الحدود الإلكترونية العربية.. بقلم معتز خليل

أقلام-مصدر الإخبارية

الحدود الإلكترونية العربية بقلم الكاتب المصري معتز خليل، حيث كتب لا تزال حادثة مقتل ٣ عسكريين إسرائيليين على يد مجند مصري تثير الكثير من الجدال السياسي، ليس فقط في الدول العربية والشرق الأوسط عموما، ولكن في العالم كله.

وبعيدا عن الاهتمام الغربي بهذه الحادثة وتداعياتها السياسية فإن الدوائر السياسية الإسرائيلية تناقش حاليا خطوة دقيقة تتعلق بالمنظومة الأمنية عبد الحدود، وتقضي بزرع المناطق الحدودية المضطربة بأجهزة استشعار أمنية دقيقة وحساسة لرصد أي خلل أمني عبر الحدود.
تقدير موقف وضعته جامعة غربية أشار إلى أن القيادات العسكرية الإسرائيلية طلبت ذلك من القاهرة عقب الحادث الحدودي الأخير، وهو ما يعني حال تطبيقه:

1- قله الاعتماد على العنصر البشري.

2- رصد أي تحركات حتى وأن كانت بسيطة عبر الحدود.

3- منح الأفضلية لإسرائيل في الرقابة على الحدود.

وقد كانت النقطة الأخيرة، وبحسب التقديرات الغربية، محل تساؤل وانتقاد من الدوائر المصرية لعدة أسباب، منها:

1- إن مصر لا تمتلك الإمكانات التقنية المتطورة التي تنافس بها إسرائيل في الرقابة على المعابر الحدودية.

2- إن مصر لا ترغب في أن تكون إسرائيل صاحبة المبادرة في أي تعاون أمني بين الطرفين.

غير أن ما طرحته إسرائيل على المصريين يطرح بعض من القضايا الاستراتيجية المهمة المتعلقة بالوضع الحدودي في الشرق الأوسط، خاصة مع اضطراب المناطق الحدودية العربية وصعوبة السيطرة عليها، الأمر الذي يزيد من إمكانية الاستعانة بفكرة المقترح الإسرائيلي بالنهاية. وأتذكر أن الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك قال من قبل في حوار مع أهارون برنيع مراسل التليفزيون الإسرائيلي إنه لا يوجد دولة بالعالم تستطيع السيطرة بصورة كاملة وحاسمة على حدودها السياسية، لأسباب جغرافية وتضاريسية وأمنية أيضا، وهذا ما يتحقق فعليا الآن مع إسرائيل ذاتها.
ويحتل حرس الحدود دوما مكانه كبيرة عند الحديث عن النهج العسكري أو الإستراتيجي لأي دولة، وفي اعتقادي أن حرس الحدود في سوريا يواجه الكثير من التحديات، خاصة على الصعيد التركي، وتبذل عناصر حرس الحدود الكثير من الجهود، ولكن بالفعل هناك حاجة لمزيد من الإمكانيات والأدوات لضبط المنطق الحدودية.

اقرأ/ي أيضا: جيش الاحتلال ينشر نتائج التحقيقات الأولية حول عملية الحدود المصرية

وتتعاطى دول العالم مع أزمة الحدود ببرغماتية سياسية، وفي أوروبا تغلبت القارة العجوز على أزمة الحدود بطرح فكرة الاتحاد الأوروبي مثلا، وفي إفريقيا لا يوجد أزمة في الانتقال بين دول القارة السمراء، وفي آسيا أيضا و بل وفي أميركا الجنوبية.

وفي الولايات المتحدة لا يوجد أزمة بالمرة لحدود أميركا الشمالية مع كندا، والأزمات لا تزال تتواصل مع الحدود الجنوبية المشتركة مع المكسيك التي تمثل دوما تحديا استراتيجيا صعبا لأميركا والولايات الجنوبية بها.

بالتالي نحن أمام تحدي صعب للغاية يتمثل في فرض الدول الغربية لفكرة التقنية المتطورة مقابل فرد أو عنصر الأمن و، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.
عموما وعبر صحيفة الوطن أعتقد إن كفاءة عنصر الأمن لا يمكن تعويضها مهما كان حجم التطور التقني، ومهما كان مستوى التكنولوجيا العسكرية المستخدمة، غير أن التحدي الاستراتيجي أمام العرب الآن بات دقيقا ومهما للغاية في ذروة ما نعيشه الآن من تطورت وتحديات.

أرغب فقط في هذه المساحة التعليق على قضية تداولتها بعض من الصحف العربية أخيرا ، وتتلخص في منع الكاتبة الصحفية الكويتية من الدخول إلى لبنان أخيرا ، واتهام حزب الله بأنه السبب وراء منع فجر السعيد من الدخول إلى لبنان ، فقط أقول إن القانون اللبناني يمنع دخول أي مواطن عربي من الدخول إلى البلاد حال زيارته لإسرائيل ، وهو أمر معروف ومتبع ومتوافق عليه ، بالتالي فإن الزميلة فجر السعيد كانت تعلم تماما إن عناصر الأمن اللبناني ستمنعها من الدخول للبلاد بسبب زيارتها إلى إسرائيل من قبل ، وبالتالي لا الموضوع هو موضوع حزب الله ، ولا تشدد لحزب الله ، ولا منع من حزب الله لفجر السعيد…القضية كلها هي رغبة الزميلة فجر السعيد التي انحسرت عنها الأضواء في طرح برنامجها الواقعي (فجر شو) من الأراضي اللبنانية.