مدينة جنين-نقابة المحاميين تعليق العمل - جنين

مدينة جنين.. ماذا تعرف عنها وعن ومخيمها وما هدف الاحتلال من عمليته العسكرية؟

إعداد سماح شاهين- مصدر الإخبارية

عادت مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي أكبر عملية عسكرية واسعة جوًا وبرًا، وأطلق عليها اسم عملية “المنزل والحديقة”.

وبدأ الجيش عمليته العسكرية في جنين هي الأوسع على جنين ومخيمها منذ 2002، بقصف منزل وسط جنين وفي أعقاب عملية القصف اقتحمت قوات كبيرة من الجيش بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، وحاصرت المدينة والمخيم.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن العملية تستهدف ما وصفته بـ “البنية التحتية الإرهابية في منطقة جنين”، ولا تريد توسيع نطاقها ليشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها.

وأعاد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، إلى الذاكرة 20 عامًا إلى الاجتياح الذي نفذه جيش الاحتلال على الضفة الغربية وجنين، إبان الانتفاضة الثانية في عام 2002.

وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الثاني على التوالي عن استشهاد 11 فلسطينيًا وأكثر من 100 مصاب، بالإضافة إلى نزوح آلاف العائلات من جنين.

جنين المدينة

تُعدّ مدينة جنين أكبر مدن محافظة جنين وتقع شمال الضفة الغربية، وتبعد مسافة ما يُقارب 75 كيلومترًا عن القدس من ناحية الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإنه يبلغ عدد سكانها الإجمالي في منتصف العام 2023 نحو 11674 فلسطيني.

وأسس الكنعانيون جنين ودخلت تحت الحكم العثماني في القرن السادس عشر، ثم الحكم المصري لفترة وجيزة خلال القرن التاسع عشر، بعد أن نجح إبراهيم باشا ابن والي مصر محمد علي باشا في طرد العثمانيين منها.

وخضعت مدينة جنين للانتداب البريطاني، ثم غادرها الإنجليز في عام 1948، وهو العام ذاته الذي شهد قيام “دولة إسرائيل”، وذلك في القرن العشرين.

وفي عام 1949، خضعت إلى حكم الإدارة الأردنية، ودخلت مع باقي أنحاء الضفة المحتلة في اتحاد مع المملكة الأردنية، وأصبحت مركزًت للواء جنين التابع لمحافظة نابلس في عام 1964.

وحتى احتلالها 1967 بقيت مدينة جنين تحت الحكم الأردني حتى احتلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واستمر حتى عام 1995، عندما خضعت جنين لإدارة السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق غزة-أريحا.

جنين المخيم

مخيم جنين هو للاجئين تأسس عام 1953، ويقع إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، وفي أطراف مرج بن عامر، ويعتبر ثاني أكبر مخيم في الضفة المحتلة بعد مخيم بلاطة.

ويبلغ عدد سكان المخيم قرابة 14000 في الوقت الحالي، يعيشون في تلك المساحة الصغيرة التي تقل عن نصف كيلومتر مربع، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء ما يُقارب 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً.

وكان الهدف من إنشائه هو إيواء الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب التي استمرت من عام 1948 إلى عام 1949 في أعقاب إعلان قيام “دولة إسرائيل”.

وشهد المخيم الكثير من الصراعات المسلحة، خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، وكان الحدث الأبرز الذي شهده المخيم هو حصار جيش الاحتلال له في نيسان (أبريل) 2002، والذي وصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ “جنين غراد”، نسبة إلى حصار مدينة ستالينغراد الروسية التي صمدت أمام الحصار الألماني الطويل لها.

واجتاح الجيش المخيم بشكل كامل فيما عرف بـ “معركة جنين”، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 52 مسلحًا ومدنيًا فلسطينيًا ووفاة 23 جنديًا إسرائيليًا، استمرت العملية 10 أيام.

وأطلق الاحتلال عليها اسم “كاسر الأمواج”، أسفرت عن تدمير 150 منزلًا، في حين أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة للعيش فيها، وأصبحت حوالي 435 عائلة بلا مأوى.

ماذا يريد الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها؟

قبل أيام، لمحت “إسرائيل” بأنّ أن هناك قرارًا بقلب الوضع رأسًا على عقب في الضفة الغربية وخاصة شمال الضفة الغربية المحتلة في مدينة جنين ومخيمها، بالتزامن مع تصاعد المقاومة الفلسطينية.

ووقعت قوة من الجيش في كمين محكم بجنين من قبل المقاومين هناك، وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “المعادلة تغيرت ومن لم يفهم ذلك سابقا سيفهم في الأيام القادمة وسنضرب الإرهاب في كل مكان”.

من ناحيته، ذكر قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة آفي بلوت، أن العملية العسكرية في مدينة جنين تهدف إلى إحداث تغيير في الوضع فيها.

وأردف بلوت أن “مدينة جنين، وتحديدًا مخيم اللاجئين، معقل للإرهاب وتصدير الإرهاب إلى الضفة الغربية بأسرها والجبهة الداخلية”.

ويرى الجيش أن العملية العسكرية من أجل تغيير الوضع الراهن وتوسيع مدى حرية الجيش في العمل، ولخّص أهدافها في: “بسط سيطرة عملياتية، تحييد المسلحين واعتقالهم، وتدمير البنية التحتية للعدو مصادرة الوسائل القتالية، وملامح العملية الضخمة في جنين”.

ويشارك في العملية ضد 2000 جندي إسرائيلي، واستعان الجيش في العملية بالجرافات المدرعة “دي 9″، لم يستخدمها منذ الانتفاضة الثانية، وأحدثت هذه الآليات دمارًا كبيرًا في البنية التحتية.

وشاركت 6 طائرات مسيّرة في قصف في مخيم جنين للمرة الأولى، مثل مسجد الأنصار ومسرح الحرية.

Exit mobile version