تصعيد كبير في الأقصى

محللون: بوادر تصعيد كبير في المنطقة مع تصاعد الاعتداءات على الأقصى

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أجمع محللون سياسيون وخبراء في الشأن الإسرائيلي على أن بوادر تصعيد كبير في المنطقة تلوح بالأفق في ظل ارتفاع وتيرة اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين للمسجد الأقصى، ونيتهم ذبح قرابين في باحاته تزامناً مع الأعياد اليهودية.

وقال هؤلاء في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية إن “إسرائيل وضعت فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده أمام خيار اللاعودة، مع توجهها لكسر جميع الخطوط الحمراء المتعلقة بالوضع التاريخي القائم في الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني بشكل كامل”.

وأضح المحلل السياسي نعيم بارود أن “إسرائيل تقوم بخطوات متسارعة وقفزات إلى الأمام فيما يتعلق بتغير الجغرافيا والديمغرافيا في مدينة القدس، وخاصة في المسجد الأقصى”.

وأضاف بارود أن “إسرائيل نجحت خلال الفترة الأخيرة بفرض سيطرتها على قرابة 85% من الأرض في مدينة القدس بهدوء وبطء، وصولاً إلى التحكم بحركة الإنسان الفلسطيني ووصوله ودخوله وخروجه من الأقصى وإقامته وسكنه، وحيازته للهوية، ما يجلها تتجه سريعاً للحسم الكامل للأوضاع”.

وأشار بارود إلى أنه “لم يتبقى أمام إسرائيل سوى حسم مسألة المسجد القبلي وقبة الصخرة في الأقصى، وفرض واقع جديد عبارة عن أن المكانين مبنيين تحت السيادة الإسرائيلية ولا يحق لأحد أن يدخل أو يخرج أو يصلي أو يؤذن إلا بموافقتها”.

وبين بارود أن “إسرائيل ترى بأن فرض السيطرة على المسجد القبلي وقبة الصخرة يتطلب إدخال المستوطنين للقرابين وذبحها بداخلهما، وأنها خاضعة لها وتفعل ما تشاء، ويجب القبول بالواقع الجديد”.

وأكد على أن “ذبح القرابين داخل ساحات الأقصى سيكون بمثابة رفع فتيل القنبلة نحو الانفجار”. منوهاً إلى أن “ما يحدث في الأقصى علامات انفجار قريبة جداً، ليس في غزة وحدها، بل في كافة الساحات ويتوقع بقوة أن تمتد للإقليم والبلدان الإسلامية”.

وشدد على أن “إطلاق الصواريخ الأخيرة من قطاع غزة رسالة مباشرة بأن المقاومة في القطاع لن تبقى صامتة، وهناك إجماع سياسي وعسكري على الأمر”.

ورجح بارود أن “أي معركة مقبلة ستكون كبرى، ولن تكون صغيرة، وفي أسوأ الاحتمالات سيحدث تصعيد شديد وشرس من حيث القوة النارية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل”.

من جهته، أكد الخبير في الشأن الإسرائيل باسم أبو عطايا أن “إطلاق رشقات صاروخية من غزة ليلة الثلاثاء الرابع من نيسان (أبريل) الجاري، لم يتوقعه أحد، وثبت المعادلات المرسخة سابقاً من فصائل المقاومة بشأن الأوضاع في المسجد الأقصى”.

وقال أبو عطايا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “إسرائيل والمقاومة تحاولان حالياً تجنب المواجهة العسكرية الشاملة”.

وأضاف أبو عطايا أن “ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة والمستوطنين في الأقصى لا يمكن السكون عنه من قبل الجانب الفلسطيني كونه يهدف لتغير الأوضاع بشكل جذري بداخله”.

وأشار أبو عطايا إلى أن ” بنيامين نتنياهو يتعرض حالياً لضغوط شديدة من المتطرفين في حكومته إيتمار بن غفيروبتسلإيل سموتريش لتسريع حسم الصراع المتعلق بالأقصى والخروج من الأزمة الداخلية في إسرائيل حتى لوكان على حساب تصعيد كبير في المنطقة”.

ولفت إلى أن “رد المقاومة برشقات عديدة ليلة الثلاثاء رسالة واضحة بأنها ذاهبة ومستعدة لمواجهة مفتوحة إذا رغبت إسرائيل باستمرار اعتداءاتها على الأقصى وذبح القرابين”.

وشدد على أن “المقاومة رسالتها واضحة بأن ذبح القرابين سيساوي مواجهة شاملة ستمتد إلى داخل وخارج أراضي فلسطين المحتلة”.

وكانت جماعات الهيكل المتطرفة دعت في وقت سابق إلى ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك تزامناً الأعياد اليهودية “خاصة عيد الفصح”.

وبدأ اليهود المتطرفون اليوم الأربعاء 5 نيسان أبريل 2023 الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، ويستمر لمدة سبعة أيام.

ويحتفل اليهود بعيد الفصح بمناسبة خروج بنو إسرائيل من أرض مصر، في طقوس تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك والطابع الإسلامي لمدينة القدس.

وفي اليوم الأول من “الفصح اليهودي” يقتحم اليهود والمستوطنون المتطرفون باحات المسجد الأقصى المبارك لذبح “القرابين” تقديساً للمناسبة وفقاً لتعاليم مستوحاة من كتب “التوراة” المزورة، ويلطخون الدماء عند قبة السلسلة وهي أحد قباب الحرم القدسي الشريف شيدها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان شرق قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى المبارك، ويبدأو بعدها بأكل خبز الفطير وأداء صلوات “تلمودية” ثلاثة مرات في اليوم تبدأ بالأدعية والأناشيد اليهودية وقراءة التوراة، والمناداة لإقامة صلاة عامة بمشاركة الجميع.

وفي “عيد الفصح” يمتنع اليهود عن تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الخمير، ويعتبرونه تذكاراً لتحررهم من “الاستعباد الفرعوني” في أرض مصر لأكثر من مئتي عام.

ويعتبر 2023 العام السادس الذي يحي فيه اليهود “عيد الفصح”، وكان أول مرة في 2017 بحارة المغاربة، وفي 2018 قرب سور الأقصى الجنوبي، وفي 2019 بالبلدة القديمة، و2021 قرب حائط البراق، وفي 2023 قرب باب السلسلة. (2020 لم يشهد احتفالات وذبح قرابين بسبب جائحة كورونا).

اقرأ أيضاً: مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى

Exit mobile version