الأراضي الفلسطينية

معهد: عباس فقد السيطرة على الأراضي الفلسطينية والفوضى أفضل لإسرائيل

القدس المحتلة-ترجمة مصدر الإخبارية:

قال معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو تواجه تحديات متزايدة مع ارتفاع المخاوف من انهيار السلطة وتدهور الوضع الأمني، وفقدان الرئيس محمود عباس السيطرة على الأراضي الفلسطينية.

وأضاف المعهد في تقرير نشره بعنوان “الفوضى في المناطق قد تكون أفضل السيناريوهات“، أن الرئيس عباس غير قادر على السيطرة بشكل فعال على مناطق السلطة الفلسطينية، والحفاظ على القانون والنظام.

وأوضح أن “عباس فقد غزة عندما سيطرت حماس على القطاع عام 2007، وفي الفترة الأخيرة شهدت أراضي السلطة ظهور “لبننة” عدد كبير من الجماعات المسلحة، بعضها يظهر ولاءً محدودًا لقطاع غزة، فيما يحاول آخرون، وخاصة الإسلاميين تقويض النظام الحالي بقيادة أبو مازن”.

وتابع المعهد أن” تدهور الوضع الاقتصادي، نتيجة سنوات من تراجع المساعدات الدولية والسياسات الاقتصادية الفاشلة، يجعل الحكومة الفلسطينية والقطاع المصرفي أقرب إلى حافة الإفلاس، ويزيد من تآكل سلطة وشرعية السلطة الفلسطينية”.

وأشار إلى أم “هناك تصور متزايد بين الفلسطينيين بأن النخبة الحاكمة فاسدة وديكتاتورية”.

واستطرد أن ” السلطة الفلسطينية قد تصبح “دولة فاشلة كدول عربية أخرى مثل العراق ولبنان وليبيا واليمن، التي فقدت حكوماتها احتكار استخدام القوة على أراضيها”.

وأردف أن “تفكك السلطة الفلسطينية إلى مناطق مختلفة، بقيادة حكام محليين تسيطر عليهم عصابات مسلحة، هو سيناريو محتمل، لاسيما في ظل صراع الخلافة المتوقع والعنيف بعد وفاة الرئيس عباس”.

ورأى المعهد أن” السيناريو الصراع على الخلافة يخيف مؤيدي نموذج حل الدولتين والذين يخشون الفوضى في المناطق”.

وأشار إلى أن” فرضية نموذج حل الدولتين كانت في السابق بمعنى أنه إذا أتيحت الفرصة للفلسطينيين، سيتمكنون من إقامة دولة ومنع الإرهاب ضد إسرائيل، على غرار مصر والأردن”.

وبين أن ” اسحق رابين كان يأمل في أن ينجح إنشاء كيان سياسي في السيطرة بطريقة فعالة، فيما حاول مهندسو عملية أوسلو إقناع الإسرائيليين بأن الفلسطينيين يمكنهم إنشاء كيان فلسطيني يكون له علاقات حسن جوار مع إسرائيل، لكن حصل العكس”.

وقال إن “الرئيس الراحل ياسر عرفات وخليفته أبو مازن لم يكونا مستعدين لمواجهة جماعات المعارضة المسلحة (حماس والجهاد الإسلامي) التي استمرت في ممارسة الإرهاب ضد إسرائيل”.

وتابع أنهم” امتنعوا عن الدخول في حرب أهلية لتأمين احتكار استخدام القوة، وهي الخاصية المطلوبة لدولة حديثة، ما أدى إلى ظهور كيانين فلسطينيين (غزة والضفة الغربية) واحتمال حدوث مزيد من التشرذم.”

وأكد أنه” علاوة على ذلك لا تبدي السلطة الفلسطينية أي ميل للتنازل عن أهدافها المعلنة والعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. ولا تزال تطالب بتقسيم القدس، ونقل العديد من اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل، والانسحاب إلى حدود عام 1967. وتواصل أنظمة التعليم والإعلام التابعة للسلطة الفلسطينية نشر العداء الشديد لليهود، متهمة إسرائيل بلا توقف بأنها مسؤولة عن كل المشاكل الفلسطينية”.

وشدد على أن “التعاون الأمني للسلطة مع إسرائيل يتعلق بشكل أساسي باعتقال النشطاء المسلحين المعارضين للنظام (معظمهم من الإسلاميين)، بينما تتغاضى السلطة الفلسطينية عن العديد من المحاولات لأعمال إرهابية ضد إسرائيل”.

ورأى أن “الخوف من الفوضى التي تميز الدول الفاشلة أمر مفهوم للغاية، ما يعطي دافعاً رئيسياً لمحاولات تقوية واستقرار السلطة الفلسطينية، ومع ذلك، ينبغي تذكر القيود المفروضة على المساعدات الخارجية بدون بنية تحتية سياسية داخلية، والتي يمكن أن تستفيد بشكل جيد من المساعدات الممتدة”.

وزاد أن “معظم دول العالم التي تحتاج إلى مساعدات خارجية لا تتمكن من السير على الطريق السريع اقتصاديًا، وعادة ما يكون التدخل الخارجي لتغيير النظام السياسي أو الحفاظ عليه غير ناجح، لا سيما في الشرق الأوسط”.

واكد أن “على إسرائيل أن تتذكر فشلها في لبنان، حيث تم الكشف عن قدرتها المحدودة على الهندوسية السياسية خارج حدودها، واخفاقات الولايات المتحدة في تجارب مماثلة في العراق وأفغانستان”.

وخلص المعهد “أن أبو مازن وعصابته جزء من المشكلة وليس الحل، ما يحتم على إسرائيل أن تفكر بجدية في دفع الجهود للحفاظ على سلطة السلطة الفلسطينية ومنعها من الانزلاق إلى الفوضى”.

وقال إن “الفوضى السياسية ليست السيناريو المفضل، فهي مشكلة أمنية لإسرائيل، لكنها تصبح أقل حدة إذا تنافست الميليشيات الفلسطينية على النفوذ مع بعضها البعض”.

وعبر عن اعتقاده بأن” صراع الخلافة بعد وفاة أبو مازن يمكن أن يصرف الانتباه عن الحرب المكروهة في إسرائيل ويمنع التنسيق في الصراع الذي طال أمده ضدها” مبيناً أن “الفوضى في المناطق قد تضفي الشرعية على إسرائيل لاتخاذ يد أكثر حرية في التعامل مع الإرهابيين”.

وجدد تأكيده أن “الفوضى قد تؤدي إلى نتائج إيجابية، فانهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي إلى إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية، التي كانت حتى الآن مصدرًا للعنف المستمر ضد إسرائيل وسببًا لعدم الاستقرار الإقليمي”.

وشدد على أن “انهيار السلطة وفشل الحركة الوطنية الفلسطينية في إقامة دولة قد يقلل من شهية الفلسطينيين لكيان مستقل، وسيكون تفككها انتكاسة كبيرة للعلاقات العامة للفلسطينيين وسيقلل من جاذبيتهم بين أنصارهم الأبرياء والصالحين في جميع أنحاء العالم وبين الإسرائيليين”.

ورأى أن “الاضطراب في المناطق حافزًا لتفكير جديد في القضية الفلسطينية من جانب الفلسطينيين وغيرهم، وقد تفتح الفوضى في المناطق فرصا جديدة لاستقرار الوضع، وإبراز قيادة أكثر واقعية وتصالحية”.

ولفت إلى أن “العنف الداخلي في الانتفاضة السابقة أدى إلى قبول صيغة مؤتمر مدريد لعام 1991، وهي علامة على تنامي الواقعية السياسية بين الفلسطينيين”.

وقال إنه “على الرغم من صعود قوة حماس، من المضلل تقديم هذه المنظمة على أنها البديل الوحيد لقيادة السلطة الفلسطينية، فحكم حماس في غزة ليس تجربة ناجحة، وإغراء الإسلام الراديكالي آخذ في التلاشي”.

وختم بأن “الفوضى، كدولة مؤقتة، ليست بالضرورة أسوأ سيناريو، فلا تحتاج إسرائيل إلى الارتعاش من احتمال سقوط السلطة الفلسطينية”.

اقرأ أيضاً: عباس: سنُواصل اتخاذ الخطوات الضرورية للرد على إجراءات الاحتلال

Exit mobile version