القمة العربية في جدة

القمة العربية في جدة.. ما المأمول على مستوى القضية الفلسطينية؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يُعلّق الفلسطينيون آمالاً كبيرة على مخرجات القمة العربية المنعقدة اليوم الجمعة بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، حيث يتطلعون إلى إعلان العرب قرارات تخدم “القضية الفلسطينية على كافة المستويات”.

ويرى محللون وقادة فصائل أن “الأوضاع في المنطقة العربية ذاهبة نحو وجه جديد بعد عقد قمة جدة”. مؤكدين على أهمية صدور قرارات عملية، لدعم صمود الفلسطينيين في موجهة الاحتلال الاسرائيلي.

قضايا مهمة

وقال المحلل د. هاني العقاد إن “فلسطين ستكون على سلم أولويات قمة جدة رغم وجود قضايا أخرى رئيسية كالأزمات السودانية والسورية، وملفات الأمن العربية والتنمية الاقتصادية”.

وأضاف العقاد لشبكة مصدر الإخبارية أن “قمة جدة ستكون استكمالاً لسابقتها في الجزائر وستركز على قضايا مهمة أولها التأكيد على ضرورة وقف استهداف الكيان السياسي للسلطة الفلسطينية، ومساعي إسرائيل للقضاء على حل الدولتين”.

وبين العقاد أن “المطلوب أن تكون القدس على سلم أولويات القمة العربية من خلال التأكيد ضرورة وقف الإجراءات الأحادية الجانب من إسرائيل، والإعلان عن موقف موحد بخصوص المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني”.

وأشار العقاد إلى أن “القمة يتوجب عليها تحديد موعد لتنفيذ مبادرة السلام العربية، حال جرى التأكيد على تمسك العرب بها كحل للقضية الفلسطينية، فلا يكفي الحديث عن الأمر بدون تحديد موعد لإلزام إسرائيل بها، ويتوجب تحديد القمة العربية موعداً أقصى للتطبيق، وفرض عزلة على الاحتلال حال رفض ذلك، وقف مساء التطبيع بالكامل معه”.

وأكد العقاد أنه يتوجب على قمة جدة حشد الدعم العربي الكامل لحصول فلسطين على معقد كامل في الأمم المتحدة في أقرب وقت.

وشدد على ضرورة أن تضغط القمة لتطبيق إعلان الجزائر المتعلق بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام كأساس لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته.

وعبر عن أمله بأن يتخذ القادة العرب قراراً بتشكيل لجان من الدول الفاعلة للنزل على الأرض في غزة والضفة لتشكيل حكومة وحدة وطنية واتمام المصالحة، وافشال المساعي الإسرائيلي لترسيخ فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

توحيد الصف العربي تجاه فلسطين

بدوره أكد الناطق باسم حركة فتح منذر الحايك، على ضرورة أن تخرج القمة العربية بقرار لتوحيد الصف العربي بما يعيد فلسطين على سلم الأولويات وأن تكون على مركزية الملفات الأخرى.

وشدد الحايك في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية على أهمية أن تتوحد كامل الجهود العربية لدعم صمود المقدسيين في مدينة القدس في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضدهم.

وقال الحايك “للأسف لازال الشعب الفلسطيني يقاتل وحدة الاحتلال، مما يتطلب موقفاً عربياً حازماً تجاه انتهاكات الاحتلال والاقتحامات اليومية والاستيطان وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.

وأضاف الحايك أنه “يتوجب على الدول المطبعة أن تقول كلمتها وتحمي القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس على اعتبار أنها أعلنت في وقت سابق أن التطبيع يمكن أن يخدم فلسطين”.

وأشار إلى أن الاحتلال يركز حالياً على ثلاث ملفات رئيسية أول إشعال حرب دينية في مدينة القدس والمسجد الأقصى وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاستفراد بالفصائل، وثانياً تكثيف الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية عبر جلب نصف مليون مستوطن جديد، وأخيراً تهويد مدينة القدس وفرض التقسيم الزماني والمكاني وبناء كنيس يهودي على مساحة 600 متر بالمدينة”.

ودعا الحايك إلى ضرورة الالتزام بالمبادة العربية وعدم تركهم الشعب الفلسطيني يقاتل وحده “فالقدس وقف لكل العرب وليس للفلسطينيين وحدهم ويتوجب على الجميع الدفاع عنها”.

تنفيذ قرارات القمم السابقة

من جهته، أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أن قمة جدة تنعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها القضية الفلسطينية جراء تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق شعبنا.

وقال أبو ظريفة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “المطلوب من القمة الإعلان عن موقف عربي جاد لتنفيذ قرارات القمم السابقة المتعلقة بالاحتلال وعزله ووقف كل أشكال التطبيع في ظل الهجمة الشرسة على شعبنا وسياسة القتل المتواصلة بحقه”.

وأضاف أبو ظريفة “مطلوب تقديم كل سبل الدعم إلى مدينة القدس المحتلة من خلال تفعيل صندوق القدس لمساعدة المقدسين على البقاء ومواجهة إجرام الاحتلال من تهجير وغرامات غير قانونية، وغيرها”.

وأشار إلى “أهمية إعادة تفعيل شبكة الأمان العربية لفلسطين، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مالياً”.

وأكد على أهمية العمل على انتقال فلسطين من عضوية مراقب إلى عضو كامل في الأمم المتحدة.

وقف التطبيع

من جانبه، عبر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن أمله بأن تكون القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على جدول أعمال القمة.

وقال مزهر لمصدر الإخبارية إن “المطلوب من القمة وقف كافة أشكال التطبيع العربي مع إسرائيل”.

وطالب بضرورة تقديم كافة أشكال الدعم والاسناد لقضية فلسطين بما يعزز صمود شعبها في مواجهة مشاريع التهويد والتصفية الإسرائيلية.

ودعا إلى ضرورة التأكيد على توحيد الجهود العربية والتأسيس لمرحلة نهوض للمشروع القومي النهضوي لإعادة الاعتبار للدور العربي المركزي في المنطقة.

حق تقرير المصير

وفي السياق قال المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني إن المطلوب من قمة جدة التأكيد على المواقف السابقة المناصرة للقضية الفلسطينية وأهمها حق تقرير المصير.

وأضاف دلياني في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أنه “يتوجب على القمة اتخاذ خطوات دبلوماسية عملية لإعادة الوزن السياسي والاقتصادي العربي إلى الواجهة العالمية”.

وأشار إلى أهمية اتخاذ مواقف موحدة تجاه الأصوات المناهضة لفلسطين وحقوق شعبها بالحرية والاستقلال.

وأكد على أهمية تجميد العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي نقلت سفارتها إلى إسرائيل، وتعزيز دعم المؤسسات المقدسية بما يخدم صمود أبناء شعبنا.

اقرأ أيضاً: انطلاق أعمال القمة العربية الـ32 في جدة

Exit mobile version