الإشاعات نزوح العدوان على قطاع غزة الاحتلال - أونروا وغزة

الإشاعات في وقت الأزمات… الأضرار وطرق المحاربة

غزة- مصدر الإخبارية

“الاحتلال الإسرائيلي يبدأ بشن حرب برية على قطاع غزة؛ المواطنون على حدود قطاع غزة شرعوا بالنزوح، تهديد عائلة كذا، أحد الأبراج مهددة بالقصف، وغيرها من عشرات الشائعات التي تنطلق أثناء العدوان أو في أوقات الأزمات مما يساهم في تدمير الجبهة الداخلية”.

لم تعد الشائعات بحاجة إلى لسان ثرثار، وأذن تسمع وتتلقف، كما كان في السابق، بل أصبح أمر نشرها في السنوات الأخيرة أسهل مما كان بكثير، مع استخدام التكنولوجيا الحديثة، وظهور شبكات التواصل الاجتماعي “الإعلام الجديد”، بمنشور واحد على أحد مواقعها تنتشر انتشار النار في الهشيم.

التحذير من الشائعات

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة حذر من نشر الشائعات أو تداولها، داعياً وسائل الإعلام والصحفيين والنشطاء بضرورة تحري الدقة قبل النشر، واستقاء الأخبار من مصادرها الرسمية فقط، والجميع تحت طائلة المسؤولية.

وقال رئيس المكتب سلامة معروف: “ضمن دورنا في حماية جبهتنا الداخلية ومتابعة ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي تم رصد العديد من جوانب الدعاية والعمل الاستخباري الذي يقوم به الاحتلال متمثلا في صفحات وهمية تحمل اسم وأحيانا شعار وسائل إعلامية معروفة وتقوم بنشر معلومات مضللة أو إشاعات لا أساس لها من الصحة”.

وأضاف: “تم رصد حسابات وصفحات لطلب بيانات المواطنين ومعلومات عن محيطهم الاجتماعي بداعي تقديم مساعدات، إضافة لرصد صفحات وحسابات وهمية تحمل أسماء فلسطينية تبث روح الفرقة والشقاق بين فصائلنا وأذرعنا المقاومة وصفحات تحمل أسماء إعلامية وهمية تنشر اشاعات وتنقل معلومات مضللة تدعي أنها نقلا عن إعلام الاحتلال”.

ودعا معروف أبناء شعبنا وتحديدا النشطاء عبر الفضاء الازرق للانتباه لهذه الصفحات والحذر منها، سيما وأن محتواها يسعى لقلب الحقائق بتحميل المقاومة مسئولية العدوان، ويدعو لبث الفتن بين صفوف شعبنا.

الوسائل والمواجهة للحد من الشائعات

وعن الأدوات التي تساهم في ترويج الشائعات قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معرف إن وسائل إعلام العدو بكافة أقسامها (مرئية – مسموعة وغيرها من الوسائل)، بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام الغير مسؤولة والتي تعتمد في معظم أخبارها مبدأ السبق الصحفي دون تدقيق مصدر الخبر أو متابعته مع المعنيين تساهم بشكل كبير في نشر الشائعات.

وبين معروف أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم مساهمة كبير من خلال مستخدميها في نشر كميات لا بئس بها من الأخبار الكاذبة والشائعات.

وعن كيفية محاربة الشائعات دعا معروف الجميع إلى تحمل المسئولية والاعتماد في أي خبر يصلنا على المصادر الرسمية والموثوقة فقط، بالإضافة لعدم المساهمة في إرسال أو التداول بالأخبار التي تفتقد المصداقية وغير المتبناة من قبل أي جهة رسمية موثوقة.

ودعا معروف إلى إبلاغ الجهات المعنية بأي خبر يصلكم من جهات غير موثوقة مع ذكر اسم الجهة المرسلة ليتم تتبع أثره، بالإضافة إلى نشر الخبر الصحيح من الجهات الموثوقة للعمل على إبطال مفعول الشائعات.

منابر إعلامية معروفة

المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، أكد أنه يكثر خلال أوقات التصعيد والعدوان، تناقل الشائعات والأخبار غير المتحقق من صحتها.

ودعا المكتب، المواطنين لمراعاة الكثير من الملاحظات عند تناولهم الأخبار، ومنها التثبت من الأخبار والتصريحات، ونقلها عن مصادرها الصحيحة قبل نشرها وعدم الاعتماد على (النسخ واللصق) دون التحقق من الجهات الرسمية؛ تجنباً لتوتير الأجواء.

وقال: “جميع الجهات الرسمية لديها منابر إعلامية معروفة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وتنشر عليها كل ما يصدر عنها من تصريحات أو بيانات أو أخبار، لذلك يلزم متابعة تلك المنابر واستقاء التصريحات الرسمية من خلالها”.

وأضاف: “الإعلام العبري هو إعلام “احتلال”، ويلعب دوراً في شن الحرب النفسية، وبث الإشاعات التي تهدف لإرباك الصف الداخلي، وعند النقل عنه يتوجب متابعة مواقع موثوقة مختصة بالترجمة”.
وأهاب المكتب، بالصحفيين ووسائل الإعلام للزيادة في تحري الدقة وعدم التسرع في نشر الأخبار، في ظل هذه الظروف الحساسة، إلا بعد التأكد من المصادر الرسمية، مذكراً أنه في حال حدوث أي طارئ، الاتصال بالرقم الوطني المجاني للعمليات المركزية بوزارة الداخلية والأمن الوطني (109).

يكذبون الكذبة ويصدقونها

والشائعة كما تعرفها الأخصائية النفسية هيام أبو الكاس بأنها هي الأحاديث والأقوال والأخبار والروايات التي يتناقلها الناس دون تأكد من صحتها وقد يضيفون اليها بعض التفصيلات الجديدة “زي الي يكذب كذبه ويصدقها”، كما أن الشخص الذي يروج عن الإشاعة يهدف أحيانا لإثارة القلق والرعب في نفوس أفراد المجتمع.

وقالت أبو الكاس “إن الاحتلال يهدف من وراء بث الإشاعات زعزعة الجبهة الداخلية وإضعافها وتخويف الناس وترويعهم لدرجة النزوح من المناطق التي تنطلق منها هذه الإشاعات”.

وأشارت إلى أن هناك نوعين من المواطنين الذين يتعاطون مع الاشاعات وهم المواطن الجاهل الذي يردد الإشاعات دون علم، بالإضافة إلى النوع الثاني الذي يتداول الشائعة بهدف إضعاف الجبهة الداخلية وبث روح الهزيمة بين المواطنين.

إثارة الهلع والتوتر

وعن هدف الشائعات بينت أن من أبرز أهدافها يكمن في إثارة الهلع وتوتير الساحة، ولعل أبر مثال على ذلك هو الشائعات التي تنتشر من حين لآخر عن سماع دوي انفجار في مكان ما ليتم نفيه لاحقاً أو خبر كاذب عن غارة لطائرات العدو الصهيوني، فضلاً عن شائعات السيارات المفخخة ذات المواصفات واللوحات المعلومة والتي يتم نسب مصدرها زوراً لجهات أمنية.

وتابعت: “الشائعات تعمل على محاولة التأثير على معنويات الشريحة المستهدفة بهدف إضعافها، كالشائعات التي تتحدث عن أعداد كبيرة من شهداء وأسرى وحصار في جبهة ما ليتضح لاحقاً زيف الخبر وعدم صحته”.

واستطردت بالقول: “يعمد العدو في معظم الأحيان لبث الشائعات بغية الحفاظ على معنويات جمهوره وذلك من خلال نشر أخبار كاذبة عن انتصارات مزيفة يدعمها بفيديوهات”.

الانتباه وقتل الشائعات

ويتقف إعلاميون ومختصون نفسيون واجتماعيون بأنه يتوجب على الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والتي تعيش في الأزمات الانتباه جيداً من نشر الأخبار والمعلومات غير الدقيقة والتي تؤثر سلباً على تماسك المجتمع.

ويقول هؤلاء بأن أفضل طرق لقتل الشائعات هو عدم نشر الأخبار والمعلومات إلا بعد التأكد من سلامتها وصحتها واستقائها من مصادرها الرسمية فقط.

المصدر: وكالة الرأي
Exit mobile version