الاحتلال وشركة ميتا - مناورات الركن الشديد

استراتيجية سيف القدس تكسب المزيد من الساحات

أقلام – مصدر الإخبارية

استراتيجية سيف القدس تكسب المزيد من الساحات، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

على عكس عدونا المحتل نجحت المقاومة الفلسطينية في توسيع نطاق معادلتها التي دشنتها في معركة سيف القدس في العام ٢٠٢١م وأرست قواعد اشتباك استراتيجية وجديدة، بالشراكة مع المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” وقد نجحت في الحفاظ على الأهداف التي رفعتها وهي الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وإدامة معركة استنزاف العدو.

في حين أن العدو يفشل منذ العام ٢٠٠٦م في تحقيق أهدافه التي يضعها للمعارك والحروب التي يخوضها، وهذا ما خلصت له تقارير لجان دراسة الحروب والمعارك، رغم محاولاته الجاهدة لاستخلاص العبر والدروس، إلا أنه ما زال يفشل في تحقيق أهداف واضحة، وهو الأمر الذي يشكل معضلة حقيقية للجيش الصهيوني، لم تحلها كل النظريات الأمنية أو المناورات القتالية

إضافة لتعمد المقاومة الفلسطينية واللبنانية استدراجه لمعركة استنزاف متعددة الأوجه على الصعيد الأمني والعسكري، مستفيدة من الروح الثورية المتصاعدة في الساحات الفلسطينية لابقائه في حالة من الاستنزاف.

لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية تميزها في استثمار الظروف المحيطة، رغم التحديات والعقبات واستطاعت حشد جهود حركات التحرر الوطني والمقاومة من أجل قتال الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وللدفاع عن المسجد الأقصى المبارك

كما أن المقاومة نجحت في إعادة الاعتبار للدور الفلسطيني في مخيمات اللجوء وفي دول الطوق، وإعادة الروح الثورية لهذه المخيمات من جديد، والتي أثقلها تهميش المنظمة والسلطة، وبات هذا المخزون الفلسطيني مشارك من مكان تواجده في الصراع مع العدو جنبا إلى جنب مع الساحات الفلسطينية في داخل الأرض المحتلة، خاصة عندما نتحدث عن تشكيلات عسكرية فلسطينية في كل من سوريا ولبنان باتت تشارك في المواجهة وتعد العدو لمقاومته

إن هذا الواقع الجديد ما كان له أن يرى النور لولا جهود من العمل والإعداد والتعاون والتنسيق مع المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور المقاومة، الذي يؤمن بواجب مقاومة العدو وهزيمة مشروعه الاستعماري في فلسطين ويعمل من أجل ذلك

لقد تفاجئ العدو بالضربة الصاروخية التي نفذت من لبنان، وقد وقف مصدوما مدهوشا من هول ما يحدث، ولم تفارقه الصدمة لساعات، حتى أدرك أنه أمام جبهة جديدة تدخل القتال دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك وتشكل امتداد جديد لسيف القدس

إن العدوان على المسجد الأقصى المبارك ومرابطيه سيشكل حافزا لكل حركات التحرر الوطني والمقاومة لاستهداف العدو المحتل بشكل غير مسبوق، فالأقصى دونه المهج والأرواح وفي السبيل الدفاع عنه لن يدخر شعبنا ومقاومته أي جهد

أما غزة التي رفعت لواء نصرة المسجد الأقصى فهي ما زالت متأهبة تتابع ما يجري في شمال فلسطين، وهي التي أوصلت رفضها للعدوان برشقاتها الصاروخية التي لم تتوقف منذ أيام في تحدد لحكومة المستوطنين

إن الإرباك الصهيوني ظاهر لا تخطئه العين سواء لدى القيادة السياسية أو الأمنية والعسكرية، في التعامل مع هذا الواقع الجديد، فالعدو يدرك بأن أي عدوان واسع على أي من الجبهات سيدخل “تل أبيب” في دائرة النار، وبأن كلا الجبهتين المتشكلتين لن تترك الأخرى لوحدها، لذلك قد يعمد الاحتلال لعمل أمني ما مثل اغتيال شخصية بارزة أو تنفيذ عملية أمنية في محاولة لحفظ ماء وجهه وترميم ما يطلق عليه الردع.

إن تصاعد المقاومة في الضفة الفلسطينية والقدس والداخل هو أمر واجب لا يقل أهمية عن السابق، لتشكيل المزيد من الضغط على الاحتلال وافقاده التركيز والمبادرة، فعلى شعبنا واجب نصرة مسجده الأقصى، ودعم مقاومته التي تخوض هذه المعركة المقدسة بكل اقتدار، وعليه الزحف من كل مكان للرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، وعلى الشباب الثائر مهمة توسيع بؤر الاشتباك والمواجهة حتى نشكل سويا درع القدس وسيفها في وجه العدوان.

Exit mobile version