الشهيد الأسير أبو حميد- حماية وأبو حميد

الشهيد الأسير أبو حميد.. تاريخ ملؤه النضال في وجه المرض والسجان

غزة- مصدر الإخبارية

انضم الأسير الشهيد الفلسطيني ناصر أبو حميد، اليوم الثلاثاء، إلى قائمة شهداء الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ورفض إدارة السجون الإفراج عنه ليكون بين أحضان عائلته، أو تقديم العلاج اللازم له.

ووصل أبو حميد أمس الاثنين قبل استشهاده إلى نقطة حرجة، ودخل في غيبوبة متقطعة في ساعات حياته الأخيرة، إلى أن لفظ أنفاسه في مستشفى “اساف هروفيه” فجر اليوم الثلاثاء.

وأصر الاحتلال على الاستمرار بجريمته بحقّ الأسير أبو حميد، عبر استمرار اعتقاله، واحتجازه في سجن الرملة، رغم المحاولات التي جرت على مدار الفترة الماضية على الصعيد القانونيّ، وفشلت في محاولة الإفراج عنه، بعد أن رفضت محاكم الاحتلال طلب الإفراج المبكر عنه، ليكون بين أحضان عائلته.

وفي الأيام الماضية، عانى أوضاعًا صحية حَرجة للغاية، وبدأ الأطباء بإعطائه جرعات كبيرة من المُسكنات في محاولةٍ للسيطرة على أوجاعه.

والأسير الشهيد أبو حميد ولد في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 1972، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهو الابن البكر في العائلة.

وانضم أبو حميد إلى حركة فتح منذ صغره، واعتقل لمدة أربعة شهور قبل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وعمره (14 عامًا) بعد إصابته عام 1990، وأعاد جيش الاحتلال اعتقاله وحكم عليه بالسجن عامين ونصف.

اعتقل للمرة الثانية والثالثة والرابعة وقضى محكوميات متفاوتة في السجون، ليكون آخرها عام 2002، حيث حكم عليه بالسّجن المؤبد سبع مرات و(50) سنة.

واتهمه الاحتلال بالمشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وتنفيذ عمليات ضد جيشه.

وواجه هو وأشقائه الخمسة أحكامًا بالسجن مدى الحياة، حيث اعتقله جيش الاحتلال برفقة ثلاثة منهم عام 2002 وهم: “نصر”، و”شريف”، و”محمد”، ولحق بهم شقيقهم “إسلام” عام 2018، واستشهاد شقيقهم السادس “عبد المنعم”.

ونكل جيش الاحتلال ناصر أبو حميد أثناء اعتقاله الأخير بشكل وحشي، وعلى إثره أُصيب بجراحٍ بالغة، ومن ثم خضع لتحقيق قاسٍ، وحُكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا، قضي منهم (19 عامًا).

وصارع الموت إلى حين وصلت حالته الصحية حرجة جدًا صحته منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، وبدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبيّن أنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، وقبل امتثاله للشفاء أُعيد إلى سجن عسقلان؛ ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة.

وبعد إزالة الورم أقرّ الأطباء بضرورة أخذ ناصر أبو حميد إلى العلاج الكيميائي، لكنه تعرض لمماطلة متعمدة من قبل إدارة السجون في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ أخيرًا بتلقيه بعد انتشار المرض في جسده.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عانى من تردي في الرئة اليسرى بشكل كبير جدًا، وتمت تغذيته تتم عبر الوريد، والتنفس عبر الأكسجين، والحركة توقفت.

وفي أيامه الأخير أيلول (سبتمبر) الماضي، أصدر الأطباء تقريرًا طبيًا طالبوا فيه بالإفراج عنه، وتبين في نتائج فحوصات أجريت له انتشار السرطان في الفقرة الثانية والثالثة والرابعة والسابعة من العظام، بالإضافة إلى الدماغ وباقي أنحاء جسده.

وخلال طلبات متكررة من محامي ناصر أبو حميد للإفراج عنه، رفضت محاكم الاحتلال الإسرائيلي جميع الطلبات رغم ظروفه الصحية الحرجة.

وتعرّضت والدته مرات عديدة للحرمان من زيارتهم عدا عن التنكيل الذي لحق بالعائلة على مدار عقود مضت، وتعرّض منزل العائلة للهدم خمس مرات وكان آخرها عام 2019.

وفي فترة علاجه، سمح الاحتلال لعائلته بزيارته مرات معدودة ولفتراتٍ قصيرة كان آخرها مساء أمس الاثنين لإلقاء نظرة الوداع عليه بعد مناشدات وتدخلات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ورفض أبو حميد مقترحًا سابقًا بتقديم طلب للإفراج عنه والعفو من رئيس جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأمس الاثنين، نقل الأسير ناصر أبو حميد لمستشفى أساف هروفيه بعد دخوله في غيبوبةٍ، إثر تدهور وضعه الصحي نتيجة الإهمال الطبي المُمارس بحقه مِن قِبل الاحتلال.

وناصر أبو حميد واحد من 24 أسيراً يعانون السرطان والأورام، وكان من أصعب الحالات المحتجزة في سجون الاحتلال.

وصية الشهيد ناصر أبو حميد

“أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، أنا أودع شعب بطلاً، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم”.

وصية كتبها الأسير الشهيد القائد ناصر أبو حميد، لتكون آخر كلمات له يخلدها التاريخ بعد استشهاده بجريمة تعنت وإهمال وضحة كعين الشمس، استمرت لأكثر من عام.

اقرأ/ي أيضًا: عائلة ناصر أبو حميد: سنظل بحالة حداد إلى أن يتحرر جسد ابننا من الاحتلال

Exit mobile version