ضمن مناورة تجريبية للمقاومة.. صافرات الإنذار تُدوي في جنين

جنين – مصدر الإخبارية

دوت صافرات الإنذار في مخيم جنين جنوب غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بتفعيل صافرات الإنذار في مخيم جنين ضمن مناورات تجريبية للمقاومة الفلسطينية.

ويُشارك في المناورات العسكرية الأجنحة المسلحة لفصائل المقاومة بمحافظة جنين، الذين يُواصلون الاعداد والتجهيز لصد أي عدوان إسرائيلي.

واستطاع المقاومون خلال الأسابيع الماضية خوض غِمار اجتياح إسرائيلي استمر يومين وأسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، إلى جانب نزوح مئات المواطنين من منازلهم.

وقد أعادت مشاهد اجتياح جنين 2023 أحداث اجتياح المخيم عام 2002، لكن المقاومين استطاعوا افشال مخطط الاحتلال بالقضاء على المقاومة.

وتعتبر كتيبة جنين هي الأبرز بين المجموعات المسلحة والتي برز اسمها طِيلة الأشهر الماضية نتيجة العمليات النوعية التي نفذتها ضد الاحتلال خلال اقتحام مخيم جنين، وهي مجموعةٌ تتبع لحركة الجهاد الإسلامي ويُشرف على تمويلها بالسلاح والمال سرايا القدس.

وظهرت كتيبة جنين للمرة الأولى عام 2021 إبان عملية الهروب الكبير من سجن جلبوع والذي نفذه ستةٌ من الأسرى الفلسطينيين، حيث ترأس الكتيبة الشهيد جميل العموري الذي استُشهد برصاص الاحتلال بتاريخ 10 يونيو/ حزيران للعام ذاته.

فيما تبنت المجموعة خَيار الكفاح المسلح ليتولى دفة القتال الشهيد عبدالله الحصري ويقود عملًا مقاومًا بأسلوب جديد ضد الاحتلال ولكن سرعان ما عملت (إسرائيل) على اغتياله بتاريخ الأول من مارس للعام 2022.

وتسابق عددٌ من المقاومين لقيادة الكتيبة للإبقاء على حالة الجهوزية الكاملة للتصدي للاحتلال وافشال مخططاته المشبوهة، حيث باتت الكتيبة رقمًا صعبًا في تاريخ الصراع مع الاحتلال رغم نشأتها الحديثة.

أقرأ أيضًا: كتيبة جنين: خيار المقاومة هو خيار الشعب ككل وليس فصيلاً بعينه

بعد كمين مُحكم.. الاحتلال يعتقل أربعة مقاومين في محيط مخيم جنين

جنين – مصدر الإخبارية

اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الإثنين، أربعة مقاومين فلسطينيين بعد كمين مُحكم في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت وسائل الاعلام العبري، بأن “الاحتلال اعتقل أربعة مقاومين في منطقة مرج ابن عامر غرب جنين بعد تبادل إطلاق نار وقع قُرب السياج الفاصل”.

وزعم الاعلام العبري، أن “أحد المقاومين أُصيب بالكتف قبل اعتقاله واقتياده للتحقيق، فيما وصفت حراجه بالخطيرة”.

وسَبق عملية اعتقال المقاومين الأربعة، دخول طائرات الاستطلاع “زنانات” الاحتلال في سماء محافظة جنين ومخيمها على ارتفاعات منخفضة.

وبحسب شهود عيان، فقد أطلق مقاومون النار تجاه شيك مرج ابن عامر غرب جنين بصلياتٍ من الرصاص، قبل أن يتم اعتقالهم مِن قِبل الاحتلال.

وأكدت القناة الـ14 على أن “الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية اغتيال في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية”.

في سياق متصل، دوت صافرات الإنذار، فجر اليوم، في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر محلية، بأن “صافرات الإنذار دوت في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال مخيم نور شمس بطولكرم، حيث انتشرت في أزقة المدينة”.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن “قوات الاحتلال اعتلت أسطح منازل المواطنين وأطلقت وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين عُولجوا ميدانيًا”.

كما نفّذ الاحتلال حملة دهم واسعة طالت عددًا من منازل المواطنين شملها استجواب ميداني لقاطنيها وتخريب محتوياتها قبل الانسحاب منها.

وتسببت حملات الدهم المُنفذة في منازل المواطنين بترويع الأطفال والنساء وكبار السن، في انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني.

فيما استهدف مقاومون فلسطينيون قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في محيط مخيم نور شمس بصلياتٍ من الرصاص.

وتبنت سرايا القدس – كتيبة طولكرم، عملية استهداف قوات الاحتلال المتمركزة على جبل النصر بصلياتٍ من الرصاص الساعة 11 والنصف مساء الأحد.

جدير بالذكر أن طولكرم هي مدينةٌ فلسطينيةٌ تقع شمال غربي الضفة الغربية، وهي ثالث أكبر مدينة في الضفة الغربية مساحةً وسكاناً بعد مدينتي الخليل ونابلس.

وتبلغُ مساحةُ أراضي المدينة وحدها أكثر من 32,610 دونم، كما تعتبر بلدية طولكرم ثالث أكبر هيئة محلية في الضفة الغربية.

السيناريوهات الإسرائيلية بعد عملية جنين

أقلام – مصدر الإخبارية

تفرض عملية جنين الانتباه الى المتغيرات الجديدة، والتي يمكن تسكينها في إطار نتائج تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، والمدخلات الجديدة في المشهد الحالي بعد عملية جنين، وفقاً لهذا المنظور، تنطلق الورقة لتحديد السيناريوهات المحتملة امام القيادة الإسرائيلية.

أولاً: تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تؤشر الى محدودية نتائج عملية جنين، على المستويين العملياتي والسياسي.

على المستوى العملياتي، لم تتمكن من تدمير البنية التحتية للمجموعات المسلحة، ولم تتمكن من تعزيز الردع، بل شجعت على عمليات في وسط تل ابيب، وقلب مستوطنة مكدوميم.

على المستوى السياسي، يبدو أن الغطاء الأمريكي للعملية كان محدوداً بمدة زمنية محددة، لتحقيق اهداف العملية، عدم القدرة في تحديد أهداف العملية، سيؤدي للتشكيك في إعطاء غطاء امريكي اخر لعملية مماثلة، من جانب آخرة ردة فعل عربية بما فيها دول اتفاق إبراهيم، تضع كوابح لتحرك مماثل.

ثانياً: المُدخلات الجديدة في الضفة، الانتقال من سياسة الغموض إلى الإعلان.

حتى عملية جنين، كانت سياسة حركتي حماس والجهاد قائمة على الغموض البناء حول أنشطتها في الضفة الغربية، وهذه السياسة حققت مكاسب في الحفاظ على الهدوء والاستقرار النسبي في ساحة غزة.

المُدخل الجديد، تبنت حماس عمليتي تل أبيب ومكدوميم، واعلنت حركة الجهاد لأول مرة عن خطة لبناء وتشكيل مجموعات مسلحة في الضفة بمساعدة إيران، حيث كانت الحركة وإيران في حالة انكار دائم لذلك، بما يؤشر الى تغير في السياسات القائمة على غموض الأنشطة في الضفة، الى الإعلان.

السيناريوهات المحتملة.

الأول، العودة لتعزيز السلطة.

منذ صعود حكومة نتنياهو، يوجد اختلاف في الرؤى بين المؤسستين الأمنية السياسية حول التعامل مع الملف الفلسطيني، بينما ترى المؤسسة الأمنية والأكاديمية ضرورة تعزيز السلطة باعتبارها مصلحة إسرائيلية، ترى المؤسسة السياسية (الحكومة) العمل على اضعافها وتفكيكها تمهيداً للتوسع الاستيطاني والسيطرة على مناطق C.

نتائج عملية جنين، والمُدخل الجديد في الضفة، ستدفع المؤسسة السياسية باتجاه التوافق مع رؤية المؤسسة الأمنية، لإعادة تعزيز وتقوية السلطة، وإعادة بناء العلاقة معها.

هذا التوجه سيتم بدعم امريكي واقليمي، في إطار استكمال عقد منتدى العقبة وشرم الشيخ، ووضع خطة الجنرال الأمريكي فينزل موضع التنفيذ والقائمة على إعادة تأهيل وتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية للتمكن من استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها.

خطورة هذا السيناريو إذا ما تم تنفيذه، سيؤدي في النهاية إلى صدام بين السلطة والمجموعات المسلحة، وسينتقل الوضع الى شبه حرب أهلية مثل ما حدث في غزة، ستكون نتيجته فقدان السلطة سيطرتها على كثير من المناطق.

الثاني، التعامل مع الجذور.

نتيجة عملية جنين والمدخلات الجديدة في سياسات حماس والجهاد بالانتقال من الغموص الى الإعلان، سيدفع إسرائيل للتعامل مع جذور المشكلة، وفي تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن احداث الضفة يتم تحريكها وتمويلها من غزة، ولبنان، بمساعدة إيران.

لذلك من المرجح أن تنفذ اسرائيل خلال الأيام القادم عمليات اغتيال لقيادات من حماس والجهاد، الأكثر ترجيحاً أن تتم عمليات الاغتيال في واحدة من ساحات لبنان سوريا غزة، خطورة هذا السيناريو أن يؤدي الى مواجهة واسعة.

من غير المرجح أن تفرض إسرائيل اجراءات عقابية على غزة، على اعتبار انها لا زالت معنية بالهدوء والاستقرار هناك.

اقرأ/ي أيضاً: أزمة فاغنر.. إدارة انحدار القوى الكبرى

إنهاء حصر الأضرار في جنين ومخيمها بشكل مبدئي

الضفة المحتلة – مصدر الإخبارية 

أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بحصر الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، بشكل مبدئي، حصر الأضرار التي لحقت بالمباني، والبنى التحتية؛ من قطع للكهرباء، وتدمير لشبكات المياه، والاتصالات، وتجريف للشوارع والطرقات داخل المخيم

وعملت الطواقم الفنية المشكلة من جميع وزارات الاختصاص؛ داخل المخيم واطلعت على حجم الدمار الذي خلفه العدوان على جنين.

وكانت اللجنة الوزارية قد باشرت عملها فور انسحاب جنود الاحتلال من المدينة، وتمكنت من العمل على إعادة الحياة إلى المخيم عبر فتح الطرقات، وإعادة توصيل شبكات المياه، والكهرباء والاتصالات، بشكل جزئي؛ بينما يتواصل العمل لإعادة الخدمات بشكل كامل في أسرع وقت ممكن.

وكان وزيرا الحكم المحلي، والأشغال العامة، التقيا في جنين مع رئيس البلدية، والفعاليات الشعبية في المخيم، واستمعا إلى احتياجات المدينة والمخيم، لرفع تقرير حولها إلى مجلس الوزراء؛ للمباشرة في إعادة إعمار ما دمره العدوان في المخيم الذي يعتبر منطقة منكوبة .

وستبدأ اللجنة الخاصة برئاسة وزير الحكم المحلي مباشرة عملها خلال الأيام المقبلة لحصر الأضرار التي لحقت بالسيارات، والمحال التجارية والمرافق الصحية، وسترفع تقريرها لمجلس الوزراء لإقراره، والمباشرة باتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة لتعويض المتضررين وجبر جميع الأضرار الناجمة عن العدوان.

اقرأ/ي أيضاً: حركة فتح: معركة جنين تحول نوعي في مجرى الصراع مع الاحتلال

العاروري: الاحتلال يمارس في الضفة ما مارسه في غزة والنتيجة ستكون اقتلاعه

وكالات –  مصدر الإخبارية 

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، اليوم الأربعاء، إن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت يمارس في الضفة ما مارسه في غزة، ونقول إن النتيجة في غزة كانت اقتلاع الاحتلال وتحولها إلى قاعدة للمقاومة.

وأضاف العاروري خلال لقاء متلفز: إذا أراد الاحتلال ممارسة السياسة نفسها مع غزة سيصل إلى النتيجة نفسها في الضفة باندحاره عنها.

وأشار إلى أن الشعوب لا تنهزم ما دامت تمتلك الإرادة والاستعداد للتضحية، وكل معارك المستعمرين والمحتلين مع الشعوب باءت بالفشل في النهاية.

وأضاف أن الاحتلال ارتكب كل المجازر الممكنة في لبنان، لكن في النهاية المقاومة طردته.

ولفت القيادي في حماس إلى أن كل اليهود في فلسطين جاؤوا من بلادٍ هم مواطنون فيها، وأغلبهم لديهم جواز سفر ثان، أما شعبنا فليس له خيار إلا أن يصمد في أرضه.

وذكر أن أهم الإبداعات في مخيم جنين ليس في إيقاع أكبر الخسائر في قوات الاحتلال؛ بل بالصمود والبدء من جديد فورًا وعدم الانكسار.

وقال: لا يوجد احتلال يرحل بلا مقاومة مسلحة، وحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أن تقاوم وتقاتل، وهو واجب عليها.

وأضاف: حينما أتيح السلاح للمقاومين في الانتفاضة الأولى، اضطر الاحتلال لتوقيع اتفاق أوسلو، والانتفاضة الثانية بدأت مسلحة، وكانت النتيجة انسحاب الاحتلال من غزة وشرق الضفة.

وقال العاروري إن الاحتلال غير شرعي، وقابل للاقتلاع كما حدث في غزة وسيناء ولبنان، وكل المحاولات لإفساد بيئة المقاومة ستفشل، وشعبنا دائما لديه الجاهزية ليقاتل.

وأضاف: “المقاومة تنقصها الأدوات، لكن دائمًا الإرادة تصنع المستحيل والمعجزات وهذا ما يحصل في الضفة”.

وأكد أن المقاومين في الضفة يقاومون بما توفر لديهم من أدوات سواء بالسكين أو المسدسات، والبنادق، ثم تطورت الحالة لاستخدام العبوات المصنعة محليا والقنابل اليدوية، ووصلوا إلى تجارب إطلاق صواريخ.

ولفت القيادي في حماس إلى أن حالة المقاومة تتطور، والاحتلال يصيبه الرعب لأنه يراقب تطور المقاومة بالطريقة نفسها التي حدثت في أماكن أخرى مثل غزة.

وقال إن التعويل على اتفاقية “أوسلو” وعلى الشرعية الدولية وعلى الولايات المتحدة صفر، فلا أحد يمكنه الآن أن يخرج للإعلام من صنع أوسلو ويقول ما زلنا نعول على الأمم المتحدة وواشنطن، فهذا انتهى.

وأضاف أن الراحل ياسر عرفات أدرك جيدًا أن مسار التسوية لا يمكن أن يؤدي إلى دولة فلسطينية، وعاد إلى المقاومة المسلحة.

وأضاف العاروري في حديثه: “مرحلة أوسلو انتهت، ولا يمكن لأحد أن يعول عليها، ونتنياهو صرح بوقاحةٍ قبل أيام قال فيه سنسحق فكرة نشأة الدولة الفلسطينية”.

وقال: “المشكلة أن البعض ما زال عالقًا في بعض نتائج أوسلو مثل التنسيق الأمني، التي تخدم الاحتلال”.

وأكد أنه ليس هناك خيار واقعي لمجابهة الاحتلال إلا المقاومة ووحدة شعبنا في الميدان، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني موحد خلف خيار المقاومة، وحتى قواعد وكوادر فتح يدركون أنه لا خيار أمامنا إلا المقاومة.

اقرأ/ي أيضاً: تفاصيل رسالة مررتها إسرائيل إلى حماس والجهاد حول العدوان على جنين

ماذا بعد معركة جنين وما هي التداعيات الأمنية للعملية العسكرية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يجمع محللون فلسطينيون على أن معركة جنين أسست لمرحلة وطنية جديدة قائمة على أسس وركائز محفورة بالوعي الجمعي الفلسطيني، فماذا بعد المعركة وما هي تداعياتها الأمنية؟

يرى المحللون خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الركائز قائمة على إنهاء الفاشية الصهيونية الذي لا يمكن إتمامه إلا بالقوة متعددة الأشكال، وعلى رأسها القوة العسكرية والتي أثبتت نجاعتها في الرد على تغول الاحتلال وقطعان المستوطنين”.

ويُشير المحللون أنفسهم، إلى أن انتصار المقاومة في معركة جنين له استحقاقاتٌ تفرضها المرحلة الحالية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، بعد إقرار الاحتلال بفشله في القضاء على المقاومة في مدينة جنين ومخيمها.

يقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إن “المطلوب فلسطينيًا هو تقييم معركة جنين، والاستفادة من فكرة تعاظم القوة بجميع أشكالها، مع ضرورة تقييم موقف السلطة وخطاب القيادة الفلسطينية، وأداء الفصائل المسلحة”.

ودعا خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى ضرورة “الاستفادة من النموذج الوحدوي خلال معركة جنين ليُشكّل جوهر الاستراتيجية الوطنية التي ينبغي أن تكون على رأس أولويات الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس محمود عباس للأمناء العامين للفصائل”.

بلورة استراتيجية وطنية

وأكد على ضرورة بلورة استراتيجية وطنية للحفاظ على انتصار المقاومة في جنين تقوم على أهمية اتخاذ خطوات بناء الثقة عبر الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

ولفت إلى ضرورة تعزيز الإيمان بالمقاومة بجميع أشكالها كأداة للتحرر الوطني، إلى جانب ضرورة إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال والذهاب نحو المحاكم الدولية لمقاضاة دولة الاحتلال وقادتها كمجرمي حرب.

وأكد على أهمية إنهاء الاعتراف بإسرائيل، ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة، وتغيير وظيفة ودور السلطة الفلسطينية بالدفاع عن الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني.

وطالب بضرورة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية عبر إجراء انتخابات شعبية لتجديد شرعية مؤسساتها يشارك بها الجميع، وينطبق ذلك على كافة المؤسسات الفلسطينية بما يفرز قيادات قادرة على استحقاق المرحلة.

أقرأ أيضًا: جيش الاحتلال يعلن انتهاء العملية العسكرية في جنين رسمياً

من جانبه قال الباحث في مركز فلسطين للدراسات الاستراتيجية عزات جمال: إن “انتصار جنين سيكون له الأثر الكبير في استنهاض المزيد من الأحرار والثوار لينخرطوا ضمن صفوف الثورة المتصاعدة والمقاومة الفلسطينية الواعدة في محافظات الضفة الغربية المحتلة”.

استحقاقات انتصار المقاومة في جنين

وأضاف خلال تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، أن “المقاومة أصبحت أمل شعبنا في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن مدننا وقرانا في وجه عدوان الاحتلال المتصاعد الذي يستهدف وجودنا”.

وأشار إلى أن الصمود الأسطوري لمقاومي جنين يُمثّل ترجمة فعلية وحقيقية لما يُحدِثُه الإيمان الراسخ والإرادة الصلبة والإعداد الجيد من قلبٍ للموازين وكسر لإرادة الاحتلال وجيشه المعتدي، وتحقيق نصر يفتخر به شعبنا وأمتنا”.

وتابع: “يحق لشعبنا الفلسطيني الفخر بجنين وبتجربة أبطالها الرائدة التي خاضها المقاومون الموحدون من كل القوى والفصائل، التي أظهروا عبرها لكل العالم بأس جنين وبأس الشعب الفلسطيني الحر الأبي”.

واستطرد: “الاحتلال سعى خلال عدوانه على جنين لكسر روح الثورة وإحداث شرخ ما بين المقاومين وحاضنتهم الشعبية في محاولة بائسة لتشكيل المزيد من الضغط على المقاومة”.

وأردف: “كل ما فشله الاحتلال لم يزد شعبنا وأهلنا إلا التحامًا مع المقاومة وأبطالها، وقد ظهر ذلك في محاولة توفير شعبنا لكل ما يمكن أن يُعزّز صمودهم ويثبتهم في مواجهة العدوان الهمجي”.

ولفت إلى أن “انتصار المقاومة في جنين له استحقاقات تفرضها المرحلة الحالية التي يعيشها شعبنا، وهي تزيد من العبء والمسؤولية الملقاة على كل من قيادة المقاومة الفلسطينية وعلى عموم شعبنا الفلسطيني على حد سواء”.

وبيّن أن “المقاومة الفلسطينية باتت مطالبة بإدامة تطوير الأداء واستحداث المزيد من الوسائل القادرة على لجم العدو المعتدي وتدفيعه ثمن إجرامه، ومواصلة مراكمة القوة في كل ساحات الوطن ورفع مستوى التنسيق مع الجبهات المحيطة في فلسطين خاصة في دول الطوق”.

وأكد على ضرورة أن “يكون شعبنا متأهب وجاهز لاحتضان وإسناد المقاومة ومقاتليها بكل ما يستطيع من وسائل وبأن ينخرط إلى جانبهم للدفاع عن نفسه وعن مقدساته وأرضه”.

ما هي التداعيات الأمنية لعملية جنين؟
يقول الخبير في الشؤون الأمنية اسلام شهوان: إن “التداعيات الأمنية للعملية العسكرية في جنين هي استهدافها بكاملها كحاضنة للعمل المقاوم في الضفة، إلا أن جنين ومخيمها أصبحا أيقونة المقاومة والتحدي والصمود الفلسطيني”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الاحتلال سيتعمد المباغتة في أي عدوان جديد على جنين لتحقيق قوة ردع متهالكة بعدما مرّغ المقاومون بأسلحة خفيفة أنفه في التراب وأرغموه على الانسحاب مذلولًا من مدينة جنين ومخيمها يجر ذيول الخزي والعار”.

وأشار إلى أن “الاحتلال سيعمد لاستهداف رجال المقاومة كحالة وظاهرة عمل مقاوم مُلهم للعديد من شباب الضفة والداخل والقضاء عليهم”.

ولفت إلى أن “العملية العسكرية كانت تُمثّل استحقاقًا قضائيًا لحكومة الاحتلال وذلك عبر إفتعال أزمات يقفز من خلالها نتنياهو للأمام حتي يضع المعارضة في خانة الاصطفاف مع الحكومة في ظل قيامها بعمليات كبيرة”.

ونوه إلى أن “الاحتلال سيعمل خلال المرحلة المقبلة على الاستفراد بالعمل الفلسطيني المقاوم فهو يريد تثبيت قواعد اشتباك جديدة فتارة مع جنين وأخرى مع نابلس وطولكرم وغزة وغيرها بهدف فصل الساحات وهو ما فشل فيه خلال جميع المرات السابقة”.

وبيّن أن الاحتلال “سيسعى من وراء هذه العملية إلى اختبار مفهوم وحدة الساحات ومحور المقاومة فهو يستنزف هذا المفهوم حتي يقوم بكي وعي العمل المقاوم الجمعي”.

وسيكون تداعيات العملية العسكرية في جنين هي اشتعال مناطق شمال الضفة بعد هذه العملية وزيادة العمل المقاوم وتسجيل عمليات مؤلمة في عمق الاحتلال مما يجعل الاحتلال يُعيد حساباته ألف مرة في اجتياح جنين أو غيرها من المدن الفلسطينية.

وختم: “بات واضحًا أن الاحتلال يسعى إلى تبريد منطقة شمال الضفة من خلال هذه العملية، والحصول علي تعهدات بعودة عمل السلطة من جديد وبقوة في جنين وشمال الضفة المحتلة”.

الكاتب مصطفى إبراهيم: العملية العسكرية بجنين في طريقها للانتهاء

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

رجّح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، انتهاء العملية العسكرية في جنين قريبًا، إبان فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المُعلنة منها وهي القضاء على المقاومة”.

وقال إبراهيم: “بات واضحًا أن العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الإثنين تحت الذرائع التي أطلقتها قوات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية وهي القضاء على المجموعات (الإرهابية) في مدينة جنين بحسب ادعائها لم تنجح”.

وأضاف: “بحسب المستوى الإسرائيلي فإن عملية جنين خُطط لها قبل عام وتغيرت سيناريوهاتها عدة مرات إلى أن اتخذ القرار على المستويين السياسي والعسكري بتنفيذ العملية في مدينة جنين ومخيمها”.

وتابع: “العملية تضمنت ارتكاب الاحتلال جرائم حرب تمثلت في قتل الفلسطينيين، وتعمد جرح العشرات من المدنيين، وممارسة سياسة العقاب الجماعي وتدمير البُنى التحتية وتجريف الشوارع وقطع الكهرباء والمياه والانترنت”.

وأكد على أن “إسرائيل ارتكبت جرائم حرب حقيقية في جنين بخلاف ما يدعيه الاحتلال وهو القضاء على المقاتلين والفدائيين الفلسطينيين الذين تنطلق معظم عملياتهم من مدينة جنين”.

وشدد على أن “جنين مثّلت طِيلة العقود الماضية النموذج الثائر والمكان الوطني والرمز للفعل المقاوم ضد الاحتلال”.

ولفت إلى أن “عملية كاسر الأمواج لم تنتهِ وهي مستمرةٌ منذ ما يزيد عن عام ونصف، حيث نشرت إسرائيل خلالها أكثر من 20 كتيبة للقضاء على المقاومة في جنين ونابلس ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا في ذلك”.

وأضاف: “كل ما تقوم به إسرائيل اليوم هو تنفيذ الاعدامات الميدانية وهدم المنازل واعتقال المدنيين، بعدما فشل الاحتلال في كسر إرادة الفلسطينيين ومقاومته الباسلة”.

وتابع: “شاهدنا جميعًا اليوم العملية التي نفذها شاب فلسطيني من مدينة الخليل في قلب تل أبيب مما شكّل ضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تدّعي محاولة القضاء على المقاومة”.

واعتبر أن “تفاخر اليمين الإسرائيلي بتحقيق إنجازات في مدينة جنين رغم حديث المراسلين العسكريين على أن العملية العسكرية محدود النطاق والوقت وهو ما يُرجّح وقفها في أي لحظة”.

ولفت إلى أن “تصريحات رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي حول معاودة ملاحقة المقاتلين الذين فروا من جنين، لهو تلميح بقُرب انتخاء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها”.

وبيّن أن “إسرائيل أطلقت العملية العسكرية بجنين تحت ضغط مجموعة من السياسيين بالائتلاف الحكومي سواءً أكان إيتمار بن غفير أو سموتريتش أو يوسي داغان رئيس المجلس الإقليمي الأعلى للمستوطنات شمال الضفة”.

ونوه إلى أن “داغان مارس ضغوطًا كبيرة على السياسيين الإسرائيليين في حزب الليكود ما نتج عنه إطلاق العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها والمستمرة منذ ثلاثة أيام على التوالي”.

وأردف: “بات واضحًا أن العملية العسكرية لن تُوثر في إرادة الفلسطينيين والمقاومين الذي يخوضون نضالًا مسلحًا حقيقيًا ضد الاحتلال منذ عام ونصف في ظل تمدد الكفاح المسلح في مجمل محافظات الضفة الغربية”.

وأكد على أن “الاحتلال فشل في كسر إرادة الفلسطينيين وسط خشية المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي من تمدد المعركة إلى ساحات أخرى بما يشمل “غزة ولبنان، الضفة بأكملها، فلسطينيي الداخل”.

واستطرد: “إسرائيل ستعمل على إنهاء العملية العسكرية في جنين بشكلٍ عاجل خلال الساعات القادمة كونها ارتكب أبشع الجرائم التي غرست خلالها في الوعي الفلسطيني”.

وختم حديثه لمصدر الإخبارية قائلًا: “إسرائيل تُدرك أن جنين ستظل تُشكّل الحاضنة الشعبية للمقاومة في فلسطين”.

أقرأ أيضًا: الكاتب عزات جمال لمصدر: عملية تل أبيب أكدت على وحدة الساحات

الخطة الاستراتيجية الفلسطينية لوقف الاستيطان

أقلام – مصدر الإخبارية

الخطة الاستراتيجية الفلسطينية لوقف الاستيطان، بقلم الكاتب الفلسطيني حسام الدجني، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

مواجهة الاستيطان وفرملة مشاريعه التوسعية ينبغي أن تتصدر أولويات القيادة الفلسطينية بكل ألوانها، وبإسناد من كل المؤمنين بعدالة القانون الدولي الذي ينص بشكل واضح وصريح بأن الاستيطان جريمة وأنه يقوض فرص الحل السياسي بإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران/ 1967م كاملة السيادة.

السؤال في هذا المقال: لماذا الاستيطان؟ وما هي ملامح الخطة الاستراتيجية لمواجهته؟

لماذا الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967م وفي الضفة الغربية على وجه الخصوص، وللإجابة عن السؤال لا بد من فهم أهمية الاستيطان ومنطلقاته في الفكر الاستراتيجي الصهيوني والذي ينطلق من عوامل متعددة فمنها الاقتصادي على سبيل المثال لا الحصر (عمليات السلب والنهب للمياه الجوفية وللمحاصيل الزراعية والموارد الطبيعية) والسياحي والعسكري والأمني ومنها الجيوسياسي والتي يأتي لتلبية متطلبات الضعف الجيوسياسي الذي تعاني منه دولة الاحتلال لا سيما المناطق المتاخمة لمحافظات شمال الضفة الغربية وعلى وجه الخصوص جنين – طولكرم – قلقيلية، حيث تشكل عمق المنطقة التي تربط طولكرم بساحل البحر المتوسط 15 كيلومترًا.

وفقاً لما سبق فإن ملامح الخطة الاستراتيجية لمواجهة الاستيطان ينبغي أن تنطلق من ثلاثة مسارات:

الأول: المسار القانوني.

الثاني: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها.

الثالث: المسار المقاوم.

أولاً: المسار القانوني، وجوهر العمل به يقوم على توظيف كافة القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة لاسيما القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن في عام 2016م، للتوجه للمحاكم الدولية والرأي العام الغربي لمواجهة المشروع الاستيطاني.

ثانيًا: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها، وجوهر العمل به يقوم على تعزيز لجان المقاطعة العاملة في الدول الغربية مثل (حملة BDS) وغيرها، وتعزيز كافة أشكال المقاطعة للمستوطنات وسكانها ومنتجاتها عبر المقاطعة الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية والعلمية والرياضية والثقافية إلخ.

ثالثًا: المسار المقاوم، وجوهر هذا المسار يقوم على أن نقطة الارتكاز فيه الإنسان الفلسطيني، وفيه تتعدد أشكال المقاومة، فمن المقاومة السلمية والشعبية التي تعزز من صمود

2 / 2

المواطن وثباته على أرضه ومشاغلة جيش الاحتلال الصهيوني لزيادة فاتورة التكلفة لحماية المستوطنات ومليشيات المستوطنين، إلى المقاومة العسكرية التي تؤسس لمرحلة اندحار المستوطنات، والمتتبع للتحول في أداء المقاومة يلحظ أن تكراراً لنموذج غزة في التسلح يتكرر بالضفة المحتلة وسط إرادة وهمة عالية لسكانها بزيادة تكلفة الاحتلال والانطلاق نحو مواجهة مفتوحة لا سيما مع انسداد الأفق السياسي.

تحولًا أخذ مسارات مختلفة، آخرها كان عبوات جنين الناسفة، وقذائف ناشئة لم تنجح في تحقيق أهدافها بدقة، ولكنها نجحت في إيصال رسائلها باقتدار وإبداع، وألخص أهم الرسائل السياسية بما يلي:

1قذائف جنين محلية الصنع تعيد للذاكرة بالنسبة للاحتلال تجارب الشهيد نضال فرحات في غزة، والتي تطورت إلى أن أصبحت تصل إلى مطار رامون الذي يبعد (200 كيلو متر).

2تعكس إرادة الفلسطيني وقدرته على التطور والإبداع، وهو ما يعني أن الضفة قد تكون على موعد مع مزيد من القذائف في المرحلة المقبلة وصولاً إلى قدرة المقاومة في شل عمق دولة الاحتلال.

3القذائف المحلية في حال نجحت تشكل أكبر ضربة لجدوى وجود الاستيطان ببعده العسكري والأمني والجيوسياسي في الضفة المحتلة.

4تحول المقاومة قد يدفع الاحتلال إلى ارتكاب حماقة عبر الذهاب نحو عملية شاملة بالضفة وهو ما ينعكس على مستقبل السلطة وجيشها وأسلحتها.

الخلاصة: مزيد من العمل لبناء استراتيجية وطنية لمواجهة الاستيطان عبر نقاش مفتوح مع الكل الوطني وعبر تطوير لكافة الوسائل التي تؤسس لاندحار كل المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.

أقرأ أيضًا: عملية غور الأردن: دلالات المكان والزمان/ بقلم حسام الدجني

حصيلة اليوم الثاني من الشهداء والجرحى وانجازات المقاومة بجنين

جنين-مصدر الإخبارية

لليوم الثاني على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتها العسكرية على مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، بذريعة القضاء على المقاومة.

وأسفرت العملية العسكرية التي شملت اجتياحا بريا وجويا حتى اللحظة عن ارتقاء 12 شهيدا، وإصابة العشرات، بينهم نحو 22 مصاب بجروح خطيرة.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن الشهداء هم:_

١- الشهيد سميح فراس أبو الوفا (٢٠ عاماً)
٢- الشهيد حسام محمد أبو ذيبة (١٨ عاماً)
٣- الشهيد أوس هاني حنون (١٩ عاماً)
٤- الشهيد نور الدين حسام مرشود (١٦ عاماً)
٥- الشهيد محمد مهند الشامي (٢٣ عاماً)
٦- الشهيد أحمد محمد عامر (٢١ عاماً)
٧- الشهيد مجدي يونس عرعراوي (١٧ عاماً)
٨- الشهيد علي هاني الغول (١٧ عاماً)
٩- الشهيد مصطفى عماد قاسم (١٦ عاماً)
١٠- الشهيد عدي إبراهيم خمايسة (٢٢ عاماً)

11- الشهيد عبد الرحمن صعابنة (22 عامًا)

ووصف مواطنون الاجتياح بأنه الأعنف منذ العام 2002 الذي ارتكب الاحتلال به مجزرة داخل المخيم.

وفجر الثلاثاء أجبرت قوات الاحتلال مئات الأهالي من مخيم جنين على إخلاء منازلهم، وسط استمرار الغارات الجوية، ما يؤشر على على إمكانية توسيع العملية العسكرية زمنياً ومكانياً.

الحديقة والمنزل وبأس جنين

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الاثنين الماضي، عن بدء عملية عسكرية واسعه في مدينة جنين ومخيمها.

وأطلق جيش الاحتلال على العملية العسكرية اسم “الحديقة والمنزل” والتي تشمل دخول آليات عسكرية وقوات جوية وبرية وسايبر إلى المدينة والمخيم.

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن إطلاق عملية “بأس جنين” رداً على عدوان جيش الاحتلال على المدينة ومخيمها.

وقالت الكتيبة في بيان يوم الاثنين الماضي “بعون الله وقوته نعلن عن معركة بأس جنين؛ للرد على العدوان وتوغل قوات الاحتلال على المدينة ومخيمها الصامد”.

وأكدت الكتيبة استمرار القتال، ونطمئن أبناء شعبنا وجمهور المقاومة بأننا في أفضل حال وأن معنويات مجاهدينا في أفضل حالاتها ويد مجاهدينا ستظل العليا في الميدان بإذن الله.

إنجازات المقاومة

وعلى الرغم من اشتداد العملية العسكرية، بفعل الآليات والمعدات المتطورة التي تمتلكها قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المقاومة حققت انتصارات كبيرة، ما بين إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال وتفجير عبوات واسقاط مسيرات.

وأعلنت سرايا القدس اسقاطها 4 مسيرات عسكرية من فوق سماء مخيم جنين، بعد إطلاق وابل من الرصاص عليها، منذ بدء العملية.

اقرأ/ي أيضا: وحدات عسكرية إسرائيلية تشارك في اجتياح جنين

وفي إطار الدعم والاسناد لمدينة جنين ومخيمها، نفذ الشاب عبد الوهاب عيسى حسين خلايلة (20 عامًا) عملية البطولية في “تل أبيب” ظهر اليوم الثلاثاء، أسفرت عن إصابة عشرة مستوطنين بجروح متفاوتة.

كذلك، خرجت العشرات من التظاهرات والمسيرات التي جابت مختلف المدن والبلدات الفلسطينية، في قطاع غزة والقدس والضفة والداخل المحتل.

 

 

مدينة جنين.. ماذا تعرف عنها وعن ومخيمها وما هدف الاحتلال من عمليته العسكرية؟

إعداد سماح شاهين- مصدر الإخبارية

عادت مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي أكبر عملية عسكرية واسعة جوًا وبرًا، وأطلق عليها اسم عملية “المنزل والحديقة”.

وبدأ الجيش عمليته العسكرية في جنين هي الأوسع على جنين ومخيمها منذ 2002، بقصف منزل وسط جنين وفي أعقاب عملية القصف اقتحمت قوات كبيرة من الجيش بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، وحاصرت المدينة والمخيم.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن العملية تستهدف ما وصفته بـ “البنية التحتية الإرهابية في منطقة جنين”، ولا تريد توسيع نطاقها ليشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها.

وأعاد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، إلى الذاكرة 20 عامًا إلى الاجتياح الذي نفذه جيش الاحتلال على الضفة الغربية وجنين، إبان الانتفاضة الثانية في عام 2002.

وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الثاني على التوالي عن استشهاد 11 فلسطينيًا وأكثر من 100 مصاب، بالإضافة إلى نزوح آلاف العائلات من جنين.

جنين المدينة

تُعدّ مدينة جنين أكبر مدن محافظة جنين وتقع شمال الضفة الغربية، وتبعد مسافة ما يُقارب 75 كيلومترًا عن القدس من ناحية الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإنه يبلغ عدد سكانها الإجمالي في منتصف العام 2023 نحو 11674 فلسطيني.

وأسس الكنعانيون جنين ودخلت تحت الحكم العثماني في القرن السادس عشر، ثم الحكم المصري لفترة وجيزة خلال القرن التاسع عشر، بعد أن نجح إبراهيم باشا ابن والي مصر محمد علي باشا في طرد العثمانيين منها.

وخضعت مدينة جنين للانتداب البريطاني، ثم غادرها الإنجليز في عام 1948، وهو العام ذاته الذي شهد قيام “دولة إسرائيل”، وذلك في القرن العشرين.

وفي عام 1949، خضعت إلى حكم الإدارة الأردنية، ودخلت مع باقي أنحاء الضفة المحتلة في اتحاد مع المملكة الأردنية، وأصبحت مركزًت للواء جنين التابع لمحافظة نابلس في عام 1964.

وحتى احتلالها 1967 بقيت مدينة جنين تحت الحكم الأردني حتى احتلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واستمر حتى عام 1995، عندما خضعت جنين لإدارة السلطة الفلسطينية التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق غزة-أريحا.

جنين المخيم

مخيم جنين هو للاجئين تأسس عام 1953، ويقع إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، وفي أطراف مرج بن عامر، ويعتبر ثاني أكبر مخيم في الضفة المحتلة بعد مخيم بلاطة.

ويبلغ عدد سكان المخيم قرابة 14000 في الوقت الحالي، يعيشون في تلك المساحة الصغيرة التي تقل عن نصف كيلومتر مربع، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء ما يُقارب 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً.

وكان الهدف من إنشائه هو إيواء الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب التي استمرت من عام 1948 إلى عام 1949 في أعقاب إعلان قيام “دولة إسرائيل”.

وشهد المخيم الكثير من الصراعات المسلحة، خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، وكان الحدث الأبرز الذي شهده المخيم هو حصار جيش الاحتلال له في نيسان (أبريل) 2002، والذي وصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ “جنين غراد”، نسبة إلى حصار مدينة ستالينغراد الروسية التي صمدت أمام الحصار الألماني الطويل لها.

واجتاح الجيش المخيم بشكل كامل فيما عرف بـ “معركة جنين”، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 52 مسلحًا ومدنيًا فلسطينيًا ووفاة 23 جنديًا إسرائيليًا، استمرت العملية 10 أيام.

وأطلق الاحتلال عليها اسم “كاسر الأمواج”، أسفرت عن تدمير 150 منزلًا، في حين أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة للعيش فيها، وأصبحت حوالي 435 عائلة بلا مأوى.

ماذا يريد الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها؟

قبل أيام، لمحت “إسرائيل” بأنّ أن هناك قرارًا بقلب الوضع رأسًا على عقب في الضفة الغربية وخاصة شمال الضفة الغربية المحتلة في مدينة جنين ومخيمها، بالتزامن مع تصاعد المقاومة الفلسطينية.

ووقعت قوة من الجيش في كمين محكم بجنين من قبل المقاومين هناك، وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “المعادلة تغيرت ومن لم يفهم ذلك سابقا سيفهم في الأيام القادمة وسنضرب الإرهاب في كل مكان”.

من ناحيته، ذكر قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة آفي بلوت، أن العملية العسكرية في مدينة جنين تهدف إلى إحداث تغيير في الوضع فيها.

وأردف بلوت أن “مدينة جنين، وتحديدًا مخيم اللاجئين، معقل للإرهاب وتصدير الإرهاب إلى الضفة الغربية بأسرها والجبهة الداخلية”.

ويرى الجيش أن العملية العسكرية من أجل تغيير الوضع الراهن وتوسيع مدى حرية الجيش في العمل، ولخّص أهدافها في: “بسط سيطرة عملياتية، تحييد المسلحين واعتقالهم، وتدمير البنية التحتية للعدو مصادرة الوسائل القتالية، وملامح العملية الضخمة في جنين”.

ويشارك في العملية ضد 2000 جندي إسرائيلي، واستعان الجيش في العملية بالجرافات المدرعة “دي 9″، لم يستخدمها منذ الانتفاضة الثانية، وأحدثت هذه الآليات دمارًا كبيرًا في البنية التحتية.

وشاركت 6 طائرات مسيّرة في قصف في مخيم جنين للمرة الأولى، مثل مسجد الأنصار ومسرح الحرية.

Exit mobile version