الفلسطيني ولغة التعبير عن الواقع

أقلام – مصدر الإخبارية

الفلسطيني ولغة التعبير عن الواقع، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كما وصل موقعنا:

كل مؤامرات التصفية ستبوء بالفشل، لأن أصحاب هذه الأرض هم أبناء الشعب الفلسطيني، يرحل منا الشهيد تلو الشهيد ويولد ألف شهيد، هذه تراجيديا الفعل والعطاء الفلسطيني هي ثابتة في كيمياء الموقف وتفاعل الوجود، فالفلسطيني تركيبته النفسية والوجودية تختلف عن باقي شعوب الأرض، اذا صح لنا أن نتحدث لأن هذا الفلسطيني هو عنيد أمام حقوقه، لا يمكن انتزاع حقوقه أو مساومته عليها وكل عروض التسوية ومشاريع الهزيمة هي مشاريع فاشلة، ولا يمكن أن تمر او تنجح كل محاولات تسويقها خارج هذا التكوين، ولا تمت للفلسطيني بأي صلة، وعندما يقسم الفلسطيني بعهد الشهداء وبأنه سيمضي حتى النصر، يُدرك حقيقة انه مستعد للتضحية، مهما بلغ الثمن ولو على حساب مقومات عيشه.

الحصار الذي تُمارسه حكومة الاحتلال لابتزاز الشعب الفلسطيني والنيل من صموده لا يمكن أن ينال من عزيمة الفلسطيني ولا من حقوقه، وسيكون مصيره الفشل، مهما استمرت آلة البطش في جبروتها وقوتها فلن يركع أو يستسلم هذا الفلسطيني، وسيبقى على درب الأحرار مؤمنًا بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية والفداء، ويُقدم كل ما بوسعه من أجل نيل الحرية والشعور في الحياة وممارسة العيش أُسوةً بشعوب العالم.

الشعب الفلسطيني شعب العطاء والتضحية، عاش وتعايش مع العديد من المؤامرات ووقف متحديا أمام الصعاب، ومارست آلة البطش والقمع والعدوان والاحتلال الاسرائيلي بحقه أبشع المؤامرات، للنيل من حقوقه وكان دائما يخرج منتصرًا متحديًا هذا العدوان الغاصب، ومهما اشتدت مؤامرات الاحتلال فلن تقتلع هذا الشعب من أرضه، وسيبقى صابرا مرابطا حتى دحر الاحتلال ونيل الحقوق الفلسطينية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، فلن ينالوا من تاريخنا مهما زوّر تجار القضية.

أقرأ أيضًا: حكومة التطرف الإسرائيلي بقلم سري القدوة

الشعب الفلسطيني مُصمم على نيل حريته واستعادة وحدته الوطنية والعمل الجاد والصادق لإنهاء صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية ورص الصفوف ومواجهة التحديات الجسام وعلى رأسها مؤامرات التصفية التي تستهدف القضية الوطنية ومستقبل الشعب الفلسطيني، والاستمرار في المسيرة الكفاحية من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة دولة الأحرار ذات السيادة وعاصمتها القدس وتحرير أسرانا البواسل من سجون الاحتلال وعودة اللاجئين .

ما أصعب أن نتلمس هذا الواقع ونشعر بالقهر ونحن نمتهن مهنة الكتابة، وعندما يكتب الكاتب بلغة مسؤولة تكون مهمته أكثر تعقيدًا، فكيف ترسم لوحتك لتكون الاجمل، وكيف لك أن تمضى في هذا الفيضان دون أن تغرق، وكيف لك أن تعبر عن مشاعر من يقرؤون حروفك اليومية، إنها مهمة صعبة بكل تأكيد، ولكن سنبقى نحن القلب النبض حبًا وعطاء، ونبقى الكلمة المعبرة عن مشاعر شعبنا والحريصة على مستقبل الأطفال الرُضع، فنحن أصحاب قضية حق وأصحاب هذا المشروع الوطني، ومن شارك في رأس المال لا يهمه الخسارة، ولا يمكن للشعب الفلسطيني أن يخرج مهزومًا من هذه المعارك وستبقى الكتابة لغة التعبير عن واقع يعيشه الانسان، يتلمسه يشعر به، يرسمه بالكلمات، ليجد نفسه يعيش تفاصيل اكثر تعقيدا وظروفا تجعله يتعايش مع الأحداث في واقعنا العربي الصعب.

كلما اشتد الليلة حلكة اشتد الأمل اقترابًا، فهذا هو طريق الثورة والكفاح، لم ولن يكن يومًا مفروشًا بالورود، بل هي دروب الصعاب والتحدي، ودروب الآمال والانتصار، دروب العطاء والحلم النابض حرية، دروب المرأة العجوز التي تنتظر ابنها عند بوابة المخيم لتحمل حقيبته المدرسية بعد عودته من المدرسة ولتحلم بفجر جديد.