مالية غزة

رصيد مالية غزة صفر والموظفون على الحديدة

رؤى قنن – مصدر الإخبارية

“الرصيد صفر”، ولو كان مليار، أنا ما بخصني أنا بدي أعيش بكرامة وأعطي ابني مصروف وعلاج”، بهذه الجملة عبّر أبو محمد المصري موظف بوزارة التربية والتعليم في حكومة غزة عن غضبه، ردًا على تصريح وزارة المالية بأن رصيدها من الأموال صفر وأنها تُعاني من أزمة مالية أثّرت على صرف الرواتب هذا الشهر.

وعبّرت زوجة موظف حكومي بغزة عن غضبها قائلة” صرنا على الحديدة، العيد ماعيدناه زي الناس، أطفالنا بطلبوا مصروف مامعنا، بيمرضوا مامعنا، أفراح ومناسبات مابنروح، لمتى الحال”.

وأثار تأخّر صرف رواتب موظفي غزة، جملة من ردود الفعل الغاضبة بين الموظفين، بعد تأخّر صرف رواتبهم لأكثر من شهر ونصف، وبعد انتهاء عيد الأضحى المبارك.

أزمة خانقة

وكيل وزارة المالية بغزة عوني الباشا، أصدر بياناً صحفياً السبت، شدد خلاله على أنّ الوزارة تبذل جهوداً كبيرة لصرف رواتب الموظفين، معبراً عن أمله بأن تصرف الرواتب في أواخر هذا الأسبوع وبدون فئات.

وبين الباشا بأن الحكومة تمر بأزمة مالية خانقة متدرجة، وتزداد في العجز المالي شهراً بعد الآخر حتى وصل التأخير في صرف الرواتب هذا الشهر.

أسباب العجز المالي

وحول أسباب العجز المالي وتراجع قدرة الحكومة عن صرف الرواتب في موعدها المحدد قال الباشا: “هناك عدة أسباب للأزمة، أولها تراجع المنحة القطرية التي كانت 10 مليون دولار، حتى وصلت 3 مليون دولار في شهر حزيران( يونيو) الماضي، وحتى الآن لم تصلنا المنحة”.

وأضاف أن ارتفاع أسعار الوقود المصري أثر على العائد المالي الذي تحصل عليه وزارة المالية.

حق الموظف الراتب الكامل

 

نقابة موظفي غزة، أكدت على حق الموظفين برواتبهم الشهرية وبضرورة التزام لجنة متابعة العمل الحكومي بصرف الرواتب في موعدها المحدد وهو مطلع كل شهر”.

وشدد رئيس نقابة موظفي القطاع العام بغزة خليل الزيان، في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية إنهم “يُقّدرون الظروف السياسية والحصار المفروض على غزة، مشيراً إلى أنهم يُتابعون بشكل مستمر مع مختلف الجهات الحكومية والسياسية في غزة، لضمان صرف الرواتب والعودة بالالتزام بصرفها مطلع كل شهر”.

وأوضح الزيان “أنّ حق الموظف الراتب الكامل، لكننا في النقابة نقدر الظروف السياسية التي تتيح فقط بصرف نسبة 60% من أصل الراتب، لكننا في نفس الوقت نؤكد بأن الظروف الإنسانية لموظفي غزة أصبحت معقدة ولا تحتمل”.

العديد من نشطاء الفيس بوك والمؤثرين غردّوا عبر صفحاتهم الخاصة معبرين عن غضبهم من تأخّر صرف الرواتب، وعلّق بعضهم  على التصريحات السياسية بأنها غير مقنعة.

 

 

الخبير الاقتصاد ورئيس تحرير صحيفة الاقتصادية بغزة محمد أبو جياب، عقّب على تصريح وزارة المالية قائلا:” الواضح بأن تصريح وزارة المالية بغزة يشكّل صدمة حقيقية للموظفين والقطاع التجاري والصناعي بغزة، في وقتٍ تشكل فيه رواتب الموظفين بغزة نسبة مؤثرة في القوة الشرائية بالقطاع”.

وبيّن أبو جياب في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أن مصطلح “حساب صفر” يُراد منه المبالغة في حجم الأزمة والتعبير عن عمقها على المستوى المالي، أكثر من كونه حقيقي على مستوى الحسابات الرسمية لوزارة المالية، فلا يعقل أن تكون حكومة بحساب مالي صفر”.

وشدد على أنّ تضمين بيان وزارة المالية بغزة للتمويل القطري وأسعار الوقود المصري يعطي بُعدا سياسياً للأزمة المالية في غزة أكثر منه بُعداً اقتصادياً أو خللاً في الإيرادات العامّة.

Exit mobile version