الشيخ جراح - حي الشيخ جراح - الخارجية المصرية

حي الشيخ جراح.. أهداف استراتيجية تُخفي حقائق دوافع التهجير

خاص – مصدر الإخبارية 

تصاعدت وتيرة عنف واعتداءات المستوطنين على أهالي حي الشيخ جراح المقدسي، خلال الأسابيع القليلة الماضية وازدادت حدتها أمس وامتدت حتى ساعات صباح اليوم الأحد، في محاولات متجددة للاستيلاء على أراضي المقدسيين ونزع هويتها.

وبهذا الصدد قال الناشط في قضية الشيخ جراح وقضايا القدس، زكريا عودة، إن المستوطنين قاموا خلال الأسبوع الماضي بحرق سيارات واعتدوا على المقدسيين ودمروا ممتلكاتهم، في محاولة للاستيلاء على الجزء الغربي من الحي والمعروف باسم “كبانية أم هارون”.

وأضاف عودة، في تصريح خاص لمصدر الإخبارية، أن اعتداءات المستوطنين على أهالي الحي تجددت الليلة الماضية، بعد أن اعتدت مجموعة كبيرة منهم على أفراد عائلة سالم برشهم بغاز الفلفل الحارق، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.

وبين أن العائلة المقدسية تسلمت قراراً نهائياً من سلطات الاحتلال بتهجيرها قسراً من منزلها، محذراً من أن هذا الأمر قد يحدث في أي لحظة، الأمر الذي ينذر باشتعال الأوضاع في المنطقة.

من جانبها وجهت العائلة نداء استغاثة للعالم أجمع ولكل من يستطيع الوصول إلى الحي، لتوفير الحماية لهم.

وأوضح زكريا أن عمليات الاقتحام تتم بغطاء أمني من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تقوم باعتقال كل من يحاول التصدي لاعتداءات واقتحامات المستوطنين.

أهداف استراتيجية !

وذكر أن عمليات إخلاء البيوت في الحي لم تقتصر على عائلة سالم، بل شملت أيضاً نحو خمس عائلات أخرى من بينها عائلتي، أبو الدولة ونبهان، الذين يقطنون في الجزء الغربي من الحي.

وقال إن قوات الاحتلال بقيادة آري كينج، نائب رئيس بلدية الاحتلال وقائد عمليات السيطرة والإخلاء في الحي، تهدف للسيطرة على جميع أجزاء الحي بذريعة بناء مشاريع تطويرية، ولكن حقيقة الأمر أنها تسعى إلى إيجاد ملاجئ استيطانية جديدة للمستوطنين.

وأضاف أن الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه بلدية الاحتلال بالقدس هو ربط الجزء الغربي بالجامعة العبرية التي تفصل وسط المدينة عن الشارع رقم (1).

وأصدرت محكمة الاحتلال  قراراً  في 31 يناير الماضي، بإخلاء عائلة سالم من منزلها في القسم الغربي من حي الشيخ جرّاح، المعروف فلسطينيا بـ”أرض النقاع”.

وقال إبراهيم سالم، في تصريحات صحفية إن محامي العائلة أبلغه بقرار قضائي بإخلائه وعائلته من منزله خلال الفترة ما بين الأول من آذار إلى الأول من نيسان المقبلين، بعد تقديم المستوطن يونتان يوسف حفيد الحاخام المتطرف عوفاديا يوسف أوراقاً مزورة يدعي فيها ملكيته للأرض والمنزل، وبموجبها تم اتخاذ قرار بالإخلاء”.

وأضاف سالم: “سنقدم استئنافًا للمحكمة الإسرائيلية لإلغاء القرار، ولن نصمت عن حقنا في أرضنا وبيتنا”.

وتعيش في المنزل المهدد بالهدم ثلاث عائلات مكونة من 10 أفراد.

وبدأت قصة معاناة عائلة سالم منذ عام 1987 حيث كان هناك قرار إخلاء وتمكنت العائلة من تجميده في العام ذاته.

وفي عام 2012 فتح المستوطنون الملف مرة أخرى بهدف تنفيذ قرار المحكمة الصادر عام 1987 بموجب قانون “التقادم على حكم مدني”، الذي يتيح إمكانية تنفيذ الحكم حتى 25 عاما من تاريخ صدوره، وتسلمت العائلة قرار إخلاء جديد عام 2015، وكانت هي المرة الثانية التي يصدر فيها قرار بالإخلاء، حيث منحت للعائلة مهلة حتى تاريخ 29/12/2021.

المتطرف بن غفير يقتحم حي الشيخ جراح

واقتحم عضو الكنسيت المتطرف، إيتمار بن غفير، صباح الأحد، الحيّ المقدسي، برفقة مستوطنين متطرفين آخرين، وافتتح مكتبه البرلماني في محيط منزل عائلة سالم المقدسية.

واحتشد أهالي الحيّ للتصدي والدفاع عن منازلهم من محاولات المستوطنين الاستفزازية، واندلع اشتباك بين أهالي الحي والمستوطنين قبل أن تعتقل شرطة الاحتلال شاباً مقدسياً، وفق ما أفادت مصادر محلية.

واجتمع أهالي الحيّ والمتضامنين معهم من الفلسطينيين أمام المنازل للدفاع والتصدي لمحاولات الاعتداء والاستفزاز التي يقوم به المستوطنون.

واندلعت مساء أمس السبت، مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت تجاه المواطنين ومنازلهم.

والشيخ جراح هي قرية مقدسية – فلسطينية تتبع لمحافظة القدس وهي في الجانب الشرقي لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967. وهي الآن من أحياء القدس الشرقية.

يأتي ذلك في وقت ما زالت عشرات العائلات في حي الشيخ جرّاح تواجه خطر التطهير العرقي والتهجير القسري من منازلها لصالح مشاريع استيطانية، حيث يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على الحي، في الوقت الذي تشدد فيه سلطات الاحتلال من إجراءاتها التعسفية بحق سكانه في محاولة لتهجيرهم.

 

Exit mobile version