مناورات الركن الشديد وتعزيز العمل المشترك

أقلام – مصدر الإخبارية

مناورات الركن الشديد وتعزيز العمل المشترك، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

للمناورات العسكرية أهمية بالغة لدى الجيوش النظامية في الدول والأحلاف، فهي تصنف على أنها عمليات عسكرية متعددة الأهداف تستهدف “تدريب القوات، فحص الجهوزية القتالية، رفع مستوى التعاون بين القوات والأذرع، تعزيز التعاون المشترك بين الدول المتحالفة، تجربة الأسلحة والمنظومات الجديدة، إيصال رسائل للجبهة الداخلية، إيصال رسائل للأعداء.. الخ”

أما على صعيد الأجنحة العسكرية الفلسطينية المنضوية تحت لواء غرفة العمليات المشتركة كونها ليست جيش نظامي، فحاجتها لمثل هذه التمارين القتالية والمناورات أشد، لرفع مستوى التنسيق والتكامل بين الأجنحة العسكرية وبين قوات كل صنف من هذه الصنوف، سواء المدفعية أو القوات الخاصة أو قوة البحرية .. إلخ

قدرة قيادة المقاومة على تنظيم هذه المناورات بشكل مخطط ومدروس وبشكل دوري، يعد تطور في الأداء المقاوم، ويعزز من تماسك جبهة المقاومة الفلسطينية التي تواجه كيان مدعوم من كل قوى الشر في العالم.

هذا النجاح يوصل رسالة داخلية لشعبنا وأمتنا ومحور القدس، بأن غزة ماضية في الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير، ورسالة للعدو وكل من يقف من خلفه بأن حصاره وعدوانه لم يثنينا عن الاعداد والاستعداد والعمل سوياً بروح الفريق من أجل هزيمته، وبأن وحدات المقاومة القتالية تتمتع بجهوزية كبيرة وروح معنوية عالية.

تتزامن المناورة هذا العام في ظل وجود عدد من التحديات الأمنية والعسكرية على الساحة الفلسطينية فشهر أيلول سبتمبر يتضمن عدد من المناسبات الدينية لدى دولة الاحتلال والتي يستغلها المستوطنون لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، كما تشهد سجون الاحتلال حراك متصاعد يقوده الأسرى رفضاً لقرارات المتطرف “بن غفير” الذي يسعى لسحب مكتسباتهم وزيادة الضغط عليهم في السجون.

أضف لذلك تصاعد العمليات البطولية في القدس والضفة الغربية، وفشل العدو بالسيطرة على تصاعد المقاومة، مما دفعه للتلويح باغتيال قيادات فلسطينية وازنة في فصائل المقاومة، واستهداف من يحاول إشعال الضفة الغربية من خارجها ويمدها بالمال والسلاح.

لذلك وغيره من الاعتبارات تعتبر هذه المناورة العسكرية في غزة بالغة الأهمية ولها دلالات ورسائل متعددة، تحرص المقاومة الفلسطينية على إيصالها لكل الأطراف، فهي تعلن باستمرار بأن العبث في قضايا شعبنا الفلسطيني الكبري مثل الأسرى والقدس والحق شرعي لشعبنا بالمقاومة، أو استهداف قيادات العمل المقاوم سيواجه برد غير مسبوق.

أقرأ أيضًا: قوة الإرادة ستهزم إرادة القوة.. بقلم عزات جمال

الاحتلال يُجنّد شركة ميتا في حربه الرقمية على الرواية الفلسطينية

أقلام – مصدر الإخبارية

الاحتلال يُجنّد شركة ميتا في حربه الرقمية على الرواية الفلسطينية، بقلم الكاتب عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أستهل مقالي هذا بالتضامن مع الصحفي المتميز تامر المسحال الذي عاقبته شركة ميتا بحذف حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، بعدما كشف عن تعاون الشركة مع الاحتلال في حجب المحتوى الفلسطيني، وما أظهره من تجاوزات جسيمة ارتكبتها بحق مستخدميها. إن حذف حساب صحفي لمجرد نشره مادة استقصائية تصرف عنصري غير مسؤول لا ينم إلا عن عقلية رجعية موغلة في التكبر وإنكار وجود الآخر.

واستناداً لما ورد من شهادات لخبراء ومختصين في الإعلام الرقمي وموظفين في إدارة شركة “ميتا” التي تمتلك مجموعة من أهم مواقع التواصل الاجتماعي في العالم مثل “فيسبوك، واتساب، انستجرام” فإن ما كشفه تحقيق ما خفي أعظم الذي أعده الصحفي تامر المسحال وتم بثه على قناة الجزيرة الفضائية حول استهداف الاحتلال وأجهزته الأمنية للمؤثرين الفلسطينيين بهدف حجب وصول الرواية الفلسطينية، يعد بمثابة حرب على الرواية الفلسطينية في الفضاء الرقمي بقصد إبقاء السيطرة والرواج حصراً لكيان الاحتلال.

كما أن أخطر ما كشفه التحقيق هو خضوع إدارة هذه الشركة والمواقع التابعة لها لإرادة دولة الاحتلال وتعاونها الكبير مع أجهزة الأمن الصهيونية وصلت حد التواطؤ ضد المستخدمين، مما يقدح في مصداقية هذه الشركة وإدارتها الحالية المنحازة للاحتلال، ويفسر سبب حظر وحذف آلاف الحسابات الفلسطينية والمتضامنة مع فلسطين.

إن ما كشفه التحقيق عن جزء من وسائل الاحتلال وأدواته وآلية عمله في محاربة الرواية الفلسطينية، يعد أمر بالغ الأهمية، ويثبت تجاوز هذه الشركات للقانون وتعديها على حرية المستخدمين عندما يتعلق الأمر بمصلحتها مع الكيان، في تجاوز فض لكل قيم الحرية والعدالة والحياد والحفاظ على خصوصية المستخدمين، مما يعزز إمكانية رفع دعاوي قضائية على إدارة هذه الشركات وتشكيل حالة من الضغط الشعبي والرسمي عليها، لتنتهي عن هذا العدوان الذي تمارسه بحق شعبنا الفلسطيني وكل من يسانده في الفضاء الرقمي.

أظهر التحقيق قوة الرواية الفلسطينية المستندة للحق الأصيل للشعب الفلسطيني ومدى خشية الاحتلال من هذه الرواية في ظل ما باتت تشهده مواقع التواصل الاجتماعي من قوة متصاعدة وتأثير واسع في تشكيل الرأي العام في فضاء أكثر حرية بعيداً عن مقص الرقيب الذي يخضع له جزء كبير من الإعلام الرسمي والتقليدي؛ لذلك هو يعمل على محاربتها وشطبها من الفضاء الرقمي، وهذا يدفعنا لتكثيف النشر والحديث حول أهمية مقاومة الاحتلال ومشروعه العنصري، وإظهار جرائمه وانتهاكاته الجسيمة بحق البشر والشجر والحجر في فلسطين.

إن واجب الحكومات والشعوب والأحرار أن يبادروا لاستثمار ما ورد في هذا التحقيق الاستقصائي وممارسة الضغط اللازم على شركة ميتا وغيرها من الشركات التي تنصاع لإرادة دولة الاحتلال وتشاركها الدور في قتل وقمع الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه وحقوقه.

ختاماً نسجل الشكر والتقدير لكل الأحرار الذين ينافحون ويدافعون عن فلسطين بالقلم والكاميرا واللسان والموقف في الواقع والمواقع، فالتواجد في المساحات الرقمية أمر بالغ الأهمية لا تقل أهميته عن أهمية الدور الذي يقوم به شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل في مقاومة المشروع الصهيوني.

الاحتلال ومحاولات كسر إرادة المرأة الفلسطينية

أقلام – مصدر الإخبارية

الاحتلال ومحاولات كسر إرادة المرأة الفلسطينية، بقلم الكاتب عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

يدرك شعبنا أن نماذج الثبات والفداء التي ضربتها النساء الفلسطينيات لا تقل تميزاً وبطولةً عن ما فعله الرجال في ساحات المقاومة والفداء، وأنهن شريكات في الانتفاضة والمواجهة منذ أن احتل الصهاينة أرضنا وهجروا شعبنا، فقد وقفن بثبات بجانب أزواجهن وأبنائهن المقاومين، فكان لهن الدور الكبير في استمرار المقاومة، بل سجل لكثيرٍٍ منهن الأخذ بالعزيمة والمشاركة الفاعلة في المقاومة، والنماذج والأسماء في ذلك كثيرة يزخر بها تاريخنا الفلسطيني، لدى بات من الملاحظ تصاعد الهجمة الفاشية على النساء الفلسطينيات سواء المرابطات في باحات المسجد الأقصى المبارك وعلى أبوابه وما يتعرضن له من تهديداتٍ وعدوانٍ في سبيل الدفاع عنه، أو ما يجري من عدوان على النساء في مختلف مدن وقرى ضفتنا المنتفضة، وما اجبار السيدات الخمسة في الخليل على خلع ملابسهن تحت تهديد الســلاح والكلاب البوليسية، وإخضاعهن للتفتيش العاري بعدما أحاط الجنود ببيتهن بعد منتصف الليل، إلا محاولة سادية لكسر إرادة هؤلاء النسوة والتنكيل بهن، وهي جريمة تضاف لجرائم هذه الحكومة الفاشية التي تسعى لاقتلاع شعبنا وتهجيره من أرضه.

إن الإعتداء على أعراض نسائنا وأخواتنا الكريمات يستوجب رد غير مسبوق من عشائرنا وشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا يوازي حجم هذه الجريمة النكراء والسلوك المنحط من هذا العـدو المجرم.

كما أن هذه الجريمة ومثيلاتها من الجرائم التي لا تتوقف بحق شعبنا يجب أن تدفع قيادة السلطة الفلسطينية للوقوف والتفكير ملياً والعــدول عن السير في مسار التنسيق الأمني، ولترفع فوراً يد أجهزتها الأمنية عن شعبنا ولتكف عن ملاحقة الـمـقاومين، ولتوظف إمكاناتها وسفارتها لتجريم سلوك الاحتلال الشاذ والمرفوض في كل الأعراف والقيم؛ دون ذلك ستتعزز النظرة السلبية لها وستتعمق الفجوة بينها وبين شعبنا المنتفض، الذي بات يرى فيها عائق يحول بينه وبين مقاومة الاحتلال.

كما يجب على كل مكونات الأمة العربية والإسلامية ومؤثريها سواء من العلماء أو الدعاة أو في الإعلام والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن يوثقوا هذه الجرائم، ويفضحوا الاحتلال وليظهروا إجرامه بحق الحرائر الفلسطينيات، ويحرضوا الشعوب على نصرة فلسطين، وليحذروا الأنظمة من خطورة مسار التطبيع مع الاحتلال الصهيوني المعتدي.

إن ديننا الإسلامي وقيمنا العربية الأصيلة ترفض الذل والخنوع، وتعتبر المساس بعرض الحرائر والنساء إعلان حرب يستوجب رد يردع المعتدي ويصون الشرف ويكرم المرأة؛ لذلك ما ننتظره هو غضبة كل غيور رفضاً واستنكاراً لهذه الجرائم البشعة بحق حرائرنا وشعبنا الثائر والمنتفض، دون ذلك سيزيد الاحتلال من عدوانه وسيمعن في اجرامه.

أقرأ أيضًا: نحو إسناد حقيقي لجنين في وجه العدوان.. بقلم عزات جمال

هل هناك أزمة مالية أثرت على صرف شيكات الشؤون؟

أقلام – مصدر الإخبارية

هل هناك أزمة مالية أثرت على صرف شيكات الشؤون؟، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أعتقد بأن قضية شيكات الشؤون الاجتماعية هي أزمة مفتعلة من الأزمات التي تتعمد السلطة افتعالها، وهي بمثابة عقاب للناس الأكثر حاجة وفقر في المجتمع، مع عدم استبعاد بأن السلطة تستفيد من هذه الأموال في مصارف أخرى، وأجد انه ما في أي مبرر لهذه الجريمة والمجزرة بحق الفقراء، وذلك استنادا للبحث في المعلومات والمعطيات الرسمية التي نشرها الاتحاد الأوروبي ووزارة الشؤون الاجتماعية التابعة للسلطة.

– عدد المستفيدين من شيكات الشؤون في الوطن 116 ألف أسرة منهم 81 ألف أسرة في غزة وهم بدون أي مصدر دخل آخر، حيث يشكل كبار السن والمرضى الغالبية الكبيرة منهم، بمعنى أنهم يعيشون على شيك الشؤون الذي يساوي في متوسطه 1800 شيكل، كانوا يتقاضونه كل ثلاثة شهور.

– وفق خطة وزارة الشؤون الاجتماعية لرعاية العائلات الأكثر فقراً كانت تصرف الوزارة شيكات الشؤون أربع مرات في العام الواحد، وتدرج في الخطة المالية للوزارة مع بداية كل عام الصرف في الأشهر (3،6،9،12) إلا أنهم لا يلتزمون عملياً بذلك، فمنذ العام 2017م بالتزامن مع اعتماد العقوبات على غزة أصبح هناك تناقص في صرف الشيكات من حيث عدد المرات أو قيمة الشيك الواحد.

– تفاجئ المستفيدين في هذا الشهر 8/2023 بتقليص قيمة الشيك الواحد إلى ربع القيمة، فتم صرف 370 شيكلًا للأسرة بدل مبلغ 1800 شيكل الذي كانت تتقاضاه، دون إبداء أسباب واقعية.

– علمًا بأن الاتحاد الأوروبي يدفع 50 ٪ من قيمة الشيكات وتوفر السلطة من أموال المقاصة المبلغ المتبقي، لذلك السؤال الذي يطرح نفسه لو صدقت السلطة بوجود أزمة مالية وسلمنا بهذه الرواية، لماذا لا تصرف السلطة دفعتين على الأقل في العام بمبلغ 1800 شيكل؟!

– لماذا تضاعفت ميزانية الأجهزة الأمنية وتناقصت أموال الغلابة والمحتاجين!!

-ما يصدر عن المسؤولين من تصريحات لا يأتي على ذكر هذه الأرقام والحقائق، وهناك هروب واضح من مواجهة الجمهور، والاكتفاء بالتبرير بوجود أزمة مالية.

– أجد إنه من واجب الجميع سواء الفصائل أو قوى المجتمع والمؤثرين التصدي لهذا التعدي غير المبرر على هذه الفئة الكريمة من شعبنا وعدم السماح بتركهم لابتزاز مسؤولين فقدوا المسؤولية الأخلاقية والوطنية، ومخاطبة الاتحاد الأوروبي كجهة دولية تساهم في دفع الأموال ليقفوا عند مسؤولياتهم.

أقرأ أيضًا: الإبحار نحو هربيا.. بقلم الكاتب عزات جمال

جدوى مستمرة.. طولكرم على خطى جنين

أقلام – مصدر الإخبارية

جدوى مستمرة.. طولكرم على خطى جنين، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لا يتوقف عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني الأبي خاصة في الضفة الغربية المحتلة، ولا تتوقف معه المقاومة عن الاستبسال والتصدي لهذا العدوان وهي العصية على الاجتثاث رغم ضراوة الملاحقة وإجرام المحتل المعتدي

فقدت شهدت مدينة طولكرم ومخيم نور شمس اجتياح جديد نفذه جيش الاحتلال بما يزيد على المئة آلية عسكرية مدعوم بالجرافات العسكرية وفي نفس الوقت شهد مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا توغل صهيوني مماثل، وهي العمليات الأوسع التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة منذ انتهاء عدوان الاحتلال على جنين قبل أسابيع

لقد أظهرت المقاومة في مخيم نور شمس ومدينة طولكرم تقدم جديد في إدارة المواجهة مع الاحتلال، فبرغم القوات الكبيرة والقدرات الاستخبارية العالية فقد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في المخيم والمتمثلة باعتقال أو اغتيال المقاومين وانهاء الحضور النضالي والثوري للمقاومة في هذه الكتيبة المقاومة من كتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، بل إن المقاومة وبجهود ذاتية قامت بالتصدي للعدوان واستطاعت تفجير عبوة محلية في إحدى الجرافات العسكرية لجيش الاحتلال وهو ما يعتبر تقدم نوعي يضاف لما حققته المقاومة الفلسطينية في الشهور والأسابيع الأخيرة.

إن قدرة المقاومة على البقاء والصمود وابتكار وسائل جديدة لمقاومة الاحتلال في ظل الملاحقة الأمنية المسعورة المستمرة يعد إنجازاً كبيراً لهذه المقاومة، كما أن الاحتضان الشعبي وإسناد المقاومين يمثل العنصر الأهم في معادلة مقاومة الاحتلال، فهذه المقاومة وشبابها يعبرون عن تطلع شعبنا الفلسطيني ويعملون على ترجمة حلمه بالعودة والتحرير والخلاص من الاحتلال إلى أمراً واقعاً ويبذلون في سبيل ذلك كل غالٍ ونفيس.

لذلك نجد أن الاحتلال في عملياته العسكرية الإجرامية بحق مدننا وقرانا، يتعمد تدمير البنى التحتية وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وذلك بهدف تشكيل ضغط مضاعف على السكان المدنيين لدفعهم للانفضاض عن المقاومة وعدم احتضانها، هذا السلوك الإجرامي من الاحتلال هو جريمة حرب تضاف لجرائمه التي لا تتوقف، والتي يرتكبها على مرآى ومسمع من العالم، إلا أن شعبنا الفلسطيني أكثر وعياً وفهماً لأساليب الاحتلال الخبيثة وهو يدرك ما يرمي له الاحتلال ويهدف لتكريسه، فهو يرد على هذا الدمار والخراب بمزيد من الإيمان بجدوى المقاومة الفلسطينية وضرورة دعمها واسنادها واحتضانها، فعليها الأمل معقود في رد عدوان الاحتلال وهزيمة مشروعه الصهيوني.

إن تصاعد قوة المقاومة في مدن الضفة الغربية هو تأكيد مستمر على انتصار جنين وتجربة جنين التي رفعت لواء المقاومة في الضفة، وقدمت النموذج الوحدوي الملهم لكل الشباب الثائر والمقاوم وصنعت أسلحتها الذاتية، والتي باتت تنتقل تجربتها للمدن والمخيمات الأخرى لتشكل حالة جديدة من إبداع المقاومة وقدرتها على البقاء والاستمرار في التقدم، لتكون أقدر على مواجهة الاحتلال والتصدي لعدوانه، ومن ثم الانتقال نحو مواجهته في كل المستوطنات والحواجز التي تسرق أرض الضفة وتحولها لكنتونات ومعازل لا تستقيم معها الحياة!

أقرأ أيضًا: نحو إسناد حقيقي لجنين في وجه العدوان.. بقلم عزات جمال

انعقاد لقاء الأمناء العامين للفصائل بين الواقع والمأمول

أقلام – مصدر الإخبارية

انعقاد لقاء الأمناء العامين للفصائل بين الواقع والمأمول، بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا:

تأتي الدعوة لانعقاد لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برعاية مصرية نهاية الشهر الجاري في العاصمة القاهرة، بعد ثلاث سنوات على الاجتماع الماضي للأمناء العامين للفصائل الذي انعقد بالتزامن في بيروت ورام الله، والذي لم يتمخض عنه أي من القرارات أو أي حلحلة تذكر في الملفات العالقة وعلى رأسها وضع آلية تنفيذية متفق عليها، مرتبطة بوقت زمني واضح لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية أو تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المختلفة، بل استمرت قيادة السلطة الحالية بالعمل بشكل منفرد بعيداً عن التوافق مع الكل الوطني الفلسطيني، الذي يرى في ذلك مزيد من تكريس الهيمنة، واستمرار للنزعة الديكتاتورية المرفوضة.

وفي ظل ازدياد التحديات والمخاطر التي باتت تهدد الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة على وجه الخصوص بسبب تصاعد عدوان الاحتلال وحكومته الفاشية، والتي ترى في الوجود الفلسطيني عائق لاستكمال مصادرة الأراضي الفلسطينية وتحويلها لمستوطنات وفق رؤيتها التي تنطلق من ضرورة “حسم الصراع” بالقوة العسكرية الغاشمة.

وهذا ما دفع شعبنا مبكراً لتوسيع نطاق الاشتباك مع الاحتلال وجيشه المحتل واحتضان الحالات العسكرية الناشئة مثل كتيبة جنين وعرين الأسود، وإمعاناً في عدوانه أقدم الاحتلال على توسيع العمليات العسكرية والأمنية وتضييقه الاقتصادي وتنكيله الجماعي، بهدف كسر إرادة الصمود والتحدي ودفع شعبنا الفلسطيني للتسليم بالأمر الواقع، وهو ما يعني التخلي عن المسجد الأقصى المبارك وعن البيوت والأراضي الفلسطينية وتركها للمستوطنين ليصادروها كيفما أرادوا.

ومع كل أسف في ظل هذا العدوان الفاشي الإجرامي الذي يستهدف وجودنا الفلسطيني لم توقف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التعاون الأمني مع الاحتلال كما تم ترويجه، بل استمرت في شن حملات اعتقالات وملاحقة غير مسبوقة استهدفت فيها النشطاء والطلاب والأسرى المحررين والمطاردين للاحتلال، بهدف ايقاف تقدم المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، بعدما شهدت حضور لافت وتطور في عدة مناطق وخاصة في شمال الضفة، بل ذهبت لأكثر من ذلك  بتنازلها عن حق شعبنا باستصدار قرار دولي يتبنى تجريم الاستيطان، وسحبت مشروع قرار الإدانة الدولية للاحتلال الإسرائيلي في ملف الاستيطان في استجابة للضغوط الأمريكية.

وحينما فشلت السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في القضاء على المقاومة، توجهت لعقد المؤتمرات الأمنية كما حدث في العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية برعاية أمريكية ودعم وإسناد إقليمي، متجاهلة دعوات القوى الوطنية التي حذرت من هذا المسار الضار بشعبنا وقضيتنا، كل ذلك بهدف القضاء على المقاومة ودفع شعبنا الفلسطيني للتسليم بالأمر الواقع، دون أي إلزام للاحتلال بوقف عدوانه على المسجد الأقصى المبارك، وعلى عموم شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ووقف جرائمه وجرائم عصابات المستوطنين الذين زادوا من عدوانهم على القرى والمساجد، بغطاء حكومي رسمي من حكومة الاحتلال الفاشية.

وعلى الرغم من كل جهودها الأمنية التي تبذلها السلطة تصاعدت عزلتها وسط انعدام أي فرصة لأي عملية سياسية تفضي لشيء، ومعها تضاعفت الاعتداءات والاجتياحات لمدن الضفة الغربية المحتلة وارتفع عدد الشهداء والجرحى والأسرى فيها، كما شهدت الضفة ارتفاع لعدد الحواجز التي تفصل المدن والقرى والمخيمات عن بعضها إلى أعداد غير مسبوقة، وصلت حد الألف حاجز تم رصدها شهرياً وفق بيانات “الأمم المتحدة”، التي عبر أمينها العام “أنطونيو غوتيريش” عن عجز المنظمة الدولية عن حماية الشعب الفلسطيني، رغم ما ثبت لديهم من وجود اعتداءات ممنهجة على شعبنا الفلسطيني.

وعلى الرغم من ذلك ازدادت حملات أجهزة السلطة الأمنية المتمثلة بالاعتقال على الخلفية السياسية والملاحقة الأمنية بشكل أشرس من السابق، فإلى يومنا هذا يقبع في أقبية السجون الفلسطينية في الضفة الغربية العشرات من النشطاء والطلاب على رأسهم رئيس مجلس طلاب جامعة النجاح الوطنية عبد المجد حسن في تعدي صارخ على حقه بالحرية وتهديد لمستقبله الجامعي، إضافة لمجموعة من خيرة المقاومين المطاردين على رأسهم المطارد مصعب اشتية أحد مؤسسي عرين الأسود، والمطارد مراد ملايشة مسؤول كتيبة جبع ومساعده محمد براهمة القادة في سرايا القدس، الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عند توجههم لمساندة إخوانهم المقاومين، في ظل معركة بأس جنين قبل أيام قليلة، وهم يهددون بالإضراب عن الماء والطعام لمصادرة حقهم الطبيعي في مقاومة الاحتلال والدفاع عن شعبهم.

إن استمرار السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في هذا السلوك المرفوض وطنياً ومجتمعياً، يتنافى مع المزاج الشعبي العام الذي يرى في تصعيد الحالة الثورية وتوسيع دائرة الاشتباك الحل الأمثل للرد على الاحتلال، ولجم عدوانه المتصاعد على المسجد الأقصى المبارك وعلى عموم شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة والداخل وغزة.

لذلك فأي دعوات لعقد المزيد من الاجتماعات واللقاءات الفصائلية يجب أن يسبقها قرارات فورية بلجم قوى الأمن ورفع يدها عن الأحرار والمقاومين، وأن يتوفر بين يديها البيئة المناسبة وعلى رأسها ضمان الحريات وتجريم الاعتقال السياسي والتعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، والإعلان عن رؤية وطنية متفق عليها لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ووضع مواعيد زمنية لإجراء الانتخابات المعطلة بقرار رئاسي؛ ما دون ذلك هي اجتماعات كرنفالية عبثية لا سقف مأمول لنجاحها، بل هي تشكل طوق نجاة لقيادة السلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة شرعية غير مسبوقة، ومحاولة مكشوفة للالتفاف على الخيار الشعبي الذي يتبنى تصعيد المقاومة، في ظل ازدياد التجاوزات التي ترتكبها بحق القضية الفلسطينية في هذا الوقت التاريخي والحساس، وما تجرمه بحق شعبنا الفلسطيني المقاوم عبر رفضها إجراء الانتخابات وتعمد تعطيل هذا الاستحقاق الذي يعول عليه لإفراز قيادة وطنية جديدة.

يتمنى شعبنا الفلسطيني أن تتوحد الصفوف وتلتئم الجهود الوطنية الفلسطينية، لنتوحد جميعاً في خندق المقاومة الشاملة لمواجهة عدوان الاحتلال وحكومته الفاشية على مقدساتنا وأرضنا وشعبنا، وفق استراتيجية وطنية نضالية تعيد الاعتبار لهذه القضية العادلة وتلتحم القيادة المنتخبة مع شعبنا الفلسطيني الثائر في كل ساحات الوطن وفي الشتات.

أقرأ أيضًا: الإبحار نحو هربيا.. بقلم الكاتب عزات جمال

الإبحار نحو هربيا.. بقلم الكاتب عزات جمال

أقلام – مصدر الإخبارية

الإبحار نحو هربيا.. بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بعدما صدر القرار للقوة البحرية القسامية بتنفيذ اغارتها البحرية على أحد المواقع العسكرية لجيش الاحتلال، والمقام على أراضي قرية هربيا المحتلة التي تحد قطاع غزة من الجهة الشمالية الغربية، قاد الشهيد القسامي بشار أحمد مجموعته المختارة من الغواصيين وهم الشهداء حسن الهندي وخالد الحلو ومحمد أبو دية، حيث أنهم خضعوا لتدريبات الكوماندوز البحري وتأهلوا لتنفيذ عمليات نوعية انطلاقاً من البحر، وبذلك أضافت المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام بعداً جديداً وميداناً مهماً للعمليات العسكرية التي تستهدف فيها المقاومة جيش العدو وترد فيها على العدوان على شعبنا.

لقد استطاع الغواصون السباحة لعدة كيلومترات والوصول إلى شاطئ قرية هربيا والتوجه نحو موقع “زيكيم العسكري” البحري الذي يتواجد في منطقة تحتوى على عدد من المواقع والمقار العسكرية التي تتبع جيش العدو المحتل وتخضع لحراسة مشددة جدا، وقد نجح رجال الكوماندوز في الوصول للموقع ومن ثم توجهوا نحو استهداف عدد من الأهداف داخل قلب الموقع المحصن، حيث تفاجئ بهم العدو داخل الموقع لحظة فتحهم للنار وقد سجلت الكاميرات اشتباكاتهم و استقدام العدو لدبابة محصنة للتعامل معهم بعدما فشل الجنود بذلك، وقد استطاع المقاومون المناورة في الموقع وتحقيق إصابات محققة في الجنود قبل استشهادهم بعدما أبلوا بلاءً حسنا.

إلا أن الرواية الأولوية للعدو كانت بأنه اكتشف الوحدة القسامية وقد تعامل مع أفرادها فور وصولهم الشاطئ وخروجهم من الماء، إلا أن المقاومة وبقدراتها التكنولوجية وفي صفعة جديدة للعدو استطاعت إثبات وصول قوة الكوماندوز إلى قلب الموقع البحري العسكري المحصن وبأن أفرادها اشتبكوا مع الجنود مكذبةً رواية العدو بالدليل القاطع، وقد أظهرت الصور استقدام العدو إحدى دباباته المحصنة بهدف التصدي للقوة المقتحمة والتعامل معها داخل الموقع، وكان لافتاً تدريب المقاومين على آلية استهداف الآليات بالعبوات المحمولة وقد وقف كبار المحللين والخبراء الأمنيين والعسكريين اجلالاً وفخراً لقدرات الكوماندوز القسامي الفلسطيني عندما شاهدوا الاحترافية العسكرية.

لقد أثبتت “عملية زيكيم” قدرة المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام على تدريب وتأهيل قوات مختارة من الكوماندوز القادرين على تجاوز كل منظومات الكشف والاعتراض والوصول لقلب الأهداف والمواقع العسكرية القابعة في أراضينا المحتلة، ومفاجأة القوات المعادية وتحقيق اصابات قاتلة فيها في فترة الاستنفار الأمني غير المسبوق خلال العدوان على غزة وهذا إنجاز إضافي سُجّل للمقاومة، كما حصل في أكثر من مكان في معركة العصف المأكول في العام 2014م.

إن قدرة القسام وشعبنا على تطوير وسائل العمل المقاوم واستحداث الأساليب الجديدة ليؤكد على أن المقاومة هي جدوى مستمرة لا يمكن أن تتوقف أو تتراجع وبأن شعبنا جاد في سعيه لتحرير أرضه وهزيمة المشروع الصهيوني الذي تأسس على طرد الشعب الفلسطيني من أراضيه.

إن هذه البطولة والتضحيات الجسام والإبداع في التدريب والتخطيط والاستعداد للتضحية والفداء لهي إرث تاريخي مهم يجب أن يصونه شعبنا ويعتز به وبالأبطال الكرام الذين صنعوه، فالأمم والشعوب تحيا بتضحيات هؤلاء الصفوة من الأبطال والأفذاذ الذين انتصروا لدينهم ووطنهم وأمتهم، فسلامٌ لهم مع كل موجة تصل سواحلنا المحتلة لتذكرنا دوماً بحتمية الانتصار.

أقرأ أيضًا: الكاتب عزات جمال لمصدر: عملية تل أبيب أكدت على وحدة الساحات

انتصر الكف المقاتل على المخرز في جنين

أقلام – مصدر الإخبارية

انتصر الكف المقاتل على المخرز في جنين، بقلم عزات جمال الباحث في مركز فلسطين للدراسات الاستراتيجية، وفيما يلي نص المقال كاملًا:

فصل جديد من فصول الصمود والتحدي والانتصار تكتبه جنين وشعبنا الثائر المجاهد بمداد من نور، ومرحلة مهمة من مراحل تطور الأداء المقاوم ليس في جنين لوحدها بل في عموم الضفة الغربية المحتلة سيكون لها الأثر الكبير في مزيد من استنهاض الأحرار والثوار لينخرطوا ضمن صفوف الثورة المتصاعدة والمقاومة الفلسطينية الواعدة، التي تشق طريقها بثبات وتقدم منذ معركة سيف القدس الخالدة، وباتت أمل شعبنا في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن مدننا وقرانا في وجه عدوان الاحتلال المتصاعد الذي يستهدف وجودنا.

إن انتصار هذه الفئة القليلة المؤمنة من المقاومين في جنين على العدو الصهيوني المحتل، بل وافشالها لهذا العدوان البربري الذي كان يستهدف استئصال شأفة المقاومة وإخماد جدوتها المتقدة وانتزاع رغبة القتال من صدور شعبنا وأبطالنا، لهي ترجمة فعلية وحقيقية لما يمكن أن يحدثه الإيمان الراسخ والإرادة الصلبة والإعداد الجيد من قلب للموازين وكسر لإرادة الاحتلال وجيشه المعتدي، وتحقيق نصر يفتخر به شعبنا وأمتنا.

يحق لشعبنا الفلسطيني أن يفتخر بجنين وبتجربة أبطالها الرائدة التي خاضها المقاومون الموحدون من كل القوى والفصائل، التي أظهروا عبرها لكل العالم بأس جنين وبأس الشعب الفلسطيني الحر الأبي، الذي يرفض أن يفرط بقدسه ومسجده الأقصى وحقوقه الثابتة، وكيف هزموا وحدات النخبة الصهيونية في شوارع وحارات المدينة الثائرة وعلى تخوم المخيم الصامد العنيد، عندما أوقعوا القوات الغازية المعتدية في مجموعة من الكمائن المحكمة التي أسفرت عن مقتل وجرح الجنود الصهاينة وأجبرتهم على التراجع صاغرين، إضافة لقدرة المقاومة الفلسطينية في ظل الإجراءات الأمنية المعقدة من استهداف المستوطنين الغزاة في شوارع عاصمة الكيان “تل أبيب” من خلال الشهيد المشتبك عبد الوهاب خلايلة الذي انطلق من مدينة الخليل جنوب الضفة، حيث تزامن تنفيذ هذه العملية البطولية مع انعقاد المجلس الأمني المصغر لكيان الاحتلال فكانت مفاجأة صادمة للكيان من حيث الزمان والمكان وأثبتت مجدداً مصداقية المقاومة الفلسطينية وجرأتها.

إن هذا النصر المهم لم يكن ليتحقق دون تضحيات فقد ارتقت كوكبة مباركة مكونة من اثني عشر شهيد من خيرة أبناء جنين رحمهم الله وصبر أهلهم وذويهم، وأصيب العشرات من المدنيين وهدمت البيوت الآمنة وخربت الشوارع والمرافق، كل ذلك تعمدت آلة حرب الاحتلال فعله في محاولة منها لكسر روح الثورة ولإحداث شرخ ما بين المقاومين وحاضنتهم الشعبية في جنين، في محاولة بائسة لتشكيل المزيد من الضغط على المقاومة، إلا أن ذلك لم يزد شعبنا وأهلنا إلا التحام مع المقاومة وأبطالها، وقد ظهر ذلك في محاولة توفير شعبنا لكل ما يمكن أن يعزز صمودهم ويثبتهم في مواجهة العدوان الهمجي.

إن لهذا الانتصار المهم استحقاقات تفرضها المرحلة الحالية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني المقاوم، وهي تزيد من العبء والمسؤولية الملقاة على كل من قيادة المقاومة الفلسطينية وعلى عموم شعبنا الفلسطيني على حد سواء ، فأما المقاومة الفلسطينية فهي مطالبة بإدامة تطوير الأداء واستحداث المزيد من الوسائل القادرة على لجم العدو المعتدي وتدفيعه ثمن إجرامه، ومواصلة مراكمة القوة في كل ساحات الوطن ورفع مستوى التنسيق مع الجبهات المحيطة في فلسطين خاصة في دول الطوق، ليتحقق المزيد من التقدم في هذا المسار الاستراتيجي الذي يلتف شعبنا الفلسطيني حوله اليوم بكل قوته، كما أن هناك عبئ متزايد على شعبنا الفلسطيني المقاوم في عموم ساحات الوطن وخاصة في الضفة الغربية المحتلة والقدس والداخل بأن يكون متأهب وجاهز لاحتضان وإسناد المقاومة ومقاتليها بكل ما يستطيع من وسائل وبأن ينخرط إلى جانبهم للدفاع عن نفسه وعن مقدساته وأرضه، فهذه أمانة فردية ودين لفلسطين في عنق كل واحد منا، خاصة أذكر بهذا اخوتنا أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذي يسعى الاحتلال لاستخدامهم في مواجهة شعبهم وأهلهم من المقاومين ويزج بهم لحماية أمن المستوطنين الذين يحرقون مساجدنا وقرآننا ومدننا وقرانا بكل وحشية، ويهددون بكل صلف بأن يعيدوا تنفيذ مجاز دموية بحق شعبنا، كالتي نفذوها إبان النكبة واحتلال فلسطين أمثال دير ياسين، إن التاريخ كما يسجل في صفحاته بمداد من نور البطولات والتضحيات، ويرفع قدر من قدموها في معركة الحرية، فهو يسجل غدر الغادرين وتآمر المتآمرين على شعبهم وأهلهم وأمتهم، فكونوا في صف الثورة والمقاومة حيث شعبكم وأهلكم، وذروا العبيد تجار التعاون الأمني مع عدونا المحتل.

كما لا ننسى واجب الأمة كل الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، فواجبهم لا يقل عن واجب الشعب الفلسطيني المقاوم، فهم مطالبون بدعم شعبنا وإسناده في معركته التي يخوضها للدفاع عن مقدساته الإسلامية والمسيحية، ولتعلموا بأن هذا الانتصار المبارك في جنين ما كان له أن يكون دون دعم وإسناد من كل حر في فلسطين وخارجها قاتل وعاند ليثبت هذه الفئة الطيبة المباركة ويدعم صمودها على أرضها، وهذا واجبكم الذي ستحاسبون عليه أمام الله ثم التاريخ؛ ماذا قدمتم لدعم الشعب الفلسطيني المقاوم عندما كان يواجه هذا الكيان الصهيوني المدعوم بسخاء من كل قوى الشر في هذا العالم.

أقرأ أيضًا: الكاتب عزات جمال لمصدر: عملية تل أبيب أكدت على وحدة الساحات

الكاتب عزات جمال لمصدر: عملية تل أبيب أكدت على وحدة الساحات

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أكد الباحث في معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية عزات جمال، على أن عملية تل أبيب جاءت تأكيدًا على خيار المقاومة الذي انتهجه شعبنا للرد على جرائم الاحتلال.

وقال الكاتب عزات جمال: إن “حركة حماس تتقدم الصفوف والفعل الثوري عبر مقاتليها وكوادرها ومسلحيها وما شاهده الجميع خلال الأيام الماضية من صنَيعهم بجوار مقاتلي سرايا القدس وشهداء الأقصى ومن أبناء الأجهزة الأمنية الأحرار ليُؤكد على صوابية خَيار المقاومة”.

وأكد الكاتب عزات جمال على أن “المقاومة أصبحت الخَيار الأمثل والأنجع للرد على جرائم الاحتلال، وهو ما ترجمه الشهيد عبد الوهاب خلايلة منذ عملية تل أبيب ثأرًا لشهداء مدينة جنين ومخيمها الصامد”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “شعبنا يعتز بالفِطرة بكل مُقاوم مشتبك مع الاحتلال، ويُشكّل له حاضنة قوية، تُسهم في تعزيز صموده ونضاله المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي”.

ولفت إلى وجود “التفاف حقيقي حول خَيار المقاومة والإشادة ببطولات المقاومين الذين انتهجوا خَيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال، بعيدًا عن مهاترات المفاوضات مع الاحتلال والتنازلات التي أضرت بشعبنا الفلسطيني طوال عقود من الزمان”.

وأردف: “عملية تل أبيب كانت باكورة الرد الفلسطيني المقاوم في العاصمة المزعومة لدولة الاحتلال، والرد سيتواصل وسيتعاظم خاصة في أعقاب خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضفة المحتلة صالح العاروري”.

وأشار إلى أن “العملية كانت تجسيدًا حقيقيًا لوحدة الساحات بين مدن الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة الذي انتفض شبابه وأهله للحدود الشرقية رفضًا للعدوان على جنين، وكانت عيون مقاومته ترصد الأحداث عن كثب على مدار الساعة”.

وأكد على ضرورة “عدم استصغار أي فعل مقاوم في ظل تصاعد انتهاكات واعتداءات وجرائم الاحتلال في المدن الفلسطينية ومخيماتها الصامدة”.

ودعا إلى ضرورة “مقاومة الاحتلال بالصورة والكلمة والرصاصة، فالجميع يُقاوم الاحتلال بطريقته الخاصة، مما يُعزّز سُبل الرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا ومقدساته”.

وأشاد بالشباب الفلسطيني الذي أبدع في نقل صور النصر التي رآها العالم والتي تحدثت وكشفت عن بطولات حقيقية لمقاومين بأسلحة (بسيطة) أوجعوا الاحتلال وعمّقوا جرحه عند تفكيره في اقتحام جنين وغيرها من المدن.

ونوه إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في إذكاء الحالة الثورية وتصاعدها عبر التخاطب المباشر بين أبناء الوطن الواحد، مما عزّز الفعل المقاوم وصاعده في وجه الاحتلال بجميع الميادين والساحات.

وبيّن أهمية النُصرة الرقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال مخاطبة العالم لتعريفه بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق مقاومة الاحتلال والتأكيد على شرعية الكفاح المسلح ضده انتهاءً بزواله عن أرض فلسطين.

أقرأ أيضًا: أسفرت عن 10 مصابين.. عملية دهس وإطلاق نار في تل أبيب

نحو إسناد حقيقي لجنين في وجه العدوان.. بقلم عزات جمال

أقلام – مصدر الإخبارية

نحو إسناد حقيقي لجنين في وجه العدوان.. بقلم الكاتب الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

العدوان الحالي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها وما سبقه من أحداث سواء ميدانية أو لقاءات وقمم أمنية، يأتي في سياق السعي المتواصل لحكومة الكيان الفاشية للقضاء على المقاومة الفلسطينية بمشاركة السلطة ومباركة إقليمية ودولية.

كما أن تعمد استهداف مدينة جنين ومخيمها عسكرياً في ظل التحريض الإعلامي الكثيف يهدف لمحاولة قتل النموذج الذي تمثله جنين خشية انتقال هذا النموذج لكل مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، إضافة لمحاولة ترميم معنويات الجنود والجمهور الصهيوني على حد سواء، بعد ما تزعزعت صورة جيشهم بفعل بأس جنين ومقاومتها بعد ما حققته من إنجازات ميدانية في المواجهة السابقة

إن العدو المحتل يحاول جني أكبر المكاسب في أسرع وقت ممكن، لذلك شاهدناه يزيد من الاعتماد على الضربات الجوية المركزة، لخشيته على حياة جنوده الذين يحاول تجنيبهم ما استطاع القتال المباشر في أزقة جنين.

إن إطالة أمد المعركة لأكثر وقت ممكن والعمل على توسيع رقعتها لتشمل كل الساحات الفلسطينية، وخاصة التي على تماس مباشر مع الجنود والمستوطنين مثل الضفة والقدس والداخل، والعمل الجاد على نقل حالة الاشتباك الثوري لكل شارع وحاجز، ليشكل أسوء السيناريوهات لحكومة الاحتلال الفاشية وجيشها المعتدي، ويشكل حالة إسناد حقيقية لجنين وللعمل المقاوم في عموم الضفة الغربية المحتلة، التي تتعرض لعدوان مستمر ومتواصل يستهدف الإنسان والأرض والشجر والحجر بلا توقف.

يسعى العدو المحتل جاهداً في خضم تنفيذ استراتيجيته العدوانية ابتداءً من محاولة عزل الآلاف من منتسبي أجهزة الأمن الفلسطينية لكي لا يكون لهم دور في التصدي للعدوان المتواصل على شعبهم وأهلهم، ثم العمل على زجهم كقوات رديفة مساندة تشاركه العمل على مواجهة المقاومة الفلسطينية في الأماكن التي لا يريد الدخول إليها، ليتجنب بذلك سيناريو اجتياح الضفة في العام 2002 م والاكتفاء بعمليات مركزة ومحصورة زمانا ومكانا.

وهذا ما يجب العمل بكل جد واجتهاد على افشاله فالذين يستشهدون في هذه الأثناء ويجرحون وتهدم بيوتهم في جنين هم أهلنا جميعاً وشعبنا من كل قواه وفصائله المقاومة، فمن الجريمة الأخلاقية والدينية والوطنية أن يتخلف أي فلسطيني حر عن المشاركة في هذه المعركة المقدسة، عوضاً عن استمرار ملاحقة المطاردين والزج بهم في سجون أجهزة الأمن الفلسطينية خدمة للاحتلال وحماية لمستوطنيه المعتدين

كما أن غزة على وجه الخصوص بما تمثله من حضور وتأثير يجب أن تكون منخرطة في دعم جنين بالأشكال المؤثرة المختلفة، إضافة لضرورة أخد باقي شعبنا الفلسطيني في دول الطوق والشتات لزمام المبادرة والسعي لتشكيل حالة دعم وإسناد لجنين تجبر شعوب الأمة وأحرار العالم على التحرك لنصرتها، نصر الله مقاومتنا وشعبنا الحر المقاوم.

أقرأ أيضًا: رسائل جنين

Exit mobile version