المشهد العراقي يدخل في نفق جديد ودعوات دولية لاحتواء الموقف واللجوء إلى الحوار

وكالات – مصدر الإخبارية 

تأزم المشهد العراقي مجدداً وأوشكت الأمور من الخروج عن السيطرة، عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي وإغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار، وما تلى ذلك من دعوات دولية وعربية لاحتواء الموقف واللجوء إلى الحوار السلمي.

واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة داخل المنطقة الخضراء، أسفرت عن سقوط عشرات القتلي والمصابين، وصل آخر إحصاء لها إلى 20 قتيلاً على الأقل.

وشهدت الأحداث في العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة، حيث أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.

وقالت وسائل إعلام عراقية إن صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها.

وصباح اليوم الثلاثاء، تواصلت الاشتباكات المسلحة، في مناطق مختلفة بالعاصمة العراقية بغداد، فيما دوت صافرات الإنذار المنطقة الخضراء التي استهدفت بقصف صاروخي. حيث سمع دوي عدة انفجارات داخل المنطقة الخضراء.

وقالت مصادر عراقية إن النيران أضرمت في مقر يتبع جماعة “عصائب أهل الحق” بمحافظة الديوانية جنوبي العراق، حيث استهدفت 6 مقرات للحزب بالأسلحة الرشاشة، كما تم حرق مقر يتبع لجماعة “بدر” جنوبي بغداد. فضلا عن إحراق مقر لحزب الدعوة في محافظة بابل.

خرق قرار حظر التجوال

وعلى الرغم من فرض الحكومة حظراً شاملاً على التجول في العاصمة بغداد، ومن ثم المحافظات كافة، فإن المئات من أنصار الصدر خرقوا الحظر، ودخلوا المنطقة الخضراء وسط بغداد، فضلا عن مناطق العاصمة الأخرى، وعدد من المحافظات التي تشهد احتجاجات واشتباكات حتى الآن.

ويتواصل سماع دوي الانفجارات وسقوط القذائف داخل المنطقة الخضراء، كما يسمع داخلها بين حين وآخر رشقات بالرصاص واشتباكات مسلحة، لم يعرف ما إذ أوقعت ضحايا جدداً، وقد أصيب اللواء أحمد الأسدي من الشرطة الاتحادية العراقية في تلك الاشتباكات.

بارازاني يدعو إلى احتواء الموقف وضبط النفس

دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، إلى ضبط النفس ومراعاة المصلحة العامة، وقال في بيان “نتابع وبكل قلق الأحداث والمستجدات الأخيرة في العراق”.

وأضاف “أتمنى أن يشعر الجميع بالمسؤولية، وأن يحتكموا إلى ضبط النفس، وألا يلجأوا إلى لغة السلاح والعنف في حسم ‏الصراعات والمشاكل”.

ودعا جميع الأطراف إلى “التفكير في الحلول التي تأتي بالخير للشعب العراقي، وتراعي المصلحة العامة للشعب والوطن”.

غوتيريش يعرب عن قلقه إزاء الأحداث في العراق

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأطراف العراقية إلى “ضبط النفس” و”اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع”. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن الأمين العام “يتابع بقلق التظاهرات التي شهدها العراق، والتي دخل خلالها المتظاهرون مباني حكومية”.

وأضاف أن الأمين العام “يدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحض كل الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وتجنّب العنف”.

ونقل البيان عن غوتيريش دعوته “كل الأطراف والجهات الفاعلة إلى تجاوز خلافاتهم والانخراط، من دون تأخير، في حوار سلمي وشامل”.

فرنسا تدعو لوقف الاشتباكات الدامية في العراق

أعربت فرنسا عن “بالغ قلقها” بعد سقوط 20 قتيلا على الأقلّ وعشرات الجرحى في احتجاجات بالمنطقة الخضراء ببغداد إثر إعلان الزعيم مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، مناشدة الجميع “التزام أقصى درجات ضبط النفس”.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الجارية في بغداد وفي العديد من المحافظات، والتي أوقعت العديد من الضحايا”.

وأضافت أنّ “فرنسا تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمّل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور”.

ودعت الخارجية الفرنسية “جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسّكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل دون عوائق”.

وشدد البيان الفرنسي على “ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبنّاء ويخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلّعاته إلى السلام والاستقرار والأمن”.

اقرأ/ي أيضاً: رفضًا لاعتصام أنصار التيار الصدري.. القضاء الأعلى في العراق يُعلق أعماله

Exit mobile version