خطاب لابيد: رسائل عديدة ولكن ليس لنا بقلم أشرف العجرمي

أقلام – مصدر الإخبارية

خطاب لابيد: رسائل عديدة ولكن ليس لنا، بقلم الكاتب والمحلل السياسي أشرف العجرمي، وفيما يلي نص المقال كما وصل موقعنا:

في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد بأنه يؤيد حل «دولتين لشعبين» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد برر تأييده لهذا الحل لأنه «الشيء الصحيح لأمن إسرائيل، ولاقتصادها ومستقبل أطفالها». وأيضاً لأن «غالبية الإسرائيليين لا تزال تدعم رؤية حل الدولتين»، وهو واحد منهم، واشترط «أن تكون الدولة الفلسطينية دولة سلمية، وأنها لن تصبح قاعدة إرهاب أخرى يمكن من خلالها تهديد إسرائيل ووجودها»، وعملياً هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس حكومة هذا الموقف في الأمم المتحدة منذ عام 2016، عندما أعلن بنيامين نتنياهو التزامه بحل الدولتين.

وعلى الرغم من تعرض لابيد لانتقادات واسعة من الأطراف اليمينية المتشددة في إسرائيل، إلا أن خطوته هذه اعتبرت خطوة ذكية، فهو وجّه رسائل لاتجاهات عديدة لخدمة مصالحه داخلياً وخارجياً، ولا ثمن سيدفعه مقابل هذا التصريح، لأنه ليس فقط يضع شروطاً كبيرة لتحقيقه، ولا يترتب على هذا الإعلان أي موقف عملي بما في ذلك الاستعداد للبدء في مفاوضات سياسية مع القيادة الفلسطينية، بل كذلك لأن هذا التصريح لا يوضح ما هو شكل الدولة التي يؤيدها، وإذا عدنا للخلف فإن نتنياهو تحدث عن حل الدولتين ولكنه صرح بعدها بأنه يريد للفلسطينيين أكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة. ووضع شروطاً تعجيزية للحل منها عدم الانسحاب إلى حدود العام 1967، وعدم التفاوض على القدس الشرقية التي يعتبرها موحدة عاصمة إسرائيل الأبدية، وعدم إخلاء مستوطنات وعدم انسحاب جيش الاحتلال من المواقع الاستراتيجية في الضفة الغربية، وعدم القبول بعودة لاجئ فلسطيني واحد لإسرائيل.

على المستوى الخارجي، استبق خطاب لابيد خطاب الرئيس محمود عباس، وأراد أن يظهر إسرائيل بمظهر من يؤيد السلام وأنه مستعد لفتح أفق سياسي أمام الفلسطينيين، وبالتالي لا داعي لمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة، كما لا يوجد مبرر لذهاب فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على ارتكاب جرائم حرب، وأيضاً لا يوجد مبرر للإسراع في اتخاذ قرار بحل السلطة أو التوقف عن الوفاء بالتزاماتها حسب اتفاق «أوسلو». واستهدف الخطاب كذلك إرضاء الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يؤيد حل الدولتين للاستعانة به للضغط على الفلسطينيين لعد اتخاذ خطوات جدية بعيدة المدى.

كما كان خطابه موجهاً كذلك للعالم العربي وخاصة للملكة العربية السعودية التي أكدت على المبادرة العربية للسلام وضرورة تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين قبل القيام بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهو بذلك يريد أن يقول بأنه ذاهب في هذا الاتجاه، وبالتالي من المفروض أن تقوم السعودية بخطوات تجاه إسرائيل، وبالذات بعد خيبة الأمل الإسرائيلية من عملية تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل بناء على «اتفاقات إبراهيم»، فهي لم تحقق لإسرائيل ما أرادت بالرغم من أهميتها لأمن إسرائيل ولاختراق العالم العربي. والسعودية تحتل موقعاً متقدماً جداً بالنسبة لإسرائيل في مسألة التطبيع، يفوق مواقع الدول التي قامت بذلك مؤخراً.

وعلى المستوى الداخلي، كان إعلان لابيد عن تأييده لحل الدولتين بمثابة رسالة مهمة للجمهور الإسرائيلي وخاصة الذي ينتمي ليسار الوسط والوسط، فهذا الجمهور عموماً يؤيد حل الدولتين، وبهذا يستطيع لابيد أن يميز نفسه عن بيني غانتس مثلاً الذي ينحو أكثر نحو اليمين. كما يستطيع لابيد أن يخاطب قسماً من مؤيدي حزب «العمل» المعتكفين وخائبي الأمل من تردي وضع الحزب في استطلاعات الرأي التي لا تتوقع له أكثر من 5 مقاعد، فلو استطاع الحصول منهم على تأييد ولو نسبة صغيرة فهذا قد يرفع تمثيل «هناك مستقبل» إلى أكثر من 25 مقعداً، ما يجعله يقترب من تمثيل حزب «الليكود» برئاسة نتنياهو.

ويحاول لابيد بخطابه هذا استمالة الفلسطينيين في الداخل، وبالذات الفئات التي لا تصوت تعبيراً عن خيبة أملها من الأحزاب العربية وخاصة بعد الانقسام الذي حصل في «القائمة المشتركة»، وخروج «التجمع الوطني الديمقراطي» من هذه القائمة وتبادل الاتهامات بين «القائمة» و»التجمع» حول السبب في هذا الانقسام، وبدون شك فأي تصويت للفلسطينيين لصالح لابيد سيعزز موقفه كثيراً وربما يقود ذلك إلى فشل نتنياهو في تشكيل حكومة بعد الانتخابات، وبالتالي ضمان بقاء لابيد رئيساً للحكومة بائتلاف قد يكون أوسع وأكبر من القائم حالياً، طبعاً، وفي هذا السياق هناك أهمية خاصة لتجاوز «التجمع « نسبة الحسم وحصوله على أربعة مقاعد وضمان تمثيل عربي بما لا يقل عن 12 مقعداً. فهذا في حد ذاته يمثل إغلاق الطريق أمام عودة نتنياهو.

الطرف الوحيد الذي لم يوجه له لابيد خطابه هو القيادة الفلسطينية، لأنه لا يعتقد أن الوقت ملائم للبحث في التسوية السياسية، هذا من جانب، ومن جانب آخر هو لا يريد الالتزام بأي شيء قبل تشكيل الحكومة القادمة التي قد تعتمد على أحزاب يمينية ترفض فكرة الدولة الفلسطينية من حيث المبدأ، لهذا هو يفضل إبقاء الفلسطينيين بعيداً عن أي حوار جدي في هذه المرحلة والاكتفاء بتصريحات عامة لا تلزمه باي خطوة عملية.

أقرأ أيضًا: سقوط الحكومة الإسرائيلية، بقلم أشرف العجرمي

حول خطاب لبيد المتوقع بقلم مصطفى إبراهيم

أقلام – مصدر الإخبارية

حول خطاب لبيد المتوقع، بقلم الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

أثارت الأنباء الواردة من وسائل الاعلام الإسرائيلية ردود فعل غاضبة من اليمين حول نية رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد الإعلان في خطابه اليوم الخميس في الأمم المتحدة دعمه لحلّ الدولتين.
وتأييده لإقامة دولة فلسطينية، جاءت ردود الفعل من شركاؤه اليمينيين في الحكومة من بينهم، جدعون ساعر وابليت شاكيد. ورئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، إضافة إلى ردود صدرت من حزب الليكود،
وقال ساعر، إن إقامة دولة (إرهابية) في الضفة الغربية سيعرض أمن إسرائيل للخطر ، غالبية الشعب في إسرائيل، وممثليهم لن يسمحوا بحدوث ذلك.
أما شاكيد فقالت: رئيس وزراء الحكومة الانتقالية لا يملك شرعية لربط إسرائيل بتصريحات من شأنها إلحاق الضرر بالدولة، لبيد يمثل نفسه فقط وليس الحكومة، أي دولة فلسطينية تشكل خطرًا على دولة إسرائيل.
ووفقا لتصريح صادر عن الليكود: لبيد يريد إقامة دولة فلسطينية على حدود كفار سابا ونتانيا وتسليم الوطن لأعدائنا.
وردا على تلك التصريحات ذكر المحلل السياسي في إذاعة الجيش ينير كوزين، أنه في المرة الأخيرة (التي يمكنني تذكرها) أن مصطلح “دولتين” قيل على مسرح الأمم المتحدة من قبل رئيس وزراء إسرائيل، حدث ذلك في عام 2016 من قبل نتنياهو بالطبع: قال “ما زلت ملتزمًا برؤية سلام تستند إلى دولتين، ومفاوضات جاهز لبدء تحقيق ذلك اليوم. ليس الغد. ليس الأسبوع المقبل اليوم، ودعوة ابو مازن للتحدث في الكنيست .
وأضاف كوزين أن نتنياهو قال في الأمم المتحدة في عام 2016: “أعلم أن العديد منكم قد تخلوا عن السلام. لكني أريدكم أن تعرفوا أنني لم أتخلى عن السلام. ما زلت ملتزمًا برؤية سلام تقوم على دولتين لشعبين. أعتقد، كما لم أصدق من قبل، أن التغييرات التي تحدث في العالم العربي اليوم تحمل في داخلها فرصة فريدة لتعزيز السلام”.

وجاء رد رئيس الوزراء السابق نغتالي بينيت في تغريده نشرها على حسابه على تويتر، قال فيها: المسار الذي سلكته كرئيس للوزراء، عدم الخلاف مع العالم كله دون داع، ولكن أيضًا عدم الانصياع دون داع. لا مكان أو منطق لإعادة تعميم فكرة الدولة الفلسطينية.
والحكمة عليك أن تقول الأشياء كما هي، لا مكان لدولة أخرى بين البحر والأردن. ليس هناك احتمال ولا أي احتمال لتحرك سياسي مع الفلسطينيين.

لذلك، يجب أن تبقى الشعارات الفارغة مثل “دولتين”، هي بدعة كانت في التسعينيات، وهي إلى جانب العديد من البدع الأخرى التي ماتت.
واضاف، عقدنا مع السلطة الفلسطينية، التنسيق الأمني ​​وفعلنا كل ما في وسعنا لتحسين الظروف المعيشية للسكان: المعابر وتصاريح العمل ومشاريع البنية التحتية. لكن كرئيس للوزراء أوضحت بكل الطرق أن المفاوضات السياسية ليست على جدول الأعمال.
لم أفكر قط في مقابلة أبو مازن، خشية ظهور توقعات غير واقعية قد تؤدي إلى خيبة أمل ورد فعل عنيف، كما حدث في الماضي.

حول خطاب لبيد المتوقع

العام 2022 ليس هو العام 1993، حتى الأصدقاء الحقيقيون لدولة إسرائيل لا يتوقعون منا المساومة على أمننا ومستقبلنا، لا يوجد سبب للتطوع لذلك.

وذكر أحد المحللين الإسرائيليين، إن احتجاجات الوزراء اليمينيين في الحكومة ضد خطاب لبيد المتوقع والمخطط لإحياء رؤية الدولتين كان الهدف منه وخز ضمائرهم وهي عملياً بلا معنى. لسبب بسيط، سيمضي الخطاب كما هو مخطط له لتحقيق إنجازات سياسية في المعركة الانتخابية، واختار لبيد ان يذكر ذلك في الأمم المتحدة. ‏
كما فعل نتنياهو اثناء توليه الحكومة الانتقالية واستحضار إنجازه في عقد الاتفاقيات الابراهيمية والتطبيع مع الدول العربية، وتمنى أن تساعده في الانتخابات، ولبيد يعتقد الشيء نفسه.

وقال محلل آخر، نتنياهو أيضا تحدث في عام 2009. عن حل الدولتين، ولبيد نفسه قال عن حل الدولتين، كل ما علينا فعله هو الانتظار حتى عام 2035 ومعرفة ما إذا كان قد تم إحراز تقدم. لبيد اختار الأمم المتحدة وقام بتفجير محكم.
الكاتب أنطون شلحت نشر مقال أمس الأربعاء بعنوان: “إسرائيل لا تريد السلام مع الفلسطينيين”، وقال: “لا تشكل اللغة السياسية في إسرائيل معينًا على فهم المجريات الحقيقية التي تحدث فيها، بل على العكس تطمس دلالاتٍ كثيرة، وتخفي، وتشوّه، بالأساس حين يدور الحديث حول كلمات ومصطلحات على غرار السلام والحرب. وتتعدّد الحُجج لإثبات عدم رغبة إسرائيل في السلام”. وان الخطاب وما يتم القيام بموازاته من ممارسات فعلية في مركز تحليله على نحوٍ تنجم عنه تعرية جوهره”.
وأن الوعي الإسرائيلي حيال السلام جرى العمل على بنائه مثل الخطاب، بغية جعله وعيًا ذرائعيًا وليس حقيقيًا. وفي هذا المجال، يُناط دور كبير باللغة.

ويضيف، ان الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها، ليس ثمة فرق بين رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد ووزير دفاعه، بني غانتس، وبين بنيامين نتنياهو وحتى بتسلئيل سموتريتش من “الصهيونية الدينية”.
بالطبع سيأخذ العالم ومنهم العرب وبعض الفلسطينيين خطاب لبيد على محمل الحد ويعتبرونه خطوة لمسار سياسي جديد.
لكن في الحقيقة هو خطاب بأتي في سياق الخطاب الإسرائيلي المراد ترسيخه في الوعي العالمي الدعائي، وبدون الايمان به، وصعوبة تحقيقه، لعدم ايمان أي من المكونات الإسرائيلية سواء الحكومة أو المعارضة بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين، بل والتنكر لها.

أقرأ أيضًا: القتل الخطأ سياسة اسرائيلية.. بقلم مصطفى ابراهيم

سخط واستياء إسرائيلي للخطاب المرتقب للابيد غداً أمام الجمعية العامة

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية

أثار الحديث المتوقع بنية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائيير لابيد بدعم حل الدولتين في الخطاب المرتقب غداً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سخط واستياء الكثيرين في حكومة الاحتلال والأحزاب السياسية الإسرائيلية.

والتي اعتبرت بأن ذلك يشكل خطراً على أمن “إسرائيل”.

وعلق وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة: “إقامة دولة فلسطينية ستعرض أمن إسرائيل للخطر”، وأضاف “غالبية شعب إسرائيل وممثليهم لن يسمحوا بحدوث ذلك”.

من جانبها، هاجمت ايليت شاكيد وزيرة الداخلية الإسرائيلية لابيد قائلة “رئيس وزراء الحكومة الانتقالية لا يملك شرعية عامة لربط إسرائيل بتصريحات من شأنها إلحاق الضرر بالدولة”، وأضافت “لابيد يمثل نفسه فقط في هذا البيان وليس الحكومة”،

واعتبرت أن إقامة دولة فلسطينية تشكل خطراً على أمن “إسرائيل”، في رسالة رافضة لنية لابيد الاعتراف بحل الدولتين.

من جهته، غرد حزب الليكود عبر تويتر معقباً على الأمر: “بعد أن شكل لابيد أول حكومة إسرائيلية – فلسطينية، يريد الآن إقامة دولة فلسطينية على حدود كفار سابا ونتانيا ومطار بن غوريون وتسليم الأراضي لأعدائنا”.

واستنكر على لابيد خطابه المرتقب في قوله “على مدار سنوات تمكن نتنياهو من إخراج القضية الفلسطينية من الأجندة العالمية، بينما أعاد لابيد أبو مازن إلى الواجهة في أقل من عام”.

في حين، هاجم رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الخطاب المرتقب للابيد قائلاً: “لا مكان أو منطق لإعادة الحديث عن فكرة دولة فلسطينية، ولا توجد إمكانية أو مجال لعملية سياسية مع الفلسطينيين”.

وأضاف “يجب أن تبقى الشعارات الفارغة مثل”دولتين” في التسعينيات، إلى جانب العديد من البدع الأخرى التي اندثرت، العام هو 2022 وليس 1993″، في إشارة إلى اتفاقية أوسلو التي وُقعت في ذلك العام، ونصت على إقامة دولة فلسطينية.

أما الأحزاب اليهودية، علق بتسلإيل سموتريش رئيس حزب الصهيونية الدينية على حل الدولتين وقال: “بعد سنوات نجح فيها اليمين اليميني في إزالة حماقة الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال وجعل أبو مازن شخصية غير ذات صلة في العالم، يقود غانتس ولابيد عملية خطيرة تعيد هذه الفكرة المنحرفة إلى الطاولة” وأضاف “أعاد غانتس أبو مازن إلى وسط المسرح العام الماضي”.

وتابع مغرداً: “طوال العام الماضي، حذرنا من الخطوات التي يروج لها غانتس ولابيد، والتي تعيد إسرائيل إلى مسار أوسلو المدمر”.

يشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائيير لابيد سيلقي خطاباً غداً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتحدث وسائل إعلامية في وقت سابق خلال اليوم الأربعاء عن نيته الحدبث عن دعم حل الدولتين في الخطاب المرتقب، مما شكل حالة استياء إسرائيلي واضح.

اقرأ أيضاً: لابيد وحل الدولتين.. حديث عن اعتراف رسمي رغم التخوّف

Exit mobile version