الرئيس عباس يُزيح الستار عن مجسم تذكاري للرئيس عرفات في الصين

بكين- مصدر الإخبارية:

أزاح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الجمعة، الستار عن مجسم تذكاري للرئيس ياسر عرفات في حديقة المتحف الصيني في بكين

جاء ذلك عقب اختتامه زيارته الرسمية إلى جمهورية الصين الشعبية التي استمرت ثلاثة أيام.

ووصل الرئيس عباس الثلاثاء الماضي إلى الصين، واجتمع مع الرئيس شي جين بينع، وبحثا أخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود السياسية والدبلوماسية لحشد الدعم الدولي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

واطلع الرئيس عباس الرئيس الصيني على نية فلسطين الطلب من الأمم المتحدة إصدار رأي استشاري وفتوى من محكمة العدل الدولية، حول قانونية وشكل وأهلية النظام الذي أقامته إسرائيل، دولة الاحتلال والأبارتهايد، على أرض فلسطين.

ووضعه بصورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق شعبنا، والإجراءات أحادية الجانب، والمتمثلة بتكثيف الاستيطان وعمليات القتل اليومية، واستباحة المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، وسرقة أموال الضرائب الفلسطينية.

واتفقا على شراكة استراتيجية بين الصين وفلسطين وتقوية العلاقات بينهما وفقاً لما يحقق المصالح المشتركة.

وأكد الرئيس عباس اعتزازه بالعلاقات الثنائية القوية بين البلدين الصديقين، وأعرب عن شكره وتقديره للدعم السياسي الذي تقدمه الصين لشعبنا الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة ونيل حريته واستقلاله.

اقرأ أيضاً: الرئيس عباس يطلع رئيس الوزراء الصيني على انتهاكات الاحتلال

مؤسسة ياسر عرفات تعقد اجتماعها الـ54 في القاهرة

القاهرة – مصدر الإخبارية

عقدت إدارة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، الليلة الماضية، اجتماعها الـ 54 في العاصمة المصرية القاهرة.

وترأس الاجتماع القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات علي مهنا، بمشاركة رئيس مجلس الأمناء ممدوح العبادي، وعدد من أعضاء المجلس.

ودرى خلال الاجتماع دراسة وتقييم وضع المؤسسة، كما ناقش المشاركون فعاليات ونشاطات المؤسسة وتطوير برامج عملها، بما في ذلك أعمال اللجان الخاصة بالمؤسسة والمتحف.

واعتمد مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات التقارير الإدارية والمالية النهائية التي سيُقدمها مجلس الإدارة للاجتماع الرابع عشر لمجلس الأمناء، المقرر انعقاده اليوم الأحد في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة القاهرة.

يُذكر أن مؤسسة ياسر عرفات هي منظمةٌ غير ربحية مُستقلة فلسطينية، تأسست بموجب مرسوم رئاسي عام 2007 للحفاظ على تراث ياسر عرفات وللإبقاء على ذكراه خالده.

ويُشرف على المؤسسة مجلس أمناء ويُديرها مجلس إدارة، ويُعتبر الصندوق القومي الفلسطيني مرجعيتها الإدارية والمالية منذ 17 سبتمبر/ أيلول 2015.

الكوفية الفلسطينية.. رمزٌ تاريخيٌ ونضاليٌ يُصارعُ الاحتلالَ في كل المحافل

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

وشاحٌ أبيض كلون الثلج، وخيوط سوداء كتاريخ الاحتلال الذي بات يُسيطر على معظم الأراضي الفلسطينية، خَطّ شعبُنا بالكوفية الفلسطينية مسيرته النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي والتي عبّدها بآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين يتجرعون مرارة القهر في سجون الظلم والقهر التابعة لإدارة مصلحة السجون.

الكوفية الفلسطينية، كانت على مدار العقود الماضية حتى يومنا هذا، رمزًا لشعبٍ مقهور ما زال يُؤمن بحقه في الاستقلال والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف رغم التحديات العاصفة والمعيقات الجَمة التي تشهدها مُدن الضفة والقدس المحتلتين.

تميزت الكوفية، بكونها تُعبّر عن الشعب الفلسطيني الذي سطّر أمام العالم لوحاتٍ من المجد والصمود أمام أعتى آلة حرب عرفها التاريخ، دون أن يُفرط في حقوقه أو يتنازل عن أيٍ منها، مقدمًا في سبيل ذلك الأرواح والمُهَجْ.

وكانت وزارة التربية والتعليم اعتبرت السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، يومًا وطنيًا للتوشح بالكوفية الفلسطينية، اعتزازًا بكونها تُعبّر عن الشعب الفلسطيني وفخرًا بالرمز الراحل ياسر عرفات الذي عُرف بكوفيته في أصقاع العالم.

يقول الناطق باسم حركة “فتح” منذر الحايك، إن “الكوفية الفلسطينية أصبحت تُشكّل رمزًا تاريخيًا لشعبنا منذ وضعها الرئيس الرمز ياسر عرفات على رأسه أمام العالم خلال مسيرته الثورية الوطنية، ما دفع بالاحتلال إلى محاربتها خلال الانتفاضة المباركة”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “اليوم أصبح يُشار للقضية الفلسطينية مِن خِلال الكوفية التي تبعث في النفس شعور العِزة والفَخر بالتاريخ والشهداء والأسرى والجرحى والتراث الذي بات يصنع الهوية الوطنية أمام شعوب ودول العالم”.

وأشار إلى أن “الشباب الفلسطيني المغتربين أصبحوا سفراء بلادهم في الخارج، مِن خِلال التزامهم بارتداء الكوفية وحُبهم وولائهم لها كونها تُمثّل قضيتهم الأم والمركزية وظهر ذلك واضحًا في التظاهرات التي شهدتها ألمانيا، كندا، الأرجنتين، الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً وأن اسم الشهيد الرمز الراحل ياسر عرفات امتزج وارتبط بالكوفية الفلسطينية فأصبحت تُعرف فلسطين من كوفية “أبو عمار”.

وتجاوزت “الكوفية” حواجز الزمان والمكان عبر الشكل المُعتاد، عبر إطلاق قناة فضائية بإسمها لتكون صوت فلسطين إلى العالم وتنقل هُموم المواطنين وتفاصيل حياتهم اليومية الممزوجة بين الألم والأمل، في ظل الحصار واستمرار الانقسام الفلسطيني الذي بات يُخيم على جميع مناحي الحياة.

يقول مدير مكتب قناة الكوفية في فلسطين الصحفي أحمد حرب، “مرت سبع سنوات على انطلاق قناة الكوفية الفضائية، كان لها الشرف أن تحمل اسم الكوفية كرمزٍ للقضية الفلسطينية أولًا ورمز للقائد ياسر عرفات، هذه الرمزية جعلت من الكوفية قُدسية خالدة بكل أذهان الشعب الفلسطيني، لأنها رسمت تاريخًا نضاليًا راسخًا، تتعاقب عليه الأجيال”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “استطعنا في قناة الكوفية ترسيخ هذه القدسية بحمل نهج الثوار وتعزيز مفهوم العمل الوطني الوحدوي الذي أورثه الرئيس الرمز أبو عمار بنهجه وكوفيته”.

وأكد على أن “كل شبل وشيخ وشباب فلسطيني يعرف ماهية الكوفية وتاريخها وتاريخ قضيتها، كونها مسؤوليةٌ مشتركة من الكل الفلسطيني وها نحن نرفع السرايا بها ونلوح للكل الفلسطيني من خلال شاشتنا بنهجها وعبقها وارثها الوطني”.

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة تقول: إن “الكوفية الفلسطينية لها تاريخٌ عريق حيث كان الفلاحون الفلسطينيون يرتدون “العقدة، القمباز، العقال، الطربوش، وفي بداية العمل الكفاحي ضد الاحتلال توشح الفدائيون والثوار بالكوفية والحَطة، وتركوا الطربوش لتضليل الاستعمار وارباك حساباته”.

وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “تطورت الحالة النضالية وأصبح ارتداء الحَطة “الكوفية” جزءًا أصيلًا من مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، أُسوة بما حدث حديثًا على المستوى الشعبي بالحِلاقة “الصفرية” للتمويه على الاحتلال وضمان سلامة منفذ عملية القدس الفدائية عدي التميمي وبالفعل نجحوا في ذلك، حتى عاد مُجددًا ونفذ عملية آخرى من نقطة صفر استُشهد على اثرها”.

وأكدت على أن “الكوفية الفلسطينية منتصف السبعينات كانت تُصنّع يدويًا في مدينة القدس وتُصدر للخارج، في تعبيرٍ عن اعتزاز الفلسطينيين برمزيتها التي شهدت انتماءً وطنيًا فريدًا، خاصة عند ظهور الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات بها أمام المجتمع الدولي وفي المحافل المختلفة كثائرٍ فلسطيني أسس أطول حركة تحرر وطني وأنبلها وأعقدها على الإطلاق”.

وأردفت، “حضرتُ مهرجان الشبيبة في كوبا عام عام 1978 والتقينا بالوفد الفيتنامي على منصة الاحتفال، فتفاجأنا بانحناء الموجودين أمام الكوفية والعلم الفلسطيني فخرًا واعتزازًا ببطولات شعبنا وتضحياته، حتى ما تزال الكوفية تُمثّل رمزًا له قدسيته واحترامه لدى جميع المناضلين والثوار في كل العالم”.

ولفتت إلى أن “الفلسطينيين سيبقون يعتزون في كوفيتهم الفلسطينية وتاريخهم الحافل بالتضحيات والمواقف النضالية والحقوق غير القابلة للتصرف، في ظل الإيمان المُطلق أن الاحتلال إلى زوال والاستقلال سيكون حليف شعبنا المُستحق للحَياة”.

اعلان الاستقلال.. آمالٌ فلسطينية بالتحرر تصطدم بمزيدٍ من الاستيطان والتهويد

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يُصادف اليوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر للعام 1988 ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، حيث صدح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بكلماتٍ مقتضبة حمّلت عزًا وقيمةً كبيرة لدى الفلسطينيين ورسّخت لحُلمٍ وطنيٍ بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

في مثل هذا اليوم قبل 34 عامًا وقف الرئيس الرمز أبو عمار، أمام المجلس الوطني الذي استضافته دولة الجزائر ليُعلن أمام الجميع وثيقة الاستقلال قائلًا: فإن “المجلس الوطني يُعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.

كلماتٌ لاقت ترحيبًا حارًا من الفصائل الفلسطينية، وجددت تطلعات المواطنين بحُلم التحرير والأمل بحق تقرير المصير على أراضٍ مُحررة بعد زوال أخر الجيوش الاحتلالية للأراضي العربية وهو الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على فلسطين منذ 74 عامًا وبات يُضيق الخِناق على أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجدهم.

يقول المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، إن “نهج السلطة الفلسطينية الحالي لا يُمكن أن يُؤدي لتحقيق شيء من آمال وتطلعات شعبنا بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف واسترداد حقوق شعبنا وضمان حقه بالعودة إلى بلاده التي هُجر منها عام 1948”.

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، أن “سياسة التفاوض التي تنتهجها السلطة على مَدار السنوات الماضية، أثبتت فشلها على جميع المستويات وساهمت في تراجع حضور القضية الفلسطينية في المحافل المختلفة”.

وأكد على ضرورة تعزيز الموقف الفلسطيني وإنهاء الانقسام خاصةً في أعقاب اعلان اتفاق الجزائر، مما يتطلب العمل على تطبيقه، إلى جانب توحيد المؤسسات القادرة على الفعل السياسي لإنهاء الاقصاء والتفرد الذي تُمارسه السلطة بالوقت الحالي.

ودعا قاسم، إلى أهمية وجود قيادة حقيقية للمقاومة الفلسطينية بمفهومها الشامل تُدير الفعل النضالي في جميع الساحات وتُعطي كل ساحة ساحاتها ودورها لتعزيز الفعل المقاوم، مع ضرورة التخلي عن النهج الحالي للسلطة الفلسطينية الذي أضرّ بالقضية الوطنية وساهم في تعمق حالة الانقسام.

ماذا تبقى من وثيقة إعلان الاستقلال؟

يقول الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، إن “اعلان الاستقلال كان له دورٌ بارزٌ في انعاش الشعب الفلسطيني عام 1988 حيث عزّز إمكانية وجود حالة استقلال وطني وبداية بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ضمن توقعات ووعودات القيادة السياسية الفلسطينية”.

وأضاف، “القيادة الفلسطينية ذهبت فيما بَعد إلى اتفاق أوسلو الذي أجحف بالحق الفلسطيني بشكلٍ كامل، بينما كان متوقعًا تَحَوْلْ الاتفاق إلى دولة مستقلة بعد خمسة أعوام بحلول عام 2000، ينتهي بموجبه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بعد جرائمه البشعة بحق شعبنا”.

وأردف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، “كان يُتوقع انجاز الاستقلال الوطني عبر المفاوضات، وهو أمرٌ خاطئٌ للغاية كونه مثّل خداعًا لآمال الشعب الفلسطيني وما يُؤكد ذلك أن الاحتلال كان بشكلٍ إحلالي عبر طرد الشعب الفلسطيني لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة”.

وأوضح أن “المفاوضات جاءت بعد حرب الخليج والهيمنة الأمريكية وانهيار الاتحاد السوفيتي ليُفرض هذا الخَيار على الشعب الفلسطيني لينتهي بمرحلة التحرر الوطني لكن ما حدث كان خِلافًا لكل التوقعات والوعودات”.

ونوه، إلى أن “الشعب الفلسطيني لم يُنجز الاستقلال الوطني، حيث ما تزال فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي من شمالها إلى جنوبها ومن النهر إلى البحر، وقطاع غزة ما يزال مُحتلًا وإن انسحب الاحتلال من مستوطناته عام 2005 لكنه يزال تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة برًا وجوًا وبحرًا وجميع المواقع”.

إخفاقات وتساؤلات

من جانبها، تقول الكاتبة والباحثة الفلسطينية تمارا حداد، إن “ذكرى اعلان وثيقة الاستقلال تأتي في ضوء الإخفاقات الفلسطينية وعدم قدرة الفلسطينيين على وقف الزحف الاستيطاني فوق الأرض الفلسطينية وعدم قدرتهم على ردع أبسط القوانين العنصرية المُفروضة على الفلسطينيين، متسائلة، “هل سيُغير الجانب الفلسطيني واقعه ووجهته بتغيير السياسات الماضية والتي أخفقت في تحقيق أبسط الحقوق الفلسطينية للشعب الفلسطيني ولم تستطع انعاش ضربات قلب القضية الفلسطينية التي باتت تحتضر في غرفة الإنعاش”.

وأكدت في حديثٍ لمصدر الإخبارية، على أنه “آن الأوان لتغيير الاستراتيجيات لتقييم سياساته وبرامجه التي كانت تندرج في كثير من الأحيان في سياق استراتيجيات الدول المانحة والأجندات والإملاءات الخارجية، حيث أمام الفلسطينيين فرص كثيرة بمكوناته وأحزابه وقواه السياسية ومؤسساته ومنظماته لتخطي تلك العقبات لرفع مستوى سقف معنويات الشعب الفلسطيني الذي بات لا يثق بأي فكرة عقيمة قد تطرح أمامهم والتي لا تتعاطى مع مطالب الشعب ولا بأهدافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتحررية”.

وشددت على ضرورة مغادرة كل الرهانات التي أثبتت عجز الفلسطينيين وإخفاقهم في وحدتهم  وفي  نيل حقوقهم الشرعية المنصوص عليها في القوانين الدولية والذي كان لا بد من تحقيقها وفق رؤية الشعب الفلسطيني لا وفق وجهة وأجندة الغرب او الشرق، الشعب الفلسطيني صبر وتحمل ووهب الكثير من الاسرى والشهداء والجرحى في سبيل تحرير وطنه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس على ترابها الوطني، انتهت اللعبة التي لعبتها القيادات، ولن يقبل الشعب بعد اليوم العبث بحقوقه وكرامته وتاريخه ونضاله”.

وفيما يتعلق بالحُلول المقترحة لتحقيق الاستقلال الحقيقي للشعب الفلسطيني، لفتت إلى أن الحل يكمن في تقديم مساعدة للشعب الفلسطيني بعيدًا عن السياسات والشروط ومشاريع الهيمنة المرتبطة بأولويات وأهداف ومصالح الدول المانحة الغربية والشرقية والتي تستدعي قطع المفهوم الغربي للديمقراطية المزيفة والتي استخدمت تلك الكلمة للحروب الاهلية والطائفية وتفتيت الأوطان في الوطن العربي وسيلة لخدمة مصالح ومشاريع الهيمنة السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

عباس: اعلان وثيقة الاستقلال شكّل منعطفًا مصيريًا في تاريخ الشعب الفلسطيني

رام الله – مصدر الإخبارية

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الاثنين، إن “اعلان وثيقة الاستقلال على لسان الرئيس الشهيد ياسر عرفات أمام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر الشقيق شكّل منعطفًا مهمًا ومصيريًا في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث مهّد الطريق للبدء بمرحلة نضالية جديدة أساسها القبول بقرارات الشرعية الدولية ودخول دولة فلسطين المنظومة الدولية كشريك أساسي في بناء المجتمع الدولي، استُكملت لاحقًا بمعركة الدبلوماسية القانونية على الساحة الدولية وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية، رُغم كل المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية.

وأضاف، “السلام والاستقرار يبدأ بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وتجسيد قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها”.

وتابع خلال كلمةٍ ألقاها في الذكرى الـ 34 لإعلان الاستقلال، أن “الشعب الفلسطيني يُحيي ذكرى مرور 34 على إعلان الاستقلال الوطني، وهو صامدٌ متمسكٌ بثوابته الوطنية رغم كل ممارسات الاحتلال من جرائم وعدوان مستمر على الأرض والبشر والحجر، لأن شعبنا يملك الإيمان بعدالة قضيته، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن”.

وتابع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، “بفضل التضحيات التي قُدمت في سبيل حماية حقوقنا المشروعة والحفاظ على القرار الوطني المستقل، حصلنا على اعتراف أكثر من 140 دولة، وانضمت دولة فلسطين إلى العشرات من المنظمات والمؤسسات الدولية، فتحول إعلان الاستقلال إلى دولة موجودة ومعترف بها لا يمكن لأحد إنكار وجودها أو القفز عنها”.

وأردف الرئيس، “شعبنا الفلسطيني الذي بدأ كفاحه منذ وعد بلفور المشؤوم لن يتخلى عن حقوقه الوطنية المُستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، ولن يُفرط بثوابته التي ضحى الآلاف من قادتنا وشبابنا بحياتهم ودمائهم في سبيل الحفاظ عليها، وصولًا لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها درة المدائن القدس الشرقية، بمقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

وأكد على أن “اعتراف الشعب الفلسطيني بالشرعية الدولية واعتماد قراراتها كمرجعية لتحقيق السلام العادل والشامل يتطلب قيام المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإرغامه على قبول القرارات الأممية، وعدم الكيل بمكيالين، وسياسة ازدواجية المعايير، لأننا لن نقبل باستمرار الاحتلال للأبد”.

وتوعّد الرئيس باتخاذ “مواقف جادة وحازمة لحماية حقوق شعبنا ووقف التصعيد الإسرائيلي الأرعن من قبل الاحتلال وجيشه ومستوطنيه الذين لم يتركوا شبرًا من أرضنا إلا وقاموا بالاعتداء عليه وارتكاب جرائمهم تحت سمع وبصر الحكومة الإسرائيلية، التي تثبت يوما بعد يوم أنه لا يوجد هناك شريك إسرائيلي حقيقي لصنع السلام الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

أقرأ أيضًا: الاستقلال الوطني وتقرير المصير الفلسطيني.. بقلم/ سري القدوة

محسن: ذكرى إعلان وثيقة استقلال فلسطين تأكيد على حقوقنا التاريخية والقانونية

غزة – مصدر الإخبارية

قال الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، عماد محسن، إن “ذكرى إعلان وثيقة استقلال فلسطين تُمثّل تأكيداً على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والقانونية، والحق في إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.

وأضاف محسن في بيانٍ صحفي وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه بمناسبة الذكرى الـ34 لإعلان وثيقة استقلال فلسطين: “تُمثّل ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال في العام 1988 تأكيداً سنوياً على حق شعبنا في إقامة وتجسيد دولته المستقلة وتكريس سيادته على أرضه، استناداً للحق التاريخي والقانوني، بحسب المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي”.

واستطرد، “عندما وقف الشهيد الرمز القائد الراحل ياسر عرفات لإعلان الاستقلال، كان يعلم يقينًا أن تجسيد الإعلان يتطلب الكثير من التضحيات والنضالات، التي تُمثّل امتداداً طبيعياً للكفاح الطويل الذي بدأه شعبنا منذ إعلان بلفور المشؤوم وحتى اندلاع انتفاضة الحجارة، التي كانت وثيقة الاستقلال إحدى أبرز وأهم منجزاتها”.

وأردف، “يعيش شعبُنا اليوم ظُروفاً استثنائية، ضمن واقعٍ دوليٍ وعربيٍ وفلسطينيٍ صعبٍ للغاية، وتترنح القضية الوطنية بفعل الانقسام البغيض، وتداعي المؤسسات التمثيلية لشعبنا، وتراجع الأداء السياسي والحزبي والوطني والرسمي على كل المستويات”.

ودعا محسن إلى “ضرورة تفعيل آليات العمل الجاد لاستعادة الوحدة وتصويب البوصلة، والبحث عن كل سبيلٍ يُفضي لاسترداد وحدتنا الوطنية والاتفاق على برنامجٍ نضاليٍ جامعٍ يمثل خارطة واضحة تتيح لشعبنا استكمال مشروعه التحرري حتى تحقيق الاستقلال”.

أقرأ أيضًا: فيديو| في ذكرى الاستقلال.. فلسطين لا زالت تحت الاحتلال والأخير مستمر في جرائمه!

ياسر عرفات.. الزعيم الغائب الأكثر حضوراً في قلوب شعبٍ وسطور تاريخ

خاص – مصدر الإخبارية 

تمر اليوم الجمعة، 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الذكرى الـ18 على اغتيال الزعيم الفلسطيني الأبرز والقائد الرمز ياسر عرفات “أبو عمار”، ومعها يستذكر الفلسطينيون مسيرته الوطنية وسيرته الإنسانية التي ملك بها قلوب شعب بأكمله.

ياسر عرفات الذي سُطر اسمه في كتب التاريخ بحروف من ذهب، أجمع على حبه وتأييده الملايين وكانت كلمته واحدة موحِدة للصف الفلسطيني على مدار سنوات حكمه ومن قبلها خلال سنوات قيادته للثورة والثوار، وكانت القضية الفلسطينية في وجوده العنوان العريض في جُل المحافل الدولية، وصدى صوته لايزال حاضراً في أروقتها وبين جدرانها.

يستذكر الفلسطينيون شهيدهم ورمز قضيتهم “أبو عمار” اليوم وبعد مرور 18 عاماً على رحيله، مفتقدين وحدة كلمته ووحدة موقفه ووحدة الوطن الذي عانى ولايزال انقساماً طال عمره وامتد 15 عاماً، ملتهماً عدالة القضية الفلسطينية وأطفأ وهج حضورها، وضاعف من تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

ياسر عرفات القائد الغائب الذي لم يزده الغياب سوى حضوراً في قلوب شعبه، يستذكره الفلسطينيون في حياتهم اليومية وفي مناسباتهم الاجتماعية ويجعلون من كوفيته وصوره زينة لأعيادهم وأوقات أفراحهم ويتغنون بكلماته ويتباهون به قائداً وزعيماً زرع في نفوسهم حب الوطن والانتماء لقضيته.

تأتي ذكرى استشهاد أبو عمار الـ18  والوطن يكابد ويعاني ظلم احتلال بغيض، بين استيطان وتهويد وقتل وتشريد في الضفة والقدس المحتلتين، وحصار وحروب متتالية على قطاع غزة، وشعب لسانه حاله يقول “لو كان أبو عمار بيننا لما وصل بنا الحال إلى هنا”.

يمر هذا اليوم وسط احتفالات وطنية بين وقفات ومسيرات ومهرجانات، لإحياء ذكرى زعيم لم تأتِ كتب التاريخ بمثله، ويجمع المؤيد لمواقفه والمعارض لها على أنه الوحيد الذي كان له الأثر الخالد، بدليل أن الطفل الذي لم يبلغ عامه الخمس يتوشح بكوفيته ويرفع صورته عالياً ويتغنى بحروف اسمه.

أبا عمار القائد الإنسان يستذكره اليوم أمهات الشهداء وآلاف الجرحى الذين كان جنباً إلى جنب معهم مقبلاً جراحهم، ويستذكره الطفل والشيخ والنساء اللاتي اعتبرنه أخاً وأباً، مرددين “نحني ونبوس ترابك يا أبو عمار”.

تاريخ الحادي عشر من نوفمبر من كل عام، سيبقى يشكل ذكرى أليمة برحيل قائد خاض نضالاَ تحررياً في سبيل القضية الفلسطينيية لعشرات الأعوام، وواجه في سبيلها معارك سياسية وعسكرية لا حصر لها، حتى انتهت باغتياله “مسموماً” في عام 2004، بعد حصار دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقر المقاطعة في رام الله بالضفة المحتلة.

حنكة وإرادة وصمود القائد والشهيد ياسر عرفات كانت دروساً استفادت منها مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة، بعد أن حول الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلتها كتب التاريخ وعلقت في أذهان الأجيال.

مسيرته في سطور

ولد الرئيس الراحل ياسر عرفات في القدس في الرابع من آب (أغسطس) 1929، واسمه كاملاً “محمد ياسر” عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.

درس أبو عمار في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

وفي عام 1968 شارك مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيري، ويحيى حمودة.

عام 1974  ألقى ياسر عرفات كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة “جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.

وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد “أبو عمار” خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب “أنا ذاهب إلى فلسطين”.

وفي الأول من تشرين الأول 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية “حمام الشط” بتونس، وأدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولي من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

وعقب إعلان الاستقلال في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، أطلق الراحل في الثالث عشر والرابع عشر من كانون الأول للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في الـ16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  آذار 1989.

ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، في الثالث عشر من أيلول، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين.

وفي العشرين من كانون الثاني 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية أطلقت عليها اسم “السور الواقي”، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

في 11/11/2004 فارق أبو عمار الحياة في مستشفى “كلامار” العسكري في باريس، نتيجة سم تم دسه داخل جسمه، ولم تتمكن الجهود الطبية من إنقاذ حياته لصعوبة معرفة تركيبة ذلك السم، بحسب التقارير الطبية الصادرة عن المشفى.

في مشهد مهيب شُيع جثمان القائد الزعيم ياسر عرفات امتد من باريس إلى مصر وصولاً إلى أرض الوطن حيث بكته الملايين وتسابق على حمل نعشه الآلاف شاعرين بخسارة قائد بحجم وطن انتموا إليه وانتمى إليهم، وبقي ضريحه مزاراً لكل من يصل مدينة رام الله.

 

الياسر.. قائدٌ ببدلة إنسان حبُه لا تهزُه ريحٌ في قلوب الكثيرين

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

لا يزال المشهد الأخير في وداع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “أبو عمار” القريب من الجماهير الفلسطينية في الأذهان وإن مر مئات السنين في ذكراه، ويبدو أنه لم يتوقف عند مجرد مشهد، إنما اخترق القلوب ليحفر فيها حبه وشعبيته في قلوب الكثيرين الذين يعتبرونه الأب الروحي.

وبلا أي شعارات ولا حتى بتوصيات، لم يستعن القائد الفلسطيني أبو عمار بأي عمل يرفع من رصيده لشعبه، ولم يحتاج لمن يزكيه فبمجرد ما تذكر اسمه يترحم عليه الملايين.

من قبلاته للجرحى، إلى لمساته الحانية للأطفال، وشدته الرحيمة مع مقاتليه، وعباراته الخالدة من “يا جبل ما يهزك ريح، واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة، إلى شهيداً شهيداً، شهيداً”.

وسط كل ذلك، تبدو شعبيته جلية وواضحة من خلال ما ظهر من آراء الناس والذين أجمع أغلبهم على “يا ريت ترجع أيامك يا أبو عمار”.

“من بعد أبو عمار تاه الشعب”

بدأ أبو العز قوله: “من بعد أبو عمار تاه الشعب الفلسطيني وخصوصاً في غزة”، ولم تكن مجرد جملة قالها، إنما بدا بصوته حسرة تختصر الوضع الحالي للفلسطينيين في غزة ظهرت من بين الأحرف والجمل التي عبر بها.

ووصف أبو العز أبو عمار بأنه “أيقونة الثورة الفلسطينية، وصانع جيشه”، ويرى بأنه قائد بمعنى الكلمة متمنياً لو عادت أيامه.

فيما زوجته وهي تستمع تدخلت بالحديث، واستطرت قائلة بحق الياسر كلمات أفادت بأنه قائد وطني لا يخاف ولا يهاب، وأضافت: “أبو عمار صنع جيشاً من الفدائيين بدلاً من جيش من اللاجئين”، وأوضحت أنه لم يترك بيتاً إلا ودخله أو كان له ذكرى معه.

وأيدت أم العز زوجها ورأت أن أبو عمار لن يتكرر، وأنه إن كان موجوداً لن يكون الواقع الحالي بهذا الشكل خاصة في غزة.

أبو عمار الجامع للكل

من بين اللقاءات لمعرفة مدى شعبية أبو عمار، صادفنا الحاج أبو أحمد صاحب شركة خاصة وبدا عليه معاصراً للثورة التي قادها أبو عمار وكان أول حديثه: “أبو عمار رمزٌ لن يتكرر”، ويرى أنه مؤسس للثورة، وقائدٌ كبير يهابه الجميع سواء داخلياً أو عربياً أو خارجياً.

وأوضح بأن الجوار العربي كان يعتد برأيه، حيث كان ذا شأن، وصاحب كلمة صارمة لا يتراجع، وقال: “الكل عاملّه حساب من اليهود للعرب للأمريكان، ولهذا السبب قتله الإسرائيليون”.

وزاد على حديثه، كان الياسر صاحب إرادة وعزيمة ولم يكن مستسلماً أبداً، وكان الأب الكبير الذي يجمع الكل الفلسطيني، وحتى الكل العربي حوله.

وأضاف “مات مش ناهب الشعب، ومات وهو ببدلته الممزقة الشاهدة على كفاحه، زاهداً بلا أي مال”، حيث لم يكن صاحب مال كباقي الرؤساء بسدة الحكم، ولم يتعرض لقضايا مالية في حياته، كان بسيطاً كفاية.

وقال في ختام حديثه: “يكفي أنه أعلن دولة فلسطين رغم أنف الاحتلال، إلا أن المحتل غدر به، ولم يبتلع مواقفه أبداً فقتله وتمت تصفيته”، وأكمل: “لو ما كان متعبهم ومخالف لسياستهم ما كان قتلوه”.

أبو عمار الأب والأخ والقائد

وتنهد محمد إبراهيم الذي عمل في قوات الأمن الوطني الفلسطيني ويعمل اليوم سائقاً، وكادت دموعه أن تسقط أثناء حديثه مع شبكة مصدر الإخبارية.

صمت إبراهيم برهة وهَمّ بالحديث ثم صمت مجدداً وقال “مش عارف ايش أقلك”، وواصل حديثه واصفاً أبو عمار بأنه “كان أخاً وإنساناً ومواطناً فلسطينياً مثله مثل أبناء شعبه قبل أن يكون رئيساً، ولم يكن يرضى السوء لحالهم”.

وأشار إلى أن شعبية أبو عمار تعدت الحدود فلم تقتصر فقط على الفلسطينيين، إلا أنه ركز على التفاف الكثير من الفلسطينيين حوله لأنه كان بسيطاً، ومقرباً من الجميع، وعفوياً وكأنه لم يكن رئيساً.

“آمن بالوحدة والتعددية” كانت أول كلمات إيمان أحمد التي أكدت على أن أبو عمار كان الجامع والحاضن لكل الأطياف الفلسطينية، كما كان اليد الماسكة على فتح الثورة والقائم على وحدة صفوفها وفكرتها حد قولها.

وتابعت إيمان: “كان رجلاً شعبياً، يشارك الناس أفراحها وجراحها، وكان موجوداً في كل مكان”، وفاجئتنا بموقف إنساني قدمه لزوجها.

حيث كان من متواجداً في المستشفى للعلاج إثر تعرضه لطلقات نارية من الاحتلال الإسرائيلي تزامناً مع زيارة ميدانية لأبو عمار للمصابين من الاحتلال، ولما علم بحالته الحرجة كتب له تحويلة طارئة إلى الخارج لينقذ بها قدمه التي كانت مهددة بالبتر.

وبعادته، كان أبو عمار يُقبل جرح المصابين ولا يتحرج من مكانه حتى وإن كان في أقدامهم، وينحني أمام وجع أبناء شعبه.

وأكملت إيمان وعيونها تلمع ناظرة بطرفها إلى اليمين “قدم لنا معروفاً يؤكد أنه قائدٌ عظيم، لولاه لما عاد زوجي يمشي إلا بقدم واحدة”.

وأكدت شيرين طلعت إحدى المواطنات التي شهدت دخول عرفات وجماعته عام 1996 إلى غزة بمشهد مهيب، على أن أبو عمار موجود في كل مكان من أول لحظة دخل فيها غزة حتى يومنا هذا وسيبقى، واختصرت كل كلامها بقولها “لن يتكرر”.

فيما يُعبّر حسن العامل على إحدى “البسطات” في شارع الجندي وسط مدينة غزة بجملة مختصرة جداً ومعبرة تماماً “من بعد أبو عمار تاه الشعب الفلسطيني خصوصاً الغزي”، ويرى أن شعبيته فاقت شعبية الرئيس محمود عباس “أبو مازن”.

محبته حاضرة رغم التخفظات

الحاجة يسرى التي كانت تمشي مع حفيدتها وكانت موضوعية تماماً، قالت لنا قبل أن توجه الحديث لحفيدتها “أبو عمار اااه، كان أباً ورئيساً رغم بعض المؤاخذات في مفاوضاته مع الاحتلال”.

ونظرت إلى حفيدتها ذات الـ 5 سنوات وهمست لها قائلة “أبو عمار يا تيتا”، فرفعت الصغيرة يدها اليمنى بعلامة النصر وقالت “حتى النصر، حتى النصر، حتى النصر”.

ووافقتها في الرأي علا حسين التي بدأت حديثها متحفظة: “مع تحفظي على بعض آرائه السياسية، إلا أن أبو عمار يبقى رمزاً للنضال والوطن والأرض”، وتابعت “من أول ما وعيت على الدنيا كنت اسمع اسمه كمناضل و مجاهد في قضيتنا”.

وأكدت على أن مواقفه الثائرة في الكفاح علمتنا التضحية، والتمسك بحقنا في أرضنا الفلسطينية.

فيما رأت سماح سليم أن الرئيس الراحل عمل جاهداً على بناء دولة للشعب الفلسطيني، ووقع اتفاقيات ربما من ناحية سياسية ودبلوماسية يرى فيها حنكة لا نراها نحن كشعب، ولم يلتزم بها الاحتلال، وتعتقد أنه لطالما كان من وجهة نظر المحتل “الرجل الصعب” لرفضه التنازل ولمواقفه الغاضبة والتي لم يهاب فيها رئيسَ دولة ولا جيش، ولهذا السبب سمّمه الاحتلال وأعوانه وقتلوه.

أبو عمار المفاوض المراوغ

أما صديقتها ربا المزّين قالت “نحن واثقون أنه لو موجوداً بيننا الآن لأوقف كافة أشكال الاتفاقيات على أرض الواقع”، وترى فيه محباً للجميع، وأكدت على أنه رجل عسكري أصيل يشهد له التاريخ بصولاته وجولاته في المقاومة وطريق التحرير قبل أن يكون رئيساً وبعده ولهذا اليوم.

وبدأت شيماء محمد حديثها معبرة عن جماهيرية أبو عمار بقولها: “تفوق الحدود”، وترى أنه كان رئيساً شجاعاً صاحب كلمة قوية حمل بيدٍ عرق زيتون، وفي الأخرى سلاح، وهذا ما يؤكد حنكته كسياسي وقائد لشعب ووطن.

وتجد أنه كان مفاوضاً مراوغاً، ورغم ذلك لم يسمح لأحد بأن يُسقِط سلاحه من يده لآخر لحظة في اغتياله، ورأت شيماء أن اغتياله جاء لرفضه المزيد من التنازلات، ولأنه واجه الاحتلال مباشرة وقال في وجهه “لا”.

وختمت حديثها “أبو عمار لن يكرره التاريخ أبداً”.

وعشوائياً قابلنا بعض الناس في الشارع، وكانت كلماتهم مؤثرة في الذكرى 18، إلا أنهم أجمعوا على شيء واحد هو “أبو عمار لم يكن رئيساً بل كان أباً”.

اقرأ أيضاً: في ذكرى اغتيال أبو عمار: لماذا يتم التستر على القاتل؟

فلسطينيون في غزة يحيون ذكرى رحيل ياسر عرفات

غزة- مصدر الإخبارية

انطلق في مدينة غزة الخميس، مهرجان لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بمشاركة آلاف الفلسطينيين.

وعُقد المهرجان الذي نظمته حركة “فتح” بساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، وحضره أيضاً عدداً من قيادات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وألقى بعضهم كلمات بمناسبة ذكرى رحيل ياسر عرفات.

وتحل يوم الجمعة القادم الموافق 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الذكرى الـ18 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

وفي الكلمة المركزية خلال المهرجان، أكدت حركة فتح على أن الرئيس الراحل ياسر عرفات بشموخه وعظمته يستحق مثل هذا الوفاء.

وقالت “فتح” إن “غزة تعرضت للعدوان والحصار ولكنها لم تحني هامتها وبقيت وستبقى شامخة”، مضيفة أن “ياسر عرفات حاضر في كل ساح وكل ميدان وكل حدث وطني”.

وشددت الحركة على أن “ياسر عرفات مفجر الثورة وراعي الوحدة الوطنية ودفع حياته ثمنًا من أجل المحافظة على إخوته ورفاقه من المناضلين”.

يشار إلى أن المدن الفلسطينية والشتات شهدت خلال الأيام الماضية، إطلاق عدد من الفعاليات إحياءً لذكرى استشهاد “أبو عمار”.

ويتوقع أن تستمر الفعاليات لعدة أيام قادمة، بمشاركة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات.

ومن بين الفعاليات الأخرى التي أطلقها الفلسطينيون لإحياء ذكرى أبو عمار، وقفة لـ “إيقاذ الشموع” من قبل الأشبال والزهرات أمام منزل الرئيس عرفات ومسير كشفي ينطلق من ساحة السرايا بمدينة غزة وينتهي بوقفه تأبينية.

كما سيشارك أبناء الشعب الفلسطيني في حملة الكترونية وإعلامية على منصات التواصل لإحياء ذكرى استشهاد “ياسر عرفات”.

تفاصيل تُكشف للمرة الأولى.. هكذا دسّوا السُم لياسر عرفات (فيديو)

خاص – مصدر الإخبارية 

ثمانية عشر عاماً مضت على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بعد مسيرة وطنية وإنسانية سُطرت في كتب التاريخ الفلسطيني والعربي وأثر سيبقى يذكر على مدار الأجيال وعلى مر الأعوام.

أعوام مرّت دون الكشف عن القاتل الذي دس السُم لياسر عرفات أثناء فترة حصاره في مقر المقاطعة برام الله، ولكن جميع الأدلة والشواهد تقول إن “إسرائيل” هي من دبّرت لاغتيال عرفات وهي من دسّت السّم في جسده وغيبته عن ساحة العمل الوطني تدريجياً لمواقفه الرافضة التخلي عن الحق الفلسطيني.

وزير الاتصالات السابق في حكومات الراحل عرفات، وأحد الشخصيات المقربة له، ومستشاره في شؤون الاتصالات والمواصلات، عماد الفالوجي، أدلى بتصريحات للمرة الأولى وبشكل حصري لشبكة مصدر الإخبارية حول طريقة دس السُم لعرفات وتفاصيل لا يعرفها الكثير عن آخر لحظات الزعيم الراحل.

وفي شهادته للتاريخ قال الفالوجي إن “بعد أن عاد الرئيس الراحل ياسر عرفات من مفاوضات “كامب ديفيد” وبعد رفضه جميع الإغراءات التي عرضت عليه بموقف صلب مقابل التنازل عن المقدسات الإسلامية ومدينة القدس وقضية اللاجئين، اجتمع بنا نحن فريقه الخاص من المستشارين وقال حينها “لن يغفروا لي هذا الموقف في المفاوضات، وأرجوا منكم الحذر والتركيز والعمل بجد خلال المرحلة الصعبة القادمة” مكرراً أنهم (يقصد أمريكا وإسرائيل) لن يغفروا الموقف”.

وأضاف أن “الرئيس الراحل كان يشعر أن هناك شيء سيحدث، وبعد ذلك اندلعت أحداث انتفاضة الأقصى الثانية وما تلاه من تولي جورج بوش الإبن رئاسة الولايات المتحدة وتصريحاته بأن ياسر عرفات يمثل “عقبة في طريق السلام يجب إزاحتها” وكذلك تصريحات آريئيل شارون بأن عرفات يشكل عقبة ويجب أن يزاح، وبعد ذلك كانت عملية دس السُم”.

وتابع : “الزعيم الراحل ياسر عرفات استمر سنة كاملة وجسمه يقاوم السم الذي دُس فيه، تحسنت حالته لفترة بعد أن خضع للعلاج في مقر المقاطعة برام الله، وخلال تلك الفترة ظهرت علامات التسمم في وجهه وعينيه على شكل بقع”.

وواصل الفالوجي حديثه كاشفاًً: “ذات يوم سألت الرئيس عرفات _ وهذا للتاريخ_ قلت أخي أبو عمار ما الذي حدث معك؟ هل هناك أي شكوك بأحد؟ هل حدث شيء غير طبيعي معك؟ ثم رد الراحل بأنه يشك أنه في فترة حصاره في مقر المقاطعة كانت تأتي المحافظات للتعاطف ودعم الرئيس بشكل شبه يومي بشكل موزع وكانت مجموعات كبيرة من النساء والرجال يتجهون إلى المقر في رام الله وكان الرئيس يخرج يلقي التحية عليهم..، وفي إحدى المرات جاءت مجموعة من إحدى المحافظات وكعادته خرج أبو عمار كي يلقاهم ويسلم عليهم، وبعدها تم إبلاغه بأن هناك مجموعة من النساء ترغب في لقائه وينتظرونه في القاعة بالطابق العلوي، توجه حينها الراحل إلى قاعة بها نحو 300 امرأة اندفع منهن مجموعة نحوه لمعانقته وتقبيله، وحينها قال عرفات إنه شعر حينها بدوار وطلب من المرافقين بإسناده وبعدها تقيء وشعر بالتعب الشديد ومنذ تلك اللحظة شعر أبو عمار بأن ثمة أمر غير طبيعي حدث حينها وبدأت تظهر أعراضه بعدها”.

وقال الفالوجي إنه رد بدعم أبو عمار بأنه قوي وسوف يتخطى الأزمة والمرض وسيخرج منها قوياً كما اعتاد شعبه أن يراه.

وأضاف: “عندما تراجع وضع عرفات الصحي ودخل في حالة غيبوبة في مقر المقاطعة وفي ليلة سفره إلى باريس لم ينم أحد وجلس بجانبي الطبيب الأردني الخاص لأبو عمار وهو خبير في حالات التسمم، فسألته حول صحة أبو عمار فرد الطبيب بطريقة أردنية قائلاً: أخ أبو أنس حرب السموم بين الدول مثل الحرب البيولوجية أو الحرب النووية؛ وكل دولة من الدول تحاول اكتشاف سموم جديدة ليست كما نعرفه عن بعض أنواع السموم القديمة..، اليوم عندما أريد دس السم في جسم شخص ما احتاج لأي جزء منه مثل خصلة شعره أو اظفره فيُصنع له سُم خاص لا يقتل إلا هذا الشخص المصمم بجينات الشخص المستهدف، وياسر عرفات قتل بواسطة هذا السم والذي صنع هذا السم يمتلك المضاد الهاص به وهنا السؤال من الذي جاء بالسُم.

وكشف الفالوجي أن الطبيب الخاص بعرفات استشهد بحادثة تسميم خالد مشعل، وأنه هو من قال للملك الأردني الراحل إن خالد مشعل تعرض لسم لا يملك المصل الخاص به سوى الجهة التي تقف خلف تسميمه؛ وهنا الذي خدم خالد مشعل وأنقذ حياته أنه تم القبض على عناصر الموساد التي دست السم له وبالتالي إسرائيل لا تستطيع إنكار أنها من كانت وراء تسميمه، وبعدها أصر الملك حسين أصر أن يأتي بالمضاد وينقذ حياة خالد مشعل.،

وذكر أنه “في حالة أبو عمار كان يجب معرفة من يقف خلف الاغتيال مشيراً إلى أنه كتب في تقريره أن أبو عمار تعرض إلى ما تعرض له خالد مشعل بمعنى أنه طالب بإحضار المضاد بطريقة أبو بأخرى وبأي وسيلة كانت”.

وتابع الفالوجي: “بقيت في باريس إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى الرمق الأخير من حياته في مستشفى جيرسي وكنت حينها أتابع وأراقب ارتباك الدول التي لم تستطع أن تضغط على إسرائيل لجلب اللقاح المضاد، وجميع الدول العربية والعالمية فشلت في إنقاذ حياة ياسر عرفات في اللحظة الأخيرة لأن إسرائيل رفضت الاعتراف بجريمتها وبالتالي رفضت منح اللقاح وحتى اللحظة الجميع يحقق في من يقف خلف اغتيال ياسر عرفات ومن قتل ياسر عرفات”.

وختم بأن “ياسر عرفات وقع على آخر ورقة خلال فترة مرضه وقعتها منه كانت هناك أحداث في جباليا وهناك 50 جريح سقطوا اثر القصف وطلبت من أبو عمار أن يصرف عيديات لهم وبعدها وقع كاتبا يصرف لهم كل ما يلزمهم، وتوافاه الله دون أن يتأخر عن أحد”.

اقرأ/ي أيضاً: محللون سياسيون يجيبون.. ماذا لو كان ياسر عرفات بيننا؟

Exit mobile version