ياسر عرفات.. الزعيم الغائب الأكثر حضوراً في قلوب شعبٍ وسطور تاريخ

خاص – مصدر الإخبارية 

تمر اليوم الجمعة، 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الذكرى الـ18 على اغتيال الزعيم الفلسطيني الأبرز والقائد الرمز ياسر عرفات “أبو عمار”، ومعها يستذكر الفلسطينيون مسيرته الوطنية وسيرته الإنسانية التي ملك بها قلوب شعب بأكمله.

ياسر عرفات الذي سُطر اسمه في كتب التاريخ بحروف من ذهب، أجمع على حبه وتأييده الملايين وكانت كلمته واحدة موحِدة للصف الفلسطيني على مدار سنوات حكمه ومن قبلها خلال سنوات قيادته للثورة والثوار، وكانت القضية الفلسطينية في وجوده العنوان العريض في جُل المحافل الدولية، وصدى صوته لايزال حاضراً في أروقتها وبين جدرانها.

يستذكر الفلسطينيون شهيدهم ورمز قضيتهم “أبو عمار” اليوم وبعد مرور 18 عاماً على رحيله، مفتقدين وحدة كلمته ووحدة موقفه ووحدة الوطن الذي عانى ولايزال انقساماً طال عمره وامتد 15 عاماً، ملتهماً عدالة القضية الفلسطينية وأطفأ وهج حضورها، وضاعف من تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

ياسر عرفات القائد الغائب الذي لم يزده الغياب سوى حضوراً في قلوب شعبه، يستذكره الفلسطينيون في حياتهم اليومية وفي مناسباتهم الاجتماعية ويجعلون من كوفيته وصوره زينة لأعيادهم وأوقات أفراحهم ويتغنون بكلماته ويتباهون به قائداً وزعيماً زرع في نفوسهم حب الوطن والانتماء لقضيته.

تأتي ذكرى استشهاد أبو عمار الـ18  والوطن يكابد ويعاني ظلم احتلال بغيض، بين استيطان وتهويد وقتل وتشريد في الضفة والقدس المحتلتين، وحصار وحروب متتالية على قطاع غزة، وشعب لسانه حاله يقول “لو كان أبو عمار بيننا لما وصل بنا الحال إلى هنا”.

يمر هذا اليوم وسط احتفالات وطنية بين وقفات ومسيرات ومهرجانات، لإحياء ذكرى زعيم لم تأتِ كتب التاريخ بمثله، ويجمع المؤيد لمواقفه والمعارض لها على أنه الوحيد الذي كان له الأثر الخالد، بدليل أن الطفل الذي لم يبلغ عامه الخمس يتوشح بكوفيته ويرفع صورته عالياً ويتغنى بحروف اسمه.

أبا عمار القائد الإنسان يستذكره اليوم أمهات الشهداء وآلاف الجرحى الذين كان جنباً إلى جنب معهم مقبلاً جراحهم، ويستذكره الطفل والشيخ والنساء اللاتي اعتبرنه أخاً وأباً، مرددين “نحني ونبوس ترابك يا أبو عمار”.

تاريخ الحادي عشر من نوفمبر من كل عام، سيبقى يشكل ذكرى أليمة برحيل قائد خاض نضالاَ تحررياً في سبيل القضية الفلسطينيية لعشرات الأعوام، وواجه في سبيلها معارك سياسية وعسكرية لا حصر لها، حتى انتهت باغتياله “مسموماً” في عام 2004، بعد حصار دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقر المقاطعة في رام الله بالضفة المحتلة.

حنكة وإرادة وصمود القائد والشهيد ياسر عرفات كانت دروساً استفادت منها مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة، بعد أن حول الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلتها كتب التاريخ وعلقت في أذهان الأجيال.

مسيرته في سطور

ولد الرئيس الراحل ياسر عرفات في القدس في الرابع من آب (أغسطس) 1929، واسمه كاملاً “محمد ياسر” عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

درس أبو عمار في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

وفي عام 1968 شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

عام 1974  ألقى ياسر عرفات كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة “جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.

وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد “أبو عمار” خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب “أنا ذاهب إلى فلسطين”.

وفي الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية “حمام الشط” بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  آذار 1989.

ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين.

وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم “السور الواقي”، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

في 11/11/2004 فارق أبو عمار الحياة في مستشفى “كلامار” العسكري في باريس، نتيجة سم تم دسه داخل جسمه، ولم تتمكن الجهود الطبية من إنقاذ حياته لصعوبة معرفة تركيبة ذلك السم، بحسب التقارير الطبية الصادرة عن المشفى.

في مشهد مهيب شُيع جثمان القائد الزعيم ياسر عرفات امتد من باريس إلى مصر وصولاً إلى أرض الوطن حيث بكته الملايين وتسابق على حمل نعشه الآلاف شاعرين بخسارة قائد بحجم وطن انتموا إليه وانتمى إليهم، وبقي ضريحه مزاراً لكل من يصل مدينة رام الله.

 

صالح ناصر: نجد نفسنا الآن بأمسّ الحاجة لوجود أبو عمار

وكالات- مصدر الإخبارية

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر بمناسبة ذكرى استشهاد الزعيم ياسر عرفات إننا “نحن الآن في ذكرى غيابه، نجد أنفسنا بأمس الحاجة لتذكره، وهو الذي احتل رسمياً وقانونياً وفعلياً ودون اختلاف رئاسة م.ت.ف التي كانت إطاراً جبهوياً مُجمع عليه”.

ولفت في تصريحات صحفية إلى أنه “لم تكن المرحلة هيّنة ولا سهلة إلا أن الشهيد ومن معه من قادة كبار نجحوا في صياغة معادلة صحيحة وفعّالة في الحفاظ على مستوى الوئام والتحالف، وصفها الشهيد بديمقراطية البنادق ووصفه رفاقه القادة الكبار، بالقول الشهير «نختلف معك ولا نختلف عليك»، من خلال وضع داخلي متماسك في الإطار الأوسع “منظمة التحرير” ومن خلال المواءمة الدقيقة بين الجهد العسكري الصعب والسياسي الأكثر صعوبة”.

وأضاف قائلاً: “مضت السفينة في إطارها الصحيح، متجاوزة المضائق والالتواءات وقوة الخصم وإمكانياته، فتكامل الحضور الفلسطيني بتكامل حلقاته الثلاثة الوحدة والبرنامج السياسي والمقاومة، ما أنتج مخاطبة العالم من أعلى منبر «هيئة الأمم المتحدة»، حيث خاطبهم بجملته البليغة التي ما تزال على قيد الحياة «لقد أتيتكم ببندقية الثائر بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.

وبين صالح أنه “كان الشهيد، ياسر عرفات قائداً شجاعاً، تشاورياً مع رفاقه وإخوانه في خندق النضال من أجل الحرية والاستقلال والعودة، صاحب العطاء المتواصل، رمزاً للوحدة الوطنية، ختم حياته بطريقة تليق بقائد أخلص لتطلعات وآمال شعبه وحرصه على عدم التفريط بحقوقه الوطنية، نتذكر كلامه في حصاره بالمقاطعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يريدونني أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، أقول لهم شهيداً شهيداً شهيداً وترجل فارساً شهيداً”.

ياسر عرفات .. 17 عاماً على رحيل القائد رمز الوحدة الوطنية

رام الله – مصدر الإخبارية

يصادف اليوم الخميس، الذكرى السنوية السابعة عشرة لاستشهاد الرئيس المؤسس، الشهيد ياسر عرفات “أبو عمار“.

فقد رحل المناضل والقائد الكبير “أبو عمار” في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجاً ثورياً صلباً، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة، جاء رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

وبهذه المناسبة يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف مناطق تواجدهم، في الوطن وخارجه، ذكرى رحيله بفعاليات وطنية مختلفة تتمثل بوقفات ومسيرات ومهرجانات وغيرها، أبرزها في مقر الرئاسة بجوار ضريحه بمدينة رام الله، حيث ستضاء الشموع، ويشارك فيها قادة وفصائل العمل الوطني ورفاق درب الشهيد، إلى جانب مئات المواطنين.

تاريخ الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد فلسطيني عرفه التاريخ بالمقدام وعرفه شعبه بالأسطورة التي لا يوجد على الأرض شبيها لها،

سيرة ياسر عرفات القائد والمؤسس .

أهم المحطات التاريخية في حياته والقضية الفلسطينية.

بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية التي لم يتخلى عنها في أي محفل من المحافل وبشخصيته الكاريزمية شكل ياسر عرفات الذي أصبح رئيسا منتخبا للسلطة الفلسطينية رمزا للنضال الفلسطيني منذ أكثر من أربعة عقود.

وقد برهن عرفات الذي يبلغ من العمر75 عاما على قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة ولأن الجبل لا تهزه الرياح أعلنها أبو عمار مدوية ليسمعها القاصي قبل الداني شهيداً….. شهيداً….. شهيداً……. هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني, القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية أنتجتها سنوات من اللجوء والتشرد.

المولد والنشأة.

ولد محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في الرابع من شهر آب/أغسطس 1929 في القدس في فلسطين.

و محمد عبد الرحمن هو اسمه الأول وهو اسم مركب أما اسم أبيه فهو عبد الرؤوف، و عرفات هو اسم جده، القدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته. ومحمد عبد الرحمن هو واحد من سبعة إخوة ولدوا للتاجر الفلسطيني عبد الرؤوف.

تيقظ محمد عبد الرحمن ابن السابعة عشرة لخطورة الحركة الصهيونية التي أخذت تستشري داخل المجتمع الفلسطيني لتنهب الأرض والبيت وتقتل وتدمر وتنبه الشاب محمد إلى المخططات التي كانت تحاك لاقتلاع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وتمكين اليهود منها الأمر الذي لم يرق للفتى الثائر فعقد العزم على الانخراط في المجموعات المسلحة التي كانت تناضل ضد إقامة دولة يهودية في فلسطين.

لم يكن ما يحدث في فلسطين في تلك الفترة أمراً عادياً بالنسبة لأبو عمار ولم يتوقف الأمر عند الرغبة بالتخلص من هؤلاء الدخلاء فلم يعد امام الشاب محمد مفراً من المشاركة في المعارك الأولى التي اندلعت بين العرب واليهود في 1947 و1948 ثم في الحرب العربية الصهيونية الأولى في 1948 بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني وكان لاغتصاب فلسطين التاريخية من أهلها عنوة الأثر الأكبر في تكوين شخصية أبو عمار.

سافر عرفات الذي أغضبه انتصار قوات الكيان الصهيوني المدعومة من الغرب, إلى مصر حيث درس الهندسة المدنية فقد التحق بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة والتي تخرج منها كمهندس مدني. أتاحت له دراسته في مصر الانخراط منذ شبابه

في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد الطلاب الفلسطيني، والذي تولى رئاسته فيما بعد من العام 1952 إلى العام 1956. و في القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس.

و بدأت في العام 1956 شخصية محمد عبد الرحمن القتالية والعسكرية في الظهور عندما التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956بل وأبلى فيها بلاء حسناً.

في ذكرى ميلاده: ياسر عرفات شمعة أضاءت دروب عاشقي الوطن وفجرت الثورات

بعد حرب السويس غادر عرفات إلى الكويت وهناك أدرك أبو عمار حقيقة مفادها أن أبناء الشعب الفلسطيني هم وحدهم من يستطيعوا إعادة الحق المغتصب وتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني الذي كان قد فقد في تلك الفترة أي أمل في العودة في ظل الترهل والتفكك العربي والمراهنة على حكومات عربية لا حول لها ولا قوة.

وبدأ هو ومجموعة من رفاقه المناضلين لملمة الجرح الفلسطيني وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس كسرها التشرد وأعياها الصمت وأضعفها التشرد واللجوء ليأتي عرفات ورفاقه ويحيوا الأمل في هذه النفوس من خلال أنبل ظاهرة عرفها التاريخ لتخرج على الناس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كحركة تحرر أصبح لها احترامها بين شعوب العالم الحر كان ذلك في العام 1959.

السيرة النضالية لحركة فتح

نجحت فتح بقيادة أبو عمار في جذب الأنظار إليها والتف الناس حولها باعتبارها المخرج الوحيد ونجحت فتح في لفظ غبار الكسل واليأس التي انتابت المواطن العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص لا سيما بعد نكسة حزيران 1967 وهزيمة الجيوش العربية وضياع الجزء المتبقي من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).

لم تعرف فتح ومن انضموا إليها ثقافة الهزيمة هذه ولم تدخل ضمن مفردات قاموسها وبدأت فتح تخرج من نطاق السرية لتبهر الجميع بعملياتها النوعية ضد عدو متغطرس لا يعرف إلى الرحمة سبيل ومنذ تلك اللحظات تحولت إسرائيل بأنظارها إلى المنظمات الفلسطينية وقيادتها ولم تتوانى للحظة عن ملاحقتهم لا سيما الرجال الذين كونوا النواة الأولى للثورة الفلسطينية وعلى رأسهم أبو عمار الذي تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتتالية.

وبعد أن أمضى سنوات في العمل السري باسمه الحركي أبو عمار انتخب عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط/فبراير 1969 وبدأ يعرف على الساحة الدولية بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية اللذين لم يتخل عنهما يوما.

وبفضل شخصيته القوية وحدسه تمكن من تعزيز سلطته السياسية والنجاة من المؤامرات السياسية. وانتخب في 1973 قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية وفي العام 1974 ألقى أبو عمار كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

قُتل غدراً وسُرق جهراً ..630 ألف دولار كلفة اصلاح ضريح الراحل ياسر عرفات أبو عمار في تونس.

وقادته مسيرته إلى تونس بعد أن طرد أول مرة من الأردن من قبل قوات الملك حسين عام 1970 ثم من لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1982 في ختام حصار طويل ضرب فيه أبو عمار ورفاقه المقاتلين الفلسطينيين أروع آيات الصمود والتحدي في حصار استهدف أبو عمار قائد المعركة شخصياً.

معركة الصمود : حصار بيروت 1982
الشهيد القائد ياسر عرفات ابو عمار يغادر بيروت عام 1982

ونظراً لحنكته السياسية أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر 1984 ونيسان 1987 من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني وفي خطوة جريئة قام بها أبو عمار في15/11/1988عندما تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب بعد ذلك رئيسا لدولة فلسطين.

13/3/1989 كان يوم اختياره رئيساً لدولة فلسطين من قبل المجلس المركزي الفلسطيني وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة .

احداث ايلول الاسود في الاردن

أبو عمار في الأمم المتحدة. اختار عرفات طريق المفاوضات مع الكيان الصهيوني التي رفضت الدخول فيها بقية الفصائل الفلسطينية. وفي تاريخ 13/12/1988 ألقى أبو عمار خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف .

التي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في شباط وأيار 1995 لنفس السبب 13-14/12/1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناءا عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس.

30/3/1989 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة.

السلام لا الاستسلام. أدرك ياسر عرفات طبيعة الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية والتي أصبحت تكيل بمكيالين وتنعت المقاومة بالإرهاب فأطلق ووجه سياسة “سلام الشجعان ” التي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13/9/1993 وبعد توقيع اتفاقية السلام اختاره المجلس المركزي الفلسطيني يوم 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية.

أول انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية عام 1996

العودة للوطن. وفي تموز/يوليو, 1994وبعد ترحال طويل وسنوات من النضال الميداني والسياسي عاد عرفات عودة المنتصرين إلى الأراضي الفلسطينية ليلقى أبناء شعبه بانتظاره وليكمل المسيرة التفاوضية لأول مرة من داخل الوطن.

وفي عام 1996 وانتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة. لكن حلمه بقي العودة إلى القسم العربي من القدس الذي ضمته الدولة العبرية، العام 1967 والصلاة في المسجد الأقصى, ثالث الحرمين الشريفين.

ذلك الحلم الذي ألب عليه أمريكا في السنوات الأخيرة عندما رفض أبو عمار أي تنازل في المفاوضات التي جرت في واي ريفر وكامب ديفد وطابا وغيرها من الضغوط التي مورست على الرئيس عرفات.

وكان الرد الأمريكي على هذا الموقف الصلب أن أعلن في نهاية حزيران/يونيو 2002 الرئيس الاميركي جورج بوش أن الرئيس الفلسطيني انتهى سياسيا متبنيا بذلك موقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني ارييل شارون الذي يبذل كل جهوده لتهمشه.

كامب ديفيد

وبالنسبة للولايات المتحدة فان خلق منصب رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية مطلع, 2003 الذي شغله على التوالي محمود عباس واحمد قريع المقربان من الرئيس عرفات, كان هدفه تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني الذي تتهمه واشنطن بتأجيج الانتفاضة “انتفاضة الأقصى “التي تنعتها أمريكا بالإرهاب.

لكن كل تلك المحاولات الإسرائيلية الأمريكية التي تهدف النيل من الرئيس عرفات ذهبت أدراج الرياح لأن الشعب الفلسطيني وحده صاحب الكلمة في هذا الموضوع وقد ظل وفياً لقائده المنتخب.

انتفاضة الاقصى 2001

أبو عمار يحاصر الحصار. ومنذ كانون الأول/ديسمبر, 2001 ضربت إسرائيل حصاراً مشدداً على أبو عمار لم يغادر الرئيس عرفات مقره في رام الله حيث حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات أشهرا طويلة.

حصار المقر الرئاسي ( المقاطعة ) في رام الله .

تقرير مفصل عن حصار المقاطعة في الفترة الواقعة مابين 19 الى 29/2/2002

دفع أبو عمار ثمن إصراره على موقفه السياسي حيث حوصر قرابة الثلاث سنوات في مقر المقاطعة في رام الله وهددت الحكومة الإسرائيلية بقتله مرات متتالية بل واقتربت من جدار غرفته ولكن جوابه كان واضحاً مدوياً شهيداً شهيداً شهيداً هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية.

وفي يوم صعق الشعب الفلسطيني بالأخبار التي أخذت تتناقلها وكالات الأنباء والتي تفيد بتدهور صحة الرئيس عرفات البعض لم يصدق تلك الأنباء واعتبرها دعاية إسرائيلية للنيل من الرئيس عرفات.

ولكن المصادر الفلسطينية أكدت صحة هذه الأنباء لتنطلق الجماهير الفلسطينية من كل حد وصوب باتجاه مقر الرئيس المحاصر وإلى الشوارع لأداء الصلوات والتضرع إلى الله عز وجل ليشفي الرئيس القائد الرمز.

والذي أقلته الطائرة إلى أحد مستشفيات باريس وسط ترقب جماهيري فلسطيني يخالطه تخوف من إخلاء إسرائيل بوعودها وعدم السماح للرئيس بالعودة إلى أرض الوطن بعد تعافيه إن شاء الله.

اعلان استشهاد ياسر عرفات

أوسمة وجوائز ياسر عرفات

1979: وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.

1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد “الهند” دكتوراه من جامعة جوبا في السودان دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999 .

31 أكتوبر 1993: اختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار الرئيس عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز، ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

في تموز 1994: منح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام .

في أكتوبر 1994: منح جائزة نوبل للسلام .

في نوفمبر 1994: منح جائزة الأمير استورياس في إسبانيا

رحيل الفارس ياسر عرفات في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2004 ، حيث أعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمر يناهز 75 عامًا.

حكايات من زمن أبو عمار.. عندما كان يدخل فلسطين سراً

رام الله – مصدر الإخبارية

نضال طويل لا يمكن قراءته دون الحديث عن الذاكرة المتعلقة بمفجر الثورة الفلسطينية الحديثة الشهيد الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”.

في أربعينات القرن الماضي كانت الزيارة الأولى للشهيد ياسر عرفات لمدينة لخليل، قدم إليها سراً ومكث في بيت رفيق دربه في النضال المرحوم موسى عبيدو التميمي، ففي ربيع عام 1948، قاتل أبو عمار ضد العصابات الصهيونية جنوب فلسطين، ثم انضم إلى “جيش الجهاد المقدس” الذي أسّسه الشهيد عبد القادر الحسيني، حسب ما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد التميمي لوكالة الأنباء الرسمية “وفا”.

وأضاف، هذا الرجل الذي كان لا يكل ولا يمل في سبيل الدفاع عن وطنه، يبعث الطمأنينة في النفس حتى بعد استشهاده بـ 16 عاما، لما لهذا القائد الرمز من مآثر تذكر بفعل قوته وذكائه وحنكته التي كان يتمتع ويتصف بها، كان أبو عمار يجوب محافظات الوطن سرا، وزار أيضا منزل عبد الحميد القدسي في شمال الضفة الغربية، وزار عدة محافظات والتقى قيادات العمل الوطني في عدة مواقع بهدف إطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” والعمل من خلالها في مواجهة الاحتلال.

وقال التميمي، أطلق أبو عمار مع رفاق دربه في “فتح” الكفاح المسلح مساء يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر 1964 في العملية العسكرية الأولى” عملية نفق عيلبون”، ودخل إلى الأرض المحتلة في تموز/ يوليو 1967م بعد شهر على سقوطها تحت الاحتلال عبر نهر الأردن للإشراف على سير عمليات الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

للمزيد : السيرة الذاتية للرئيس المؤسس الراحل ياسر عرفات

وتابع، بعد عام 1967م زار أبو عمار الضفة الغربية وقطاع غزة عدة مرات سراً، وكانت زياراته تندرج في إطار دعمه للنضال والعمل الوطني المنظم في مواجهة الاحتلال، إلى أن عاد أبو عمار الى غزة رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة “فتح” بتاريخ 1/7/1994م، حيث انتخبه المجلس المركزي الفلسطيني يوم 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية، ومن ثم وقّع أبو عمار “اتفاقية القاهرة” لتبدأ مرحلة نقل الأراضي المحتلة “غزة أريحا أولا” إلى السلطة الفلسطينية، وكانت عودته النهائية للاستقرار في الوطن يوم 12/7/1994، حين وصل إلى غزة ليبدأ من مقره في “المنتدى” معركة بناء السلطة الوطنية وإنشاء مؤسساتها.

وأوضح، أن أبو عمار زار الخليل عدة مرات بعد عودته النهائية الى ارض الوطن، وكان مقر اقامته ومنامه رابطة الجامعين ولا زالت غرفة نومه التي تتميز ببساطتها، على حالها محتفظ بها في الطابق الثاني بمقر الرابطة الرئيسي في شارع عين سارة وسط المدينة حتى اليوم.

وقال، “أذكر انه التقى مواطنين من سكان حي تل الرميدة كانت بينهم السيدة هناء أبو هيكل التي قدمت له مفاتيح منزلها، فمسك بيديها وقتها مقبلا لها وقال لها “لا يحرث الأرض إلا عجولها”، وأدرك الحضور يومها تماما ما قاله أبو عمار رحمه الله وهم متجذرون بأراضيهم وممتلكاتهم حتى اليوم رغم الاعتداءات المتواصلة عليهم من قبل الاحتلال ومستوطنيه”.

وحسب التميمي، كان أبو عمار حين يزور الخليل يلتقي آلاف المواطنين ويقول “انا في ضيافة وحضرة أبا الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي مرقده وغيره من الانبياء وزوجاتهم عليه جميعا منا أفضل صلاة واتم تسليم، هنا اشعر بالطمأنينة مع أبناء شعبي وان هذا الوطن سيبقى محفوظا محروسا بفضلهم، وسيزول الاحتلال مهما طال الزمن ولن يعمر ظالم في هذا الوطن المقدس”.

وتابع، مما أسره لي أبو عمار قبل حصاره في مقر إقامته برام الله بعدة أيام، انه التقى بداية السبعينات في القرن الماضي القائد الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، ورئيس العلماء، وقد لعب دورا هاما في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث قال له الحسيني بعد أن شده من بزته العسكرية: “انا سلمتك إياها نظيفة وخليها نظيفة يا أبو عمار”، وكان لهذه الكلمات إثر عظيم في نفسه، فحافظ عليها واجه العالم كله بصمود وحكمة أسطورية على عهد الشهداء والجرحى والاسرى.

وكما قالها الياسر، “سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس الشريف”، و”ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب القدس الشريف”، و”يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون”.

ورحل المناضل والقائد المؤسس ياسر عرفات “أبو عمار” في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجاً ثورياً صلباً، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة، جاء رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

تاريخ الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد فلسطيني عرفه التاريخ بالمقدام وعرفه شعبه بالأسطورة التي لا يوجد على الأرض شبيها لها، وفي ذكراه تسلط الأضواء على حياته النضالية.

الذكرى الـ16 لاستشهاد الرئيس المؤسس الراحل ياسر عرفات

رام الله – مصدر الإخبارية

يصادف اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس المؤسس، الشهيد ياسر عرفات “أبو عمار”.

فقد رحل المناضل والقائد الكبير “أبو عمار” في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجاً ثورياً صلباً، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة، جاء رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

وبهذه المناسبة يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف مناطق تواجدهم، في الوطن وخارجه، ذكرى رحيله بفعاليات وطنية مختلفة تتمثل بوقفات ومسيرات ومهرجانات وغيرها، أبرزها في مقر الرئاسة بجوار ضريحه بمدينة رام الله، حيث ستضاء الشموع، ويشارك فيها قادة وفصائل العمل الوطني ورفاق درب الشهيد، إلى جانب مئات المواطنين.

تاريخ الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد فلسطيني عرفه التاريخ بالمقدام وعرفه شعبه بالأسطورة التي لا يوجد على الأرض شبيها لها،

سيرة ياسر عرفات القائد والمؤسس .

أهم المحطات التاريخية في حياته والقضية الفلسطينية.

بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية التي لم يتخلى عنها في أي محفل من المحافل وبشخصيته الكاريزمية شكل ياسر عرفات الذي أصبح رئيسا منتخبا للسلطة الفلسطينية رمزا للنضال الفلسطيني منذ أكثر من أربعة عقود.

وقد برهن عرفات الذي يبلغ من العمر75 عاما على قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة ولأن الجبل لا تهزه الرياح أعلنها أبو عمار مدوية ليسمعها القاصي قبل الداني شهيداً….. شهيداً….. شهيداً……. هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني, القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية أنتجتها سنوات من اللجوء والتشرد.

المولد والنشأة.

ولد محمد عبد الرحمن عبد الرءوف عرفات القدوة الحسيني في الرابع من شهر آب/أغسطس 1929 في القدس في فلسطين.

و محمد عبد الرحمن هو اسمه الأول وهو اسم مركب أما اسم أبيه فهو عبد الرءوف، و عرفات هو اسم جده، القدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته. ومحمد عبد الرحمن هو واحد من سبعة إخوة ولدوا للتاجر الفلسطيني عبد الرءوف.

تيقظ محمد عبد الرحمن ابن السابعة عشرة لخطورة الحركة الصهيونية التي أخذت تستشري داخل المجتمع الفلسطيني لتنهب الأرض والبيت وتقتل وتدمر وتنبه الشاب محمد إلى المخططات التي كانت تحاك لاقتلاع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وتمكين اليهود منها الأمر الذي لم يرق للفتى الثائر فعقد العزم على الانخراط في المجموعات المسلحة التي كانت تناضل ضد إقامة دولة يهودية في فلسطين.

لم يكن ما يحدث في فلسطين في تلك الفترة أمراً عادياً بالنسبة لأبو عمار ولم يتوقف الأمر عند الرغبة بالتخلص من هؤلاء الدخلاء فلم يعد امام الشاب محمد مفراً من المشاركة في المعارك الأولى التي اندلعت بين العرب واليهود في 1947 و1948 ثم في الحرب العربية الصهيونية الأولى في 1948 بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني وكان لاغتصاب فلسطين التاريخية من أهلها عنوة الأثر الأكبر في تكوين شخصية أبو عمار.

سافر عرفات الذي أغضبه انتصار قوات الكيان الصهيوني المدعومة من الغرب, إلى مصر حيث درس الهندسة المدنية فقد التحق بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة والتي تخرج منها كمهندس مدني. أتاحت له دراسته في مصر الانخراط منذ شبابه

في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد الطلاب الفلسطيني، والذي تولى رئاسته فيما بعد من العام 1952 إلى العام 1956. و في القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس.

و بدأت في العام 1956 شخصية محمد عبد الرحمن القتالية والعسكرية في الظهور عندما التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956بل وأبلى فيها بلاء حسناً.

في ذكرى ميلاده: ياسر عرفات شمعة أضاءت دروب عاشقي الوطن وفجرت الثورات

بعد حرب السويس غادر عرفات إلى الكويت وهناك أدرك أبو عمار حقيقة مفادها أن أبناء الشعب الفلسطيني هم وحدهم من يستطيعوا إعادة الحق المغتصب وتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني الذي كان قد فقد في تلك الفترة أي أمل في العودة في ظل الترهل والتفكك العربي والمراهنة على حكومات عربية لا حول لها ولا قوة.

وبدأ هو ومجموعة من رفاقه المناضلين لملمة الجرح الفلسطيني وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس كسرها التشرد وأعياها الصمت وأضعفها التشرد واللجوء ليأتي عرفات ورفاقه ويحيوا الأمل في هذه النفوس من خلال أنبل ظاهرة عرفها التاريخ لتخرج على الناس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كحركة تحرر أصبح لها احترامها بين شعوب العالم الحر كان ذلك في العام 1959.

السيرة النضالية لحركة فتح

نجحت فتح بقيادة أبو عمار في جذب الأنظار إليها والتف الناس حولها باعتبارها المخرج الوحيد ونجحت فتح في لفظ غبار الكسل واليأس التي انتابت المواطن العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص لا سيما بعد نكسة حزيران 1967 وهزيمة الجيوش العربية وضياع الجزء المتبقي من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).

لم تعرف فتح ومن انضموا إليها ثقافة الهزيمة هذه ولم تدخل ضمن مفردات قاموسها وبدأت فتح تخرج من نطاق السرية لتبهر الجميع بعملياتها النوعية ضد عدو متغطرس لا يعرف إلى الرحمة سبيل ومنذ تلك اللحظات تحولت إسرائيل بأنظارها إلى المنظمات الفلسطينية وقيادتها ولم تتوانى للحظة عن ملاحقتهم لا سيما الرجال الذين كونوا النواة الأولى للثورة الفلسطينية وعلى رأسهم أبو عمار الذي تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتتالية.

وبعد أن أمضى سنوات في العمل السري باسمه الحركي أبو عمار انتخب عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط/فبراير 1969 وبدأ يعرف على الساحة الدولية بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية اللذين لم يتخل عنهما يوما.

وبفضل شخصيته القوية وحدسه تمكن من تعزيز سلطته السياسية والنجاة من المؤامرات السياسية. وانتخب في 1973 قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية وفي العام 1974 ألقى أبو عمار كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

قُتل غدراً وسُرق جهراً ..630 ألف دولار كلفة اصلاح ضريح الراحل ياسر عرفات أبو عمار في تونس.

وقادته مسيرته إلى تونس بعد أن طرد أول مرة من الأردن من قبل قوات الملك حسين عام 1970 ثم من لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1982 في ختام حصار طويل ضرب فيه أبو عمار ورفاقه المقاتلين الفلسطينيين أروع آيات الصمود والتحدي في حصار استهدف أبو عمار قائد المعركة شخصياً.

معركة الصمود : حصار بيروت 1982
الشهيد القائد ياسر عرفات ابو عمار يغادر بيروت عام 1982

ونظراً لحنكته السياسية أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر 1984 ونيسان 1987 من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني وفي خطوة جريئة قام بها أبو عمار في15/11/1988عندما تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب بعد ذلك رئيسا لدولة فلسطين.

13/3/1989 كان يوم اختياره رئيساً لدولة فلسطين،من قبل المجلس المركزي الفلسطيني وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة .

احداث ايلول الاسود في الاردن

أبو عمار في الأمم المتحدة. اختار عرفات طريق المفاوضات مع الكيان الصهيوني التي رفضت الدخول فيها بقية الفصائل الفلسطينية. وفي تاريخ 13/12/1988 ألقى أبو عمار خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف .

التي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في شباط وأيار 1995 لنفس السبب 13-14/12/1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناءا عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس.

30/3/1989 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة.

السلام لا الاستسلام. أدرك ياسر عرفات طبيعة الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية والتي أصبحت تكيل بمكيالين وتنعت المقاومة بالإرهاب فأطلق ووجه سياسة “سلام الشجعان ” التي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13/9/1993 وبعد توقيع اتفاقية السلام اختاره المجلس المركزي الفلسطيني يوم 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية.

أول انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية عام 1996

العودة للوطن. وفي تموز/يوليو, 1994وبعد ترحال طويل وسنوات من النضال الميداني والسياسي عاد عرفات عودة المنتصرين إلى الأراضي الفلسطينية ليلقى أبناء شعبه بانتظاره وليكمل المسيرة التفاوضية لأول مرة من داخل الوطن.

وفي عام 1996 وانتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة. لكن حلمه بقي العودة إلى القسم العربي من القدس الذي ضمته الدولة العبرية، العام 1967 والصلاة في المسجد الأقصى, ثالث الحرمين الشريفين.

ذلك الحلم الذي ألب عليه أمريكا في السنوات الأخيرة عندما رفض أبو عمار أي تنازل في المفاوضات التي جرت في واي ريفر وكامب ديفد وطابا وغيرها من الضغوط التي مورست على الرئيس عرفات.

وكان الرد الأمريكي على هذا الموقف الصلب أن أعلن في نهاية حزيران/يونيو 2002 الرئيس الاميركي جورج بوش أن الرئيس الفلسطيني انتهى سياسيا متبنيا بذلك موقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني ارييل شارون الذي يبذل كل جهوده لتهمشه.

كامب ديفيد

وبالنسبة للولايات المتحدة فان خلق منصب رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية مطلع, 2003 الذي شغله على التوالي محمود عباس واحمد قريع المقربان من الرئيس عرفات, كان هدفه تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني الذي تتهمه واشنطن بتأجيج الانتفاضة “انتفاضة الأقصى “التي تنعتها أمريكا بالإرهاب.

لكن كل تلك المحاولات الإسرائيلية الأمريكية التي تهدف النيل من الرئيس عرفات ذهبت أدراج الرياح لأن الشعب الفلسطيني وحده صاحب الكلمة في هذا الموضوع وقد ظل وفياً لقائده المنتخب.

انتفاضة الاقصى 2001

أبو عمار يحاصر الحصار. ومنذ كانون الأول/ديسمبر, 2001 ضربت إسرائيل حصاراً مشدداً على أبو عمار لم يغادر الرئيس عرفات مقره في رام الله حيث حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات أشهرا طويلة.

حصار المقر الرئاسي ( المقاطعة ) في رام الله .

تقرير مفصل عن حصار المقاطعة في الفترة الواقعة مابين 19 الى 29/2/2002

دفع أبو عمار ثمن إصراره على موقفه السياسي حيث حوصر قرابة الثلاث سنوات في مقر المقاطعة في رام الله وهددت الحكومة الإسرائيلية بقتله مرات متتالية بل واقتربت من جدار غرفته ولكن جوابه كان واضحاً مدوياً شهيداً شهيداً شهيداً هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية.

وفي يوم صعق الشعب الفلسطيني بالأخبار التي أخذت تتناقلها وكالات الأنباء والتي تفيد بتدهور صحة الرئيس عرفات البعض لم يصدق تلك الأنباء واعتبرها دعاية إسرائيلية للنيل من الرئيس عرفات.

ولكن المصادر الفلسطينية أكدت صحة هذه الأنباء لتنطلق الجماهير الفلسطينية من كل حد وصوب باتجاه مقر الرئيس المحاصر وإلى الشوارع لأداء الصلوات والتضرع إلى الله عز وجل ليشفي الرئيس القائد الرمز.

والذي أقلته الطائرة إلى أحد مستشفيات باريس وسط ترقب جماهيري فلسطيني يخالطه تخوف من إخلاء إسرائيل بوعودها وعدم السماح للرئيس بالعودة إلى أرض الوطن بعد تعافيه إن شاء الله.

اعلان استشهاد ياسر عرفات

أوسمة وجوائز ياسر عرفات

1979: وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.

1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد “الهند” دكتوراه من جامعة جوبا في السودان دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999 .

31 أكتوبر 1993: اختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار الرئيس عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز، ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

في تموز 1994: منح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام .

في أكتوبر 1994: منح جائزة نوبل للسلام .

في نوفمبر 1994: منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا

رحيل الفارس ياسر عرفات في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2004 ، حيث أعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمر يناهز 75 عامًا.

سيرة الشهيد القائد ياسر عرفات..في الذكرى 15 لاستشهاده

غزة – خاصمصدر الإخبارية

سيرة قائد فلسطيني عرفه التاريخ بالمقدام وعرفه شعبه بالاسطورة التي لا يوجد على الارض شبيها لها ..

سيرة ياسر عرفات القائد والمؤسس .

أهم المحطات التاريخية في حياته والقضية الفلسطينية.

بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية التي لم يتخلى عنها في أي محفل من المحافل وبشخصيته الكاريزمية شكل ياسر عرفات الذي أصبح رئيسا منتخبا للسلطة الفلسطينية رمزا للنضال الفلسطيني منذ أكثر من أربعة عقود.

وقد برهن عرفات الذي يبلغ من العمر75 عاما على قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة ولأن الجبل لا تهزه الرياح أعلنها أبو عمار مدوية ليسمعها القاصي قبل الداني شهيداً….. شهيداً….. شهيداً……. هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني, القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية أنتجتها سنوات من اللجوء والتشرد.

المولد والنشأة.

ولد محمد عبد الرحمن عبد الرءوف عرفات القدوة الحسيني في الرابع من شهر آب/أغسطس 1929 في القدس في فلسطين.

و محمد عبد الرحمن هو اسمه الأول وهو اسم مركب أما اسم أبيه فهو عبد الرءوف، و عرفات هو اسم جده، القدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته. ومحمد عبد الرحمن هو واحد من سبعة إخوة ولدوا للتاجر الفلسطيني عبد الرءوف.

تيقظ محمد عبد الرحمن ابن السابعة عشرة لخطورة الحركة الصهيونية التي أخذت تستشري داخل المجتمع الفلسطيني لتنهب الأرض والبيت وتقتل وتدمر وتنبه الشاب محمد إلى المخططات التي كانت تحاك لاقتلاع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم وتمكين اليهود منها الأمر الذي لم يرق للفتى الثائر فعقد العزم على الانخراط في المجموعات المسلحة التي كانت تناضل ضد إقامة دولة يهودية في فلسطين.

لم يكن ما يحدث في فلسطين في تلك الفترة أمراً عادياً بالنسبة لأبو عمار ولم يتوقف الأمر عند الرغبة بالتخلص من هؤلاء الدخلاء فلم يعد امام الشاب محمد مفراً من المشاركة في المعارك الأولى التي اندلعت بين العرب واليهود في 1947 و1948 ثم في الحرب العربية الصهيونية الأولى في 1948 بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني وكان لاغتصاب فلسطين التاريخية من أهلها عنوة الأثر الأكبر في تكوين شخصية أبو عمار.

سافر عرفات الذي أغضبه انتصار قوات الكيان الصهيوني المدعومة من الغرب, إلى مصر حيث درس الهندسة المدنية فقد التحق بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة والتي تخرج منها كمهندس مدني. أتاحت له دراسته في مصر الانخراط منذ شبابه

في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد الطلاب الفلسطيني، والذي تولى رئاسته فيما بعد من العام 1952 إلى العام 1956. و في القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس.

و بدأت في العام 1956 شخصية محمد عبد الرحمن القتالية والعسكرية في الظهور عندما التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956بل وأبلى فيها بلاء حسناً.

في ذكرى ميلاده: ياسر عرفات شمعة أضاءت دروب عاشقي الوطن وفجرت الثورات

 

بعد حرب السويس غادر عرفات إلى الكويت وهناك أدرك أبو عمار حقيقة مفادها أن أبناء الشعب الفلسطيني هم وحدهم من يستطيعوا إعادة الحق المغتصب وتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني الذي كان قد فقد في تلك الفترة أي أمل في العودة في ظل الترهل والتفكك العربي والمراهنة على حكومات عربية لا حول لها ولا قوة.

وبدأ هو ومجموعة من رفاقه المناضلين لملمة الجرح الفلسطيني وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس كسرها التشرد وأعياها الصمت وأضعفها التشرد واللجوء ليأتي عرفات ورفاقه ويحيوا الأمل في هذه النفوس من خلال أنبل ظاهرة عرفها التاريخ لتخرج على الناس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كحركة تحرر أصبح لها احترامها بين شعوب العالم الحر كان ذلك في العام 1959.

السيرة النضالية لحركة فتح

نجحت فتح بقيادة أبو عمار في جذب الأنظار إليها والتف الناس حولها باعتبارها المخرج الوحيد ونجحت فتح في لفظ غبار الكسل واليأس التي انتابت المواطن العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص لا سيما بعد نكسة حزيران 1967 وهزيمة الجيوش العربية وضياع الجزء المتبقي من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).

لم تعرف فتح ومن انضموا إليها ثقافة الهزيمة هذه ولم تدخل ضمن مفردات قاموسها وبدأت فتح تخرج من نطاق السرية لتبهر الجميع بعملياتها النوعية ضد عدو متغطرس لا يعرف إلى الرحمة سبيل ومنذ تلك اللحظات تحولت إسرائيل بأنظارها إلى المنظمات الفلسطينية وقيادتها ولم تتوانى للحظة عن ملاحقتهم لا سيما الرجال الذين كونوا النواة الأولى للثورة الفلسطينية وعلى رأسهم أبو عمار الذي تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتتالية.

وبعد أن أمضى سنوات في العمل السري باسمه الحركي أبو عمار انتخب عرفات رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط/فبراير 1969 وبدأ يعرف على الساحة الدولية بزيه الزيتي القاتم وكوفيته الفلسطينية اللذين لم يتخل عنهما يوما.

وبفضل شخصيته القوية وحدسه تمكن من تعزيز سلطته السياسية والنجاة من المؤامرات السياسية. وانتخب في 1973 قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية وفي العام 1974 ألقى أبو عمار كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

قُتل غدراً وسُرق جهراً ..630 ألف دولار كلفة اصلاح ضريح الراحل ياسر عرفات أبو عمار في تونس.

وقادته مسيرته إلى تونس بعد أن طرد أول مرة من الأردن من قبل قوات الملك حسين عام 1970 ثم من لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1982 في ختام حصار طويل ضرب فيه أبو عمار ورفاقه المقاتلين الفلسطينيين أروع آيات الصمود والتحدي في حصار استهدف أبو عمار قائد المعركة شخصياً.

 

معركة الصمود : حصار بيروت 1982
الشهيد القائد ياسر عرفات ابو عمار يغادر بيروت عام 1982

ونظراً لحنكته السياسية أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر 1984 ونيسان 1987 من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني وفي خطوة جريئة قام بها أبو عمار في15/11/1988عندما تلا إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب بعد ذلك رئيسا لدولة فلسطين.

13/3/1989 كان يوم اختياره رئيساً لدولة فلسطين،من قبل المجلس المركزي الفلسطيني وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة .

احداث ايلول الاسود في الاردن

أبو عمار في الأمم المتحدة. اختار عرفات طريق المفاوضات مع الكيان الصهيوني التي رفضت الدخول فيها بقية الفصائل الفلسطينية. وفي تاريخ 13/12/1988 ألقى أبو عمار خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف .

التي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في شباط وأيار 1995 لنفس السبب 13-14/12/1988 أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناءا عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس.

30/3/1989 اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة.

السلام لا الاستسلام. أدرك ياسر عرفات طبيعة الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية والتي أصبحت تكيل بمكيالين وتنعت المقاومة بالإرهاب فأطلق ووجه سياسة “سلام الشجعان ” التي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13/9/1993 وبعد توقيع اتفاقية السلام اختاره المجلس المركزي الفلسطيني يوم 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية.

اول انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية عام 1996

العودة للوطن. وفي تموز/يوليو, 1994وبعد ترحال طويل وسنوات من النضال الميداني والسياسي عاد عرفات عودة المنتصرين إلى الأراضي الفلسطينية ليلقى أبناء شعبه بانتظاره وليكمل المسيرة التفاوضية لأول مرة من داخل الوطن.

وفي عام 1996 وانتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة. لكن حلمه بقي العودة إلى القسم العربي من القدس الذي ضمته الدولة العبرية، العام 1967 والصلاة في المسجد الأقصى, ثالث الحرمين الشريفين.

ذلك الحلم الذي ألب عليه أمريكا في السنوات الأخيرة عندما رفض أبو عمار أي تنازل في المفاوضات التي جرت في واي ريفر وكامب ديفد وطابا وغيرها من الضغوط التي مورست على الرئيس عرفات.

وكان الرد الأمريكي على هذا الموقف الصلب أن أعلن في نهاية حزيران/يونيو 2002 الرئيس الاميركي جورج بوش أن الرئيس الفلسطيني انتهى سياسيا متبنيا بذلك موقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني ارييل شارون الذي يبذل كل جهوده لتهمشه.

كامب ديفيد

وبالنسبة للولايات المتحدة فان خلق منصب رئيس وزراء في السلطة الفلسطينية مطلع, 2003 الذي شغله على التوالي محمود عباس واحمد قريع المقربان من الرئيس عرفات, كان هدفه تقويض سلطة الرئيس الفلسطيني الذي تتهمه واشنطن بتأجيج الانتفاضة “انتفاضة الأقصى “التي تنعتها أمريكا بالإرهاب.

لكن كل تلك المحاولات الإسرائيلية الأمريكية التي تهدف النيل من الرئيس عرفات ذهبت أدراج الرياح لأن الشعب الفلسطيني وحده صاحب الكلمة في هذا الموضوع وقد ظل وفياً لقائده المنتخب.

انتفاضة الاقصى 2001

أبو عمار يحاصر الحصار. ومنذ كانون الأول/ديسمبر, 2001 ضربت إسرائيل حصاراً مشدداً على أبو عمار لم يغادر الرئيس عرفات مقره في رام الله حيث حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات أشهرا طويلة.

حصار المقر الرئاسي ( المقاطعة ) في رام الله .

تقرير مفصل عن حصار المقاطعة في الفترة الواقعة مابين 19 الى 29/2/2002

دفع أبو عمار ثمن إصراره على موقفه السياسي حيث حوصر قرابة الثلاث سنوات في مقر المقاطعة في رام الله وهددت الحكومة الإسرائيلية بقتله مرات متتالية بل واقتربت من جدار غرفته ولكن جوابه كان واضحاً مدوياً شهيداً شهيداً شهيداً هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة.

ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل, ستحجبون عني الدواء والغذاء, الله خلقني ولن ينساني القدس مطلبي, وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية, الطريق طويل, لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية.

 

وفي يوم صعق الشعب الفلسطيني بالأخبار التي أخذت تتناقلها وكالات الأنباء والتي تفيد بتدهور صحة الرئيس عرفات البعض لم يصدق تلك الأنباء واعتبرها دعاية إسرائيلية للنيل من الرئيس عرفات.

ولكن المصادر الفلسطينية أكدت صحة هذه الأنباء لتنطلق الجماهير الفلسطينية من كل حد وصوب باتجاه مقر الرئيس المحاصر وإلى الشوارع لأداء الصلوات والتضرع إلى الله عز وجل ليشفي الرئيس القائد الرمز.

والذي أقلته الطائرة إلى أحد مستشفيات باريس وسط ترقب جماهيري فلسطيني يخالطه تخوف من إخلاء إسرائيل بوعودها وعدم السماح للرئيس بالعودة إلى أرض الوطن بعد تعافيه إن شاء الله.

اعلان استشهاد ياسر عرفات

أوسمة وجوائز ياسر عرفات

1979: وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.

1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد “الهند” دكتوراه من جامعة جوبا في السودان دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999 .

31 أكتوبر 1993: اختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار الرئيس عرفات هو نائب رئيس حركة عدم الانحياز، ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

في تموز 1994: منح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام .

في أكتوبر 1994: منح جائزة نوبل للسلام .

في نوفمبر 1994: منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا

رحيل الفارس ياسر عرفات في الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2004 .اعلن المستشفى الفرنسي وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمر يناهز 75 عاما

Exit mobile version