مركز العودة يقدّم وثيقة إلى الأمم المتحدة ضد الفصل العنصري

وكالات-مصدر الإخبارية

دعا مركز العودة  الفلسطيني في العاصمة البريطانية لندن المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه “إسرائيل”، من أجل ضمان وضع حد نهائي لنظام الفصل العنصري القاسي الذي تمارسه على الشعب الفلسطيني.

وقدّم مركز العودة الفلسطيني وثيقة مكتوبة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوثق فيها جملة من سياسات الفصل العنصري التي تطبقها السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

الوثيقة التي تحمل الرقم المرجعي A/HRC/49/NGO/219، وتم إدراجها في وثائق الأمم المتحدة وفقًا لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي 1996/31، جاءت بعنوان “الفصل العنصري في إسرائيل ضد الفلسطينيين: نظام هيمنة وحشي وجريمة ضد الإنسانية”.

وأشارت الوثيقة إلى تقارير منفصلة صدر مؤخرًا عن منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الدوليتين إضافة إلى منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، والتي خلصت بمجملها إلى أن “إسرائيل” ترتكب بشكل منهجي جريمة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني والذي يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان وللقانون العام الدولي.

وقال مركز العودة إنه يشعر بقلق عميق إزاء الإفلات من العقاب الذي تتمتع به “إسرائيل” على الرغم من التقارير التي لا حصر لها من منظمات حقوق الإنسان ذات السمعة العالمية التي تدين ممارسات الفصل العنصري.

وعقد مركز العودة الفلسطيني، ضمن الفعاليات الجانبية المسجلة في الدورة الحالية 49 لمجلس حقوق الإنسان ندوة الكترونية بعنوان “الفصل العنصري الإسرائيلي: جريمة ضد الإنسانية”، دعا خلالها متحدثون إلى ضغط دولي على إسرائيل للتوقف عن سياسات التطهير العرقي المتواصلة ضد الفلسطينيين منذ عام 1948.

وأدارت الندوة بتول السبيطي، طالبة جامعية وناشطة في مجال حقوق الإنسان مقيمة في المملكة المتحدة، وقدمت في افتتاحيتها ملخصا لمبادرة “العودة حقي وقراري”، وهي حملة دولية أطلقتها مركز العودة الفلسطيني مع شركاء فلسطينيين ودوليين لجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات التي تظهر التزام الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى وطنهم، وفق ما يكفله القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

واستعرضت سوزان باور الأكاديمية بالجامعة الوطنية في أيرلندا- جالواي، ورئيسة البحوث القانونية والدعوة في مؤسسة الحق -وهي منظمة لحقوق الإنسان مختصة في الشأن الفلسطيني، جوانب من سياسات الفصل العنصري التي تطبقها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وقالت باور إن “إسرائيل” تسعى للحفاظ على الهيمنة العرقية لليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين من خلال نظام يهدف إلى فصلهم عن بعضهم البعض وتقسيمهم إلى مجموعات منفصلة لمنع اتحادهم.

وينقسم هؤلاء، بحسب باور، إلى أربع مجموعات رئيسية: الفلسطينيون في أراضي الـ 48، والفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة، والفلسطينيون في القدس الشرقية، واللاجئون الفلسطينيون في الشتات.

وأضافت أن نظام التشرذم هذا يهدف إلى منع الفلسطينيين من التعبئة الجماعية لإنهاء المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي، وكذلك للحفاظ على الهيمنة اليهودية.

 

للمرة الأولى.. بتسيلم يصف “إسرائيل” بدولة فصل عنصري

فلسطين المحتلة-مصدر الاخبارية

أطلق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ” بتسيلم “، اليوم الثلاثاء، على “إسرائيل” وصف دولة فصل عنصري (أبارتهايد).

جاء ذلك خلال ورقة موقف أصدرها المركز الحقوقي بتسليم ، ذكر فيها أن النظام الإسرائيلي فرض الاستيلاء على الأراضي لأجل اليهود ودحر الفلسطينيّين إلى معازل ضيّقة ومكتظّة، لتحقيق وإدامة تفوق يهودي في المساحة الممتدة من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)، في إشارة إلى (أرض فلسطين التاريخية).

و وأوضحت بتلسيم أن النظام الإسرائيلي قسم  تلك الأراضي جغرفيًا  إلى أراضي الـ48 (داخل الخط الأخضر ) و الضفة الغربية و شرقي القدس و قطاع غزة، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، وقطاع غزة عام 1967، ومنذ ذلك الوقت، ترفض  إسرائيل مبدأ “حل الدولتين”، وتمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

و تخصّص إسرائيل للسكّان في كل من هذه الوحدات المعزولة رزمة من الحقوق المنقوصة مقارنة برزمة الحقوق الممنوحة للمواطنين اليهود، وهذا ما أكدت عليه” بتسليم” في ورقته بأن “النظام  الإسرائيلي  نظام فصل عنصري (أبارتهايد) لم ينشأ بين ليلة وضحاها وإنما تأسس واتضحت معالمه بمرور الزمن”.

وأوضحت الورقة أن النظام الإسرائيلي يعتمد على سياسة التحيز بطريقة ديمغرافية، سياسية، جغرافية، مغايرة لسكانه اليهود على أساسها يتمتعون فيه بالحقوق الكاملة وتقرير المصير.

ووفق إحصاءات ذكرتها الورقة فإن الفلسطينيّون المقيمون في المناطق التي صُنّفت في العام 1948 ضمن الأراضي السياديّة لإسرائيل (عرب إسرائيل) ويشكّلون 17% من مجمل المواطنين في هذه الأراضي، هُم مواطنون إسرائيليّون، ومن هنا هُم يتمتّعون بحقوق كثيرة متّصلة بهذه المكانة لكنّهم – كما سنفصّل لاحقاً – لا يتمتّعون بالحقوق نفسها التي يتمتّع بها المواطنون اليهود وهو تمييز قائم في القانون الإسرائيليّ كما في ممارسات السّلطات الإسرائيليّة.

وفي شرقيّ القدس التي تشمل نحو 70 ألف دونم ضمّتها إسرائيل إلى حدودها في العام 1967 خلافاً لأحكام القانون الدوليّ يقيم ما يقارب 350 ألف فلسطينيّ عرّفتهم إسرائيل “مقيمين دائمين”.

وبقية أراضي الضفة الغربيّة لم تضمّها إسرائيل رسميّاً ولكنّها مع ذلك تتصرّف فيها وكأنّما هي ضمن حدودها. يقيم في هذه الأراضي نحو 2.6 ملايين من الرّعايا الفلسطينيّين في عشرات الجيوب المعزولة عن بعضها البعض (فيما يلي: المعازل) تحت نظام حُكم عسكريّ صارم دون أيّة حقوق سياسيّة، في نحو 40% من هذه الأراضي نقلت إسرائيل الصّلاحيّات المدنيّة للسّلطة الفلسطينيّة – لكنّ هذه السّلطة تخضع لإسرائيل وحتى هذه الصّلاحيّات المحدودة لا تستطيع ممارستها إلّا بموافقة من إسرائيل.

وفي قطاع غزّة يقيم نحو 2 مليون فلسطينيّ وهؤلاء أيضاً مجرّدون من الحقوق السياسيّة. في العام 2005 سحبت إسرائيل قوّاتها من القطاع وأخلت جميع المستوطنات التي أقامتها ومن ثمّ تخلّت عن أيّة مسؤولية عن مصير سكان القطاع. في العام 2007 سيطرت حماس على القطاع وفرضت إسرائيل عليها الحصار، و لا تزال إسرائيل تتحكم من الخارج بسكان القطاع على نحوٍ يطال تقريباً كلّ تفاصيل حياتهم.

وقال ” بتسليم”  : “إن الفلسطينيون سكان المناطق المحتلة لا يزالون تحت نظام عسكري في الضفة الغربية وتحت الحصار وسيطرة إسرائيل الفعالة من الخارج في قطاع غزة”.

وذكر “بتسليم” أن إسرائيل تقييد حرّية حركة وتنقّل الفلسطينيّين فهي من تملك كامل صلاحيات البت في جميع نواحي الحياة هذه، وهي الجهة الوحيدة التي تقرر وتدير في كل مكان بين النهر والبحر وسجل السكان ونظام الأراضي وقدرة الأشخاص على التنقل والحركة والدخول أو المغادرة.

في المقابل أشار بتسيلم الى أن “جميع يهود العالم وأولادهم وأحفادهم – وكذلك أزواجهم وزوجاتهم يحق لهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، بينما لا يمكن لأي فلسطيني الهجرة إلى المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل حتى إذا كان هو نفسه أو جده أو جدته قد وُلدوا في هذه الأراضي أو أقاموا فيها”.

وتسعى ” إسرائيل” لتجريد الفلسطينيّين من حقّ المشاركة السياسيّة، و حيث حق للفلسطينيين مواطني إسرائيل المشاركة في انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) تصويتاً وترشيحاً ولكن هناك مساعٍ يقودها مسؤولون سياسيون لنزع الشرعية عن منتخبي الجمهور الفلسطينيين”.

وأكدت “بتسليم” على أن” النظام الإسرائيليّ نظام أبارتهايد رغم أنّه لم يصرّح علناً عن نفسه”، وأضاف أن مواصلة وصف إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية تحتل مؤقتاً ملايين الأشخاص في الطرف الآخر هو وصف لا يمت للواقع بصِلة”.

Exit mobile version