التطهير العرقي

مجزرة دير ياسين ووقائع الاحتلال الإسرائيلي

أقلام – مصدر الإخبارية

مجزرة دير ياسين ووقائع الاحتلال الإسرائيلي، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

في ذكرى مجزرة دير ياسين تتكرر المأساة ويستمر العدوان والتصعيد الإسرائيلي المتعمد من خلال عمليات الاقتحامات التي تقوم بها قوات الاحتلال لمراكز المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية، وما يتصل بالتصعيد الحاصل من اعتداءات ميليشيات المستوطنين الإرهابية على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة، وعمليات أسرلة وتهويد القدس وحصار المسجد الأقصى وتحويله الى ثكنة عسكرية خلال شهر رمضان المبارك.

كثيرة هي المجازر التي تم ارتكابها في بلدات وقرى فلسطين من قِبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم سواء كان ذلك على يد جيشه المزعوم أو عصاباته المسلحة الموجودة على أرض فلسطين المحتلة، فمنذ العام 1947 حتى يومنا الحاضر والشعب الفلسطيني يعاني الكثير من المذابح والمجازر المختلفة، ابتداءً من مذبحة قريتي بلد الشيخ في نهاية عام 1947 مرورا بمذابح قرى سعسع، كفر حسينية، دير ياسين، بيت دراس، والعديد من المجازر، ووصولا الى مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1996 وتلك المجازر التي خلفها العدوان والحروب على قطاع غزة، والضفة الغربية، والصورة الدموية والإرهابية لطبيعة الاحتلال، ستبقى هي الماثلة أمام العالم أجمع ولا يمكن أن ينسى الشعب الفلسطيني ما ارتكبه الاحتلال في قرية دير ياسين والمجزرة التي تم ارتكابها بحق مواطنيها.

 

وبينما يتذكر الشعب الفلسطيني مجزرة دير ياسين بكل تفاصيلها المؤلمة يستحضر واقع الاحتلال وممارساته المستمرة وارتكابه للمجازر بحق المسجد الأقصى المبارك، وحملات التحريض المستمرة والواسعة والتي يُطلقها غلاة المتطرفين وعلى رأسهم العنصري إيتمار بن غفير ما يسمى بوزير الامن القومي الإسرائيلي والتي يدعو من خلالها إلى تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وكذلك عمليات التحريض على الوجود الفلسطيني برمته وتكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها وإصداره الأوامر بحرق المدن الفلسطينية، الأمر الذي يُشكّل امتدادًا مستمرًا لنهج القتل الإسرائيلي عبر تاريخ طويل كان شاهدا على مدى القمع والجرائم البشعة والإرهابية التي مارسها الاحتلال الغاشم.

العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى يُشكّل امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، واستخفاف إسرائيلي رسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية، والمطالبات العالمية للحكومة الإسرائيلية بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية.

مهما تواصلت آليات القمع والعدوان وتصاعدت وتيرة الاحتلال الهمجي، فإن إرادة التاريخ لا يمكن أن تُزوّر ولن ينالوا من شعب يطالب بحقه ومهما اتسعت دائرة الإرهاب وممارسات حكومة التطرف الإسرائيلية واشتدت المؤامرة، ومهما يحاولون النيل من شعب فلسطين ووحدته وتكالب عملائه، فلن ينالوا من الهوية الوطنية والصمود والإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح العادل لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

مهما طال الزمن فإن الانتصار يكون دائما حليف الشعوب المناضلة التي تدفع الثمن في معارك التحرر وبالنهاية تنتصر، الشعوب التي تكافح من أجل نيل الحرية وتقرير مصيرها، وان الانتصار والحرية حليفان للشعب الفلسطيني لا محالة، مهما طال الزمن أم قصر، فسينال في النهاية الشعب الفلسطيني حريته وينعم في استقلاله، ومهما اختلفت الظروف واشتدت الازمات وتصاعدت مؤامرات التصفية والإذلال بحق الشعب الفلسطيني واشتد الليل والظلام حلكة، فإن موعدنا مع الفجر والصبح وشروق شمس الحرية بإرادة الانتصار والأحرار يمضي الشعب الفلسطيني ليخوض معارك الحرية والإيمان بعدالة القضية من أجل الحفاظ على مشروعه الوطني التحرري ونيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

Exit mobile version