المقاومة وجنين - معطى

مختصون: المقاومة راكمت خبراتها وستنجح في صد عدوان جنين

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يتفق محللان فلسطينيان على أن المقاومة الفلسطينية نجحت في مراكمة خبراتها العسكرية والتكتيكية طِيلة السنوات الماضية وهو ما سيُعزز قدرتها على صد عدوان الاحتلال ضد جنين.

ورأى المحللان خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “المقاومة التي أذاقت الاحتلال الويلات طيلة الأشهر والسنوات الماضية لهي قادرةٌ على صد العدوان الهمجي الذي تشهده مدينة جنين ومخيمها”.

ويُسطّر المقاومون الفلسطينيون منذ فجر اليوم الاثنين أروع صور التضحية والفداء باستبسالهم في صد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المدينة ومخيمها مما أسفر عن ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة العشرات من المدنيين.

وتستعد المقاومة إلى تصعيد الاحتلال عدوانه الفاشي ضد مدينة جنين ومخيمها، في ظل تصاعد حِدة التهديدات الإسرائيلية بهدم المخيم على رؤوس المقاومين خاصة بعد حملة التهجير للأهالي تحت تهديد السلاح.

ويلفت كثيرون إلى أن المقاومة في جنين، باتت أمام سيناريوهات حرجة، لكن الفعل المقاوم الذي ظهر جليًا خلال الفترة السابقة سيلعب دورًا مهمًا في حسم المعركة لصالح الأذرع المسلحة لفصائل المقاومة.

يقول الكاتب في الشؤون العسكرية والسياسية أحمد عبد الرحمن: إن “ما تشهده مدينة جنين اليوم ومخيمها هي محاولة كسر النواة الصلبة للمقاتلين والتخلص من أكبر عدد ممكن من قادتهم، مما قد يُسهم باندلاع ثورة شعبية عارمة ستشهدها جميع الأراضي الفلسطينية من شمالها حتى جنوبها”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “ما يجري الآن سيجعل الاحتلال وقواته الإسرائيلية أمام معركة طاحنة تدفع فيها الجبهة الداخلية الإسرائيلية ثمنًا باهظًا، إذ إنها ستواجه هجمات واسعة، وبأدوات مختلفة، ما يجعل من الصعوبة بمكان استمرار عمليتها المفترضة في مدن الضفة المحتلة”.

وتابع: “الاحتلال يسعى اليوم إلى احتواء الحالة الثورية المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها، لا سيما بعد عودة خيار الهجمات المسلحة كخيار أساسي يستخدمه المقاومون للرد على العدوان الإسرائيلي المستمر بحق المدن والأهالي”.

وزاد: “ما زاد رغبة الاحتلال في القضاء على تلك المجموعات المسلحة واجتثاثها من جذورها بشكلٍ كامل، هو تحولها إلى مصدر إلهام للشباب الفلسطيني، سواء المؤطّر تنظيميًا أو الذي لا ينتمي إلى أي فصيل فلسطيني مقاوم”.

وأردف: “كل ما سبق وضع إسرائيل أمام واقع صعب وخطر تتدحرج فيه الأمور باتجاه ما يمكن تسميه انتفاضة مسلحة مكتملة الأركان، تذهب بحالة الأمن والهدوء التي عاشتها الاحتلال لسنوات نحو مصير مجهول”.

وزاد: “أحداث جنين قد تشعل تحركات جماهيرية حاشدة في الدول العربية والإسلامية، وربما تصل إلى دول أخرى في أرجاء العالم المختلفة، وهو ما سيُسبب ضغطاً إضافياً على دولة الاحتلال، التي ستجد نفسها في حالة من العزلة غير المسبوقة، رغم ما تحظى به من دعم أميركي وغربي سافر”.

وأكد على أن “المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها وتشكيلاتها العسكرية وعقب كل ما خاضته من تجارب مضيئة ولامعة في تاريخ الصراع مع الاحتلال فهي دون شك قادرة على كتابة التاريخ من جديد؛ تاريخ هذا الشعب المُرصع بالمجد والصمود والمُكلّل بورق الغار”.

واعتبر أن “لجوء الاحتلال إلى حرب المدن سيكون له تداعياته وتعقيداته والمتمثلة في مسرح العمليات، إذ يُخاض القتال داخل المدن، بما فيها الأزقة والمنازل مما سيُمكّن المقاتلين المُدربين الذين يمتازون بالصبر والهدوء، من هزيمة أعتى الجيوش المُجَهّزة بأحدث المعدات والأسلحة”.

ورأى أن لجوء الاحتلال إلى حرب المدن سينعكس عليه بهزيمة جديدة خاصة في ظل ارتفاع معنويات مقاتلي جنين وامتلاكهم الإرادة والعزيمة اللازمة لمواجهة الاحتلال ما سيجعل منه هدفًا متاحًا يسهل إصابته خلال تحركه الميداني، خاصةً إذا توفرت لدى المقاومين أسلحة القنص والعبوات اللازمة.

ولفت إلى أن “الاحتلال سيُواجه صعوبة بالغة في تأمين خطوط الدعم والإمداد بالمُؤن والذخائر وكثرة العوائق والسواتر المختلفة، إضافة إلى صعوبة تأمين نقاط المراقبة لرصد القوات المُعادية، إلى جانب ضُعف الإشراف القيادي على ميادين العمليات”.

وأردف: “يتوجب على المقاتلين اتخاذ العديد من الخطوات الدفاعية، التي تُمكّنهم من تنفيذ العملية بشكلٍ إيجابي وفعّال، مما سيُسهم في إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال”.

وقدّم الكاتب في الشؤون العسكرية والسياسية بعضًا من النصائح لمقاتلي جنين ومنها:
أولًا: ضرورة توزيع المقاتلين المدربين والمسلحين إلى مجموعات قتالية، تملك إمكانيات تسليحية مناسبة، ولديها خبرة ودراية في إعداد الكمائن.
ثانيًا: التأكيد على إغلاق المداخل الرئيسية للمنطقة المستهدفة بالسواتر بغض النظر عن نوعها، سواء الترابية، أو الخرسانية، أو الحديدية.
ثالثًا: التنويه إلى ضرورة تأمين مخارج آمنة للمباني والمناطق التي يتم القتال من داخلها، وهذا الأمر ممكن من خلال حفر الخنادق أو الأنفاق.
رابعًا: التأكيد على أهمية الاختفاء عن منظور قناصة الاحتلال بشكل كامل، وعدم التحرك في شوارع مفتوحة تسمح لطيران الاستطلاع من تحديد الأماكن والتموضعات الخاصة بالمقاومين.
خامسًا: الحرص على إتقان أفضل أساليب ووسائل التخفي، مع إمكانية استخدام عوامل مساعدة، كإشعال الإطارات المطاطية، وتفجير القنابل الدخانية، وارتداء الملابس المموّهة والقاتمة ولا سيما في الفترة الليلية.
سادسًا: ضرورة الاستفادة من الأزقة والعوارض، والرمي من خلف زوايا المباني غير المكشوفة، وسرعة الحركة وتجنب التوقف في الشوارع.
سابعًا: الحرص على اتقان مهارات تسلق الجدران والحواجز، والقفز عبر الثغرات التي يتم فتحها بين المباني القريبة للتعامل مع مستجدات الميدان.
ثامنًا: التأكيد على ضرورة الترشيد قدر الإمكان في استخدام المؤن والذخائر، خشية أن تطول المدة الزمنية التي تستغرقها المعركة.

فيما يرى الكاتب والباحث في معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية عزات جمال، أن “تعمد استهداف مدينة جنين ومخيمها عسكرياً في ظل التحريض الإعلامي الكثيف يهدف لمحاولة قتل النموذج الذي تمثله جنين خشية انتقال هذا النموذج لكل مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الاحتلال يسعى لترميم معنويات الجنود والجمهور الإسرائيلي على حد سواء، بعد ما تزعزعت صورة جيشهم بفعل بأس جنين ومقاومتها بعد ما حققته من إنجازات ميدانية في المواجهة السابقة”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يحاول جني أكبر المكاسب في أسرع وقت ممكن، لذلك اعتمد على الضربات الجوية المركزة، لخشيته على حياة جنوده الذين يحاول تجنيبهم ما استطاع القتال المباشر في أزقة جنين”.

وأردف: “قد يُواجه الاحتلال أسوء السيناريوهات عبر اتخاذ قرار توسع العملية العسكرية في جنين، مما سيُشكّل حالة إسناد حقيقية لجنين والعمل المقاوم في عموم الضفة الغربية المحتلة”.

وختم داعيًا إلى ضرورة تشكيل حالة دعم وإسناد لجنين تُرغم شعوب الأمة وأحرار العالم على التحرك لنصرتها، نصر الله مقاومتنا وشعبنا الحُر المقاوم.

أقرأ أيضًا: تشكيل القيادة الوطنية الموحدة.. فرصة ذهبية لتوحيد الصف وردع الاحتلال

Exit mobile version