الدولة الواحدة

حل الدولتين اندثر.. هل تكون الدولة الواحدة حلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

خاص – مصدر الإخبارية

مقترح ظهر على الساحة لحل القضية الفلسطينية، في ظل معطيات تدلل على فشل حل الدولتين في الوصول لنتيجة جذرية تجاه القضية، كيف يرى أنصار الدولة الواحدة فيها حلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟.

عطية رجب ناشط سياسي فلسطيني في ألمانيا، أوضح أن مقترح الدولة الواحدة مطروح منذ عشرات السنين، إلا أنه عاد للواجهة مجدداً مع اندثار حل الدولتين وفشل تحقيقه.

وقال رجب في حديث لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن هناك حملات تدعو لإثبات أن الدولة الواحدة هي الحل الأمثل للقضية الفلسطينية.

وأكد أن حل الدولتين بات مستحيلاً في ظل انتشار المستوطنات على أراضي واسعة من الضفة المحتلة، عدا عن أن القدس غير قابلة للتقسيم والاحتلال في توسع مستمر.

ولفت إلى أن حل الدولة الواحدة قديم وتبنته منظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات، إلا أنها تخلت عنه مع اتفاقية أوسلو، مضيفاً: “نريد إرجاع المفهوم من جديد وأن تكون دولة فلسطين من البحر للنهر”.

شروط لتحقيق الدولة الواحدة

يرى رجب بأن الفلسطينيين واليهود يعيشون تحت نفس الظروف، لذا فإن الحل في الدولة الواحدة، موضحاً أن ثمة شروط لتحقيق الدولة الواحدة، على رأسها إنهاء المشروع الاستيطاني، مضيفاً: “نظام البرتهايد يجب أن ينتهي لتكون دولة ديمقراطية شاملة”.

ويشير إلى أن استطلاعات أخيرة أثبتت زيادة توجه الجيل الجديد للعيش المشترك بين اليهود والفلسطينيين.

ويتابع أن اليهود الصهاينة لن يكون لهم أي أهداف يحققوها في حال تم تنفيذ حل الدولة الواحدة، ولا مزايا سيحصلون عليها، مؤكداً أن الدولة يجب أن تكون للجميع وعلى أساس المساواة وعودة الاجئين.

وحول إمكانية تحقيق هذا الحل من عدمه، يقول إن “التاريخ أثبت أن ما نراه مستحيل اليوم يمكن أن يتحقق غداً”.

ويشدد على أن السلطة الفلسطينية ستكون عائقاً أمام الدولة الواحدة، وأن حل الدولتين انتفى مع الزمن والواقع نفاه ولا يمكن حل الصراع بين اليهود دون عودة اللاجئين.

ويبيّن الناشط السياسي أن الدولة لكل ستكون لكل مواطنيها ولهم جميعاً حق الانتخاب، تحت اسم فلسطين الديمقراطية.

“حل الدولتين عنصري”

عضو الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لـ”إسرائيل” حيدر عيد أكد عدم قناعته بحل الدولتين.

وقال عيد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “لا أؤمن بحل الدولتين فهو حل عنصري ولا يعطي الشعب حقوقه، بل يقلص فلسطين على مساحة 22% فقط من أرضها “.

وأكد أن البديل الوحيد المقبول هو دولة ديمقراطية علمانية في فلسطين التاريخية، لإنهاء عذابات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه لا حلول واقعية ومنطقية سواه.

وأردف: “لو راجعنا أدبيات الفصائل وعلى رأسها حركة فتح والجبهة الشعبية نجد إقامة دولة ديمقراطية موجود فيها”.

وبحسب المنسق العام لحملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية عوض عبد الفتاح،  تبنّت منظمة التحرير الفلسطينية صيغاً مختلفة للدولة الواحدة في أواخر الستينيات وخلال السبعينيات وحتى الثمانينيات، فكان الهدف إقامة دولة فلسطينية لجميع مواطنيها، وقد نص على ذلك الميثاق الوطني الفلسطيني المعدّل لعام 1968.

وبيّن عبد الفتاح أن القيادة الفلسطينية بدأت التخلي عن هذا الطرح المتقدم في عام 1974 بعد إقرار البرنامج المرحلي برنامج النقاط العشر.

واستأنف: “بعد فشل حل الدولتين على أرض الواقع، فإن عدداً من المسؤولين في السلطة الفلسطينية ألمح في السنتين الماضيتين على فترات متباعدة إلى الحقوق المتساوية داخل دولة تمتدّ من النهر إلى البحر، إلا أن هذا المنظور لا ينطلق من إعادة توجّه استراتيجي لدى القيادة، بقدر ما ينطلق من التخوّف من تحرّك أميركي-إسرائيلي لإنهاء الإجماع الدولي حول معادلة الدولتين”.

جدوى نماذج الدولة الواحدة

في دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أوضحت جدوى نماذج الدولة الواحدة.

وفي فحواها قالت: “كان هناك ميل متزايد للحديث عن “زوال حل الدولتين” واستبداله بدولة واحدة من البحر المتوسط إلى نهر الأردن كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يزعم مؤيدو نموذج الدولة الواحدة أن حل الدولتين لم يعد ممكنة، نظراً لأن الخط الأخضر غير واضح وأن الضفة الغربية مرتبطة بإسرائيل من خلال المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية الواسعة العسكرية والمدنية”.

وتناولت الدراسة 4 نماذج للإجابة على تساؤل، هل حل الدولة الواحدة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني قابل للتنفيذ؟

1. دولة موحدة تشمل كامل المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

2. منطقة حكم ذاتي فلسطينية داخل الضفة الغربية كجزء من دولة إسرائيل.

3. اتحاد فيدرالي مقسم إلى مناطق يهودية وفلسطينية.

4. اتحاد كونفدرالي إسرائيلي فلسطيني.

وركزت الدراسة على نقاش ما إذا كانت دولة واحدة يهودية وديمقراطية في نفس الوقت ممكنة، وتقيم أيضاً كيف ستعمل مثل هذه الدولة على المستوى العملي وما إذا كان يمكن أن تكون بمثابة حل عملي للصراع، تحقيقا لهذه الغاية، تناقش الدراسة وتحلل مجموعة متنوعة وكبيرة جدا من المعايير لكل نموذج، وبناء عليه يتم فحص احتمالية نجاح أي النماذج كحل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي نتائجها قالت الدراسة: “بعد عملية تحليل النماذج، لا يبدو أن أياً منها لديه آفاق لتحقيق حل دائم ومستقر وناجح للصراع، لعدة أسباب أهمها: الاحتمال الكبير للاحتكاك بين الشعبين بسبب حرية الحركة الممنوحة في جميع النماذج، ونظرة للعداء العميق الجذور بينهما على مدى العقود الماضية واختلافاتهما الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتثير النماذج مخاوف من أن التوترات بين السكان ستؤدي إلى
صراع داخلي عنيف وفي النهاية إلى عدم استقرار الدولة”.

واستأنفت أنه في جميع النماذج التي يصبح فيها الفلسطينيون جزءا من دولة ذات هوية يهودية دون أن
يتمكنوا من تحقيق هويتهم الوطنية، فإن العداء بين الشعبين قد يزداد على مر السنين، عدا عن أن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الكاملة في الدولة لن يكون فقط ضربة قاتلة للطابع الديمقراطي الإسرائيل، ولكنه سيعمق العداء ويؤدي حتما إلى عنف يمكن أن يتصاعد إلى حرب أهلية كاملة.

وأردفت أنه قد يؤدي منح الفلسطينيين حقوق مدنية كاملة ومتساوية إلى تغيير الطبيعة اليهودية للدولة،
بالإضافة إلى ذلك، حتى لو حصل الفلسطينيون على حقوق مدنية كاملة ومتساوية، ستستمر
التوترات الوطنية وتزعزع استقرار الدولة.

ولفتت إلى أن “جميع النماذج تفرض عبئا اقتصاديا ثقيلاً على إسرائيل، حيث يجب أن تلبي احتياجات جميع السكان الفلسطينيين الجدد الذين ينضمون إلى الدولة، على الرغم من أن إسرائيل ليست مسؤولة بشكل مباشر عن سكان الدولة الفلسطينية في الاتحاد الكونفدرالي، إلا أن وضعهم الاقتصادي له أهمية حاسمة”.

رؤية محمد دحلان للدولة الواحدة

القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح محمد دحلان، أكد أن الاحتلال انتهك كل الاتفاقيات والمواثيق، وأنه ليس أمام “إسرائيل” سوى الإقرار بالحقوق الفلسطينية، وأن حل الدولة الواحدة هو خيار تحدي.

وقال دحلان خلال مؤتمر لتيار الإصلاح الديمقراطي بغزة في وقت سابق أنه يقبل “بالدولة الواحدة كخيار تحدي، بعد أن حطمت سلطات الاحتلال كل أسس حل الدولتين”، مضيفاً أن حل الدولة الواحدة “سيصبح بديلاً طبيعياً لوهم حل الدولتين”.

حل قديم جديد يتصدر في الفترة الحالية فهل يرى النور في ظل التغيرات وزمن المعجزات الدولية؟.

Exit mobile version