معابر مرضى غزة

إغلاق المعابر في وجه مرضى غزة.. عقاب جماعي يهدد حياة المئات

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوانه على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، بل يكثف من ممارساته الإجرامية بإغلاق المعابر في وجه المرضى من الحصول على العلاج في مستشفيات القدس والداخل المحتل الفلسطيني والرعاية الطبية اللازمة.

ويهدد إغلاق معابر غزة حياة مئات المرضى بسبب تأخرهم في تلقي العلاج، ما يعرض حياتهم للخطر، وقد يفضي إلى الوفاة.

وتعاني مستشفيات القطاع من نقص خطير في الأدوية والمستلزمات الطبية، إذ بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية الأساسية 255 صنفاً بنسبة عجز بلغت 43 بالمئة، فيما بلغ عدد الأصناف الصفرية في المستلزمات الطبية 165 صنفاً بنسبة عجز 19 بالمئة.

فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة فجر يوم الثلاثاء الماضي، إذ قررت سلطات الاحتلال إغلاق حاجز بيت حانون/ إيرز، ومعبر كرم أبو سالم التجاري الواقعين شمال وجنوب قطاع غزة، حتى إشعار آخر.

خشية المرضى من تأخر العلاج

“أنا آية كلاب من مدينة غزة عمري (33 عامًا)، أعيش بحالة انتظار صعبة، فمن المقرر اليوم أن يكون لي موعد مع دكتوري في مستشفى شيبا تل هشومير، لتلقي العلاج وإجراء بعض الفحوصات الطبية”، هكذا روت آية مريضة السرطان عن معاناتها بسبب إغلاق معابر غزة.

بملامح وصوت متعب تقول كلاب لـ”مصدر الإخبارية” أنها كانت تنتظر منذ فترة نتائج فحص الجينات، لكن الحرب قتلت أحلامها.

وتضيف أن الحرب منعتها من السفر عبر معبر حاجز إيرز، مشيرًة إلى أنّ تأخر مرضى السرطان بالحصول على العلاج ليس صالحهم وسيصبح الموت يهدد حياتهم.

وتتابع آية كلاب أنها أحلامي التي كنت أنتظر تحقيقها توقفت فجأة لأنها فقط من غزة، مردفًة نحن نحب الحياة رغم الألم والوجع والمرض ولكن الخوف من فقدان أحبابنا أو من فقدان أنفسنا من الحرب أو المرض.

وتشير إلى أن الكثير من مرضى السرطان في غزة ينتظرون تلقي علاجهم، معربًة عن أسفها بسبب تحديد مصير حياتهم أمام معبرين تم إغلاقهم من كلا الاتجاهين.

أما ندى محمد مريضة سرطان الثدي تقول لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، إنه في 22 مايو (أيار) الجاري موعد سفرها إلى مستشفيات الداخل المحتل من أجل تلقي العلاج.

وتنوه إلى أن استمرار إغلاق معابر غزة يهدد حياتها وحياة المرضى، والتأخير في تلقي العلاج سيساهم في انتشار المرض في أسجادنا، مضيفًة أن العلاج غير متوفر في مستشفيات غزة.

وتوضح أن لديها 20 جلسة اشعاع يجب أن تسافر في موعدها المحدد، مطالبًا بتسريع فتح المعابر من أجل إنقاذ حياة المرضى في غزة.

حرمان 432 مريضًا من العلاج

الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أن مواصلة الاحتلال في إغلاق معابر غزة لليوم الرابع على التوالي، تسبب في حرمان 432 مريضًا، غالبيتهم مرضى أورام إضافة إلى27 حالة حرجة من المغادرة للعلاج في مستشفيات القدس والضفة والداخل المحتل.

وأشار إلى أن منع الاحتلال للمرضى من الوصول إلى المستشفيات التخصصية مخالفة للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، وتعمد في حرمان المرضى من حقوقهم العلاجية.

وطالب القدرة وزارة الجهات ذات العلاقة بالضغط على الاحتلال؛ لتسهيل مغادرة مرضى غزة المحولين لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان شدد على أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معابر غزة يضعف الجهاز الطبي ويهدد حياة مئات المرضى.

إغلاق معابر يحرم مئات المرضى من السفر

وأوضح المركز الفلسطيني أن “استمرار إغلاق المعابر يهدد حياة مئات المرضى ويضعف الجهاز الطبي المتهالك أصلاً نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عاماً”.

ولفت إلى أن إغلاق حاجز بيت حانون/إيرز يحرم المئات من مرضى السرطان والأمراض الخطيرة، ممن لا يتوفر لهم علاج في مستشفيات غزة، من السفر لاستكمال علاجهم في مستشفيات الضفة بما فيها القدس والداخل المحتل، ما يعرض حياتهم للخطر الشديد.

ووفقًا للمركز فإنه لم يتمكن 142 مريضاً بالسرطان من السفر أمس لتلقي العلاج أو لاستكمال علاجهم، من بينهم 5 حالات خطيرة وطارئة، فيما لم يتمكن اليوم 136 مريضاً من السفر لتلقي العلاج، من بينهم 3 حالات خطيرة.

وحذر من سيناريو قتل متعمد لمئات المرضى “في ظل عجز المنظومة الصحية في قطاع غزة عن تقديم الخدمات العلاجية لهم نتيجة نقص الكادر الطبي المتخصص، والنقص المزمن في الأدوية والمستلزمات الطبية وخاصة العلاج الإشعاعي”.

وتعاني مستشفيات قطاع غزة من نقص خطير في الأدوية والمستلزمات الطبية. إذ بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية الأساسية 255 صنفاً بنسبة عجز بلغت 43%، فيما بلغ عدد الأصناف الصفرية في المستلزمات الطبية 165 صنفاً بنسبة عجز 19%.

وأكد أن إغلاق المعابر يعتبر شكلاً من أشكال العقاب الجماعي المحرم دولياً، وانتهاكاً واضحاً لما ورد في المادة 33 من اتفاقيات جنيف الرابعة.

Exit mobile version