تنتقم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الطفولة الفلسطينية في محاولة لكسر شوكتها أمام بطش وكيد المحتل.
أحمد مناصرة، نموذج قاسٍ موجع لطفولة الفلسطيني في داخل زنازين الاحتلال الانفرادية، محرومٌ من الزيارة والعلاج والرفاق، يقضي ساعات يومه مكبل اليدين والقدمين، ومرغم على أخذ المنوم في الصباح والمساء.
خلال سنوات اعتقاله السبعة، تعرض مناصرة لانتهاكات جسيمة في سجون الاحتلال من تعذيب نفسي وجسدي وعزل في سجن انفرادي، وهو محكوم بالسجن 12 عامًا.
يصف صالح مناصرة والد الأسير أحمد وضع نجله بالقول “أحمد يُعاني من اضطراب منذ سنتين، نتيجة الإهمال الصحي والضغط النفسي الذي يمارسه الاحتلال عليه، إضافةً إلى الرعب الذي يتربصه من ظلمة الزنزانة”.
ويقول صالح لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ أحمد قضى أربعة أشهرٍ بالعزل وبدأ شهره الخامس، ما زاد من سوء وضعه النفسي أكثر، مؤكّدًا أنّ التهمة الملفقة إليه من قبل الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية طعن، تهمة باطلة.
ويتابع “لم يكن أحمد في ذلك السن يجرؤ على الطعن، والاحتلال قتل ابن عمه أمام عينيه وهو طفل، ما دفعه إلى الهرب خوفًا حتى تلقى ضربة على رأسه من جنود الاحتلال”.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال عذّبت نجله أحمد خلال التحقيق في محاولة لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، ولم تراع أنَّه طفل ومصاب برأسه بعد ضربة وجَّهها له أحد الجنود”.
ويناشد والد أحمد العالم بالوقوف إلى جانب نجله، من أجل الإفراج الفوري عنه، وتقديم العلاج المناسب له بين أفراد عائلته ليشعر بالأمان جانبهم.
ومناصرة البالغ من العمر “19 عاماً” معتقل منذ سنة 2018 بينما كان طفلاً بعمر 12 عاماً، وحظيت قضيته بتفاعل دولي منذ حينه.
وولد الأسير مناصرة بتاريخ 22 كانون الثاني (يناير) 2002، في القدس، وهو واحد من بين عائلة تتكون من عشرة أفراد، وله شقيقان وهو أكبر الذكور في عائلته، إضافة إلى خمس شقيقات.
واشتهر أحمد مناصرة بعبارة “مش متذكر” التي أطلقها بوجه المحققين الإسرائيليين في فيديو انتشر إعلامياً بشكل واسع، وقد ظهر فيه أنه تعرض لضغط وتعذيب نفسي وجسدي شديد.
بتاريخ 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية.
لاحقًا أصدرت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات حُكمًا بالسّجن الفعلي بحقّ أحمد لمدة 12 عامًا وتعويض بقيمة 180 ألف شيقل، جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف عام 2017.
وفي وقت سابق، قررت المحكمة المركزية في بئر السبع، تحويل قضية الأسير أحمد مناصرة إلى لجنة الثلث للنقاش في الإفراج المبكر عنه، وذلك خلال جلسة استئناف خاصة بطلب الإفراج الفوري عنه.
ووفقًا لمحامي مناصرة خالد الزبارقة، فإن “المحكمة أسقطت صفة ملف الإرهاب عن قضية الأسير أحمد مناصرة، ما يفتح الباب أمام النظر في الإفراج المبكر عنه”.
وكانت شبكة “فلسطين العالمية للصحة النفسية” أطلقت قبل شهر حملة عالمية مستمرة لحتى اللحظة؛ للمطالبة بالإفراج عن الأسير مناصرة وتقديم العلاج المناسب له، بعد سبع سنواتٍ من الاعتداء المُمنهج ضده في سجون الاحتلال.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها 160 طفلاً، من بين قرابة 4600 أسير وأسيرة، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين.