الإرهابيون يستعجلون زوالهم.. بقلم عصام شاور

أقلام – مصدر الإخبارية

الإرهابيون يستعجلون زوالهم، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

الصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني وعقائدي، وهذه حقيقة دامغة وليست وجهة نظر شخصية، وإن كان الدين والعقيدة الباطلة لدى الصهيونية العالمية مجرد ذريعة لاحتلال أرضنا وجلب اليهود إليها فإن الدين و العقيدة لدى المسلمين والفلسطينيين هي من تحرك الشعوب الإسلامية والعربية للدفاع عن فلسطين ومقدساتها.

اليهود احتلوا فلسطين تحت شعارات دينية وإن كانت مجرد أكاذيب، زعموا أن فلسطين أرض آبائهم وأجدادهم وأنها أرض الميعاد، ولذلك لا يجوز أن يخرج من بيننا وخاصة من قادة منظمة التحرير من يحذر من تحويل الصراع بيننا وبين اليهود إلى صراع ديني أو حرب دينية، وكأن ما يحدث منذ بداية احتلال فلسطين صراع سياسي أو جغرافي، تلك التحذيرات تحمل في طياتها الكثير من الغباء والجهل أو أن القصد منها حرف البوصلة وتشويه الحقيقة وتمييع القضية الفلسطينية.

اليهود احتلوا فلسطين تحت شعارات دينية وإن كانت مجرد أكاذيب، زعموا أن فلسطين أرض آبائهم وأجدادهم وأنها أرض الميعاد، ولذلك لا يجوز أن يخرج من بيننا وخاصة من قادة منظمة التحرير من يحذر من تحويل الصراع بيننا وبين اليهود إلى صراع ديني أو حرب دينية، وكأن ما يحدث منذ بداية احتلال فلسطين صراع سياسي أو جغرافي

أمس الجمعة توعدت منظمة جبل الهيكل بأنها تخطط هذا العام لكسر كل أرقام الاقتحامات السابقة في موسم ما يسمى عيد العرش، مؤكدة أنها ستوفر المواصلات المجانية من كل المناطق لتحقيق ذلك، كما ستوفر الضيافة للمقتحمين والتدريب المجاني على أداء الطقوس، ودعت جمهورها للتبرع لتحقيق أكبر عدد من الاقتحامات هذا العام.

هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية المتطرفة تعجل في كسر الكيان الاسرائيلي لانها تظهر حقيقة أطماع اليهود في فلسطين وتظهر عمق حقدهم على الفلسطينيين وعامة العرب والمسلمين، وما يشجعهم على الاستمرار في استباحة المقدسات هو الاستقبال الحافل الذي يحظى به قادتهم في بعض العواصم العربية التي تتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وكذلك بسبب عمليات التطبيع التي تسير على قدم وساق وتسكت عنها منظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهنا نسأل: كيف لمن يمثل الشعب ولديه القوة لصد الاعتداءات على القدس ولا يفعل، كيف له أن يبارك عملية تطبيع مقابل فتات أو وعود كاذبة، من يمثل الشعب عليه ان يحميه ولا يكتفي بالتحذير من تحول الصراع بيننا وبين المحتل الى صراع ديني وغيره من التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ختاما نذكر بقوله تعالى: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، لذلك نحن لا نخشى من مخططات الاحتلال التي يحاولون إخافتنا بها، لم نعد نؤمن بأن ما يحدث اليوم خططوا له منذ مئة عام، هذه السخافات عفى عليها الزمن، وقطعان المستوطنين التي تعيث فسادًا في القدس ستدخل إلى جحورها مع أول صفارة إنذار، الكيان يصارع الموت بتفتت صفه الداخلي وبوحدة المقاومة الفلسطينية والتي نشاهدها تفتح جبهة مع الاحتلال في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وكذلك على حدود قطاع غزة والتي أجبرت الاحتلال أن يعود إلى رشده والقادم أشد على الاحتلال ومن سانده ودعمه ممن يحسبون على العرب والمسلمين.

أقرأ أيضًا: مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام.. بقلم عصام شاور

جنين وتسريع العمل المقاوم

أقلام – مصدر الإخبارية

جنين وتسريع العمل المقاوم، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أن تُعطب عربة النمر المصفحة على أرض جنين وتُصاب الأباتشي في سمائها أمر لم يتوقع أحد حدوثه في هذه الأيام، كنا نتوقع أن تتطور المقاومة وتصل إلى ما وصلت إليه بعد مدة زمنية ما، لكنَّ المقاومة في جنين فاجأت الجميع، إذ تخطت كوابيس الاحتلال وتخطت أماني شعبنا بقدر كبير، وما قامت به المقاومة من تسريع عملها بهذه الشدة كان الرد الأقوى على حكومة نتنياهو وقرارها بتسريع الاستيطان، ويمكننا القول الآن إن المقاومة قلبت الطاولة على المحتل والمستوطنين ومن يدعمهم من دول التطبيع والانبطاح، الذين لم يفيقوا بعد من الصدمة التي لحقت بالجيش الذي يرعبهم ويحسبون له ألف حساب.

إعلان كتائب عز الدين القسام عن نجاحها في عملية الكمين المحكم في جنين وإعطاب آليات عسكرية إسرائيلية وإصابة طائرة الأباتشي له دلالات كثيرة ومنها أن فصائل المقاومة في فلسطين لم تبرم أي اتفاق تهدئة طويلة الأمد تخص غزة دون الضفة الغربية، ويعني أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تعزيز أجنحتها في الضفة الغربية تعزيزًا كبيرًا يكاد أن يشكل معادلة ردع في الضفة الغربية على غرار معادلة الردع التي فرضتها المقاومة في قطاع غزة، مع تأكيد أن المقاومة جسد واحد وقرار واحد في غزة والضفة الغربية، ولكن المسألة تتعلق بتوزيع الأدوار والأحمال، وهذا الهدف الذي كانت تسعى إليه كتائب عز الدين القسام منذ سنوات وهو بعث المقاومة من جديد في الضفة الغربية وقد تحقق.

إن استغراق العدو تسع ساعات للانسحاب من جنين وسحب آلياته المعطوبة دليل على وحدة المقاومة، إذ شاركت كل فصائل المقاومة بالتصدي للقوات الغازية وإرباكها وتكبيدها الخسائر المادية والبشرية التي لم يعلن الاحتلال عنها ولن يعلن.

بعدما شاهدنا ما حدث في جنين يمكننا القول بشطب كل ما تمخضت عنه لقاءات شرم الشيخ والعقبة، ونتوقع أن تكون هناك اجتماعات ذات مستوى أعلى وتدخل أمريكي أكبر تكون نتيجته المزيد من تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية، والعزف على وتر حل الدولتين، وعودة المفاوضات، قد يكون هناك لجم لحكومة نتنياهو فيما يتعلق بسُعار الاستيطان وتسريعه وتدنيس المقدسات، وقد يصل الأمر إلى التلويح بضرورة إجراء انتخابات فلسطينية شاملة لضمان هدوء الشارع الفلسطيني وعدم الوصول إلى نقطة اللاعودة باندلاع انتفاضة فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية.

أقرأ أيضًا: مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام.. بقلم عصام شاور

الأقصى لن يُهوّد والمحتل لن يبقى

أقلام – مصدر الإخبارية

الأقصى لن يُهوّد والمحتل لن يبقى، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بمناورات عسكرية واسعة النطاق جوًّا وبرًّا وبحرًا وفي مختلف المناطق تحاكي سيناريوهات متعددة منها المواجهة العسكرية على عدة جبهات مع غزة ولبنان وربما سوريا وإيران.

استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي للمواجهة الشاملة يشمل كل شيء ما عدا أهم أسباب الهزائم التي يتكبدها في كل معركة، إذ ينجح في تطوير مهارات الجنود الفردية من الناحية النظرية، وكذلك ينجح في تطوير الأسلحة والعتاد ولكنه يخرج في النهاية بجنود يخشون المواجهة ويصابون بالهستيريا إذا وطأت أقدامهم أو دباباتهم قطاع غزة، فالصراع على أرض فلسطين لا يُحسم بقوة السلاح فقط، وإنما بقوة العقيدة والإيمان بالقضية ولا يمكن لسارق الأرض أن يثبت أمام صاحبها مهما طال الزمن ومهما تباينت القوة لصالح السارق المغتصب، فالمناورات لن تضيف جديدًا ولن تغير معادلات الرعب والردع التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام.

الملفت أن هواجس إسرائيل بالفناء وكثرة تداول الحديث عن اقتراب نهايتها والرعب الذي يسكن كل إسرائيلي وكذلك مناورات الاستعداد للمواجهة الشاملة يأتي في أوج نجاح الاحتلال في اختراق أنظمة عربية ارتمت في أحضانه تطبيعًا وتنسيقًا في كل المجالات، وهذا يشير إلى أن مستقبل الكيان مرهون بأحرار الوطن العربي ومقاومة الشعوب وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية التي باتت تشكل كابوسًا حقيقيًا للمحتل الإسرائيلي، أما أنظمة التطبيع والخيانة فإن إسرائيل تعلم أنها مجرد أصفار لا تقدم ولا تؤخر إن حانت ساعة المواجهة، وتلك الأنظمة لن تكون قادرة أساسًا على الصمود والاستمرار في التحكم والتسلط على شعوب نفد صبرها أو هو على وشك.

قيل إن عضو كنيست إسرائيلي يدعى عميت هليفي أعد خطة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين الفلسطينيين والمستوطنين، على أن تكون المنطقة الوسطى والشمالية من المسجد الأقصى بما في ذلك قبة الصخرة تحت سيطرة المستوطنين.

لا أدري إن كان مثل هذا الخبر يدعو إلى الخوف أو إلى السخرية، ولكن بالتأكيد هو دليل على أن الكنيست يحوي الكثير من المجانين، ودليل على أن أعضاء الكنيست الأشد تطرفًا يسعون إلى استفزاز المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بما يعجل باندحار الاحتلال من القدس ومن المناطق المحتلة عام 1967 كمرحلة أولى، وأنا أعتقد أن إسرائيل كلها ستكون أمام تحديات جديدة في مواجهة الفلسطينيين ، سواء في غزة أو الضفة أو حتى في داخل المناطق المحتلة عام 48 الذين أعلنوا الإضراب العام وسلسلة من الفعاليات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بسبب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني عمومًا وبسبب تراخي الشرطة في لجم العصابات التي قتلت العشرات من الفلسطينيين من أبناء الداخل المحتل والتي كان آخرها مقتل خمسة فلسطينيين دون أي تدخل من الشرطة الإسرائيلية حتى هذه اللحظة على الأقل.

أقرأ أيضًا: مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام.. بقلم عصام شاور

طولكرم على خطى جنين ونابلس

أقلام – مصدر الإخبارية

طولكرم على خطى جنين ونابلس، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بعد مضي ساعات فقط على اقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس في محافظة طولكرم استهدفت المقاومة مستوطنًا إسرائيليًّا بإطلاق نار على باب مستوطنة حرميش شمال طولكرم فأردته قتيلاً، وهذه العملية تذكر الشعب الفلسطيني ببطولات الشهيد رائد الكرمي رحمه الله ابن مدينة طولكرم والذي لقب بصاحب الرد السريع.

يمكننا القول إن طولكرم انضمت إلى المناطق الساخنة في الضفة المحتلة بعملياتها القوية ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب جنين ونابلس، ما يجعل شمال ووسط الضفة الغربية منطقة ساخنة جدًا، أقول ذلك لأن عملية إطلاق النار ليست يتيمة، بل تأتي في سياق تصاعد كبير لعمليات المقاومة في طولكرم كمًّا ونوعًا، إذ واجهت قوات جيش الاحتلال في أثناء اقتحامها لمخيم نور شمس مقاومة شديدة وهناك حديث عن مقتل وإصابة جنود نتيجة كمائن تعرضوا لها وخاصة بالعبوات الناسفة شديدة الانفجار والتي تستخدم لأول مرة كما ذكرت المقاومة في طولكرم.

حوميش أُخليت بموجب قرار فك الارتباط من حكومة شارون عام 2005، والحكومة الحالية ألغت القرار وسمحت بعودة المستوطنين إليها وقد بدأ المستوطنون بالعودة منذ يومين، وحوميش لا تبعد كثيرًا عن مستوطنة حرميش التي استهدفت أيضًا من شمال طولكرم، وعودة المستوطنين إلى محافظة جنين وهي من أقل محافظات الضفة المحتلة من حيث عدد المستوطنات والمستوطنين سوف تؤدي بالضرورة إلى مزيد من التوتر والاستفزاز وبالتالي إلى المزيد من العمل المقاوم.

حكومة نتنياهو تعيث فسادًا في أراضي الضفة الغربية وتستبيح القدس والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وهذا يؤكد غباء تلك الحكومة وعدم إدراكها للمخاطر التي تترتب على أفعالها غير الإنسانية والتي قد تصل إلى جر المنطقة بأكملها إلى حرب ستكون دولة الاحتلال هي الخاسر الأكبر فيها.

على حكومة نتنياهو أن تدرك أن شعبنا الفلسطيني لن يستسلم للواقع الذي تحاول فرضه في الضفة والقدس، لن تستمر جرائم الاحتلال بل لن يستمر الاحتلال ذاته وهذا أمر مفروغ منه، كذلك فإن الشعب الفلسطيني لا ينتظر النجدة والحماية من المجتمع الدولي الذي زرع الكيان الإسرائيلي كالسرطان في قلب الوطن العربي، الشعب الفلسطيني قادر على حماية نفسه وقادر على تحرير فلسطين حتى آخر شبر فيها، ولكن حكومة نتنياهو مجموعة من الأغبياء تعمل على تعجيل ساعة الفرار من المستوطنات ومن كل الضفة، على غرار فرارهم من غزة لأن تلك مرحلة لازمة ومقدمة لتحرير فلسطين ونهاية الاحتلال.

أقرأ أيضًا: مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام.. بقلم عصام شاور

مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام.. بقلم عصام شاور

أقلام – مصدر الإخبارية

مسيرة الأعلام وانهيار سقف الأحلام، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

بعد أيام قليلة من خسارتهم في معركة ثأر الأحرار أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة استفز آلاف اليهود الشعب الفلسطيني بما يسمى مسيرة الأعلام. وزراء وأعضاء كنيست شاركوا في التهريج الاستفزازي وتدنيس المقدسات الإسلامية، ولكن هل كانوا حينها يشعرون حقيقةً بالفرح والبهجة والانتصار على الشعب الفلسطيني لأنهم نجحوا في تمرير المسيرة؟ أعتقد أن الرعب كان يتلبسهم طيلة فترة وجودهم في المسجد الأقصى خشية استهدافهم من شباب القدس والضفة الغربية أو خشية ضربهم بصواريخ المقاومة.

أنْ يصبح تدنيس الأقصى واقتحامه من أهم الانتصارات بالنسبة لحكومة نتنياهو الإرهابية و للوزير الإسرائيلي الأكثر تطرفًا إيتمار بن غفير وغيره من الوزراء وأعضاء الكنيست والمستوطنين فهذا يدل على عدة أشياء أهمها أن سقف أحلام المحتل قد تداعى دراماتيكيًا من إقامة كيان إسرائيلي من النيل للفرات إلى النجاح في تمرير مسيرة أعلام واجتياز المنطقة الواقعة بين باب العمود وحائط البراق، كما يدل ذلك على أن غزة لم تعد متاحة لقادة الكيان وجيش الاحتلال الإسرائيلي لإظهار قوتهم وسيطرتهم أمام مجتمعهم ولا سيما قبل كل انتخابات إسرائيلية، إذ أصبح الاعتداء على غزة يعني الرعب والشلل والملاجئ والهوس لملايين الإسرائيليين، وبالتالي لم يعد أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا استباحة المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وكذلك تدنيس المقدسات.

إنَّ نجاحهم في تمرير مسيرة الأعلام لا يعني انتصارهم ولا يعني حسم قضية المقدسات لصالحهم فهذه مجرد أوهام، وهم يعرفون أن صاحب الحق هو من يرابط في الأقصى ويدافع عنه بالحجارة ويعرض حياته للخطر لعلمه أن الدفاع عن الأقصى من أعلى مراتب الجهاد في سبيل الله، أما المغتصب فهو من يحاول أن يدنس مقدساتنا بعد اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ضد الفلسطينيين وبحماية جيش مدجج بالسلاح، وإن واجهوا أي خطر يفرون فرارهم من الطاعون، وهنا لا بد من التذكير أنَّ المسجد الأقصى تعرض إلى حالات أشد من التدنيس زمن الاحتلال الصليبي، إذ حولوا أجزاء منه إلى إسطبلات للخيول لشدة ضعف المسلمين حينها ولكن هل يجرؤ المحتل الإسرائيلي على فعل ذلك؟ لا ولن يجرؤ وسيتم دحره وتحرير القدس وفلسطين كلها مرة أخرى بمجاهدين أولي بأس شديد.

هناك سؤال يطرحه الواثقون بالمقاومة ويطرحه المشككون بها ولكل دوافعه وهو: لماذا لم تتدخل المقاومة في غزة لمنع مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟ الجواب من وجهة نظري الشخصية هو أن المقاومة في قطاع غزة غير مطالبة بإطلاق صواريخ أو إعلان الحرب تبعًا لرغبة المواطنين ومشاعرهم؛ ردًّا على مسيرة الأعلام الإسرائيلية رغم ما فيها من استفزازات، فالحرب تحتاج إلى قرار توافقي لفصائل المقاومة بعد الأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة، إطلاق الصواريخ ليس الخيار الوحيد الذي تملكه، والمقاومة لم تحصر نفسها فقط في غزة بل هي متجذرة في الضفة الغربية أيضًا ويمكنها أن تتحرك وقد يأتي الرد على مسيرة الأعلام لاحقًا من الضفة الغربية، وقد تطلق الصواريخ في أي لحظة، ولكن المهم في الموضوع هو عدم الإصغاء لمن يحاولون تضليل الشعب الفلسطيني والتشكيك بالمقاومة أو في معادلة الردع التي فرضتها على الاحتلال، إذ إن هذه الأسئلة غير البريئة تتكرر بين كل معركة وأخرى ويثبت أنهم على خطأ وأن المقاومة في كل حرب تكون أقوى وأشد على الاحتلال الذي اقتربت نهايته.

أقرأ أيضًا: المصالحة من عوامل التهدئة بقلم عصام شاور

غزة نصر يتلوه نصر

أقلام – مصدر الإخبارية

غزة نصر يتلوه نصر، بقلم الكاتب الفلسطيني عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

انتهت معركة ثأر الأحرار، التي استمرت خمسة أيام بانتصار واضح للمقاومة الفلسطينية، وهذه جولة تحسب لغزة ولمقاومتها وللشعب الفلسطيني، ودخول وقف القتال حيز التنفيذ لا يعني عودة المقاتلين إلى بيوتهم، ولا أن الجولة القادمة ستتأخر، إذ إن العدو لا يؤمن جانبه، وحكومة نتنياهو الإرهابية غير مستقرة والنتائج غير مرضية للعدو، وخاصة لمن هم أكثر تطرفًا مثل عضوي الكنيست “بن غفير وسموتريتش”، وبالتالي لا نستبعد عدوانًا جديدًا على الشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة ولا سيما في القدس قد يستلزم تدخلًا مبكرًا للمقاومة.

المقاومة في غزة انتصرت بالرغم من رفض العدو الإسرائيلي الموافقة علنيًّا على بعض شروط المقاومة، وطالما تقدمت المقاومة بشروط وقبل العدو مناقشتها فهذا يعني أنه يعترف بحاجته إلى وقف إطلاق النار وإنهاء المعركة، وهنا لا أستبعد تنفيذ بعض الشروط بعد أيام أو أسابيع مثل الإفراج عن جثمان الشهيد خضر عدنان رحمه الله.

العدو الإسرائيلي لا يلتزم باتفاقيات أو شروط ولكنه يخضع بالقوة والتهديد لتنفيذ مطالب المقاومة، فبعد مضي عامان على معركة سيف القدس لم تصدر المحاكم الإسرائيلية قرار إخلاء بعض العائلات الفلسطينية من ممتلكاتهم في حي الشيخ جراح لمصلحة جمعيات إسرائيلية، لأن الحرب اندلعت بسببهم وحينها اعترف نتنياهو بأنه للمرة الأولى، تتدخل الحكومة في عمل القضاء الإسرائيلي، وهذا هو الرضوخ الفعلي لقوة المقاومة، وهذا مجرد مثال على ذلك. أريد أن أقول إن الضامن الوحيد لتنفيذ مطالب المقاومة هو القوة ومراكمة الإنجازات والانتصار بالنقاط إلى حين أن تأتي الضربة القاضية وحرب التحرير.

ومن دلائل الانتصار الفلسطيني أيضًا هو ضرب (تل أبيب) ومستوطنات القدس وشلّ حركة المطارات والموانئ وإدخال أكثر من ثلث المستوطنين في الكيان إلى الملاجئ، وفرض منع التجول مع عجز تام لجيش الاحتلال عن وقف صواريخ المقاومة، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا عجز الجيش عن التحرك؟ بكل بساطة لأن حركة الجهاد الإسلامي كانت مدعومة من جميع فصائل المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، بينما (إسرائيل) أدركت أن تماديها في عدوانها وزيادة وتيرة القتل والتدمير سيؤديان بالضرورة إلى دخول حماس للمعركة دخولاً مباشرًا وبكامل قوتها، ولكن طالما استطاعت حركة الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل القيام بواجب صد العدوان فلم يكن هناك حاجة إلى تصعيد الموقف، وهناك من يعتقد أن كتائب القسام تعد لما هو أكبر من معركة سيف القدس الأولى ولديها أسباب كثيرة مثل: حصار غزة، وتدنيس المقدسات، وسفك الدماء والاحتلال ذاته يعد سببًا كافيًا للحرب، كما أن لديها الاستعداد لمعركة فاصلة وتنتظر الظرف الأمثل لخوضها.

الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده احتفل بانتصار غزة ومقاومتها على الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أصوات النشاز تظهر هنا وهناك في محاولة التنكيد على الشعب الفلسطيني، وهؤلاء وصفتهم بالباحثين عن الهزيمة في ثنايا النصر بعد كل إنجاز تحققه المقاومة الفلسطينية، وأكثر أولئك جرأة من طالبوا حركة الجهاد الإسلامي بالتوقف عن ضرب الصواريخ ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية بزعم أن الصواريخ لم تحقق أي نتيجة في كل الحروب والجولات التي خاضتها ضد المحتل الإسرائيلي، وهو الذي كان يشاهد دبابات الاحتلال تمر من باب منزله في قطاع غزة، وهو الذي عاش في غزة عندما كانت مستباحة من جيش الاحتلال يدخلها متى يشاء ويقصفها متى أراد، وأنا هنا أذكّره وأذكر بقية المتخاذلين والمُخذلين أن المقاومة نجحت في تحرير غزة ونجحت في تحريم الاجتياحات البرية لها، ونجحت المقاومة في الدفاع عن القدس وحي الشيخ جراح والضفة الغربية، واستطاعت أن تحرك الجماهير الفلسطينية في التصدي للاحتلال في كل مكان وفي داخل المناطق المحتلة عام 48، كذلك فإن المقاومة استطاعت أن تفرض معادلة الردع والرعب وأن تثبتها تمامًا، ومن لا يرى كل ذلك قد يكون مضللًا أو مهزومًا نفسيًا يصعب علاجه أو أن تكون له أجندة لا علاقة لها بالوطن والوطنية.

أقرأ أيضًا: التصعيد في غزة.. فرض لقواعد اشتباك جديدة أم فخ لنتنياهو؟

المصالحة من عوامل التهدئة بقلم عصام شاور

أقلام – مصدر الإخبارية

المصالحة من عوامل التهدئة، بقلم الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على لسان نائب رئيسها في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، أنها على استعداد لتحقيق الوحدة الوطنية وتنفيذ ما جاء في إعلان الجزائر، وأن المرحلة تتطلب إنهاء كل الخلافات والتزام مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

لا بد أن تقابل هذه الدعوة بخطوات عملية من منظمة التحرير ورئاسة السلطة، ولا يجب التغاضي عنها وخاصة أن القضية الفلسطينية تمر بظروف حرجة، ولأن بنيامين نتنياهو وفي إطار جهوده لتشكيل الائتلاف الحكومي القادم قد وعد بشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وكذلك تكثيف الاستيطان، إلى جانب الكثير من الخطوات التي تنذر بالخطر مثل استهداف الفلسطينيين في النقب بالتهجير وملاحقة عمليات البناء في مناطق “سي” لسكان الضفة الغربية فضلا عن إجراءات قد يتم اتخاذها في مدينة القدس.

إذ الهدف من المصالحة كما جاء في بيان حركة حماس هو التفرغ لمواجهة الاحتلال، وأنا أعتقد أن حماس قادرة على الدفاع عن الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو القدس أو الضفة الغربية إذا استدعت الحاجة إلى ذلك، بينما لا يمكنها عمل الكثير -على الأقل حاليًا- لمواجهة الاستيطان ومخططاته في الضفة الغربية، التي تستهدف بناء المنازل والمنشآت في مناطق معينة فيها، وهنا لا بد أن تتحرك السلطة الفلسطينية سواء لإنجاز المصالحة للتفرغ مع بقية الفصائل لمواجهة كافة أشكال الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية أو أن تتحرك وحدها كسلطة أو كمنظمة لوقف الاستيطان الإسرائيلي وتكاثر المستوطنين في الضفة الغربية، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 800 ألف مستوطن، أما بقاء الحال على ما هو عليه فيضر بالقضية الفلسطينية، ولا أعتقد أن تسمح الفصائل الفلسطينية المقاومة باستمرار الاستيطان إلى الأبد، ولذلك قد يصبح الاستيطان مثل الاعتداء على القدس والمقدسيين وحي الشيخ جراح، أي قد تتجدد الاشتباكات بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والعدو الإسرائيلي لأسباب جديدة مثل استمرار الاستيطان والتضييق على السكان وأي انتهاكات أخرى.

لا أحد يريد الذهاب إلى حرب جديدة من الفصائل الفلسطينية وخاصة المقاومة في قطاع غزة، ولكن في المقابل لا يمكن لـ (إسرائيل) أن تنظر للأمر بطريقة خاطئة، فالصبر الفلسطيني لن يطول على جرائمها بحق المقدسيين والمقدسات أو بحق سكان قطاع غزة باستمرار حصاره أو بانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، ومن يريد الهدوء لا بد من تحقيق أسبابه، وقد تكون المصالحة وإصلاح أحوال الفلسطينيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية من أهم العوامل التي تحقق الهدوء وإن مؤقتًا.

Exit mobile version