مخطط قلنديا الاستيطاني.. مشروع قديم جديد يستهدف أرض المطار

خاص – مصدر الإخبارية 

عاد مخطط قلنديا الاستيطاني “أرض مطار قلنديا” شمال القدس المحتلة، إلى أذهان حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو، وثلة حوله من المتطرفين، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بعد أن كان مقترحاً منذ 10 سنوات.

وقبيل أيام قليلة، أجرى أعضاء كنيست من جميع أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف جولة في منطقة مطار قلنديا، تمهيداً لدفع إقامة مستوطنة كبيرة في المنطقة.

وذكر موقع “واللا” الإلكتروني، عن مصدر في حزب الليكود، قوله إنه “يعتزمون دفع المخطط بكل قوة”، فيما اقترح أعضاء كنيست إطلاق تسمية “تلة السبعة” على المستوطنة في إشارة إلى عدد القتلى في عملية إطلاق النار في مستوطنة “نافيه يعقوب” القريبة.

وتقع منطقة مخطط قلنديا الاستيطاني بين ضاحية الرام ومخيم شعفاط في شمال القدس المحتلة.

مخطط قلنديا يسير بدفع الحكومات وتوقفه سياسات دولية

ومنذ عشر سنوات، أجرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مداولات حول هذا المخطط الاستيطاني، لكنه لم يخرج إلى النور، بسبب موانع دولية، سنتها على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، جمدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي المخطط الاستيطاني، إلا أن إجراءات تنفيذه استؤنفت خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

مرّ مخطط قلنديا بعدة مراحل تراوحت بين الدعم والإيقاف المؤقت، إلى أن قررت بلدية القدس التوصية أمام لجنة التخطيط الإقليمية بدفع مخطط استيطاني جديد، عام 2000، على مساحة 1265 دونماً، وتشمل بناء 9 آلاف وحدة سكنية، إضافة إلى مباني تجارية ومصانع.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، أبلغت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، الإدارة الأمريكية بأنها لن تصادق على التوسع الاستيطاني في “عطاروت”، الذي صادق عليه قسم التخطيط والبناء في بلدية القدس.

وطالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وبتوجيه من الإدارة الأمريكية، حكومة نتنياهو الحالية بعدم تنفيذ خطوات أحادية في الضفة والقدس المحتلتين، من شأنها منع تنفيذ حل الدولتين.

مخططات لطمس معالم القدس

وبهذا الصدد، قال الخبير في شأن الاستيطان، د. محمد عودة إن: “المخططات الإسرائيلية حول مدينة القدس أو ما يسمى بمشروع “2050” أي (المقترح تنفيذها يمتد بين 2020 حتى العام 2025)، ووفقاً للمخطط التهويدي، يستهدف الاحتلال إخفاء جميع العلامات والسمات والإشارات التي تدلل على فلسطينية القدس، إلا في حال بقي مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى ولم يهدما.

وأضاف عودة في حديث خاص لمصدر الإخبارية، أنه “يوجد لدى الاحتلال خطة كاملة متكاملة، تشمل مشروع تهويد بلدة سلوان ووادي حلوة ووادي الربابة والمقابر الإٍسلامية، ومخطط إنشاء المترو، وتنفيذ هذه المخططات يأتي على مراحل محددة ووفقاً لردات الفعل الدولية”.

وأوضح أن “مخطط قلنديا يأتي في سياق المخططات التهويدية، التي تستهدف ضم منطقة المطار وجعله جزءاً من المستوطنات، وإنهاء أي صفة فلسطينية حول المطار، ويستهدف المخطط أيضاً ضم قلنديا وجميع المنطقة المحيطة بها سواء داخل السور أو خارجه، ويشمل المشورع إنشاء أنفاق وطرق جديدة تنهي صلة الوصل بينه وبين المدينة المقدسة”..

وتابع عودة أن الاحتلال “يدعي أن مخططه لضم منطقة قلنديا، يأتي لأسباب تتعلق بتطوير المنطقة، وجلب حركة سياحية، وإنهاء البناء العشوائي، وتسهيل المرور، وإنهاء أزمة المرور الخانقة بإنشاء الأنفاق والطرق”.

وبشأن الأضرار الواقعة على الفلسطينيين، أوضح عودة أن “الأضرار شاسعة ولا حصر لها وتشمل الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، وإقامة عليها المشاريع الاحتلالية، والضرر الثاني عزل المجتمع الفلسطيني عن بعضه وشرذمته، مثل ما يحدث اليوم في قلنديا وتقسيمها إلى قسمين”.

وأردف بأن “جميع هذه المخططات تستهدف الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة، وفرض ضغطاً على الفلسطينيين لإجبارهم على الخروج من أراضيهم بإرادتهم أو رغماً عنهم”.

وذكر أن “أحد أكبر المخاطر التي تنتج عن هذه المشاريع، هو القضاء على التعداد السكاني الديمغرافي المتزايد داخل منطقة القدس، من خلال ضخ عدد كبير جداً من المستوطنين لإضفاء السمة اليهودية الخالصة على القدس وضواحيها”.

وختم عودة بالقول إن “موقف الإدارة الأمريكية من المخططات الاستيطانية لا يخرج عن نطاق التلمحيات والتصريح الخجول حولها من أجل إرضاء المستوى الفلسطيني الذي يصارع هذه المخططات وغيرها من انتهاكات وحملات تصعيدية لوحده دون أدنى دعم خارجي عربي كان أو عالمي”.

تحذير دولي

وفي السياق، حذر دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي خلال جولة في “عطاروت”، بعد مصادقة بلدية القدس على المخطط، من أن “المصادقات الأخيرة على آلاف الوحدات السكنية لإسرائيليين، هدفه عزل الفلسطينيين عن مدينتهم وتغيير طابع القدس الشرقية.

وأضافوا أن “عمليات كهذه لا تخرق فقط تعهدات إسرائيل كدولة احتلال، وإنما هي تقوض الخطوات نحو سلام دائم بين الجانبين وتثير توترات على الأرض”.

واعتبر رئيس منظمة “إذا نسيتك” الاستيطانية، حاييم سيلبرشتاين، أنه “ننظر إلى إقامة حيٍ يكون موقعه في شمالي القدس مهمة قومية من الدرجة الأولى، بحيث سيمنع تواصلا إستراتيجيا لإقامة عاصمة فلسطينية في القدس. كما أن إقامة هذا الحي سيستجيب لاحتياجات النمو الطبيعي للقدس وخفض أسعار السكن وسيسهم في ازدهار العاصمة”.

اقرأ/ي أيضاً:الكنيست يصادق على إقرار قانون إعادة بناء بؤر استيطانية جرى اخلاؤها

Exit mobile version