عمران الاستعمار.. إسمنت ينتزع القدس من ناسها

أقلام-مصدر الإخبارية

ينطلق هذا المقال من تصورٍ يقوم على تحليل العلاقة بين بنية الإنسان وبنية العمران في سياق مدينة القدس المحتلة، وما تنطوي هذه البُنى عليه من صراع وجود، حيث إن بنية الإنسان تجسد إرادته المتعالية في التاريخ، وبنية العمران تجسد الامتداد الجمالي في الفراغ والذي هو تجلٍّ لفاعلية إرادته ضمن حركة التاريخ.[1]

وإن كان من المألوف أن يكون الهدم أداة قهر استعماري تحاول إعاقة حركة الفلسطيني في التاريخ، فإن هذا المقال يسعى لتقديم قراءة لفرضية يكون فيها البناء أيضًا قهرًا استعماريًا يُصمّم لإهلاك بنية الإنسان الفلسطيني الجوانية، وصدّ أي انعكاس لإرادته في صياغة المشهد العمراني للمدينة بوصف إنسان المدينة جزءًا من الهوية الحضرية لها، ومن ثمّ إعاقة تقدّمه في حركة التاريخ.

الاستعمار في زي الحداثة

بصورة عامة فإن المُدن العربية آخذة بالنمو العمراني على نحو متأثّر بصورة المدينة الغربية الحديثة، وهو نموّ يعيد تعريف مفهوم المركز والبيت وما يحيطهما من أنسجة تفاعلية بالنسبة لسكان المدينة والأجيال المتلاحقة فيها. وإعادة التعريف هنا تنطوي على إعادة صياغة صورة المدينة العربية والبيت في مخيلة السكان، ففي حين نمت المدن العربية القديمة حول نواة واضحة المعالم تتسق مع الهوية الفكرية للسكان، سواء في الحيّز العام أو الخاص، فإنّ المدينة الحديثة اليوم تتمدّد على نحو مختلف يرسم صورًا أخرى بعيدة عن الهوية الأصلية للسكان.

واستنادًا إلى أن المدينة الفلسطينية تعيش اليوم حالة هجينة يتمازج فيها الاستعمار مع الحداثة، فإن تأثر هذه المدينة بصورة المدينة الغربية الحديثة يعزّز من تغلغل الاستعمار في حياة الناس وتكبيله لهم، ابتداءً من أدق تفاصيل حياة الشخص الواحد في بيته، وصولًا إلى الصورة الكبيرة للمدينة.

فمدينة القدس نَمَت تاريخيًا حول البلدة القديمة بما تحمل من مركزية دينية في الأساس، وتمدّدَ الوجود العمراني حولها متضمّنًا النشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومختلف صور التفاعل الإنساني مع الفضاء الحضري لها. واتخذت البيوت فيها شكلًا يعكس هوية أهلها الفلسطينيين، وهو ما يمكن استشفافه من طريقة البناء للبيوت التي سبقت حقبة ما بعد انتفاضة الأقصى.

ومن هنا يمكن لنا أن نفهم كيف تعمل سياسات الاحتلال بشكل شبكي لتعزيز حالة اغتراب الفلسطيني عن روح المدينة الأصيلة، فهي تقمع وتضغط وتُرَهِّب بسياسات مختلفة في البلدة القديمة بالقدس بصور مختلفة لتفريغها، وتمارس سياسات الاستيطان في الأحياء الملاصقة للبلدة القديمة، وتدفع الفلسطيني نحو التمدّد العمراني في الأحياء البعيدة نسبيًا عن مركز المدينة، وتلك التابعة لإدارة بلدية الاحتلال والتي تقع خارج حدود جدار الفصل العنصري، وتتدخل في شكل هذا التمدّد الذي يتخذ في معظمه شكل التمدّد العمودي لا الأفقي.

وعليه، فإنه ومع مرور الوقت ستصبح المسافة أبعد في وعي الأجيال المتلاحقة بين الصورة الأصلية للمدينة العربية والصورة المعاصرة لها، لتصبح الصورة المألوفة العادية هي صورة المدينة المعاصرة ذات البنايات العالية ومراكز التسوق، وسواها من مظاهر المدينة الغربية الحديثة. وهو ما يبدّد العلاقة الوجدانية بين الهوية العمرانية العربية، والإنسان وطرقه في بناء النسيج الاجتماعي حوله.

وفي حالة القدس، فإنّ هذا التأثّر بالمدينة الغربية الحديثة في ظل سلطة استعمارية تحكم المدينة وسكّانها، ينخر في تماسك نسيجها الاجتماعي لا في مواجهة أمراض الحداثة فحسب، بل أيضًا في مواجهة الاستعمار والتقدّم في الفعل التحرري، خصوصًا في ظلّ عدم وجود استراتيجية فلسطينية للمواجهة والبقاء الواعي والمُقاوِم.

وهو ما يعني أنّ أجيالًا كاملة ستكبر على هندسة مختلفة للعمران في المدينة ومن ثمّ، هندسة مختلفة للأسرة والاجتماع بوصفهما تربةً أوليةً لنشوء أيّ فعل تحرري.

غابات الإسمنت – مُصادرة الإرادة والمستقبل

تأثّر النموّ العمراني في مدينة القدس وما حولها بتسارع الأحداث السياسية في فلسطين ابتداءً من توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، ثم بناء جدار الفصل العنصري عام 2003، وصولًا إلى عام 2010 حين صادقت بلدية الاحتلال على خطة 2020 والتي تهدف إلى إفراغ القدس من الفلسطينيين. وبأخذ منطقة كفر عقب مثلًا لا حصرًا، ووضعها على مسطرة التسلسل الزمني المذكور آنفًا، نجد أن كفر عقب كانت قبل أوسلو قريةً صغيرةً لا يتجاوز عدد ساكنيها 1000 نسمة، هم نفسهم ملّاك الأراضي فيها، وبلغ عدد الأبنية فيها 189 مبنى. وبحلول عام 2015 بلغ عدد السكان 50 ألف نسمة وعدد المباني ما يقارب 1287 مبنى.[2]

وتشير بعض التقارير الصحافية إلى أن عدد السكان الحالي لكفر عقب قد تجاوز 70 ألف نسمة معظمهم يسكنون شُققًا في العمارات المكدّسة في المنطقة.[3] ويحمل 90% من سكّان هذه المنطقة هوية “القدس” ويتبعون إداريًا لبلدية الاحتلال.

وعلاوة على كل ما يمكن قوله حول تردّي البنى التحتية وتهميش بلدية الاحتلال للأحياء العربية في القدس، فإنّ تأثير هذا الشكل من التمدّد العمراني يتعدّى ليصيب روح الإنسان وينزعها من سياقها الثقافي روحًا عربيةً، ويرسخ في الذهن صورة جديدة لمعنى البيت والحي والفضاء الاجتماعي وطريقة ممارسة الحياة، وهي صورة تغيب فيها قيم اجتماعية عديدة متأثّرةً بطريقة العمران التي يعيش فيها الناس.

ويفترض المقال هنا أن دفع الاحتلال للتمدّد العمراني ليتخذ شكله العمودي، يؤدّي إلى تغييب هذه القيم على مستوى الأفراد وجوّانيتهم، ثمّ أيضًا على مستوى الأنسجة الاجتماعية التي يحيون فيها، مما يشكّل تحدّيًا لصناعة رؤية استراتيجية للبقاء والمواجهة بالمعنى طويل الأمد. كما أنه عامل مساعد في إضعاف مناعة النسيج الاجتماعي خلال سيرورة الفعل التحرري وتطوّره.

يعكس التمدّد العمراني في فضاء المدينة إرادة الإنسان في تطويع مقدّراته العقلية والمادية لصياغة هذا التمدّد بما يدلّل على هويته الفكرية والثقافية.

وفي حالة مدينة القدس يمكننا القول بأنّ هذه الإرادة مكبّلة بسياسات الاحتلال المستنزِفة للفلسطيني سواء كان ذلك بمحدودية مساحات الأراضي التي يمكن البناء عليها، أو بالتكاليف الباهظة للترخيص والبناء في داخل المناطق التابعة لإدارة بلدية الاحتلال، ما يعني حصار الفلسطيني بين خياري التهجير أو الاستنزاف.

ويمكن لنا قراءة تاريخ المدينة مع الاستعمار من خلال شكل التمدد العمراني فيها، والذي يعدُّ حيزًا يُمْلَأ بانعكاسات المراحل التاريخية وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وانطلاق قدرة الإنسان على الخيال والإبداع في الحيز الفراغي من حوله.

ومن هنا، يظهر لنا أن قدرة الفلسطيني على الخيال والإبداع في المجال العمراني مُقصاة عن مشهد المدينة كون التمدد العمراني طوال ما يقارب عشرين عامًا لا يزال يتكرر بالنمط نفسه: غابات من الإسمنت.

اقرأ/ي أيضا: تهويد القدس.. مسارات وخطط إسرائيلية برعاية أميركية

وعلى أنّ المدينة هي فضاء للاجتماع الإنساني، فإن تشكّلها العمراني ينطوي أيضًا على تشكيل ثقافة وهوية ومنظومة من الأخلاق والطبائع. وفي حالة القُدس، المدينة التي تواجه خطر المحو، فإنها تحتاج لمنظومة متماسكة اجتماعيًا تُعلي قيم الجماعة والنضال والترابط التراحمي، لا قيم الفردانية التي تعزّزها الحياة في معازل إسمنتية على شكل شُقق قد لا يعرف فيها الإنسان مَنْ جارُه.

أي أن الحياة ضمن هذا النمط العمراني لعشرات أو مئات الآلاف من الفلسطينيين المقدسيين تُنذر بتفشي الهشاشة وإضعاف مناعة النسيج الاجتماعي في المدينة، وهو ما يجعل هذا النسيج أمام تحدٍ كبير في مواجهة سياسات المحو الممارسة بحقّ المدينة على مختلف الأصعدة. وعليه فإنّ تشكل المدينة فضاءً للاجتماع الإنساني يحتاج تخيلًا لصورة المستقبل، ثم عكس هذا التخيل من خلال الإرادة على الأرض عمرانيًا لإنتاج هذا المستقبل.

في حالة القدس فإنّ الإرادة على العمران مكبّلة ما يعني سلب أي إمكانية لصياغة صورة المستقبل. بكلمات أخرى، فإن البناء على النحو القائم حاليًا في القدس، يعني مُصادرة المستقبل أيضًا.

في محو الفرادة

في ظلّ هذا النمط المكرر للحياة في شقق معلقة في الهواء، تغيب المساحة التي يمكن للإنسان أن يعكس فيها ذاته المُبدعة للجمال في حيزه الخاص. خلافًا لما كان عليه الحال حين كان نمط التمدد عمرانيًا أفقيًا، مما يتيح تواصلًا مع الأرض وبناء هوية فريدة للبيت، نابعة من التمازج بين الثقافة والبيئة، وتجسيد ما هو مُتخيَّل بالممارسة: الزراعة حول البيت، الحديقة، الرمزية الاجتماعية للوقت، وما ينمو حول هذا كله من روابط اجتماعية، وهوية عمرانية تتفرد بها المدينة وتتطور تاريخيًا على نحو حرّ، ما يعني أن حركة الإنسان في تاريخ المدينة تصبح ذات قيمة ومدلول، وهو ما تحاول سلطات الاحتلال كبحه ومحوه بكل ما أوتيت من طرق.

لتقريب الصورة أكثر، يمكن المقارنة بين نمط العمران وما يحيط به ثقافيًا واجتماعيًا في صورة نمو البيوت في منطقة مثل بيت حنينا أو كفر عقب، وصورة حي مثل القطمون أو الطالبية قبل احتلالهما عام 1948. بوضع هاتين الصورتين مقابل بعضهما البعض يمكننا استشفاف الكثير عن إرادة الفلسطيني وخياله وانعكاسهما في هوية المدينة كلها، لندرك حجم الجريمة التي يمارسها الاحتلال علينا جوّانيًا من خلال البيوت التي نسكنها!

إن استمرار فرض هذا الشكل من التمدد العمراني ليكون حيز حياة الفلسطيني في القدس، يؤدّي مع مرور الوقت وصيرورة حياة الإنسان الفلسطيني في ظلّ تقاطع الحداثة والاستعمار والرأسمالية إلى بتر الرابطة بين ما هو ذاتي جوّاني، وما هو موضوعي خارجي، أي أن هذه الرابطة تصبح ملعبًا لسياسات استعمارية إضافية تنزع عن حياة الفلسطيني في القدس روحها، تاركةً مئات الآلاف يعيشون هذا القهر والاغتراب يوميًا ويحاولون التغلّب عليه، ما يجعل أيّ فرصة لبناء أنسجة اجتماعية تحررية برؤية استراتيجية، تتقدم ببطء مقابل سرعة الاحتلال في عمليات التوسع وما تنطوي عليه من تفاعلات داخل فضاء المدينة.

[1] الإنسان والعمران واللسان: رسالة في تدهور الأنساق في المدينة العربية. إدريس مقبول. ص26 بتصرف.

[2]” التحولات الحضرية في كفر عقب منذ عام 1993 بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل” – رسالة ماجستير، 2018، جامعة بيرزيت. إعداد: قمر محمد حمايل.

سلطات الاحتلال تبدأ تحضيراتها لتنفيذ مشروع تهويدي شمال نابلس

نابلس-مصدر الإخبارية

بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين، أول خطواتها العملية لتنفيذ مشروع تهويدي في بلدة سبسطية شمال غربي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، “إن دوريات تابعة لقوات الاحتلال والإدارة المدنية ودائرة الآثار الإسرائيلية اقتحمت المنطقة الأثرية، وسلمت إخطارًا بإخلاء خيمة تستخدم لأغراض سياحية بحجة وجودها في المنطقة (ج)”.

وأضاف أن سلطات الاحتلال سلمت الموقع الأثري لمقاول إسرائيلي كان يرافقها، وقد باشر أعمال المسح الهندسي للموقع تمهيدًا للبدء بمشروع تهويدي أقرته حكومة الاحتلال قبل عدة شهور.

وكانت حكومة الاحتلال قد صادقت في مايو(أيار) الماضي على تخصيص مبلغ 32 مليون شيكل لترميم موقع حديقة سبسطية الأثري وإقامة مركز سياحي يهودي في المكان.

واعتبر عازم هذه الخطوة دليلًا على أن الاحتلال قد انتقل من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ لهذا المشروع التهويدي الذي سيغير وجه المنطقة، وفق تعبيره.

اقرأ/ي أيضا: تهويد القدس.. مسارات وخطط إسرائيلية برعاية أميركية

تهويد القدس.. مسارات وخطط إسرائيلية برعاية أميركية

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

في مثل هذ اليوم 30 تموز (يوليو) 1980 ضمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة، وأعلنتها عاصمة “موحدة وأبدية” للاحتلال وتهويد المدينة مع الجزء الغربي منها.

ضم القدس وتوحيدها رفضته دول العالم حينها بقرار من مجلس الأمن الدولي رقم (478) في العام نفسه.

ونص القرار الأممي على أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة.

وعلى رغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة جددت في كانون الأول (ديسمبر) 2017 دعوتها جميع الدول إلى “الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية” في مدينة القدس، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنهى تقاليد أسلافه ونفذ قرار الكونغرس معترفًا بالقدس عاصمة للاحتلال في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2017.

وقرر ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس المحتلة وفي 14 أيار (مايو) 2018 تم نقل السفارة الأميركية للقدس.

وبعد إعلان ترامب، توالت ردود الأفعال العربية والدولية حيث لم يدعم كثير من مسؤولي البلدان العربية والغربية وغيرها الإعلان، واستهجنوا القرار الأميركي في شأن القدس.

كما تمّ تنظيم تظاهرات شعبية في عدة مدن وعواصم احتجاجًا على قرار ترامب بنقل السفارة إلى القدس.

وكان الكونغرس الأميركي أقر في 23 تشرين الأول (أكتوبر) 1995 “قانون سفارة القدس” القاضي باعتبارها “عاصمة لإسرائيل”، ونقل السفارة الأميركية إليها في موعد لا يتجاوز 31 أيار (مايو) 1999، لكن رؤساء الولايات المتحدة دأبوا على تأجيل التنفيذ كل ستة أشهر.

وقال مختصان في أحاديث منفصلة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن دولة الاحتلال سعت من خلال التهويد إلى إشراك دول العالم في خرق القانون الدولي، من خلال الضغط عليها والطلب منها بنقل سفاراتها إلى القدس.

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي شادي ياسين أن الاحتلال يحاول بشتى الطرق تهويد القدس عن طريق اقتحامات المستوطنين وصبغها بطابع رسمي عبر اقتحام عدد من وزراء الاحتلال على رأسه وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير للوصول للتهويد المكاني والتقسيم الزماني للأقصى.

وقال ياسين إن “الاحتلال يستخدم علاقاته الدبلوماسية في العالم لتحفيز الدول لفتح السفارات في القدس، وهو يعول في شكل كامل للتطبيع مع الدول العربية”.

وأضاف أنه “عبر هذه الخطوات يحاول الاحتلال جعل القدس كعاصبة أبدية لدولة الاحتلال، إضافة لكل مخططاته عبر السنوات والعقود الماضية بضم القدس، إضافة إلى الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال”.

وعلى رغم كل المحاولات الإسرائيلية بدعم أميركي، يعتقد ياسين أن الاحتلال وصل لقناعة أن محاولاته فشلت نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والمرابطين بالمسجد الأقصى.

وإضافة لاقتحامات المستوطنين كوسيلة للتهويد لجأ الاحتلال لنقل السفارات إلى المدينة المقدسة، كما أشار ياسين، فضلًا عن محاولة التهويد عبر الحفريات الدائمة والتغيير الجغرافي للأقصى، وخلال الفترة الأخيرة استحدث الأعياد اليهودية التي أصبحت مواسم عدوان الهدف منها تهويد المسجد الأقصى.

أما المختص في شؤون القدس د. جمال عمرو، فقال إن “أول محطة في حق فلسطين المؤامرة الدولية التي تمت وتحالف قوى الشر عليها، إذ كانت الأطماع الأولى هي تهويد القدس ومحاولات جمع اليهود في الضفة”.

ولفت عمرو إلى أن “أكبر كارثة كانت القضاء على الإدارة العثمانية في بلاد المسلمين وفلسطين في دائرة الاستهداف في الدرجة الأولى”.

وقال عمرو لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إنّ “الاحتلال ليس لديه دستور، ويصدر القرارات من قبل الكنيست على أهوائهم، وفي 1980 صادق على ضم القدس عاصمة دولة إسرائيل”.

وأضاف أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن رسميًا القدس عاصمة لـ”إسرائيل” على أرض فلسطينية، مشددًا على أنّ القدس ملك للفلسطينيين لا لغيرهم.

ووصف اتفاق أوسلو بأنه “نكبة ثالثة على الفلسطينيين، وأن الفرق بين النكبة الأولى والثانية أن الثالثة كانت بأيدي فلسطينية وتحولت الثورة من الخنادق إلى الفنادق”.

والقدس الشرقية هي جميع الأراضي في الجانب الشرقي من المدينة التي كانت تحت الحكم الأردني منذ عام 1948 بعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، وحتى الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967.

وتقع ضمن أراضيها مدينة القدس القديمة التي تضم أقدس الأماكن للأديان التوحيدية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق (أو ما يُطلق عليه اليهود حائط المبكى).

وتبلغ مساحتها 70 كيلو متراً (27 ميلاً مربعاً)، أما مساحتها أيام الحكم الأردني قبل عدوان 1967 فكانت 6.4 كم2 (ميلان ونصف الميل المربع).

محافظة القدس تحذر من خطورة ما يجري في المدينة من محاولات تهويد

القدس المحتلة- مصدر الإخبارية

حذرت محافظة القدس، في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء، من خطورة ما تقوم به “إسرائيل”، القوة القائمة بالاحتلال، من عملية تزييف وتزوير لهوية المدينة المحتلة العربية الإسلامية المسيحية، ومن محاولات فرض أمر واقع جديد على الصورة الذهنية المطبوعة منذ آلاف السنين في أذهان الرأي العام العربي والدولي.

وقالت المحافظة: إنه بعد إعلان الاحتلال عن انتهاء أعمال البناء لقبة ما يعرف بـ”كنيس جوهرة إسرائيل” أو “كنيس الخراب” استعدادا لافتتاحه، الذي يقع غرب المسجد الأقصى على بعد 200 متر فقط من سوره الغربي، ويراد منه فرض واقع ديني جديد على العاصمة المحتلة، بحيث يتغير وجه المدينة الديني الإسلامي المسيحي.

وحذرت من أن هذا التهويد المنظم للصورة الذهنية للقدس يراد من خلاله تغيير الصورة النمطية التي عرفت بها من خلال قدسيتها الدينية لدى المسلمين والمسيحيين، بحيث يصبح هناك معلما دينيا يهوديا مزورا، وسيتم فرضه في أذهان الرأي العام الدولي.

وتابعت المحافظة: “إسرائيل تمارس أيضا غسيل أدمغة للسياح الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، حيث يدخل يوميا إلى المسجد الأقصى نحو 4500 سائح عن طريق شرطة الاحتلال، التي استولت على هذا الحق من الأوقاف الأردنية الوصية على المقدسات في القدس عام 2003، ولم يعد السياح يدخلون بتنظيم وإشراف حراس الأوقاف الأردنية”.

وأوضحت أن “التقسيم الزماني الذي فرض بالقوة العسكرية والأمنية على المسجد الأقصى، سمح لمئات المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الخالص للمسلمين على فترتين صباحية ومسائية يوميا، وتسعى الآن سلطات الاحتلال إلى تقسيمه مكانيا من خلال سلسلة من مشاريع القرارات التي يقدمها يوميا غلاة المستوطنين من أعضاء الكنيست الإسرائيلية لطلب الموافقة عليها”.

ولفتت المحافظة، في بيانها، إلى أن “إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال تقوم بعملية غسيل أدمغة للسياح الأجانب واليهود لفرض الرواية الإسرائيلية على أدمغتهم وعقولهم وتغيير الصورة الذهنية عن القدس لديهم، بما يخص تاريخ مدينة القدس وهويتها العربية، من خلال الأدلة السياحيين التابعين لوزارة السياحة الإسرائيلية وما يتم توزيعه عليهم من خرائط مزورة ومطبوعات تروي روايتهم المزيفة”.

وتساءلت: إلى متى سيظل العالم يغض الطرف عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق القدس المحتلة، باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والتي صدر عنها أكثر من 52 قرارا بحق ممارسات وجرائم الاحتلال ضدها، لم تعترف أو تطبق أو تذعن إسرائيل لأي قرار من هذه القرارات، وتضرب بعرض الحائط كل بيانات الاستنكار والشجب الصادرة عن حكومات الدول الغربية والمنظمات والجمعيات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية؟

 

اقرأ/ي أيضاً: قوانين وتشريعات الاحتلال ضد القدس والأقصى

تهويد القدس: ميزانية بـ95 مليون شيكل لجذب المهاجرين الجدد والسكن فيها

القدس المحتلة – مصدر

قالت تقارير إعلامية اليوم الأحد إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رصدت ميزانيات ضخمة لتهويد القدس المحتلة وتعزيز الاستيطان، ومن المتوقع أن تصادق عليها خلال الجلسة الأسبوعية لها اليوم.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أن رصد الميزانيات الضخمة، أتى خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية داخل أنفاق ساحة البراق.

وتابعت الصحيفة أن جلسة الحكومة لهذا الأسبوع تهدف إلى رصد ميزانيات، وأيضا المصادقة على عدد كبير من مشاريع التهويد في القدس في الذكرى السادسة والخمسين لاحتلال المدينة.

وأوضحت أن الاجتماع تضمن المصادقة على تخصيص ميزانية ضخمة لتطوير مشروع ما يسمى “الحوض المقدس”، الذي يعتبر أكبر عملية عبث وتزوير بالتاريخ الإسلامي العربي الفلسطيني في مدينة القدس.

ووفق الصحيفة: “جاء مشروع الحوض المقدس التهويدي ضمن خطة خمسية من عام 2023 لغاية 2027 ، وذلك لتطوير المشاريع الاستيطانية والتهويدية، بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس”.

وتقر خطة الحكومة ميزانية بقيمة 95 مليون شيكل، ستخصص لجذب المهاجرين الجدد من الشبان اليهود وإقناعهم للاستقرار والسكن في القدس، وذلك عبر منحهم هبات وامتيازات خاصة.

وفي تفاصيل الخطة التي حضرت بالتعاون مع بلدية القدس وبمساعدة الوكالة اليهودية، ستعمل الحكومة الإسرائيلية على تشجيع المهاجرين الشباب (18-35 عاما، غير المتزوجين والمتزوجين) على الاستقرار في القدس.

ونشرت ما تسمى دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية معطيات تفيد بأن أكثر من 18 ألف مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل واستقروا في القدس منذ العام 2018، علما أن حوالي نصفهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، إلا أن حوالي 30% منهم غادروا القدس في السنوات الخمس الماضية.

بلدية الاحتلال تنفذ مارثون رياضي تهويدي في شوارع مدينة القدس

القدس المحتلة- مصدر الإخبارية:

نفذت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مارثون رياضي تهويدي في مدينة القدس المحتلة.

وشارك في المارثون التهويدي عشرات المستوطنين المتطرفين الذي جابوا شوارع مدينة القدس وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت فصائل فلسطينية أكدت أمس الخميس، أن تنفيذ بلدية الاحتلال للمارثون التهويدي في القدس لن يغير من حقيقة أن المدينة فلسطينية وعربية وإسلامية.

وأكدت الفصائل على أن مدينة القدس ستبقى فلسطينية ولن تفلح إجراءات سلطات الاحتلال وأساليبها بتغير معالمها التاريخية.

وشددت على أن أساليب الاحتلال المستمرة لتهويد القدس تهدف إلى تزويد التاريخ والجغرافيا للمدينة وتقيم أسماء معالمها العربية والإسلامية بأخرى عبرية.

واعتبرت الفعاليات الرياضية الاحتلالية تأتي كغطاء لفرض وقائع جديدة على الأرض في مدينة القدس في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.

اقرأ أيضاً: حرب التحدي الغلبة بها لفلسطين دومًا بقلم معتز خليل

تهويد الحي اليمني.. مخطط احتلالي جديد لتفتيت الرقعة المقدسية

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستيطانية لتهويد وتفتيت الاحياء الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة بالتركيز حالياً على الحي اليمني في بلدة سلوان.

وقال مختصون في مجال الاستيطان إن الاحتلال مستمر بخطته لتغير الواقع الديمغرافي من خلال التزوير التاريخي لأصول الأحياء المقدسية وإلغاء الصفقة العربية عنها، وإسنادها للفكر والديانة اليهودية.

وأوضح مدير إدارة الخرائط بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن “حي اليمن أنشئ في العام 1890 على يد يهود اليمن فطردهم الاحتلال الإسرائيلي منه، واعتبرهم عرباً”.

وأضاف التكفجي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن “يهود اليمن اضطروا في العام 1920 إلى ترك الحي وبيع جزء كبير من أملاكه إلى السكان العرب وأجرت الباقي”.

وأشار إلى أنه “بعد ذلك أنشئت مؤسسة اسمها حارس أملاك العدو في إبان الحكم الأردني التي أجرت للسكان أملاك الحي اليمني على اعتبارها أملاك يهودية”.

وأكد أن “الاحتلال يركز حالياً في بلدة سوان من خلال السيطرة على الحي اليمني في بطن الهوى لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية “التطويق والاختراق والتشتيت”.

وشدد التكفجي إلى أن “الاحتلال يعمل حالياً على تطويق الأحياء العربية بالمستوطنات ثم اختراقه بالبؤر الاستيطانية وصولاً إلى تفتيتها وجعلها جزيئات في أحياء يهودية”.

ولفت إلى أن الاستراتيجية السابقة تركز أيضاً على ربط الأحياء المسيطر عليها ببعضها البعض بحث تتحول إلى مناطق صغيرة بقلب أحياء يهودية كبيرة.

ونوه إلى أن “التركيز على الحي اليمني في بطن الهوى يهدف إلى جعله ضمن الحوض التاريخي الضام للمقبرة اليهودية على جبل الزيتون وقبور الأنباء في منطقة سلون التي تعتبرها إسرائيل حق لها على اعتبار أن النبي داوود كان قبل خمسة آلاف عام موجود فيها”.

وأكد مدير إدارة الخرائط بالقدس أن عدد المستوطنات في داخل البلدة القديمة يبلغ حالياً 16 مستعمرة و46 بؤرة استيطانية 26 منها في سلوان.

من جهته قال مساعد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا إن مساعي السيطرة الكاملة على الحي اليمني تندرج ضمن جهود الاحتلال المتواصلة لتهويد جميع المناطق الفلسطينية.

وأضاف الخواجا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن الاحتلال يركز على الاحياء ذات الطابع العروبي لربطها بتاريخ يهودي من خلال الادعاء بأن فيها معابد يهودية بهدف تزيف الوقائع والتاريخ الإسلامي لها.

وأشار الخواجا إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة لكن جميع محاولات الاحتلال فشلت في تغير الطابع الإسلامي والعروبي عن الأحياء المقدسية.

وأكد الخواجا أن الاحتلال يعمل منذ 40 عاماً على إجراء حفريات واسعة في محالة لإيجاد أي معلم تاريخي يثبت وجود يهودي في الاحياء الفلسطينية. وشدد أن الاحتلال اتخذ سلسلة من الخطوات التهويدة شملت مشروع القطار الهوائي في القدس وتفعيل قانون أملاك الغائبين بصورة أكبر لتغيير معالم مدينة القدس.

ولفت إلى أن الاحتلال ركز مؤخراً على حي سوان وكثف عمليات السيطرة والاستيطان من خلال خمس بؤر استيطانية رئيسية وعمل على إجراء تحولات ديمغرافية.

ويعتبر حي سوان واحد من أكبر الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة ويصل عدد سكانه إلى 55 ألفاً ومساحته 5640 دونماً.

الكنيسة الأسقفية الأمريكية تطالب بإنهاء الاحتلال ووقف تهويد القدس

وكالات – مصدر الإخبارية 

طالب المؤتمر العام للكنيسة الأسقفية الأمريكية في الولايات المتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإدانة ووقف تهويد القدس.

وتبنى المؤتمر الذي أنهى أعماله في مدينة بولتيمور في الولايات المتحدة، عدة قرارات منها: رفض القوانين التي تعاقب مقاطعي حكومة الاحتلال، وربط المساعدات العسكرية لـ”إسرائيل” باحترامها لحقوق الإنسان الفلسطيني.

ودان القرار الأول الذي يحمل عنوان “العدالة والسلام في الأرض المقدسة” استمرار الاحتلال والعزل والقمع للشعب الفلسطيني.

ودعا قادة الولايات المتحدة إلى “اتخاذ إجراءات لمعارضة القوانين والممارسات الإسرائيلية التي تؤدي إلى عدم المساواة في الحقوق لشعبين”.

وطالب قرار بعنوان “حرية التعبير والحق في المقاطعة” الرئيس الأميركي جو بايدن وأعضاء الكونغرس بـ”معارضة التشريع الذي يعاقب داعمي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها الـ BDS”.

وطالب القرار الثالث بربط المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة لـ”إسرائيل” باحترامها لحقوق الإنسان، مع التأكيد على “التزام الكنيسة الطويل الأمد بضمان عدم استخدام المساعدة العسكرية الأمريكية ومبيعات الأسلحة لإدامة الصراع أو انتهاك حقوق الإنسان أو المساهمة في الفساد أو عدم الاستقرار أو العنف”.

وحث هيئات الكنيسة الأسقفية الأمريكية على “معارضة المساعدة العسكرية لإسرائيل، بما في ذلك بيع أو توفير الأسلحة والتقنيات ذات الصلة مثل معدات المراقبة إلى البلدان التي أظهرت انتهاكات موثقة جيدًا ومستمرة وفظيعة لحقوق الإنسان”.

وفي سياق منفصل، وافق مجلس أساقفة الكنيسة على قرار يعبر عن القلق من التهديد المتصاعد للوجود المسيحي في مدينة القدس والأراضي المقدسة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة التي تسعى جاهدة لتقويض المجتمع المسيحي في المدينة.

وأشارت الكنيسة إلى “الضغط المتزايد من أولئك الذين يسعون إلى تغيير الطابع التاريخي المتعدد الثقافات والأعراق والأديان للمدينة بشكل أساسي”.

وأعربت عن قلقها العميق من العواقب المستمرة على حياة سكان الحي المسيحي في البلدة القديمة.

اقرأ/ي أيضاً: مواجهات في أحياء القدس المحتلة واعتقالات في الضفة

 

تقرير “أمنستي”.. كشف للحقائق وتعرية دولية للاحتلال

خاص – مصدر الإخبارية 

منذ اللحظة الأولى لإعلان منظمة العفو الدولية “أمنستي” عزمها نشر تقريرها الذي يدين “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب وبأنها دولة فصل عنصري، لاقى هذا الإعلان الدولي “الجريئ” ردود فعل فلسطينية مرحبة ومثنية على القرار وفي المقابل لاقى انتقاداً كبيراً في الأوساط الإسرائيلية.

وفي هذا التقرير نقف على أبعاد هذا التقرير من وجهة نظر محللين ونشطاء حقوقيين مختصين في المجال، ومدى إمكانية الإستفادة من مثل هذه التقارير في المحافل الدولية.

تقرير “أمنستي” كاشف وليس منشئ

رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان، عصام يونس قال إن “تقرير “أمنستي” ليس منشئ ولكنه كاشف لحقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وتكمن أهميته في أنه صدر عن مؤسسة ذات ثقل وأهمية بالغة، مضيفاً أنه يفرض تطوراً نوعياً مهم جداً من ناحية التعامل مع الملفات والقضية الفلسطينية”.

وذكر في حديث خاص لمصدر الإخبارية، “أن ما تقوم به دولة الاحتلال يرتقي إلى جرائم “أبارتيد” تستوجب ملاحقة من يقترفها ومن يأمر باقترافها”.

وأكمل يونس، بأن “واقع الحال يؤكد على ما أن ما تقوم به دولة الاحتلال يمثل استعلاءً على الشعب الفلسطيني سواء أكان بمصادرة أراضيهم أو إقامة المستوطنات على أراضيهم بالضفة المحتلة، وبتهويد المدينة المقدسة، وبفرض الحصار على قطاع غزة، وما يتعرض له الفلسطينيين داخل دولة الاحتلال من ممارسات تمييزية.

وشدد على أنه بمثل هذا التقرير وغيره من التقارير السابقة تصبح “إسرائيل” دولة عنصرية قانونياً وعملياً.

وبخصوص ذكر التقرير لوضع قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، قال يونس “إن الحصار المفروض على غزة يعتبر امتداداً لهذه السياسة وشكل من أشكالها، من خلال محاولة التفكيك الجغرافي والديمغرافي وتقطيع أوصال الشعب الفلسطيني وفرض الحصار الذي أدى لتبعات خطيرة على السكان وحد من قدرتهم على الحركة”.

وأوضح أن عقد “العفو الدولية” لمؤتمر الإعلان في القدس المحتلة يدل على مدى شجاعتها الأخلاقية ومصداقيتها الكبيرة في التعبير عن واقع الحال الفلسطيني، لذلك آثرت أن يكون الإعلان من قلب الأراضي الفلسطينية.

وبشأن الرد الإسرائيلي على تقرير “أمنستي”، توقع الحقوقي الفلسطيني، أن تقوم سلطات الاحتلال بحملات مشبوهة لتشويه صورة المنظمة، حالها حال العديد من المؤسسات التي عمل حجبها ووقف الدعم المادي والمعنوي إليها منذ أكثر من 10 أعوام.

مدى أهمية التقرير

بدوره، قال الناشط الحقوقي و المدير العام لمؤسسة حق الفلسطينية، شعوان جبارين، إن تقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي” يعتبر من التقارير بالغة الأهمية لسببين؛ الأول هو مضمونه وشموله، ما يعني أنه شمل على سبيل المثال موضوع وقضية اللاجئين سواء أكانوا مهجرين عام 1948 أو عام 1967 وبالتالي أظهر  إسرائيل على أنها دولة احتلال تمارس أبشع أنواع الإجرام بحق الفلسطينيين كافة.

وأضاف جبارين في تصريح خاص لمصدر الإخبارية، أن الأمر الثاني هو الجهة المصدرة للتقرير أو الجهة التي تقف خلفه وهي منظمة العفو الدولية المعروفة بمهنيتها العالية وبالتالي لا يمكن تجاوز مثل هذا التقرير شديد الأهمية.

وذكر أن “المعاني القانونية والسياسية هي معاني كبيرة وينظر إليها بأهمية بالغة وينظر إلى هذا التقرير من الناحية القانونية والسياسية على أنه إضافة نوعية أخرى لتقارير سابقة تحمل نفس العنوان ونفس المضمون”.

وأكد جبارين على أنه يمكن لجميع فئات المجتمع الفلسطيني الاستفادة من مثل هذه التقارير وخصوصاً السياسيين والدبلوماسيين ومؤسسات المجتمع المدني، كما أنه يمكن أن يخلق حالة من الوعي لدى المواطن بمدى ما يتعرض له من ظلم وعنصرية.

“إسرائيل” دولة فصل عنصري

وفي السياق، دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية “أمنستي” أنييس كالامار، المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينين، عقب تقرير صدر عن المنظمة يتهم فيها الاحتلال بأنه يمارس نظام الفصل العنصري.

وقالت كالامار، في مؤتمر صحفي عقد في مدينة القدس، “إن إسرائيل تمارس نظام قاس يقوم على الهيمنة وجرائم ضد الإنسانية، وتستخدم نظام الفصل العنصري بحق الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”.

ودعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية  إلى وضع حد “للممارسات الوحشية” المتمثلة بهدم المنازل وعمليات الإخلاء القسري، مشددة على ضرورة ألا تقتصر الردود الدولية على الإدانات العقيمة.

وأشارت إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتبرت الفلسطينيين تهديداً ديمغرافياً، وتسعى لتهويد مناطق من ضمنها القدس.

وطالبت المنظمة “إسرائيل” بتغيير سياساتها العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى الفقر والتهميش.

يذكر أن منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، على أن “إسرائيل متورطة في هجوم ضد الفلسطينيين يرقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية”، وأن “جميع الإدارات المدنية والسلطات العسكرية الإسرائيلية متورطة في ذلك في جميع أنحاء فلسطين، وكذلك ضد اللاجئين الفلسطينيين”.

وذكرت المنظمة أن التقرير الجديد “من أكثر الأبحاث والتحقيقات عمقاً وشمولاً التي أجرتها منظمة العفو الدولية للوضع، حتى اليوم”.

ولفتت إلى أن التقرير عمل على “توثيق مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية على نطاق واسع، وعمليات القتل غير المشروع، والتهجير القسري، والقيود الصارمة على الحركة، وحرمان الفلسطينيين من حقوق الجنسية والمواطنة”، مؤكدةً أن “جميع هذه الانتهاكات هي مكونات نظم عنصري تمييزي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.

رد فعل إسرائيلي

وفي المقابل، هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، الإثنين، بشدّة تقرير منظمة العفو الدولية المقرر إصداره غدًا الثلاثاء، يصف “إسرائيل” بدولة الأبرتهايد.

ورفضت “الخارجية الإسرائيلية” ما وصفتها بـ”الادعاءات الكاذبة في التقرير” الذي وصفته بأنّه “يكدّس ويعيد تدوير أكاذيب مصدرها منظمات كراهية معروفة مناهضة لإسرائيل”.

ودعت الوزارة، العفو الدولية “للتراجع عن التقرير”. قائلة إن النتائج التي توصلت إليها المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقراً لها “كاذبة، متحيزة، ومعادية للسامية”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، إن “أمنستي كانت في السابق منظمة محترمة، احترمناها جميعًا، واليوم هي العكس من ذلك تمامًا”.

يشار إلى أنّ منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، كانت قد قالت في تقرير خلال العام الماضي، إن “إسرائيل ترتكب جرائم فصل عنصري”.

ومنظمة العفو الدولية هي منظمة غير حكومية تأسست في لندن عام 1961، وتسعى إلى أن ينال كل فرد حقوقه كما كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتعمل على كشف الممارسات التي تتعلق بحقوق الإنسان في كل دول العالم، وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1977، وجائزة الأمم المتحدة عام 1978.

 

 

حشود من المصلين يؤدون صلاة الفجر في المسجد الأقصى نُصرة للنقب المحتل

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية 

أدت حشود كبيرة من المصلين صلاة فجر اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، تلبية لنداء “الفجر العظيم”، ورفضاً لمخططات التهويد والضم التي يتعرض لها النقب المحتل والمدينة المقدسة.

ووصل المدينة المقدسة حشود من مختلق مناطق الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948، في رسالة تأكيد على وحدة الموقف الرافض لمماراسات الاحتلال وعلى التآخي الروحي.

وكان نشطاء وحراكات شبابية قد دعت لمشاركة واسعة لأداء “الفجر العظيم” في المسجد الأقصى، نصرة لأهل النقب المحتل في ظل الهجمة الاستيطانية التي يتعرضون إليها، ودعماً لعائلة صالحية التي هدم الاحتلال منازلها في حي الشيخ جراح.

ودعت الحراكات الشبابية الأهالي في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل لأوسع مشاركة في الفجر العظيم والتي حملت عنوان “النقب الثائر”.

وقالت في دعوتها أن الجمعة القادمة تأتي “نصرة لأهلنا الصامدين في النقب المحتل، الذين يدوسون مخططات التهجير بسنابك خيلهم وعزائم رجالهم ونسائهم، ودعما وتقديرا لعائلة صالحية التي خطّت نهجا مباركا في التصدي لسياسات التهجير وهدم المنازل في الشيخ جراح والقدس المحتلة”.

يذكر أن النقب المحتل يشهد احتجاجات واسعة وهبة شعبية ضد أعمال التجريف والتحريش الاستيطانية التي تهدف لتهويد الأرض وتغيير هويتها، في ظل حملة اعتقالات كبيرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي النقب المنتفضين.

 

Exit mobile version