمريكية في الإفلاس.
في غضون ذلك، صادقت الكنيست اليوم الأربعاء في القراءة الثانية والثالثة على ميزانية الدولة وقانون الترتيبات للسنوات 2023-2024 بأغلبية 64 عضوا كنيست مقابل 55.
وقال الخبير المالي صبحي فروانة إن العامل الأول لارتفاع الدولار مقابل الشيكل الانطباع السلبي الذي تركته تصريحات رئيس الأركان بشأن الصراع مع إيران، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن عزمه الاستمرار في الإصلاحات القضائية.
وأضاف في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أن الاستقرار في سوق الصرف خلال الفترة الماضية كان يرجع إلى المباحثات التي جرت بين الائتلاف الحكومي والمعارضة بشأن الإصلاحات.
وأشار إلى أنه “تمت الموافقة بالفعل على ميزانية الدولة في القراءتين الثانية والثالثة، في الوقت الذي لا تزال محل جدل حول مسارات الانفاق فيها ومدى إسهامها في نمو الاقتصاد”.
وأكد أن المسئولين في بنك إسرائيل تركوا في تصريحاتهم الإعلامية نوعاً من الغموض فيما يتعلق بالاستمرار في رفع أسعار الفائدة، مما يزيد من تقلبات أسعار الصرف.
ورجح “استمرار تقلبات أسعار الصرف خلال الفترة القادمة وفقاً للتوترات الأمنية، وتطورات الإصلاحات القضائية وحركة ضخ الاستثمارات الخارجية في إسرائيل”.
من جهته قال المحلل المالي محمد سلامة إن التقارير الواردة من إسرائيل تشير إلى أن رأس المال الأجنبي لا زال يهرب من إسرائيل وأصبح الأمر ملموساً في ظل عدم اليقين حول الإصلاحات القضائية.
وأشار لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن السوق المحلي في إسرائيل يعيش حالة من عدم اليقين بشأن حجم المعروض من العملات الأجنبية ما يرفع مستوى التقلبات في أسعار الصرف.
وتوقع استمرار بنك إسرائيل في رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم كمسعى للسيطرة على سوق الصرف والارتفاع الكبير في التضخم وعدم السيطرة عليه.
ورجح سلامة أن يكون السقف الأعلى لسعر صرف الدولار مقابل الشيكل في ظل المعطيات الحالية 3.78 شيكلاً.
