في احياء ذكرى يوم خالد.. الأرض هي الهوية.. بقلم مروان طوباسي

أفلام-مصدر الإخبارية

قبل أيام حلت علينا في الثلاثين من آذار هذا العام الذكرى ٤٧ ليوم الأرض الخالد في ظروف تفاقُم أزمة دولة الاحتلال التي تتصاعد بها الفاشية الصهيونية بمختلف مكوناتها وأشكالها ضد شعبنا ومقدراته من جهة وصمود وتصاعد مقاومة شعبنا لمشروعهم الصهيوني وتمسكنا بحقوقنا السياسية فوق تراب وطننا في ظل متغيرات سياسية متسارعة على مستوى الاقليم والعالم من جهة اخرى.

لقد شكل هذا اليوم مرحلة فارقة متجددة في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية وحلقة جديدة في حينه من تكامل مسلسل الكفاح الوطني منذ بداية ثلاثينات القرن الماضي ، حيث أكد على اعادة الروح الكفاحية التي هزمت روح انكسار جريمة النكبة وحولتها إلى روح من التحدي لدى ابناء شعبنا بالداخل ، حيث باتت في حينه أكثر اشتعالاً وحضورا منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا في مواجهة سياسات الحركة الصهيونية واداتها دولة الاحتلال من القهر القومي والقتل اليومي ومصادرة الأراضي والاستيطان الاستعماري والتمييز العنصري وفق قانون قوميتهم اليهودية .

“يوم الأرض” لم يكن حدثا عابرا ، بل بداية فصلاً جديدا منذ ذلك التاريخ ، أكد أن الهوية الفلسطينية لشعب أصيل صاحب أرض الأباء والاجداد لن تنالها كل مشاريع التهويد والتصفية التي عملت الحركة الصهيونية بفرضها على جماهير شعبنا في داخل دولة الاحتلال المارقة من خلال احزاب “الصهيونية العلمانية” التي ترى حتى اليوم انها نجحت في في تحقيق هدفهم على مدار ٧٥ عاما بموافقة ودعم النظام الدولي الذي يسيطر عليه الغرب الاستعماري حتى اللحظة والذي ميز إسرائيل بجوائز من عدم نفاذ الاتفاقات والقوانين والقرارات الدولية والإنسانية بحقها حتى مكنها من استمرار جرائمها.

هذه الجماهير بالداخل التي بقيت متمسكة بحقوقها وأرضها منذ جريمة نكبة شعبنا عام ١٩٤٨ رغم كل محاولات التطهير العرقي والتهجير والترحيل التي قامت بها حكومات إسرائيل المتعاقبة بعد إقامة كيانها الاستعماري على أرضنا بحق هذا الجزء الحي والأصيل القابض على جمر الصمود والبقاء والمتمسك بهويته القومية الفلسطينية التاريخية مع كل مكونات شعبنا أينما وجد من خلال ما جسده مضمون وكفاح يوم الأرض الخالد من خلال دور لجنة الدفاع عن الأراضي التي قامت بالجليل والمثلث والنقب وفي كل القرى والمدن الفلسطينية في حينه بقيادة رئيس بلدية الناصرة في آنذاك المناضل توفيق زيّاد ورفاقه الآخرين .

جماهيرنا هذه التي قدمت شهداء يوم الأرض الخالد الذين اعطوا أغلى ما يملكون من حياتهم لأجل حياة حرة وكريمة أفضل لغيرهم من شعبنا، وثبتت هويتها القومية داخل أسوار دولة الاحتلال الاستعماري، وهي جماهير الجزء الحي والباقِ في حيفا كما قال عنها اِميل حبيبي في روايته من مجمل تعداد شعبنا المشتت في كل اصقاع الأرض والعائد إلى حيفا يوماً وفق رواية غسان كنفاني. تلك الجريمة “النكبة” التي لم يُحاسب العالم عليها حتى اليوم كما حاسبَ على غيرها من الجرائم بحق شعوب اخرى ارتُكبت عبر التاريخ.

لقد تعرض هذا الجزء من شعبنا أيضا لظلم ذوي القربى في مراحل سابقة حين كان يُشكِك البعض في انتمائهم وحضورهم وجذورهم وجذوتهم الكفاحية حين كانوا يَطلقون عليهم تسميات مختلفة لا تمت لهويتهم القومية بصلة، “عرب إسرائيل” أو “عرب ٤٨ ” . بل ووصلت الأمور بالبعض المتراجع أصلاً من وضع محظورات على اللقاء بهم في حينه، فكانوا هم من دفع ضريبة مضاعفة لقاء هذه الطفولية السياسية الجاهلة بحقهم ولقاء البقاء بالوطن ومقاومة جرائم القمع وسياسات المجازر والتهجير الصهيوني آنذاك.

وامتدادا لذلك ومنذ تاريخ يوم الأرض ، فقد رفعت الحركة الوطنية الفلسطينية بالأراضي المحتلة في أواسط السبعينات من القرن الماضي بالقدس والضفة الغربية وقطاع غزة والتي تأثرت بالنهج الكفاحي والثقافي لأهلنا هناك ، شعار ” الأرض هي الهوية” ، لتؤكد بذلك على وحدة قضيتنا وشعبنا في مختلف أماكن وجوده وليتكامل كفاح شعبنا الفلسطيني اليومي ضد الاحتلال مع كفاح مكونات منظمة التحرير الفلسطينية الأخرى خارج الوطن المحتل ومع كفاحهم بداخل الخط الأخضر الذين ما زالوا يخوضون معركة وجودنا حتى هذا اليوم مع كل مكونات شعبنا في كافة أماكن تواجده في معركة الحرية وتقرير المصير والاستقلال الوطني واسقاط نظام الفصل العنصري في كل ارض فلسطين التاريخية وتنفيذ الحقوق السياسية والتاريخية الغير قابلة للتصرف لشعبنا ومن حقوقه بالعدالة والكرامة.

نحي هذه الذكرى الخالدة في وطننا هذا العام في وقت تتصاعد فيه الفاشية الصهيونية في دولة الاحتلال التي يتأكل عقدها الاجتماعي والسياسي الداخلي بصراع اختلاف منابع مكونات مجتمعها العرقية والايدولوجية التي تجمعها اليهودية، مجتمع يفتقد لمقومات وتعريف ومفهوم شعب على إثر مؤامرات عدم حل المسالة اليهودية بالمجتمعات التي اتوا اصلاً منها كمستوطنين الى فلسطين. وفي ظل تصاعد إرهاب دولتهم المنظم وميليشيات بن غفير قيد التأسيس التي باتت تُذكرنا بظروف صعود النازية بألمانيا قبل ٩٠ عاماً ، لمحاولة الحسم المبكر بتصعيد الجرائم أو الحسم التدريجي بسياسات فرض الأمر الواقع لتصفية قضيتنا في حال تمكنوا من الحوار واعادة جانتس ولبيد وقبلهم وزير الحرب المُقال إلى أحضان الحكومة وفي اخراج الاحزاب الدينية وفق ما تراه الإدارة الأمريكية منسجما مع مصالحها بالمنطقة وضرورة لتصويب “صورة إسرائيل” ومسار العلاقة مع دولة الاحتلال التي تعيش أزمة سياسية إلى حد ما مع الإدارة الأمريكية ، كي تتوافق بينهم اكذوبة القيم المشتركة التي يتحدثون عنها لتخفف العبء عن نفسها وعن دولة الاحتلال ، وايضا بسبب ارتفاع اصوات معارضة اليوم بشكل كبير داخل البيت الأمريكي لاستمرار بقاء اسرائيل الطفل العاق المدلل خاصة الان في ظل حكومة تمسك برقبتها الاحزاب الصهيونية الدينية . وتطالب هذه الاصوات من التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة بسياسات مغايرة تجاه إسرائيل اليوم أكثر تشددا ومن اجل اعاقة المساعدات لها. لكن إذا تمكن الثعلب نتنياهو الذي يعيش ازمة خانقة بين المطرقة والسندان من عقد صفقة نيابة مع المحكمة واقناع الإدارة الأمريكية بغير ذلك خلال الأيام القادمة فسيتمكن من الاستمرار هو مع حلفائه بن غفير وسموتريتش الذين أعاد شرائهم بعد ان قام بتأجيل استكمال رؤيته حول الاصلاحات القضائية مؤقتا ليقوم بتنفيذ برنامجهم الحكومي الائتلافي الذي يقوم على اساس “خطة القرار” التي تهدف الى تحقيق الفصل العنصري في إطار دولة “الهالاخا اليهودية” الصرفة الغير علمانية في كل فلسطين التاريخية.

اقرأ/ي أيضا: ما هو يوم الأرض؟ وما هو يوم الطفل واليتيم؟ وما الرابط فلسطينيًا بينهم؟

ويثبت التاريخ مرة تلو المرة منذ ذلك الزمن الذي مهدت به مكونات الصهيونية العلمانية للوصول الى هذه المرحلة من الفاشية الأصولية وحتى يومنا هذا دون ان تدرك الحكاية الشعبية “اكلت يوم اُكل الثور الابيض” وذلك في غياب يسار إسرائيلي معادٍ للصهيونية بشكل مؤثر، ان الاختلاف بين الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية إزاء الوجود العربي الفلسطيني داخل فلسطين الانتدابية يقتصر على أساليب بلوغ ذات الهدف من رؤية الحركة الصهيونية.

ان صراعنا مع الحركة الصهيونية التي تقوم على العقلية العنصرية من الفوقية اليهودية والفكر الكولنيالي الاستعماري الذي لا يُدرك اي معنى للسلام ، بل ولم يدرك حتى وفي ظل نشوة مطالباتهم بالحفاظ على ديمقراطيتهم اليهودية بأن الاحتلال واستمرار اضطهاد شعباً آخر لن يحقق لهم الديمقراطية ولا استقرارهم ولا حرياتهم ، بل وسيعزز اكثر انحدارهم المتسارع إلى الفاشية كمرحلة متقدمة من الاحتلال الاستعماري من خلال جرائم جديدة ضد شعبنا الفلسطيني كما وضد جزء من مكونات غير متدينة أو ليبرالية من مجتمعهم التي بدأت تصرخ الان خوفا من حربهم الأهلية التي قد تكون قريبة لتأكل مكوناتهم بعضها .

مسار سينحدر أكثر نحو العودة إلى مفاهيم وأسس الأباء المؤسسين للحركة الصهيونية ومن هدف انشاء هذا الكيان الاستعماري الذي تريد الاغلبية فيه تنفيذ مشروعها “اسرائيل الكبرى” بما له علاقة بخريطة جابوتنسكي – سموتريتش أو على أقل تقدير بالجزء المتعلق منها ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط وبجزء منهم يتحدثون عن سلام في ظل احتلال وهم كمن يريد اكل الكعكة والاحتفاظ بها.

ان هذا الفكر الاتحلالي ما زال يشكل احد محددات الحركة الصهيونية باختلاف توجهاتها العلمانية او الدينية وكلاهما تستند الى الفكر اليميني المتطرف الذي يرى ان تقرير المصير فوق ارضنا هو حقهم الحصري ، وهو ما يحكم سياسات دولة الاحتلال الاستعماري رغم تغير الظروف والحكومات ، ويدور في حلقة السيطرة على الأرض وتفريغها من شعبها الاصلاني ويتمركز حولها خاصة في هذا الظرف من انشغال العالم بمتغيرات واحداث متسارعة اصبحت تشكل اولوية لدول العالم بالرغم من بدايات انهيار الهيمنة الأمريكية والتحولات نحو نظام دولي متعدد الاقطاب .

ظروف من زاوية اخرى تتيح لنا اليوم اتباع سياسات عزل وحصار ومقاطعة دولة إسرائيل الاستعمارية بعد أن فتحت عملية السلام التي افشلتها الحركة الصهيونية العالمية عن سابق إصرار نوافذ العلاقات الدولية لهذه الدولة التي بدأت بالانحسار اليوم من جديد، مما يتطلب منا العمل على زيادة هذا الانحسار وتشجيع مقاطعة دولة الاستعمار والفصل العنصري.

ان هذا اليوم الخالد يؤكد أن الأرض التي تشكل معالم هويتنا الوطنية وترتبط بتاريخنا منذ الكنعانيين مقابل ما يدعونه هم من رواية لا تمتلك أسس الحقيقة والوقائع التاريخية او الأثرية، هي الأرض التي لا نملك سواها وطناً غير فلسطين، فارضنا هويتنا، والتمسك بها والدفاع عنها هو طريقنا للحرية والاستقلال الوطني والعدالة وحق تقرير المصير، من خلال رؤية إستراتيجية كفاحية وسياسية واضحة البرامج والأدوات تحقق لنا قيمة وقيم يوم الأرض الخالد ومسيرة نضال شعبنا الذي ما زال يقدم التضحيات.

جامعة الدول العربية تدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات لإنهاء الاحتلال

وكالات – مصدر الإخبارية 

وجهت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، دعوة إلى المجتمع الدولي بخصوص اتخاذ خطوات جادة وحقيقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ودعت الجامعة العربية، وفي بيان لها بمناسبة الذكرى الـ47 ليوم الأرض الفلسطيني الذي يوافق 30 مارس من كل عام، المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ خطوات جادة وحقيقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في وطنه وتمكينه من ممارسة تطلعاته وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال بدولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وشددت الجامعة على ضرورة إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والعمل من أجل التوصل لحل شاملٍ عادلٍ قائم على دولتين، وفق قوانين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

وأكدت الجامعة العربية مجددا، دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، داعية جميع المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني والعمل الفوري على وقف الجرائم اليومية المتواصلة ضده من استيطان وتهويد وقتل مستمر.

وأشارت إلى أن ذكرى يوم الأرض هو “استعادة لرمزية وطنية عربية فلسطينية مهمة، وتوثيق لمحطة فاصلة في مسيرة النضال الفلسطيني ضد احتلال غاشم أمعن منذ إنشائه في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومارس ضده أبشع سياسات العنف والتطهير العرقي وعمل على تهويد أرضه ومقدساته”.

اقرأ/ي أيضاً: انطلاق فعاليات يوم الأرض في مخيم ملكة شرق غزة

في ذكرى يوم الأرض.. البطش: لا خيار أمامنا سوى الوحدة وسيف القدس لن يغمد

قطاع غزة – مصدر الإخبارية 

قال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” خالد البطش، إن “لاخيار أمام الشعب الفلسطيني سوى الوحدة في ميدان المقاومة، وأن سيف القدس لن يغمد حتى العودة والتحرير”، وإن “الشعب الصامد في الداخل المحتل سيبقى عنواناً للصمود والتحدي”.

وشدد البطش، في كلمة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية، خلال المهرجان الجماهيري الذي نظمته فصائل العمل الوطني والإسلامي، إحياءً للذكرى الـ47 ليوم الأرض شرق غزة، على أن “طريق التحرير لا يمر سوى عبر فوهات البنادق ووحدة الخندق والبندقية”.

وقال البطش: إن “ذكرى يوم الأرض الخالد تحل هذا العام في ذروة الهجمة الصهيونية الشرسة ضد أبناء شعبنا من خلال الملاحقة والهدم والتهجير والحصار”، محذراً الاحتلال من غضب الثورة والمقاومة.

وحذر من “محاولات الاحتلال شطب المدن التاريخية في الداخل المحتل والتضييق عليها وتهويدها بالكامل لصالح الرواية الصهيونية”.

وأكد البطش، أن التطبيع والاعتراف بالاحتلال والامعان في ذلك من قبل البعض طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني.

وحيا البطش ذكرى يوم الأرض الخالد الذكرى 47 ليوم الأرض الخالد التي تقدم بها شعبنا في الداخل المحتل التضحيات ليحمي الأرض ويحاصر مشروع الاستيطان في مهده.

ولفت البطش، أن الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أتم احتلال فلسطين أراد التوسع في مشروع الضم ودمج كيانه في المنطقة فبدأ مشروع الاستيطان.

وقال: “لقد دخل شعبنا في عام 76 مرحلة جديدة أكد أهلنا خلالها على حضوره الدائم في مواجهة المحتل، ولم يتأخروا في حماية المقدسات، فهم عنوان الصمود رغم كل مخططات التهجير”.

وحيا البطش أهالي 48 على دورهم في الرباط الدائم لحماية المسجد الأقصى المبارك.

ووجه البطش التحية، للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، التي كانت نعم السند لغزة في الحصار والعدوان، والمقاومة فيها لصمودهم في وجه المحتل لحماية الأرض من التهويد والضم.

وتوجع بالتحية للمقاومة في الضفة الباسلة بمن فيها” الكتائب والألوية وعرين الأسود وكل القابضات التي تقاتل المحتل”، كما حيا الأسرى في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم الشيخ خضر عدنان الذي يخوض إضراباً عن الطعام.

ويُحيي الفلسطينيون، اليوم 30 آذار 2023، الذكرى الـ47 ليوم الأرض، المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.

اقرأ/ي أيضاً: اشتية يوجه كلمة في ذكرى يوم الأرض الـ 46

في الذكرى الـ47 ليوم الأرض.. هل تبقى مساحة لإقامة دولة فلسطينية؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يصادف اليوم الخميس 30 آذار (مارس) الذكرى 47 ليوم الأرض في وقت يواصل الفلسطينيون نضالهم ودفاعهم عما تبقى من أرضهم في ظل التغول الاستيطاني الذي التهم أكثر من مليونين و380 ألف دونم منها منذ عام 1967.

وجاء يوم الأرض بعد هبة جماهيرية قادها الفلسطينيون في الداخل المحتل عام 1948، على خلفية سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على قرابة ألفين دونماً من أراضي الجليل المحتل عام 1967 وتفريغ سكانها الأصلين منها، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وجرح 47 أخرين، واعتقال أكثر من 300.

وقاد سكان الجليل المحتل والمثلث في ذلك الوقت إضراباً عاماً، أغضب الاحتلال الإسرائيلي، واندلع على إثره مواجهات كبيرة بين الطرفين.

وقال الخبير في شؤون الاستيطان والجدار صلاح الخواجا إن ” يوم الأرض نموذجاً شكل منذ انطلاقه في عام 1967 نموذجاً لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني ورفض سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على التهجير والقتل والسيطرة بالقوة على الأراضي”.

وأضاف الخواجا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “يوم 30 آذار 1967 سجل عملية أكبر عملية مصادرة لأراضي فلسطينية منذ عام 1948، ومع كل أسف تتجدد اليوم الذكرى بعمليات استيطان وضم يومية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.

وأوضح الخواجا أن “ثاني عملية استيطان كانت في منطقة البحر الميت في عام 1998 وطالت آلاف الدونمات، وتلاها تشييد جدار الفصل العنصري في عام 2022 والذي التهم قرابة 12% من أراضي الضفة الغربية المحتلة”.

وأشار الخواجا إلى أن “الاستيطان أخذ أشكالاً جديدة فعلى سبيل المثال في العام 1967 لم يكن هناك أي مستوطن أو مستوطنة في القدس الشرقية وكان عدد الفلسطينيين 76 ألفاً، وفي عام 2022 وصل عددهم إلى 375 ألفاً مقابل 267 مستعمر ومستوطن ما يدلل على التسارع الاستيطاني والنهب للأراضي”.

وتابع الخواجا أن ” تسارع الاستيطان بدأ مع إطلاق رئيس وزراء إسرائيل أرئيل شارون خطة الهجوم في عام 2002 من خلال إزالة منطقة الخطر الأخضر وتشييد جدار الفصل العنصري، ما أسفر عن عزل 145 ألف فلسطيني خارج أسواق البلدة القديمة، وتعزيز عدد المستوطنين ليصل عددهم في القدس وغلافها إلى 400 ألف”.

واستطرد أن “الاحتلال عمد على استكمال مشروعه الاستيطاني من خلال السيطرة  على 42% من مساحة الضفة و68.7 من مساحة المنطقة ج، وعززت سيطرتها الكاملة عليها من خلال ربطها بالجدار والحواجز العسكرية والطرق الرابطة بالمستوطنات”.

ورأى الخواجا أن “الهدف الإسرائيلي من الاستمرار في الاستيطان تحويل الضفة إلى 167 كانتون ومعزل وفقاً لرؤية قادة الاحتلال لأي دولة فلسطينية مستقبلية”.

وبين أن “المستوطنين يتوزعون 13 مستعمرة في القدس و274 في الضفة بعدد إجمالي يتجاوز 850 ألف مستوطن ومستوطنة”.

وأشار إلى أن “عزم الاحتلال تأسيس الحرس الوطني بقيامة المتطرف إيتمار بن غفير ورصد موازنة له بقيمة 9 مليارات شيكل يهدف لتأمين النشاطات الاستيطانية وضمان توسيعها وتوفير الحماية لها”.

ولفت إلى أن “أبرز أشكال الاستيطان الجديدة في الضفة، مسمى البؤر الرعوية وبلغ عددها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط 83% تتوزع على 7% من المنطقة ج”.

وأكد الخواجا على أن “حكومة الاحتلال مستمرة في مشاريعها الاستيطانية خاصة في ظل تركيبتها اليمينية المتطرفة، وكان أخر المشاريع الإعلان عن 7 آلاف وحدة استيطانية الأسبوع الماضي”.

وشدد على أن “استمرار الاستيطان سيدفع الفلسطينيين نحو طريق مسدود سيقودهم للانفجار بوجه الاحتلال، وهو ما ظهر جلياً في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة من عمل مقاوم لاسيما في جنين ونابلس”.

ونوه إلى أنه “يتوجب على الفلسطينيين تفعيل أدوات جديدة خاصة وأن المساحة الحالية غير صالحة لإقامة دولتهم المتسقلة من خلال خلق رأي عام ضاغط على محكمة الجنايات التي تعتبر الاستيطان وتهجير أصحاب الأرض جرائم حرب، والتأسيس لانتفاضة مدنية تشكل كامل الأراضي المحتلة”.

بدوره، كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن الاحتلال أقام 12 بؤرة استعمارية جديدة في العام الماضي وحده، بينها 26 ألف دونم من أراضي المزارعين الفلسطينيين.

وقال شعبان لمصدر الإخبارية، إن “الاحتلال عزز نشاطاته الاستيطانية من خلال إخطارات الهدم لمنازل الفلسطينيين والتي بلغ عددها العام الماضي وحده 1220 إخطاراً”.

وأضاف شعبان أن “استمرار الاحتلال في بناء جدار الضم والتوسع من شأنه عزل وتشجيع مصادرة 560 كيلو متر مربع من أراضي الفلسطينيين في الضفة”.

وأشار إلى أن” الظروف السياسية القائمة ووصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل ساهم بتعزيز الاستيطان خاصة مع تعطيل عملية السلام مع الفلسطينيين”.

وأكد على أن “الاحتلال يهدف لجعل المدن والقرى الفلسطينية مفككة ومنقطعة الأوصال للقضاء بشكل نهائي على حلم الدولة الفلسطينية”.

اقرأ أيضاً: في الذكرى 27 يوم الأرض الاحتلال استولى على 2.3 مليون دونم من أراضي الضفة

وزارة الداخلية: سنُساند المكونات الشعبية في فعاليات ذكرى يوم الأرض

غزة – مصدر الإخبارية

قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني: إنها “تُساند المواطنين والمكونات الشعبية والمجتمعية في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض”.

وأضافت خلال بيانٍ صحافي، أن “عناصرها سيُساندون شعبنا ظهر اليوم في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، تأكيدًا على حق شعبنا في أرضه وتمسكه بحقوقه الوطنية”.

وأشارت إلى أن “الأجهزة المختصة ستقوم بواجبها في تأمين انعقاد فعاليات يوم الأرض، بحيث ستعمل على تسهيل وصول المواطنين لمكان إقامتها”.

في سياق متصل، قالت القوى الوطنية والإسلامية، إننا “نجدد الدعوة إلى تصعيد المقاومة دفاعاً عن أرضنا التاريخية والتضامن مع شعبنا وحقه في الحرية والعودة والاستقلال”.

وأضافت خلال بيانٍ صحافي: “نُجدد تمسّكنا بخيار الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة، سبيلاً وحيداً لانتزاع حقوقنا واسترداد أرضنا وتحرير مقدساتنا، وسنظل أوفياءَ لقوافل الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عنها، وروّت دماؤهم الزكيّة أرض فلسطين”.

وتابعت بمناسبة يوم الأرض: “لن نُفرّط أو نتنازل عن شبرٍ من أرض فلسطين التاريخية، وسيظل شعبنا الفلسطيني متمسكاً بأرضه من النهر إلى البحر”.

وزادت: “لن تُفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغوّل الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ”.

وأشارت إلى أن “مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك سيبقيان درّة تاج أرضنا التاريخية المباركة، ولن تكون للاحتلال أيّ سيادة أو شرعية على جزء منها، فهي فلسطينية كانت وستبقى، وسنحميهما وندافع عنهما بكل الوسائل مهما كانت التضحيات”.

واعتبرت: “حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم؛ حيث مدنهم وقراهم التي هجّروا منها قسراً بفعل الاحتلال والإرهاب الصهيوني، حق وواجب، فردي وجماعي”.

وشددت على أنه “لا أحد يملك الحق في التنازل عن عودة اللاجئين أو التفريط فيه، ونُجدّد رفضنا القاطع لكل مشاريع التوطين والوطن البديل”.

وأشادت بملاحم البطولة والصمود والثبات التي صنعها ويصنعها رجال مقاومتنا الباسلة وأهلنا في قطاع غزّة، والثائرين والمرابطين في عموم الضفة الغربية، وفي بيت المقدس وأكنافه.

ودعت إلى مزيدٍ من التلاحم والترابط وتعزيز كل أشكال المقاومة في هذا الشهر الفضيل، حماية لثوابتنا وهُويتنا، ودفاعاً عن أرضنا وانتصاراً لقدسنا وأقصانا وأسرانا”.

وطالبت القوى الوطنية، امتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التضامن مع قضية شعبنا العادلة ونضاله المشروع، في مواجهة أخطر وأطول احتلال إحلالي مستمر في العالم.

ودعت إلى تفعيل العمل بكل الوسائل وعلى الأصعدة كافة على عزل هذا الكيان العنصري الفاشي، وتجريمه ومحاكمة قادته، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإنفاذ حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.

في يوم الأرض.. الاحتلال استولى على 2.3 مليون دونم من أراضي الضفة

رام الله- مصدر الإخبارية

أفاد مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية، بمناسبة الذكرى 47 ليوم الأرض، بأن الاحتلال الإسرائيلي استولى على 2.3 مليون دونم من أراضي الضفة الغربية.

وأشار المركز، إلى أن الاحتلال استولى على الأراضي لصالح بناء 572 مستوطنة وبؤرة استيطانية، يسكنها حوالي 850 ألف مستوطن، رغمًا عن قرارات الشرعية الدولية.

وقال إنه خلال عمليات مصادرة الأراضي في الضفة هدم الاحتلال 12350 بيتاً منزلًا، واقتلع أكثر من 2 مليون شجرة زيتون معمرة.

ومارس الاحتلال عمليات الهدم بحق قرى فلسطينية بالداخل المحتل، كما حصل في قرية العراقيب، وقام بتجفيف بحيرة الحولة، وتحويل مجرى نهر الأردن، ويعمل الآن على تجفيف البحر الميت.

وأوضح المركز بمناسبة يوم الأرض، أنه لم يسلم من الهدم قرى ومدن الداخل الفلسطيني، حيث هدمت قرية العراقيب (214) مرة، وجففوا بحيرة الحولة، ونهبوا منابع نهر الأردن، ويجففون الآن البحر الميت في تحدٍ غير مسبوق لكل مواثيق المجتمع الدولي.

اقرأ/ي أيضًا: حماس بيوم الأرض: ندعو إلى تصعيد المقاومة دفاعًا عن أرضنا التاريخية

اشتية يوجه كلمة في ذكرى يوم الأرض الـ 46

رام الله-مصدر الإخبارية

عقب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لمناسبة الذكرى 46 ليوم الأرض، اليوم الأربعاء، قائلا “إنّ الأرض الفلسطينية هي عنوان وهوية ومركز الصراع الدائم مع الاحتلال وأطماعه التوسعية.

وأضاف اشتية: “أنّ الشعب الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء دفاعا عن أرضه ووجوده وعنوان هويته، لن يتنازل عن شبر واحد منها، وأنه لن نساوم عليها، ولن يقبل بأقل من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 بعاصمتها القدس”.

واستذكر  اشتية، لمناسبة الذكرى 46 ليوم الأرض، الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الأرض أمام محاولات المستوطنين تغيير معالمها الجغرافية والتاريخية، والاستيلاء على مقدساتنا وموروثنا الديني والثقافي.

ووجه اشتيه التحية للمدافعين عن الأرض والزيتون، في مواجهة التمدد الاستيطاني الذي يستهدف ما تختزنه الأرض في باطنها من ثروات، وإصرارهم ومضاء عزيمتهم في مواجهة السياسات والممارسات العنصرية والتهويدية والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ضد أصحاب الأرض الأصليين لصالح المستوطنين الطارئين.

اقرأ/ي أيضا: فعاليات فلسطينية بالداخل المحتل إحياءً لذكرى يوم الأرض 

ودعا المنظمات الحقوقية الدولية لإدانة الانتهاكات المتواصلة بحق الأرض والإنسان والتي اعتبرتها تقارير أممية بأنها ترقى إلى جرائم حرب توجب العقاب.

وطالب بوقف سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع القوانين الدولية، وفرض عقوبات على الاحتلال الذي يمارس سياسات الاضطهاد والعنصرية ضد شعبنا المتمسك بوجوده على أرضه مهما بلغت التضحيات.

وأكد اشتية، على أنّ حتمية انتصار شعبنا في معركته المستمرة ضد الاحتلال والاستيطان، ويقينه بقدرة الشعب الفلسطيني على حماية أرضه وإقامة دولته المستقلة وتحقيق حق العودة للاجئين وفق القرار الدولي رقم 194.

واستذكر رئيس الوزراء، في ختام حديثه، كلمات الشاعر الخالد محمود درويش لسيدة الأرض أم البدايات وأم النهايات التي كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين.

وتعود أحداث هذا اليوم، حينما هب الفلسطينيون بالداخل المحتل احتجاجًا على استيلاء الاحتلال الإسرائيلي لـ نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، منها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيره، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات عليها وتهويد سكانها.

فيما تزامن مع ذلك بتاريخ أول مارس 1976 إصدار لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية “يسرائيل كينغ”، الوثيقة السرية حملت اسم (كينغ) ، والتي تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

ونصت الوثيقة على إفراغ الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وإحلال بدل منهم مستوطنين إسرائيليين، وتكثيف الاستيطان، وإقامة حزب “عربي” يعتبر “أخا” لحزب العمل الإسرائيلي ويركز على المساواة والسلام، ورفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية.

وتضمنت الوثيقة  أيضًا الحصار الاقتصادي لأهالي المناطق العربية في الجليل، من خلال تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وزيادة نسبة التحصيل الضريبي وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.

يوم الأرض.. دعوات في الداخل المحتل للمشاركة في فعالياته

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

دعا ناشطون فلسطينيون في الداخل المحتل، للمشاركة في فعاليات ذكرى يوم الأرض، التي توافق الأربعاء في 30 من الشهر الجاري.

وقال الناشط واكد نصار : إنه “تقرر أن تقام تظاهرتان مركزيتان في عرابة البطوف والنقب المحتل”، مشيرًا إلى أنه “سيجري العمل على مهرجان في عرابة، وهو نشاط تقليدي يتم تنظيمه منذ العام 1976”.

ولفت نصار في تصريحات صحفية، إلى أن النشاط الآخر سيكون في النقب لدعم صمود الأهالي، في ظل دفاعهم عن أراضيهم التي تتعرض للتحريش والتجريف ومحاولات الاستيلاء من سلطات الاحتلال.

وأشار نصار إلى أن فعاليات يوم الأرض ستمد في كل مدن وبلدات أراضي 48، حيث تشمل النشاطات فعاليات، كزيارة أضرحة الشهداء وتظاهرات محلية تنطلق في عدة مناطق، إلى جانب أنشطة تربوية وتثقيفية.

وقال: “ذكرى يوم الأرض هي مناسبة عزيزة علينا وعلى مجتمعنا العربي في البلاد.. هذه المناسبة ترتبط بخطة ومؤامرة سلطوية لوضع اليد على أراضينا وسلبنا أهم مقومات وجودنا وهي الأرض.. ومن عرابة انطلقت الشرارة الأولى ليوم الأرض عام 1976”.

ويحيي الفلسطينيون في 30 آذار (مارس)من كلِ سنة، يوم الأرض الذي تَعود أحداثه لعام 1976 بعد أن صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في الداخل المحتل.

وعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

وتخلل الهبة الشعبية التي أشعلها الفلسطينيون آنذاك، إضرابًا في عدة مدن فلسطينية، بالجليل الأعلى وحاولت القوات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، أوقعت أحداثه شهداء وجرحى بين صفوف الفلسطينيين، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص.

ووفق تقارير لـ الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- تفيد بأن الاحتلال الإسرائيلي استولى على قرابة مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.

فيما تزامن ذلك بتاريخ أول آذار (مارس) 1976 إصدار لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية “يسرائيل كينغ”،وثيقة سرية حملت اسم “كينغ”، تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

ونصت الوثيقة على إفراغ الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وإحلال بدل منهم مستوطنين إسرائيليين، وتكثيف الاستيطان، وإقامة حزب “عربي” يعتبر “أخا” لحزب العمل الإسرائيلي ويركز على المساواة والسلام، ورفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية.

وتضمنت الوثيقة  أيضًا الحصار الاقتصادي لأهالي المناطق العربية في الجليل، من خلال تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وزيادة نسبة التحصيل الضريبي وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.

ورغم مرور 45 عاما على ذكرى إحياء الأرض، لم يتوان الفلسطينيون في أراضي الـ48 المحتلة والبالغ عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من إحياء ذكرى يوم الأرض، مؤكدين على مسيرة بقائهم وانتمائهم، وتشبثهم بأرضهم.

ولا يرى الفلسطينيون في يوم الأرض مجرد حدث تاريخي، بل معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية، ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوما وطنيا بالنسبة لهم في كل أنحاء فلسطين، والشتات.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء، فإن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% من مساحة الأراضي فقط.

 

فتح: الأرض الفلسطينية هي جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي

رام الله- مصدر الإخبارية

شددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، اليوم الاثنين على أن الأرض الفلسطينية هي جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الحركة في بيان صدر عنها، بمناسبة ذكرى يوم الأرض الذي يصادف يوم غداً الثلاثاء، إن شعبنا سيواصل صموده على أرض وطنه التاريخية فلسطين، ويقدم من أجل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي كل التضحيات.

وأضافت أن كفاح شعبنا الفلسطيني يتواصل بإرادة صلبة منذ أكثر من 100 عام، وأنه لن يتوقف حتى تحقيق حريته سيدا على أرضه التي تعتبر جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وحيّت “فتح” في ذكرى يوم الأرض الجماهير الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب “التي صنعت بصمودها يوم الأرض وتصدت وتتصدى لمحاولات الحكومات الإسرائيلية الاستيلاء عليها”.

وأشارت إلى أن “هذا الجزء الغالي من شعبنا هو الذي حافظ على هوية الأرض والإنسان الوطنية، وتحول الى شوكة في حلق المشروع الذي روج للمقولة الزائفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

وذكرت “فتح” أن الرمزية الاستراتيجية ليوم الأرض، تأتي كونه من اللحظات الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وفعل نضالي واعي تماماً مثله مثل رد فتح على نكبة فلسطين عام 1948 وانطلاقها بالثورة للتأكيد على هدف تحرير الأرض والعودة.

وقالت “فتح” في بيانها إنها “تعاهد جماهير شعبنا بمواصلة السير على الطريق الذي رسمه شهداء يوم الأرض وكافة شهداء شعبنا بدمائهم وتضحياتهم، ورسمه أسرانا بصمودهم وصبرهم”، مشددة على أن الكفاح الوطني لن يتوقف حتى تحقيق هدف التحرير، والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

44 عاماً على ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الخالد

فلسطين المحتلةمصدر الإخبارية

يحيي الفلسطينيون اليوم الاثنين، يوم الأرض الخالد، الئي يصادف في الثلاثين من مارس/آذار من كل عام، في الداخل والشتات، حيث جرت أول مواجهة مباشرة بين الفلسطينيين من جهة، و الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948؛ كانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل .

ويعتبر الفلسطينيون يوم الأرض رمزا من رمز الصمود الفلسطيني، ويشكل لديهم معلمًا بارزًا في التاريخ النضالي لهم، باعتباره اليوم الذي أعلنوا فيه تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم. ويوم الأرض، وما جرى فيه من التحام بطولي بين الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة عام 48، لم تنته فصوله، ولا يزال الفلسطيني يناضل في معركة الأرض، حيث ما زالت مصادرة الأرض مستمرة، وما زالت قضية الأرض أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية.

يوم الأرض الخالد، يوم أن ضحى الفلسطينيون بأرواحهم من أجل أرضهم والوقوف في وجه الاحتلال الذي ما فتئ ينتزع من أرضهم ما يشاء، ويقضم مساحتها لصالح مشاريعه الاستيطانية لإحلال المهاجرين اليهود القادمين من كافة أصقاع الأرض ومن دون حساب في أي جهة كانت في أي مكان. هبت الجماهير في 30 من آذار عام 1976، دفاعاً عن أرضهم، بعد أن صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق السكان الفلسطينيين، ولاسيما في منطقة مدينة الجليل (عرابة)، شمال فلسطين المحتلة، فأعلنت الإضراب الشامل.

اتحدت الجماهير الفلسطينية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 الاحتلال الصهيوني، وكان ردّ الاحتلال عسكريا شديدا، إذ دخلت قوات معززة من جيش الاحتلال مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى، الفلسطينية لوقف الاحتجاج الفلسطيني على مصادرة الأرض وقضمها.

يوم الأرض ساحة حرب

تصادمت الجماهير الغاضبة والمحتجة مع قوات جيش الاحتلال، وحدثت اشتباكات دامية حولت المدن والقرى الفلسطينية إلى ساحة حرب حقيقية، فكانت حصيلة الاشتباكات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص جيش الاحتلال واثنان برصاص شرطته المعززة بالأسلحة المختلفة.

ما ميز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، وتصادمت مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجهه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي.

ورغم عدم وجود أي مخططات لاشتعال غضب الجماهير، إلا أن إرهاصاتها كانت واضحة المعالم لدى حكومة الاحتلال، وخاصة بعد صدور وثيقة متصرف لواء الشمال في وزارة داخلية الاحتلال كاقتراح لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية إزاء معاملة “الأقلية العربية في الاراضي المحتلة”، حاولت سلطات الاحتلال منع حدوث الإضراب وكسره عن طريق التهديد بالقمع والعقاب الجماعي، ولم تحاول الالتفات إلى الموضوع بجدية أكثر، بل سعت إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض.

إجراءات انتقامية

عقدت حكومة الاحتلال إزاء ذلك، اجتماعا استمر أربع ساعات تقرر فيه تعزيز قواتها في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات، وقامت قيادة الهستدروت بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل باجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض، فيما بعث المدير العام “لوزارة المعارف” تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.

طالبت الجماهير الفلسطينية بوقف حمام الدم واستهداف الفلسطينيين، وإقامة سلطات الاحتلال لجنة للتحقيق في استهداف مواطنين عُزَّل يحملون الجنسية “الإسرائيلية” إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التام بادعاء “أن الجيش واجه قوى معادية” يعتبر يوم الأرض حدثًا مهمًا في تاريخ الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد القرارات المجحفة وتحاول إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له أثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي.

وتحول يوم الأرض إلى يوم وطن فلسطيني بامتياز، حيث يحيي الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية هذ اليوم بمسيرات ونشاطات وطنية مرددين الأناشيد الفلسطينية التي تدل على الصمود والتحدي رافعين شعارات تطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي ونشاطات ضد مصادرة الأراضي الفلسطينية.

Exit mobile version