أهل معركة طوفان الأقصى بضوء أخضر روسي – إيراني

أقلام – مصدر الإخبارية

أهل معركة طوفان الأقصى بضوء أخضر روسي – إيراني، بقلم الخبير الروسي إلكسندر نازاروف، وفيما يلي نص المقال كاملًا:

أعتقد أن موسكو بالتأكيد ليست متورطة في هذا الصراع، وفي رأيي أن كل تصريحات السياسيين الإسرائيليين حول هذا الأمر تنبع من كراهية روسيا والرغبة في الحصول على مساعدة إضافية من واشنطن، وفي حين أن روسيا لديها علاقة عمل مع حماس، فإن مستوى العلاقات لا يسمح بمثل هذه الدرجة من الثقة حتى يتم إبلاغ الجانب الروسي بالهجوم، ناهيك عن أشكال التنسيق الوثيقة. وبالإضافة إلى ذلك، سئمت روسيا من الحرب في أوكرانيا.

أما بالنسبة لإيران، ففي رأيي أن تصرفات حماس دون موافقتها غير مرجحة.

ولكن السؤال الأهم اليوم هو إلى أي مدى ترغب إيران في الذهاب؟ لقد كتبت في وقت سابق أن لحظة الهجوم على إسرائيل تم اختيارها بشكل مثالي، وإذا تعلق الأمر بتورط إيران فإن العواقب ستكون كارثية على الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، فالاقتصاد الغربي على حافة الهاوية وحتى نصف تأثير إغلاق مضيق هرمز سيكون كافيا لانهيار الاقتصاد الغربي، لذلك فإن الهجوم على إيران غير مرجح، على الأقل الولايات المتحدة، في رأيي، ليست مهتمة بهذا الآن.

أود أن أعود إلى أوكرانيا وضبط النفس الذي اتبعه بوتين، وعدم رد فعله على الاستفزازات.

نرى الآن من الوضع في غزة أن رد فعل إسرائيل يمكن التنبؤ به بسهولة، لا يستطيع إلا أن يرد مرتين أو عشر مرات أقوى من الضربة التي وجهت لإسرائيل، وهذا هو خطه التقليدي، يمكنك حساب مباراة شطرنج مع إسرائيل بخمس خطوات مقدمًا.

لقد أوقعت إسرائيل نفسها في فخ من خلال تقليص مساحة قطاع غزة إلى الحد الأدنى، والآن ليس لدى المدنيين الفلسطينيين مكان يهربون إليه، من الواضح أن الهجوم المتوقع على غزة سيكون بمثابة إبادة جماعية، لأن العمليات العسكرية واسعة النطاق في مدينة مكتظة بالسكان ستؤدي إلى سقوط عشرات أو حتى مئات الآلاف من الضحايا.

وهذا يعني أنه من السهل التنبؤ برد فعل غير متناسب من جانب إسرائيل وعواقبه، بما في ذلك إدانة تصرفات إسرائيل من قبل غالبية البشرية. كما أنه يمنح الدول الأخرى الحق في أن تتدخل دول أخرى لمنع الإبادة الجماعية في غزة، وهذا يضع إسرائيل في حرب متعددة الجبهات في وضع تكون فيه قدرة أمريكا على مساعدة إسرائيل محدودة للغاية بسبب الحرب في أوكرانيا. كما أن أوروبا منهكة بالفعل ومتعبة من الصراع مع روسيا، والقوات الموالية لأمريكا هناك تضعف وتفقد سلطتها. إن الإبادة الجماعية في غزة سوف تؤدي إلى مزيد من الانقسام في أوروبا وإضعاف القوى الموالية لأميركا.

إذا كانت لدى إيران خطط بعيدة المدى، فإن مثل هذه البداية للصراع من الجانبين العسكري والسياسي تعتبر ذكية ومفيدة للغاية.

ولكننا سنتعرف على خطط إيران لاحقاً، إذ لا يمكننا الآن التأكد من أي نظرية.

أقرأ أيضًا: قاسم: حذرنا من تصاعد العدوان على الأقصى والمسرى باعتبارهما خطًا أحمر