غزة-مصدر الإخبارية
أكد إبراهيم أبو النجا محافظ مدينة غزة عدن اعتراضه على قرار الرئيس محمود عباس بإحالته للتقاعد، لكنه لا يقبل بسماع نبأ احالته للتقاعد من وسائل الإعلام.
وقال أبو النجا في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية: “يؤسفني أن أعلم بالقرار عبر وسائل الإعلام، ولم يتم ابلاغي فيه في شكل رسمي”.
وأضاف: “لا يليق بنا كمناضلين وقامات كبيرة، أن نُبلغ بهذا الطريقة، واحتراما لآدميتنا ونضالنا كان يجب أن تتم دعوتنا لاجتماع لإبلاغنا بالقرار”.
وتابع: “إننا نشغل مواقعنا تكليفا، وليس تشريفا، ونحن جنود منذ 60 عاما، وأنا أحد مؤسسي حركة فتح، كُلفت وطلب مني أن أكون محافظ غزة (قبل ست سنوات)، وبعد جدل طويل قبلت نزولا عند رغبة أحبتي وأبناء وطني”.
واعتبر أبو النجا أن “من حق الرئيس أن يُعين من يكون، وأن يحيل للتقاعد من يريد، لكن في حال حدوث تغيير أو طارئ، أن يتم استدعانا لاجتماع، ولن نعترض”.
يُشار إلى أبو النجا أمين سر اللجنة القيادية العليا لحركة “فتح” في قطاع غزة، أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس؛ عند تعيينه محافظًا لمدينة غزة، في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2017.
واليوم فجأة من دون سابق انذار، أصدر الرئيس عباس، مرسومًا رئاسيًا بإحالة عدد من محافظي المحافظات الجنوبية والشمالية للتقاعد.
وأحال عباس للتقاعد في المحافظات الجنوبية، كلًا من: محافظ شمال غزة، ومحافظ غزة، ومحافظ خان يونس، ومحافظ رفح.
كما أحال في المحافظات الشمالية كلا من: محافظ جنين، ومحافظ نابلس، ومحافظ قلقيلية، ومحافظ طولكرم، ومحافظ بيت لحم، ومحافظ الخليل، ومحافظ طوباس، ومحافظ أريحا والأغوار، للتقاعد.
كما أصدر مرسومًا رئاسيًا بتشكل لجنة رئاسية، تضم عددا من الشخصيات القيادية ذات الاختصاص لاختيار مرشحين لشغل منصب محافظي المحافظات الشاغرة، وتنسيبها للرئيس لإصدار قرار بتعيينهم بدلا من المُحالين للتقاعد.
نبذة تاريخية
وُلد إبراهيم موسى إبراهيم أبو النجا، الذي يحظى باحترام كبير في أوساط الحركة الوطنية الفلسطينية، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في السابع والعشرين من تموز (يوليو) عام 1943، وهو متزوج وله أربعة أولاد وأربع بنات.
درس المرحلة الأساسية في مدرستي الأميرية وأحمد عبد العزيز في خان يونس، والمرحلة الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية، التي حصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1961، ونال درجة البكالوريوس في التربية وعلم النفس من جامعة الإسكندرية في مصر عام 1966.
عمل مدرِّسا في مدينة جدة في السعودية عام 1962، وعُيِّن وزيرا للزراعة عام 2004، ومحافظا لمحافظة غزة عام 2018.
انتمى أبو النجا لحركة “فتح” عام 1959، وعمل في مكتب فلسطين لدى دولة الجزائر، وانتقل بعدها إلى مدينة حلب السورية، وانخرط في عمليات نقل السلاح للفدائيين، ثمَّ قاد حركة “فتح” في ليبيا بين عامي (1979-1981)، ثم انتقل إلى لبنان وعايش اجتياح بيروت عام 1982، وانتقل بعدها إلى تونس.
شارك في تأسيس عدد من الاتحادات واللجان الوطنية من بينها: الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين في عدد من الدول العربية عام 1972، واتحاد المهندسين الفلسطينيين في الكويت عام 1972، والأمانة العامة للمعلمين في تونس بين عامي (1982 – 1994)، وانتخب عضوا في المجلس التشريعي عام 1996، وأصبح النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، وعضو الهيئة القيادية العليا لحركة “فتح” في قطاع غزة، ورئيس لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية بين عامي (1998-2007)، ورئيس لجنة المصالحة المجتمعية عام 2009، وعضوا في المجلس الاستشاري للحركة.
يدعو أبو النجا إلى أن تبقى القضية الفلسطينية حية، خصوصا وأنَّه لا يملك أحد أن يتصرف فيها، ويجب ألا تسلَّم للأجيال منقوصة أو مشلولة أو مقيدة باتفاقات.
كما يدعو أيضا المؤسسات إلى تعرية الاحتلال وفضح المتآمرين معه، وأن يُبقي الفلسطينيون على المطالبة بحقهم في الدولة الفلسطينية، ويرى بأنه لا يوجد اتفاق ليس له مساوئ، وأنَّه لو التزم الاحتلال ببنود اتفاق أوسلو لكان الوضع بالنسبة للفلسطينيين أفضل.
ويرى أن الانقسام لا يمكن إلا أن يصب في تدمير القضية وإنهائها، ومن صنع الانقسام عليه أن ينهيه، وعلى حركة “حماس” التزام الاتفاقات التي وقعتها مع حركة “فتح”، ومع مختلف فصائل العمل الوطني لإنهاء الانقسام في أعوام 2009، و2011، و2017.
ويؤمن أبو النجا بكل أشكال المقاومة التي تلقى تأييدا من قرارات الشرعية الدولية، ويُنادي بالاعتماد عليها جميعا، ويعتقد بأنَّه لا بديل ولا خيار عن المشاركة الحقيقة للكل الوطني والإسلامي في منظمة التحرير، على أن يأتي التمثيل عبر بوابة الانتخابات، ويجب على الجميع الاعتراف بدور المنظمة الريادي ممثلا شرعيا وحيدا وأن يشارك الجميع فيها.
اقرأ/ي أيضا: عباس: أنا أفهم منكم.. تفاصيل اجتماع الأمناء العامين في العلمين