الكلاب البوليسية المدربة- خلع الملابس الخليل الاحتلال - الأمم المتحدة وفلسطينيات الخليل

الكلاب البوليسية المدربة.. سلاح إسرائيلي فتّاك لنهش الفلسطينيين

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لا يتردد جيش الاحتلال الإسرائيلي في اتباع أساليب جديدة لارتكاب جرائم بشعة في حق المواطنين الفلسطينيين، من بينها استخدام كلاب بوليسية مدربة في عمليات الدهم والاعتقال، والبحث عن أسلحة ومطلوبين، وتعذيب الأسرى ومهاجمة أقسامهم داخل السجون.

ويُدرب الاحتلال في شكلٍ مكثف الكلاب البوليسية، على اقتحام منازل المواطنين، أو الانقضاض على أحد المطلوبين، حتى تتم السيطرة عليه، وبعدها يتدخل الجيش من أجل اغتياله أو اعتقاله.

وتسمى الكلاب بالعبرية باسم “عوكتس” وتعني “اللدغة”، ويشرف عليها فريق عسكري لخدمة أغراض عسكرية محددة، وتتلقى الأوامر مباشرة من قيادة هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويتم إحضار معظم الكلاب من هولندا، بأعمار تتراوح بين 12 – 18 شهرًا، ويجري تدريبها بصورة مكثفة.

كلاب مدربة على قتل الفلسطينيين

المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ “استخدام الاحتلال كلاب بوليسية مدربة في عمل الجيش قديم قبل تأسيس دولة الاحتلال، فقد استخدمت الحركة الصهيونية الكلاب قبل نكبة فلسطين عام 1948”.

وأشار إبراهيم إلى أنّه “تم تأسيس وحدة الكلاب في عام 1939 في منظمة “هاغاناة” وعصاباتها الإرهابية، التي ارتكبت جرائم ومجازر ضد الفلسطينيين لتهجيرهم من أراضيهم، وفي حينه استخدمت الكلاب في تفتيش شاحنات وسيارات كانت تدخل إلى مناطق سكنية يهودية في المدن الرئيسة”.

وأضاف أنه “بعد تأسيس جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد قيام الدولة في أيار (مايو) عام 1948، وُضعت وحدة الكلاب تحت إشراف الجيش”.

وأوضح إبراهيم أنه “في عام 1974 تمت إقامة وحدة كلاب لغرض محاربة العمليات الإرهابية حسب تسمية الاحتلال للمقاومة الفلسطينية، وحافظت قيادة الجيش على سرية هذه الفرقة وعملياتها”.

وأشار إلى أن “الوحدة ظهرت علنًا خلال عملية إسرائيلية لتصفية فدائيين فلسطينيين نفذوا عملية فدائية في كيبوتس مسجاف عام على الحدود مع لبنان في عام 1980، وحاولت ربط أحزمة ناسفة ومتفجرات على جسم عدد من كلاب الوحدة وتوجيهها إلى معسكرات ومواقع فلسطينية في لبنان إلا أنها باءت بالفشل”.

ولفت المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إلى أنه “تم استخدام الوحدة بكثافة عند الحواجز الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية منذ الانتفاضة الثانية؛ لمنع تهريب متفجرات، أو تمكن مقاومين فلسطينيين من التسلل إلى داخل الخط الأخضر وتنفيذ عمليات فدائية”.

قدرات الكلاب البوليسية المدربة في المواجهات

المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أكد أنّ “الهدف من استخدام الكلاب البوليسية المدربة حماية الجندي من الخطر”، مشيرًا إلى أنّ “هناك توجها كبيرا، اليوم، لدى الاحتلال لاستخدام التكنولوجيا والكلاب في شكل أساسي في المواجهات مع الفلسطينيين”.

وقال أبو عواد لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الاحتلال “لا يريد تعريض جنوده للخطر، لأنّ مقتل أو إصابة أي جندي بات يؤثر في المجتمع الإسرائيلي”.

وأشار إلى أنّ “استخدام الكلاب يُعتبر أكثر كلفة من حيث التدريب والوقت الذي يهدر في تدريبه، بالإضافة إلى أنّهم أقل جودة من الجنود”.

وأردف المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أنّ “الكلاب المدربة لديها قدرات جيدة في المساحة القتالية، وتؤدي جزءا من الأهداف والاحتلال يريد تقليل خسائره”.

تعاطف كبير مع “زيلي” ونسيان أطفال غزة

حظي مقتل كلب بوليسي يعمل في صفوف وحدة “اليمام” الخاصة الإسرائيلية المكلفة باغتيال المقاومين الفلسطينيين واعتقالهم باهتمام رسمي وتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ونشرت صحف وقنوات تلفزة إسرائيلية تقارير خاصة عن مقتل الكلب “زيلي” التابع لوحدة “اليمام” على يد مقاومين فلسطينيين أثناء اقتحام مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وأصيب مدرب الكلب “زيلي” بصدمة كبيرة بعد الاهتمام الرسمي والتغطية الإعلامية الإسرائيلية الواسعة، وعدم اللامبالاة إزاء استشهاد ثلاثة مقاومين فلسطينيين في نابلس، وعشرات أخرين في قطاع غزة أثناء العدوان على قطاع غزة في الخامس من الشهر الجاري.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، في وقت سابق، عن مقتل الكلب “زيلي”، خلال مشاركته جنود الاحتلال اقتحام مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، في ساعة مبكرة من الثلاثاء التاسع من آب (أغسطس) 2022، في عملية أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، أحدهما إبراهيم النابلسي القيادي في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح في حركة “فتح”.

وعبّر مدرب الكلاب البوليسية السابق الإسرائيلي، الذي أطلق على نفسه اسم “زيلي” تيمنا بالكلب، عن اشمئزازه من الاهتمام المُبالغ فيه بمقتل الكلب، وعدم إيلاء أي أهمية للشهداء الفلسطينيين.

وقال المدرب زيلي في منشور على حسابه على “فيسبوك”: “بالغ المجتمع الإسرائيلي في تعاطفه مع الكلب الذي قُتل في عملية اغتيال القيادي إبراهيم النابلسي، ونسى الطفلة الفلسطينية آلاء قدوم (5 أعوام)، التي قُتلت (بصواريخ الاحتلال في غزة) في اليوم الأول من عملية بزوغ الفجر (العدوان) على قطاع غزة” في الخامس من آب (أغسطس) الجاري.

واعتبر المدرب زيلي أن “هذه اللامبالاة عند هذا الشعب قاتلة”.

وأضاف: “يجب أن أعترف أنني شعرت في البداية بمشاعر مختلطة حول القصة، من ناحية الحزن لفقدان كلب كنت أعرفه منذ أول يزم التقيت فيه معه، والاعتزاز بأن اسمه يتشاركه كثير من الناس ويُشار إليه على أنه بطل”.

وتابع: “من ناحية أخرى، هناك شعور داخلي بالحزن، لأن زميلتي من نابلس أخبرتني أمس أنها لم تغادر المنزل حتى الساعة 12:00 بسبب القلق من الأعيرة النارية والانفجارات، التي سُمعت بالقرب من منزلها، وكذلك عن العدد الهائل من الجرحى في نشاط (عدوان) قوات الأمن في نابلس”.

وأردف المدرب زيلي قائلا إن‏ “الواقع الذي نعيشه أن كلبًا إسرائيليًا قُتل يحصل على تغطية إعلامية أكثر من فتاة فلسطينية تبلغ من العمر (5 أعوام) قُتلت (استشهدت) في غزة، هذه حقيقة، إنهم لا يحاولون حل النزاع، بل إدارته فقط، حقيقة ستؤدي إلى سقوط عدد أكبر من القتلى، الكلاب والجنود والمدنيين”.

وبرسائل وداع، نعت وسائل إعلام عبرية ومسؤولون كبار الكلب البلجيكي الأصل “مالينو زيلي”، وظهرت صورًا لقبره حيث دفن في “مقبرة كلاب” مخصصة للكلاب المقاتلة العاملة في وحدة “اليمام” الخاصة.

و”زيلي” البالغ من العمر 9 أعوام، كلب شرطي تابع لوحدة “اليمام”، ويستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليات الاقتحام.

وعبّر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد عن ألمه لخسارة “زيلي”، قائلًا: “زيلي كان جزءًا من الوحدة وهو محل تقدير ومهني أيضًا.. ستفتقده الوحدة ورجال الشرطة الذين رافقهم خلال مهماتهم العملياتية المتعددة”.

ونشرت صفحة “إسرائيل بالعربية” على حسابها على “تويتر” تغريدة جاء فيها: “في نطاق تصفية الإرهابي (المناضل الشهيد) إبراهيم النابلسي، شارك الكلب زيلي أفراد الوحدة الشرطية الخاصة بالتدخل السريع، كما اعتاد في مثل هذه العمليات، لكنه قضى هذه المرة خلال التراشق الناري، بعد خدمة طويلة في ضمان الأمن للمواطن الإسرائيلي، تأسفنا جميعًا على رحيل صديق حقيقي، رمز للوفاء. للراحة الأبدية”.

Exit mobile version