شبح العيدية يخيف الكثيرين ويمنعهم من زيارة أرحامهم

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

تعتبر الزيارات وجه العيد الجميل والسعيد، إلا أن المجتمع الفلسطيني أصبح يفتقد هذا الجمال والسعادة رويداً رويداً، والمتهم فيها “العيدية والهدايا المادية” التي بات يتثاقل منها البعض بسبب الضائقة المالية التي تزداد عند الأسر.

وكان من شأنها أن تُرغم البعض على إلغاء الزيارة، لعدم الدخول في إحراج العيدية وغيرها من الهدايا التي اعتاد عليها المجتمع منذ زمن طويل.

وللاطلاع على الواقع أكثر، وجهت شبكة مصدر الإخبارية تساؤلات للنساء وللرجال لمعرفة الحقيقة، وماذا تمثل الزيارة للجميع؟

الزيارة أم العيدية

من الأهم، الزيارة أم العيدية؟ سؤال وجهناه للنساء، وعنه أجابت نانسي حسن: “الزيارة والعيدية معاً هما فرحة لقلبي”، وعبرت عن مدى سعادتها أكثر لدى زيارة الأهل والأقارب لها في العيد.

بينما بيّنت فطيمة حميدة أنها مستاءة من بعض العادات التي وصفتها بـ “المهاترات”، مثل العيدية وجولة الزيارات الطويلة لكثير من البيوت، وقالت: “ربما هي مضيعة للوقت”، ومن وجهة نظرها ترى بأن الاجتماع في مكان واحد للعائلة والأحباب ربما يكون أجمل.

وتابعت: “العيد بالجمعة كاملة”، وتحفظت على النقطة الخاصة بالعيدية لغير الأطفال، والتي اعتبرتها إحراجاً للبعض، وقالت: “من استطاع فله الشكر، ومن لم يستطع فليس عليه حرج”، وتابعت: “بلاش ننصب المشانق، عشان تضل المودة، ولحتى وما يكون هدف العيد إلا فرحة القلب دون نكد وإحراج”.

وكما عبرت النساء اللواتي يمثلن الفئة التي تستقبل الزوار، والعيدية عادة، سألنا الرجال وهم الفئة التي تزور وتدفع العيدية عما إذا كانوا يتحرجون من الزيارة ويلغونها بسبب العيدية؟ وهل هي مكلفة؟.

الزيارات أهم

وفيها أجاب أحمد زيتونية بكل واقعية قائلاً: “الزيارة مستحبة وواجبة لأنها تزيد المحبة، وتشعر الأخت بأهميتها وشأنها”، وأشار أنها تجعلها تفتخر بأهلها وقابتها، وأكد على أنها تبقى ضرورية بغض النظر عن العيدية لما لها من أثر جميل وإيجابي، حتى على الصغار.

وقال: “حينما يجد الأطفال خالهم أو عمهم وجدهم في زيارة لهم يسعدون جداً”.

وأجزم زيتونية أن العيدية بظل الظروف الصعبة تمثل ضائقة ببعض الأوقات، ونصح الجميع بألا يجعلوها عائقاً، لأن الجزء الأساسي هي الزيارة بحد ذاتها.

أما هاني أبو مصطفى فقال: “شخصياً لا يمكن أن أمنع نفسي من زيارات العيد حتى وإن كثرت”، وبيّن أنها قناعة تامة لديه نابعة من منطلق ديني وأخلاقي وأدبي ثم اجتماعي.

وفيما يخص العيدية، أوضح أنها إن توفرت فهي من حق الزيارة، وإن لم تتوفر فإنه يستبدلها بهدية بسيطة لا يُشترط أن تكون عالية التكلفة، ولفت أن الزيارة تبقى الجزء المهم والأساس بالأمر.

وشدد أبو مصطفى على أهمية الزيارة حتى وإن لم يملك ما يقدمه، أو يُهديه، ومن رأيه أن الود والمحبة والأجر كفاية وتُغني عن كل ملموس ومادي.

“زارني ويخلف عليه”

ولأن البشر جُبلوا على التواصل وتبادل الوصال، اعتبر صابر أبو الكاس خبير تنمية بشرية أن الإنسان المنعزل عن الآخرين “لا يزور ولا يستقبل” هو شخص غير مقبول، وتصرفه ينافي الطبيعة البشرية، وغير مقبول لا دينياً ولا اجتماعياً.

ولأن البعض يتهرب من العيدية بسبب ضيق الحال، فسر أبو الكاس الهدف السامي من الزيارة وهو اللقاء وليس الهدية، ووجه كلامه للرجال قائلاً: “أيهما أفضل؟ أن تقول أختك أو ابنتك أو أمك، لم يزرني ولم يعيّد عليّ؟، أم تقول زارني ويخلف عليه؟؟”.

وجدد التأكيد على أن المقصد الأساس من العيد هو إدخال الفرحة والسرور والتي تأتي من خلال الزيارات المتبادلة، ولفت أن الفئة الأهم في العيد هي الأطفال، وقال: “لا داعي للتكّلف، حبة شوكولاتة تكفي لإبهاج طفل”.

وعلى الوجه الآخر، لفت أبو الكاس أن بعض الزائرين يتعجلون في الزيارة، ويتركون أثراً يُشعر المُزار الذي جهز نفسه جيداً لزواره بأنه غير مهم، فمثلاً يعتمد البعض الزيارات الخاطفة تحت مسمى “رفع عتب”، وينسف بذلك كل المعاني من ورائها والمتمثلة بالاطمئنان، والنابعة من المحبة.

وقال خبير التنمية البشرية: “من المهم أن نُشعر المزارين أننا نزورهم حباً، لا بشكل مختصر ولا بجلسة مطولة متعبة”.

من جهتها، أوضحت سمر قويدر أخصائية نفسية أن زيارة الأرحام هي أهم ما يميز العيد، وتعتبر معلماً أساسياً للأعياد، وقالت: “في الفترة الحالية، نلاحظ عزوف البعض عن الزيارة بسبب ربطها بالعيدية والهدايا المادية”، الأمر الذي يترك أثراً سلبياً على الطرفين.

أثر سيء على الطرفين

ولفتت قويدر أن من ينتظر الزيارة ولا يجدها يتعرض لأثر نفسي سيء جداً، يبدأ في الشعور بالحزن، ثم الغربة، وموت الفرحة، وربما الخذلان خاصة من الأقارب، ما يقلل من الترابط والمحبة التي بُنيت على أساسها الزيارات.

وكشفت أن الطرف الآخر وهو الشخص الجالس في بيته، العازف عن الزيارة يتعرض لمشاعر سلبية حذرت قويدر منها، تتمثل بشعوره بالنقص بسبب عدم القدرة، وعدم مشاركته الفرح والتهاني بشكل يراه لائقاً.

وأشارت إلى أن الهدف الأساسي من الزيارة هو التقارب وصلة الرحم، واستعادة العلاقات وإحياء المودة، ونوهت أن الأهم هو وجود الأهل والأقارب وتجمعهم سويةً في لمات تزيد من الترابط والمحبة، وتُشعر بالسعادة بشكل إيجابي على النفس.

اقرأ أيضاً:لتكوني مميزة.. أفكار بسيطة لتزيين طاولة ضيافة العيد

Exit mobile version