الأسرى الإضراب عن الطعام 558 أسيراً المؤبد

التمييز بين الأسرى.. سياسةٌ إسرائيلية هدفها سرقة الإنجازات

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

تُواصل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، خطواتها وإجراءاتها التمييزية بحق الأسرى داخل المعتقلات، في سياسةٍ عدوانية تأتي استمرارًا لمسلسل الانتهاكات المتواصلة والتي تُمثّل تعديًا صارخًا على القانون الدولي الإنساني الذي نص على ضرورة احترام حقوق المعتقلين ومعاملتهم معاملة حسنة.

قبل عِدة أيام، تمكن الأسرى في سجون الاحتلال، من انتزاع انتصارًا جديدًا من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، تم بموجبه انهاء العقوبات المفروضة بحق عشرات الأسرى، إلّا أن العقوبات المُقررة على أسرى حركة الجهاد الإسلامي وأبطال سجن جلبوع والأسير يوسف المبحوح الذي ثأر للحرائر عبر طعن سجّان بتاريخ 20-12-2021 لا تزال قائمةً حتى يومنا هذا.

تمر علينا الذكرى الأولى لعملية نفق الحرية، التي نفذها ستةٌ من الأسرى وهم زكريا الزبيدي، أيهم كممجي، محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب قادري، مناضل انفيعات في ظل استمرار العقوبات اللاإنسانية المفروضة ضد الأسرى ضمن سياسة العِقاب الجماعي المُمارس مِن قِبل إدارة مصلحة السجون.

يقول ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا إسماعيل السنداوي، إن “فرحة الإنجاز الذي حققه الأسرى أمام الاحتلال منقوصة، سيما وأن أسرى نفق الحرية لا يزالون في العزل الانفرادي وتُمارس ضدهم إجراءات عقابية وهو ما أكدته رسالة الأسير يوسف المبحوح الذي قال فيها إنه يعيش ظروفًا قاسية لأبعد الحدود”.

وأضاف في تصريحٍ خاص لمصدر الإخبارية، “نعتبر أن الانتصار والانجاز الحقيقي يكون بعودة الأمور إلى طبيعتها ما قبل تاريخ 6-9-2021 لإنهاء معاناة الأسرى المعزولين المتمثلة في الإجراءات العقابية المُتخذة ضد أسرى حركة الجهاد الإسلامي عقب حل التنظيمات وتوزيعهم على غُرف التنظيمات الأخرى، والتي انعكست على واقع أسرى “الجهاد” داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن “هناك العشرات من أسرى الجهاد الإسلامي تصفهم إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بالخطيرين وهو ما يتسبب بعملية تنقلهم كل 3 أشهر من سجن لأخر، ما يعني استمرار معاناة الأسرى دون تحرك جاد لوقفها”.

ولفت إلى وجود “تدخلات سياسية للسلطة الفلسطينية وأطراف آخرى، ساهمت في عدم مُضي المعتقلين الفلسطينيين في إضرابهم المفتوح عن الطعام كما كان مقررًا في السابق لتحقيق إنجازًا كاملًا قائمًا على انهاء العقوبات المفروضة على جميع الأسرى دون استثناء”.

واتهم السنداوي، “السلطة الفلسطينية بالوقوف خلف إفشال إضراب الأسرى أُسوة بما حدث إبان إطلاق إضراب الأسير مروان البرغوثي في الرابع من أبريل/ نيسان للعام 2017 والذي أفشل جهوده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر الإيعاز لأسرى حركة فتح بعدم خوض الإضراب والتمرد عليه”.

ودعا السنداوي، إلى “وحدة وطنية حقيقية لمواجهة السجّان الإسرائيلي، ما يتطلب تضافر جميع الجهود في الداخل والخارج لمناصرة الحركة الأسيرة، لاستنزاف الاحتلال داخل السجون وخارجها، وهو ما لا يُطيقه المستوى السياسي الإسرائيلي، ولا ترغب السلطة الفلسطينية بالوصول إليه”.

وأبدى السنداوي خشيته “إزاء تنصل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية من الاتفاق مع الحركة الأسيرة أُسوة بما فعل سابقًا مع المضربين عن الطعام، مما قد يضر بالحاضنة الشعبية التي أبدت استعدادها لمناصرة الأسرى في خطواتهم التصعيدية ضد السجّان الإسرائيلي”.

وختم ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا حديثه لمصدر الإخبارية قائلًا، “هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق فصائل المقاومة الفلسطينية تتمثل بالعمل ليلًا ونهارًا من أجل إطلاق سراح المعتقلين، ووضع الخُطط التكتيكية لخطف الجنود الإسرائيليين لضمان تبييض السجون ونيل الأسرى حريتهم حيث بينهم من قضى 40 عامًا داخل سجون الاحتلال مثل الأسير نائل البرغوثي وكريم يونس وغيرهم”.

من جانبه، يقول السيد فؤاد كممجي والد الأسير “أيهم”، إن “إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ستفشل في مساعيها المتواصلة لكسر إرادة أبطال نفق الحرية الأبطال، لأن الأسرى يستمدون قوتهم من إيمانهم بعدالة قضيتهم والحاضنة الشعبية التي تقف خلفهم”.

واستهجن في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “سياسة التمييز التي تتبعها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بين المعتقلين والتي تُعززها الخطوات أحادية الجانب التي يتخذها فصيل بمعزلٍ عن الفصائل الأخرى، لضمان تحقيق مطالب الأسرى كاملة”.

وأضاف، “الدولة الوحيدة التي تنتهك قواعد القانون الدولي الإنساني بإعادة اعتقال الأسرى بعد تحررهم هي “إسرائيل” في انتهاكٍ صارخ لكل الأعراف والمواثيق، ما يتطلب تحركًا جادًا لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني”.

ونوه، إلى أن “الاحتلال يُمارس سياسة العقاب الجماعي ليس فقط بحق المعتقلين إنما تطال عقوباته أهاليهم وذويهم، مشيرًا إلى أنه على الصعيد الشخصي حُرم من السفر رغم عمله في مجال الحج والعمرة، كما حُرم شقيق أيهم من العمل داخل الأراضي المحتلة”.

وختم حديثه لمصدر الإخبارية قائلًا، “أُوجه رسالتي الأخيرة لنجلي أيهم في سجون الاحتلال أن أصبر وصابر فإن الفرج قريب والحرية باتت قيد أنملة، ولنا نُخلف العهد والوعد أن نبقى الأوفياء لعذابات الأسرى ودماء الشهداء الأكرم منا جميعًا”.

Exit mobile version