زيارة المقابر في العيد

تخالف هدف العيد.. زيارة المقابر تجديد للحزن

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

اعتاد بعض الناس من المسلمين على زيارة المقابر في أول أيام العيد، وفي بعض الدول اعتادوا تخصيص يوم مثل الجمعة أو يوم معين لزيارة الميت، وسقاية قبره والدعاء له، وقراءة الفاتحة، ثم الجلوس قليلاً والمغادرة.

وفي بلاد الشام يمارسون طقوساً أوسع، فيضعون النباتات الخضراء كجريدة النخل و الآس وغيرها على القبور، بقصد تخفيف العذاب عن الميت ما دامت النبتة رطبة، ولا يعتبر ذلك من السنة.

وربما يؤمن بعض الناس بهذا الفعل لما فعله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما مر على قبرين وقال: إنهما يعذبان، وحينها أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين وغرز في كل قبر واحدة، ولما سئل لماذا فعل هذا قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا”، إلا أن الفعل خاص بالرسول فقط.

وتفسيراً للأمر يقول بعض الأئمة أن غرس النبي للنبتة بقصد التخفيف عنهما يأتي من ناحية التبرك بأثر منه، ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه جعل مدة بقاء الرطوبة فيهما حداً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس.

ويبدو هذا المظهر الاجتماعي غريباً، ويختلف مع هدف العيد وهو الفرحة والسرور، فزيارة القبور والأموات تجدد الحزن وتفتح بابه، وربما يكثر من يمارسون هذه العادة، ولا يزال عدد لا بأس به يقومون بها في كل عيد، إنما لا أصل لها في الشرع.

ولمعرفة الحكم الشرعي أكثر سألنا في شبكة مصدر الإخبارية أ.د.ماهر الحولي عضو مجلس إدارة رابطة علماء فلسطين وأستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية والذي أوضح أن زيارة القبور لا وقت محدد لها ولا يوم معين لها، وقال: “لا يوجد للقبور يوم معين، لا يوم جمعة ولا يوم العيد ولا غيره”.

وتابع إن “زيارة المقابر في العيد لا تنبغي”، وأفاد بأن في ذلك حصول للحزن وتجدده في يوم جعله الله للفرح والسرور، وأوضح أن ما اعتاده بعض الناس من توزيع الطعام في المقبرة يوم العيد أو قراءة القرآن هناك لا أصل له في الشرع.

وأكد البروفيسور الحولي أن زيارة المقابر في العيد من البدع المحدثات، وبيّن أن السنة في الزيارة في الأيام العادية تقتصر على السلام والدعاء للميت والله أعلم.

هناك من يفتي بجوازها في العيد، استناداً على قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكرة للآخرة”، لكن يبقى الكلام عاماً وليس فيه تخصيصٌ للقبور.

ويرى نادر أبو شرخ مدرب التنمية البشرية أنه لا ينبغي تجديد الأحزان في الأعياد بالسواد والحداد، وزيارة القبور تدعو للبكاء، وقال: الينة في إظهار الفرح ونشر السرور لا الحزن”.

وأضاف: “يكون العيد في التوسيع على الأهل في المأكل والمسرب والملبس”، ويعتبر العيد من أيام الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يوم الفطر ويوم النحر عيدنا أهل الإسلام”.

لذا فإن الأساس في العيد هو الفرحة، فمن غير المناسب تجديد الحزن في هذا اليوم.
اقرأ أيضاً:كيف تسعد نفسك في العيد؟

Exit mobile version