السيناريوهات الإسرائيلية بعد عملية جنين

أقلام – مصدر الإخبارية

تفرض عملية جنين الانتباه الى المتغيرات الجديدة، والتي يمكن تسكينها في إطار نتائج تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، والمدخلات الجديدة في المشهد الحالي بعد عملية جنين، وفقاً لهذا المنظور، تنطلق الورقة لتحديد السيناريوهات المحتملة امام القيادة الإسرائيلية.

أولاً: تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تؤشر الى محدودية نتائج عملية جنين، على المستويين العملياتي والسياسي.

على المستوى العملياتي، لم تتمكن من تدمير البنية التحتية للمجموعات المسلحة، ولم تتمكن من تعزيز الردع، بل شجعت على عمليات في وسط تل ابيب، وقلب مستوطنة مكدوميم.

على المستوى السياسي، يبدو أن الغطاء الأمريكي للعملية كان محدوداً بمدة زمنية محددة، لتحقيق اهداف العملية، عدم القدرة في تحديد أهداف العملية، سيؤدي للتشكيك في إعطاء غطاء امريكي اخر لعملية مماثلة، من جانب آخرة ردة فعل عربية بما فيها دول اتفاق إبراهيم، تضع كوابح لتحرك مماثل.

ثانياً: المُدخلات الجديدة في الضفة، الانتقال من سياسة الغموض إلى الإعلان.

حتى عملية جنين، كانت سياسة حركتي حماس والجهاد قائمة على الغموض البناء حول أنشطتها في الضفة الغربية، وهذه السياسة حققت مكاسب في الحفاظ على الهدوء والاستقرار النسبي في ساحة غزة.

المُدخل الجديد، تبنت حماس عمليتي تل أبيب ومكدوميم، واعلنت حركة الجهاد لأول مرة عن خطة لبناء وتشكيل مجموعات مسلحة في الضفة بمساعدة إيران، حيث كانت الحركة وإيران في حالة انكار دائم لذلك، بما يؤشر الى تغير في السياسات القائمة على غموض الأنشطة في الضفة، الى الإعلان.

السيناريوهات المحتملة.

الأول، العودة لتعزيز السلطة.

منذ صعود حكومة نتنياهو، يوجد اختلاف في الرؤى بين المؤسستين الأمنية السياسية حول التعامل مع الملف الفلسطيني، بينما ترى المؤسسة الأمنية والأكاديمية ضرورة تعزيز السلطة باعتبارها مصلحة إسرائيلية، ترى المؤسسة السياسية (الحكومة) العمل على اضعافها وتفكيكها تمهيداً للتوسع الاستيطاني والسيطرة على مناطق C.

نتائج عملية جنين، والمُدخل الجديد في الضفة، ستدفع المؤسسة السياسية باتجاه التوافق مع رؤية المؤسسة الأمنية، لإعادة تعزيز وتقوية السلطة، وإعادة بناء العلاقة معها.

هذا التوجه سيتم بدعم امريكي واقليمي، في إطار استكمال عقد منتدى العقبة وشرم الشيخ، ووضع خطة الجنرال الأمريكي فينزل موضع التنفيذ والقائمة على إعادة تأهيل وتدريب الأجهزة الأمنية الفلسطينية للتمكن من استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها.

خطورة هذا السيناريو إذا ما تم تنفيذه، سيؤدي في النهاية إلى صدام بين السلطة والمجموعات المسلحة، وسينتقل الوضع الى شبه حرب أهلية مثل ما حدث في غزة، ستكون نتيجته فقدان السلطة سيطرتها على كثير من المناطق.

الثاني، التعامل مع الجذور.

نتيجة عملية جنين والمدخلات الجديدة في سياسات حماس والجهاد بالانتقال من الغموص الى الإعلان، سيدفع إسرائيل للتعامل مع جذور المشكلة، وفي تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن احداث الضفة يتم تحريكها وتمويلها من غزة، ولبنان، بمساعدة إيران.

لذلك من المرجح أن تنفذ اسرائيل خلال الأيام القادم عمليات اغتيال لقيادات من حماس والجهاد، الأكثر ترجيحاً أن تتم عمليات الاغتيال في واحدة من ساحات لبنان سوريا غزة، خطورة هذا السيناريو أن يؤدي الى مواجهة واسعة.

من غير المرجح أن تفرض إسرائيل اجراءات عقابية على غزة، على اعتبار انها لا زالت معنية بالهدوء والاستقرار هناك.

اقرأ/ي أيضاً: أزمة فاغنر.. إدارة انحدار القوى الكبرى

Exit mobile version