تحديات مجتمعة أمام اجتماعات الفصائل بالقاهرة

أقلام – مصدر الإخبارية

تحديات مجتمعة أمام اجتماعات الفصائل بالقاهرة، بقلم الكاتب معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

ما هي فرص نجاح اجتماعات القاهرة المقبلة للفصائل الفلسطينية؟

سؤال بات ملحا في ضوء بعض من المعطيات السياسية الحاصلة الآن على الساحة، ومنها:

1- تصريحات السيد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي والذي قال صراحة إن حركة الجهاد لن تشارك في الاجتماعات السياسية في القاهرة حال عدم الإفراج عن المعتقلين من أبناء الحركة في سجون السلطة

2- بات واضحا إن هذه التصريحات يمكن أن تلحق الضرر باجتماعات القاهرة.

3- هناك اجتماعات دقيقة اليوم للرئيس محمود عباس مع قيادات من حركة حماس، وهي الاجتماعات التي يمكن أن تسفر عن بلورة موقف موحد ودقيق قبل اجتماعات القاهرة

4- الاجتماعات تعقد في تركيا وحضور حماس وغياب الجهاد، وهو أمر كان لافتا وبدقة خلال الآونة الأخيرة

5- يبذل الرئيس عباس والجهاز السياسي بالسلطة جهودا للتغلب على هذه الأزمات في وقت دقيق.

ما الذي يجري؟

في ضوء كل هذا بات واضحا إن القاهرة تكافح وتعمل جديا على الصعيد السياسي من أجل عقد مؤتمر الفصائل المقبل في القاهرة كما هو مخطط وموافق عليه من قبل سلطات السلطة الفلسطينية وقيادة حماس. غير أن تقديرات الموقف السياسية تشير إلى شعور بعض من الفصائل بالإضافة إلى القاهرة بالقلق عقب تصريحات النخالة الأخيرة التي وضعت شروطا من أجل عقد المؤتمر.

والحاصل فإن الكثير من القوى الفلسطينية وجهت انتقادات ل ” النخالة”، ووصل الأمر إلى حديث بعض من القيادات الفلسطينية من أن حديث النخالة أصابهم بخيبة أمل، خاصة وأن هذه التصريحات تنبع فقط من منطلق مصلحة النخالة الذاتية والتي تجاهلت لأجندة الوطنية.

اللافت إن هذا النوع من التصريحات أثير كثيرا خلال الفترة الأخيرة، وبات يوثر فيما يعرف بوحدة الساحات، ويتماشى هذا بالطبع لبعض من الانتقادات التي وجهتها قيادات من الجهاد الإسلامي لحركة حماس، ثم التراجع عن هذه التصريحات والتأكيد على إن الوحدة موجودة بغض النظر السياسي عن الضرر الذي لحق بقطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

ويأتي كل هذا في ذروة حرك سياسي تشهده حركة الجهاد في الآونة الأخيرة، وهو السلوك الذي وصل إلى التشكيك في بعض من الاستراتيجيات التي تنتهجها الحركة.

تقديرات استراتيجية

بات واضحا إن هناك بعض من الحقائق السياسية التي يمكن إلقاء الضوء عليها في ذروة كل هذا الجدال السياسي ومنها:

1- اجتماع القاهرة وفق الدعوة بلا جدول أعمال، وسيكون ليوم واحد

2- يختلف هذا الاجتماع عن الاجتماعات السابقة التي كانت تستمر على الأقل يومين وأحيانًا وصلت إلى تسعة وعشرة أيام

3- البعض يُفسر ذلك بأن الأمر لا يحتمل حوارات واتفاقات جديدة مع أن هناك تطورات نوعية حاسمة تحتاج إلى حوار جاد وعميق

4- هناك بالفعل ضغوط على السيد زياد النخالة في ملف المعتقلين، خاصة وإن هؤلاء المعتقلين متواجدون في سجون السلطة الفلسطينية وبالتالي من المفترض الإفراج عنهم

5- الكثير من قيادات الجهاد طالبت النخالة باتخاذ هذا الموقف السياسي ورأت إنه لا يمكن وبأي حال من الأحوال عقد اجتماعات مع السلطة وهي تعتقل أبناء الجهاد.

6- في ذات الوقت كشفت صحف غربية أمس الثلاثاء إن بعض من قيادات حركة حماس اجتمعت مع قيادات إيرانية لتنسيق المواقف قبل اجتماعات القاهرة والتأكيد على التهدئة تحسبا للتطورات المقبلة.

جامع العودة

بالطبع يجري كل هذا مع أحداث مسجد العودة في غزة، حيث قامت جماعة مسلحة تابعة لحركة حماس بمهاجمة شاب من داخل حركة الجهاد داخل أحد مساجد مدينة رفح.

وتصاعدت حدة المواجهات بين الفريقين الجهاد وحماس مع دخول أطراف العائلات في القضية، الأمر الذي عكس وبوضوح ما يمكن وصفه بعمق لشعور كراهية متبادل ومخزون بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس.

الحاصل فإن دقه وحساسية ما حصل في حادثة “جامع العودة” يعود إلى بعض من العوامل، على رأسها:

1- التوقيت خاصة وأنه يأتي بعد أيام من الاتفاق على عقد لقاء سياسي للفصائل في القاهرة.

2- التصعيد يأتي عقب انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، الأمر الذي يؤكد وجود مشاحنات بين حماس والجهاد تحديدا بسبب اتهامات وجهت إلى حركة حماس بغيابها الكامل عن التصدي للقوات الإسرائيلية عند اقتحامها للمخيم، باستثناء بعض من عناصر حركة حماس الفردية.

3- الخلاف المشتعل على أثر ما حصل في حادثة “جامع العودة” يأتي عقب بعض من التغيرات الدولية والإقليمية ومنها مثلا مصالحة إيرانية مع السعودية، فضلا عن تعمق العلاقات بين الفصيلين حماس والجهاد مع إيران.

تقدير استراتيجي

من الواضح إن كافة أسباب استمرار الأزمة الداخلية في فلسطين موجود، وهو ما سيقف بالتأكيد كعامل يمنع حصول أي تقدم سياسي على أي صعيد بالساحة الفلسطينية.

أقرأ أيضًا: الحدود الإلكترونية العربية.. بقلم معتز خليل