انفجار الضفة الغربية - الخطة الاستراتيجية لوقف الاستيطان

الخطة الاستراتيجية الفلسطينية لوقف الاستيطان

أقلام – مصدر الإخبارية

الخطة الاستراتيجية الفلسطينية لوقف الاستيطان، بقلم الكاتب الفلسطيني حسام الدجني، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

مواجهة الاستيطان وفرملة مشاريعه التوسعية ينبغي أن تتصدر أولويات القيادة الفلسطينية بكل ألوانها، وبإسناد من كل المؤمنين بعدالة القانون الدولي الذي ينص بشكل واضح وصريح بأن الاستيطان جريمة وأنه يقوض فرص الحل السياسي بإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران/ 1967م كاملة السيادة.

السؤال في هذا المقال: لماذا الاستيطان؟ وما هي ملامح الخطة الاستراتيجية لمواجهته؟

لماذا الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967م وفي الضفة الغربية على وجه الخصوص، وللإجابة عن السؤال لا بد من فهم أهمية الاستيطان ومنطلقاته في الفكر الاستراتيجي الصهيوني والذي ينطلق من عوامل متعددة فمنها الاقتصادي على سبيل المثال لا الحصر (عمليات السلب والنهب للمياه الجوفية وللمحاصيل الزراعية والموارد الطبيعية) والسياحي والعسكري والأمني ومنها الجيوسياسي والتي يأتي لتلبية متطلبات الضعف الجيوسياسي الذي تعاني منه دولة الاحتلال لا سيما المناطق المتاخمة لمحافظات شمال الضفة الغربية وعلى وجه الخصوص جنين – طولكرم – قلقيلية، حيث تشكل عمق المنطقة التي تربط طولكرم بساحل البحر المتوسط 15 كيلومترًا.

وفقاً لما سبق فإن ملامح الخطة الاستراتيجية لمواجهة الاستيطان ينبغي أن تنطلق من ثلاثة مسارات:

الأول: المسار القانوني.

الثاني: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها.

الثالث: المسار المقاوم.

أولاً: المسار القانوني، وجوهر العمل به يقوم على توظيف كافة القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة لاسيما القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن في عام 2016م، للتوجه للمحاكم الدولية والرأي العام الغربي لمواجهة المشروع الاستيطاني.

ثانيًا: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها، وجوهر العمل به يقوم على تعزيز لجان المقاطعة العاملة في الدول الغربية مثل (حملة BDS) وغيرها، وتعزيز كافة أشكال المقاطعة للمستوطنات وسكانها ومنتجاتها عبر المقاطعة الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية والعلمية والرياضية والثقافية إلخ.

ثالثًا: المسار المقاوم، وجوهر هذا المسار يقوم على أن نقطة الارتكاز فيه الإنسان الفلسطيني، وفيه تتعدد أشكال المقاومة، فمن المقاومة السلمية والشعبية التي تعزز من صمود

2 / 2

المواطن وثباته على أرضه ومشاغلة جيش الاحتلال الصهيوني لزيادة فاتورة التكلفة لحماية المستوطنات ومليشيات المستوطنين، إلى المقاومة العسكرية التي تؤسس لمرحلة اندحار المستوطنات، والمتتبع للتحول في أداء المقاومة يلحظ أن تكراراً لنموذج غزة في التسلح يتكرر بالضفة المحتلة وسط إرادة وهمة عالية لسكانها بزيادة تكلفة الاحتلال والانطلاق نحو مواجهة مفتوحة لا سيما مع انسداد الأفق السياسي.

تحولًا أخذ مسارات مختلفة، آخرها كان عبوات جنين الناسفة، وقذائف ناشئة لم تنجح في تحقيق أهدافها بدقة، ولكنها نجحت في إيصال رسائلها باقتدار وإبداع، وألخص أهم الرسائل السياسية بما يلي:

1قذائف جنين محلية الصنع تعيد للذاكرة بالنسبة للاحتلال تجارب الشهيد نضال فرحات في غزة، والتي تطورت إلى أن أصبحت تصل إلى مطار رامون الذي يبعد (200 كيلو متر).

2تعكس إرادة الفلسطيني وقدرته على التطور والإبداع، وهو ما يعني أن الضفة قد تكون على موعد مع مزيد من القذائف في المرحلة المقبلة وصولاً إلى قدرة المقاومة في شل عمق دولة الاحتلال.

3القذائف المحلية في حال نجحت تشكل أكبر ضربة لجدوى وجود الاستيطان ببعده العسكري والأمني والجيوسياسي في الضفة المحتلة.

4تحول المقاومة قد يدفع الاحتلال إلى ارتكاب حماقة عبر الذهاب نحو عملية شاملة بالضفة وهو ما ينعكس على مستقبل السلطة وجيشها وأسلحتها.

الخلاصة: مزيد من العمل لبناء استراتيجية وطنية لمواجهة الاستيطان عبر نقاش مفتوح مع الكل الوطني وعبر تطوير لكافة الوسائل التي تؤسس لاندحار كل المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.

أقرأ أيضًا: عملية غور الأردن: دلالات المكان والزمان/ بقلم حسام الدجني

Exit mobile version