عيد الفصح اليهودي

عيد الفصح اليهودي.. لماذا يُصّر اليهود والمستوطنون على إحيائه؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

يبدأ اليهود في أراضي فلسطين المحتلة الجمعة 15 نيسان (أبريل) 2022 الاحتفال بعيد “الفصح اليهودي” لمدة سبعة أيام، بمناسبة خروج بنو إسرائيل من أرض مصر، في طقوس تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك والطابع الإسلامي لمدينة القدس.

وفي اليوم الأول من “الفصح اليهودي” يقتحم اليهود والمستوطنون المتطرفون باحات المسجد الأقصى المبارك لذبح “القرابين” تقديساً للمناسبة وفقاً لتعاليم مستوحاة من كتب “التوراة” المزورة، ويلطخون الدماء عند قبة السلسلة وهي أحد قباب الحرم القدسي الشريف شيدها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان شرق قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى المبارك، ويبدأو بعدها بأكل خبز الفطير وأداء صلوات “تلمودية” ثلاثة مرات في اليوم تبدأ بالأدعية والأناشيد اليهودية وقراءة التوراة، والمناداة لإقامة صلاة عامة بمشاركة الجميع.

وفي “عيد الفصح” يمتنع اليهود عن تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الخمير، ويعتبرونه تذكاراً لتحررهم من “الاستعباد الفرعوني” في أرض مصر لأكثر من مئتي عام.

ويعتبر 2022 العام الخامس الذي يحي فيه اليهود “عيد الفصح”، وكان أول مرة في 2017 بحارة المغاربة، وفي 2018 قرب سور الأقصى الجنوبي، وفي 2019 بالبلدة القديمة، و2021 قرب حائط البراق. (2020 لم يشهد احتفالات وذبح قرابين بسبب جائحة كورونا).

الذبح في باب السلسلة و10 آلاف شيكل للمقتحم

وينوي اليهود والمتطرفون العام الجاري ذبح قرابين في منطقة باب السلسلة في المسجد الأقصى رغم تحذيرات فلسطينية واسعة من خطورة الأمر، وتفجير الأوضاع في كافة المناطق.

وقدم المتطرفون العام الجاري محفزات لليهود لحشد أكبر عدد ممكن للمشاركة بطقوس عيد الفصح، تمثلت بمنح كل مقتحم للأقصى 400 شيكل، و800 شيكل للمقتحم مع القربان (الخروف)، و10 آلاف شيكل لكل يهودي يذبح القربان داخل المسجد الأقصى المبارك.

وتشمل اقتحامات المتطرفين أيضاً، قبة راحيل في بيت لحم، وقبر النبي يوسف في نابلس والحرم الإبراهيمي في الخليل.

جماعة الهيكل تقود القرابين

ويقود ذبح القرابين في المسجد الأقصى جماعة أمناء جبل الهيكل، وهي حركة إسرائيلية متطرفة تهدف لإعادة تدشين معبد “هيكل سليمان” مكان المسجد الأقصى المبارك، وجعله مكاناً لأداء الطقوس اليهودية، وطرد الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة والنيل من صمودهم.

يقوم الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، إن خطورة الاحتفال بعيد الفصح اليهودي يتمثل بذبح القرابين في المكان الذي يعتقدون بأن فيه “الهيكل” المعبد اليهودي الأول في القدس الذي بناه الملك سليمان حسب معتقدات اليهود.

مقدمة لتدشين الهيكل

ويضيف النعامي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن اليهود يرون في ذبح القرابين واتمام الصلاة “التلمودية” في عيد الفصح بالمسجد الأقصى مقدمة لإعادة تدشين الهيكل المزعوم.

ويشير النعامي، إلى أن اليهود يسعون خلال “عيد الفصح” لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى بهدف التضييق على المسلمين خلال شهر رمضان وأدائهم للعبادات في مساعي لتغير الطابع الديني والإسلامي عن المسجد الأقصى وتهويده.

ويؤكد النعامي، أنه على مدار التاريخ تترافق الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى خلال شهر رمضان بتصاعد التوتر بين الفلسطينيين واليهود، مشدداً أن خطوة ذبح القرابين بالمسجد الأقصى من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم، وفي فلسطين بشكل خاص والاتجاه بالأوضاع نحو التصعيد.

ويشدد النعامي، على أن سماح حكومة الاحتلال لليهود والمستوطنين المتطرفين بذبح القرابين واقتحام الأقصى يعني فتح الباب بشكل واسع نحو تدهور الأوضاع وتصعيدها، ورفع القدسية الدينية والإسلامية عن المسجد الأقصى.

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حذرت من ذبح القرابين المزعومة في المسجد الأقصى، معتبرةً ذلك “لعب بالنار” وبداية أيام سوداء للاحتلال ومستوطنيه.

Exit mobile version