المجتمع العربي - كل عربي في إسرائيل - جرائم القتل في الداخل المحتل - المجتمع العربي

اسمعوا صرخة كل عربي في إسرائيل يعيش في ظلال الموت

كتبت شيرين فلاح صعب في هآرتس العبرية– ترجمة مصدر الإخبارية:

شيرين فلاح صعب تطالب سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأن يسمعوا صرخة كل عربي في إسرائيل يعيش في ظلال الموت المتنقل بين الأحياء والشوارع في المدن والقرى العربية في المثلث والجليل والنقب.

النص الحرفي لمقال صعب الذي ترجمه حمزة البحيصي لشبكة مصدر الإخبارية.

ماذا بقي ليقوله عن دائرة سفك الدماء التي لا نهاية لها في المجتمع العربي؟ كيف يمكنك البكاء بصوت عالٍ لدرجة أنه يُسمع في كل مكان؟ منذ بداية العام، قُتل 158 عربياً إسرائيلياً. في مساء الثلاثاء الرهيب هذا، قُتل أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً في بلدة أبو سنان في الجليل الغربي. تصادف أنها المدينة التي أعيش فيها.

ليس لدي كلمات لوصف ما شعرت به بعد ظهور التقارير الأولى عن المجزرة. دقائق المكالمات الأولى المثيرة للأعصاب للأصدقاء والأقارب لمعرفة من هم الضحايا. عندما علمت أن أحدهم هو غازي صعب، غرق قلبي. ارتجفت يدي. كيف يتم الإبلاغ عن مقتل أقاربك المقربين؟ هذا يوم حداد.

مذبحة كهذه لا معنى لها. ولا يمكن تفسير ذلك بحجج عنصرية، مثل “إنها جزء من ثقافتك”، أو “مسألة تعليم”، أو “في جيناتك”. ليس لدي أي نية للحديث عن الموتى، بل عن الأحياء. لقد تم القتل. ولكن ماذا عن الخوف الذي يلي ذلك؟ ماذا عن زوجة غازي صعب وأولاده؟ وماذا عن أحلامهم؟ تخيل لو حدثت مثل هذه المذبحة في بلدة يهودية؟ سوف تقف إسرائيل كلها على قدميها.

ما يحدث في المجتمع العربي من شماله إلى جنوبه، من أبو سنان إلى رهط، ليس مسألة ثقافة. إنها ليست مسألة اختيار العيش أو الموت بالرصاص. إن عدد الأشخاص الذين يموتون يوماً بعد يوم – الأشخاص الذين عملوا بجد لتحقيق النجاح وبناء منزل وتربية الأسرة – ليس ولا يمكن أن يكون بسبب الإهمال. إنه بسبب سياسة الحكومة الفاشية والمسمومة، إلى إيتامار بن جفير وشاناميل دورفمان، اللذين وصلا إلى موقع المجزرة في يافا الناصرية في شهر حزيران/يونيو، وبدلاً من التحرك، قررا التبول في مكان الجريمة.

كل بلاغ جديد عن جريمة قتل في المجتمع العربي يزيد من دائرة سفك الدماء. تعتبر كل قضية قتل لم يتم حلها بمثابة ضوء أخضر للقتلة لمواصلة حياتهم الروتينية. من سيوقفهم؟ بن جفير؟ وليست هناك حاجة إلى تكرار التمييز وإلقاء اللوم على أغلب الإسرائيليين كضحايا. في هذه الأثناء، المجتمع العربي غارق في دمائه، ضعيف، بلا تمثيل أو ثقة في أجهزة تطبيق القانون.

يجب أن تتحمل الشرطة الإسرائيلية المسؤولية عن انعدام الأمن الشخصي في كل منطقة عربية. تم إطلاق النار على المدير العام لمدينة الطيرة يوم الاثنين بجوار مركز الشرطة. لكن الشرطة ليست المسؤولة الوحيدة. إن سنوات الإهمال وندرة فرص التعليم والعمل للشباب ونقص البنية التحتية وصعوبة الاندماج في المجتمع الإسرائيلي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة التي يعاني منها المجتمع العربي. إن دورة سفك الدماء التي لا نهاية لها هي النتيجة الحتمية، وسوف تستمر طالما استمرت المؤسسة الإسرائيلية في تجاهل كل هذه العوامل.

لم يبق لي سوى الصراخ في مقال في صحيفة هآرتس للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وممارسة حق العيش بأمن وأمان دون خوف من مغادرة منزلي. هذه صرخة صادقة، ليس مني فقط، بل من كل عربي يعيش في ظلال الموت في دولة إسرائيل.

اقرأ أيضاً: تظاهرة في طمرة بالداخل المحتل احتجاجاً على تفشي جرائم القتل

Exit mobile version