تهويد القدس

تهويد القدس.. مسارات وخطط إسرائيلية برعاية أميركية

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

في مثل هذ اليوم 30 تموز (يوليو) 1980 ضمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة، وأعلنتها عاصمة “موحدة وأبدية” للاحتلال وتهويد المدينة مع الجزء الغربي منها.

ضم القدس وتوحيدها رفضته دول العالم حينها بقرار من مجلس الأمن الدولي رقم (478) في العام نفسه.

ونص القرار الأممي على أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة.

وعلى رغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة جددت في كانون الأول (ديسمبر) 2017 دعوتها جميع الدول إلى “الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية” في مدينة القدس، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنهى تقاليد أسلافه ونفذ قرار الكونغرس معترفًا بالقدس عاصمة للاحتلال في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2017.

وقرر ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس المحتلة وفي 14 أيار (مايو) 2018 تم نقل السفارة الأميركية للقدس.

وبعد إعلان ترامب، توالت ردود الأفعال العربية والدولية حيث لم يدعم كثير من مسؤولي البلدان العربية والغربية وغيرها الإعلان، واستهجنوا القرار الأميركي في شأن القدس.

كما تمّ تنظيم تظاهرات شعبية في عدة مدن وعواصم احتجاجًا على قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس.

وكان الكونغرس الأميركي أقر في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1995 “قانون سفارة القدس” القاضي باعتبارها “عاصمة لإسرائيل”، ونقل السفارة الأميركية إليها في موعد لا يتجاوز 31 أيار (مايو) 1999، لكن رؤساء الولايات المتحدة دأبوا على تأجيل التنفيذ كل ستة أشهر.

وقال مختصان في أحاديث منفصلة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن دولة الاحتلال سعت من خلال التهويد إلى إشراك دول العالم في خرق القانون الدولي، من خلال الضغط عليها والطلب منها بنقل سفاراتها إلى القدس.

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي شادي ياسين أن الاحتلال يحاول بشتى الطرق تهويد القدس عن طريق اقتحامات المستوطنين وصبغها بطابع رسمي عبر اقتحام عدد من وزراء الاحتلال على رأسه وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير للوصول للتهويد المكاني والتقسيم الزماني للأقصى.

وقال ياسين إن “الاحتلال يستخدم علاقاته الدبلوماسية في العالم لتحفيز الدول لفتح السفارات في القدس، وهو يعول في شكل كامل للتطبيع مع الدول العربية”.

وأضاف أنه “عبر هذه الخطوات يحاول الاحتلال جعل القدس كعاصبة أبدية لدولة الاحتلال، إضافة لكل مخططاته عبر السنوات والعقود الماضية بضم القدس، إضافة إلى الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال”.

وعلى رغم كل المحاولات الإسرائيلية بدعم أميركي، يعتقد ياسين أن الاحتلال وصل لقناعة أن محاولاته فشلت نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والمرابطين بالمسجد الأقصى.

وإضافة لاقتحامات المستوطنين كوسيلة للتهويد لجأ الاحتلال لنقل السفارات إلى المدينة المقدسة، كما أشار ياسين، فضلًا عن محاولة التهويد عبر الحفريات الدائمة والتغيير الجغرافي للأقصى، وخلال الفترة الأخيرة استحدث الأعياد اليهودية التي أصبحت مواسم عدوان الهدف منها تهويد المسجد الأقصى.

أما المختص في شؤون القدس د. جمال عمرو، فقال إن “أول محطة في حق فلسطين المؤامرة الدولية التي تمت وتحالف قوى الشر عليها، إذ كانت الأطماع الأولى هي تهويد القدس ومحاولات جمع اليهود في الضفة”.

ولفت عمرو إلى أن “أكبر كارثة كانت القضاء على الإدارة العثمانية في بلاد المسلمين وفلسطين في دائرة الاستهداف في الدرجة الأولى”.

وقال عمرو لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ “الاحتلال ليس لديه دستور، ويصدر القرارات من قبل الكنيست على أهوائهم، وفي 1980 صادق على ضم القدس عاصمة دولة إسرائيل”.

وأضاف أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن رسميًا القدس عاصمة لـ”إسرائيل” على أرض فلسطينية، مشددًا على أنّ القدس ملك للفلسطينيين لا لغيرهم.

ووصف اتفاق أوسلو بأنه “نكبة ثالثة على الفلسطينيين، وأن الفرق بين النكبة الأولى والثانية أن الثالثة كانت بأيدي فلسطينية وتحولت الثورة من الخنادق إلى الفنادق”.

والقدس الشرقية هي جميع الأراضي في الجانب الشرقي من المدينة التي كانت تحت الحكم الأردني منذ عام 1948 بعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، وحتى الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967.

وتقع ضمن أراضيها مدينة القدس القديمة التي تضم أقدس الأماكن للأديان التوحيدية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق (أو ما يُطلق عليه اليهود حائط المبكى).

وتبلغ مساحتها 70 كيلو متراً (27 ميلاً مربعاً)، أما مساحتها أيام الحكم الأردني قبل عدوان 1967 فكانت 6.4 كم2 (ميلان ونصف الميل المربع).

Exit mobile version