ليس مؤكدًا أن تبقى غزة هادئة

أقلام _ مصدر الإخبارية

بقلــم: يوآف ليمور

التوتر الأمني سيبلغ ذروته الأسبوع القادم عندما ستتحدى أربع جبهات على الاقل قوات الامن: الحرم، قطاع غزة، الضفة وعرب اسرائيل. ومع أن غزة اجتذبت أساس الانتباه في الفصح، لكن الجبهة المعقدة والاكثر تفجرا تبقى الحرم. في الأسبوع الماضي طرأ ارتفاع في مساعي حماس والجناح الشمالي من الحركة الاسلامية لتهييج وتفعيل مجموعات من الشبان – عرب اسرائيليين وفلسطينيين من سكان شرقي القدس – في محاولة لإثارة الاضطرابات. ويتم أساس النشاط في الشبكات، والتي تتيح نقل الرسائل الكاذبة بان الحرم في خطر.

ستواصل الشرطة توظيف القوات لحراسة الحرم، وفي جبهة البلدة القديمة وفي شرقي القدس. ومن المتوقع الأسبوع القادم أن يكون عاصفا جدا لان مجموعات كبيرة من المسيحيين سيصلون الى المواقع المسيحية المقدسة الى المنطقة، بالتوازي مع المصلين المسلمين الذين سيواصلون المجيء الى الحرم.

النية في هذه اللحظة هي عدم تقييد الحجيج الى الحرم، للمسلمين، ولكن الارتفاع في مستوى العنف كفيل بان يؤدي الى تغيير السياسة. بالمقابل، فان الزوار اليهود لن يسمح لهم بالوصول الى الحرم حتى نهاية رمضان، وهي خطوة اتخذت في السنة الماضية في محاولة لتقليل الاحتكاك في هذه الجبهة.

في غزة، برزت في اليوم الأخير جهود من حماس لوقف إطلاق الصواريخ. فقد نفذت المنظمة عدة اعتقالات ونقلت الى اسرائيل رسائل من خلال مصر وقطر بأنها مصممة على عدم تدهور الوضع في الجنوب.

رغم ذلك، اختارت إسرائيل اتخاذ خطوتين حازمتين ردا على حدث إطلاق نار عشية العيد: منع دخول العمال من غزة الى اسرائيل (والذي معناه مس اقتصادي شديد بالعمال أنفسهم وباقتصاد القطاع)، وكذا هجوم يوصف في الجيش الاسرائيلي بانه “هام للغاية” لموقع تحت ارضي تنتج فيه حماس محركات صواريخها. في الجيش حددوا هذا الموقع منذ فترة طويلة، واستغلوا الان هذه الفرصة لضربه.

رغم مساعي حماس لمنع التدهور، ليس مؤكدا ان غزة ستبقى هادئة. في القطاع يوجد غير قليل من الجهات المعنية بالفوضى – الجهاد الإسلامي على رأسها. على اي حال، التصعيد في الحرم، والذي تشجعه حماس كما أسلفنا، يؤثر فورا على الوضع في الجنوب ايضا. هذا لعب خطير بالنار من شأنه أن يخرج عن السيطرة، وعليه فان الجيش سيواصل الابقاء على حالة تأهب عالية وقوات معززة في الجبهة في الأسابيع القادمة ايضا.

الضفة بقيت هادئة الاسبوع الماضي ايضا، ولهذا فقد قل مدى النشاط الهجومي من جانب الجيش. واليوم سيقر تجنيد ست كتائب احتياط مخصصة لاستبدال القوات المنتشرة منذ أكثر من شهر في مجال التماس. وهؤلاء هم من جنود التدريب في الدورات العسكرية ممن يمكنهم الان ان يعودوا الى التأهيلات المختلفة كي ينهوها في مواعيدها.

الجبهة الداخلية هي الاخرى لعرب اسرائيل بقيت هادئة، لكن في جهاز الأمن لا يزال يحذرون من أنها متفجرة جدا. هنا ايضا القلق الأساس هو من تأثير الأحداث في الحرم. مثلما في باقي الجبهات، يبذل جهد في الإعلام وفي صد الاكاذيب في الشبكات – بنجاح جزئي. رمضان سينتهي في مساء يوم الاثنين القادم، ولكن التوتر والتأهب العالي سيبقيان على الاقل حتى نهاية يوم الاستقلال، بعد نحو اسبوعين. حتى ذلك الحين، كل واحدة من هذه الجبهات، بما في ذلك الجبهة السياسية ستكون متفجرة جدا و تستدعي جهدا وانتباها خاصين، في محاولة لتعطل الألغام واطفاء الحرائق في موعدها. في الأيام الاخيرة جرى هذا بنجاح في ظل استخلاص الدروس من أحداث السنة الماضية، وبالتنسيق بين القيادة السياسية والأمنية وبين أذرع الأمن المختلفة. ولا يزال، امام جملة الجهات التي تشعل الميدان، يبدو أن التحدي الأساسي لا يزال امامنا.